Tuesday, 26 June 2012

{الفكر القومي العربي} RE: موسكو : لا وحياتك يامرسي


 

From: dr.khalaf@al-tawil.com
To: dr.khalaf@al-tawil.com
Subject: موسكو : لا وحياتك يامرسي
Date: Sun, 24 Jun 2012 12:38:43 -0400

هذا هو التعليق الاول والرأي الحقيقي للكرملين بالتوافق الامريكي – الاخواني الذي أفرز  ترئيس مرسي

 

تحليل كتبه إيغور إيغاتشنكو  : موقع "الثقافة الإستراتيجية" الروسي

حذر وليام تايلور، الذي يحمل لقب "المنسق الخاص لتحولات الشرق الأوسط" في وزارة الخارجية الأمريكية، عسكر مصر من القيام بـ"انقلاب عسكري"، في كلمة له في مؤسسة "مجلس الأطلسي"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستقبل بهدوء فوز الإخوان المسلمين (وقد تكررت مثل هذه التصريحات على لسان مسؤولين أمريكيين كبار منهم هيلاري كلينتون).

وكان اتفاقاً سرياً حول دعم الولايات المتحدة لنشاطاتهم قد تم التوصل إليه في شهر تشرين الثاني 2011 في فرانكفورت بين فريق من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA بقيادة مدير الوكالة ديفيد بتريوس وممثلين عن قيادة الإخوان المسلمين.

وفي بداية شهر كانون الثاني 2012 التقى وليم بيرنز، نائب وزير الخارجية الأمريكية، مع محمد مرسي بصفة الأخير رئيساً لحزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين.

أن الدوائر الحاكمة في الولايات المتحدة كانت قد وضعت رهانها على الإخوان. ومن اللافت للنظر كيف ظهرت مجموعة من المقالات التي تتغنى بالإخوان المسلمين في وسائل الإعلام في الولايات المتحدة قبيل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية. مثلاً، عبرت صحيفة النيويورك تايمز عن تفاؤل حذر إزاء الحملة الرئاسية لمرشح الإخوان المسلمين.

وفي نيسان كتبت نفس الصحيفة بأن إدارة أوباما قد شرعت بالتراجع عن عقود من عدم الثقة والعداء تجاه الإخوان المسلمين.

وفي نفس الفترة تقريباً ذهب فريق من الإخوان المسلمين إلى واشنطن لزيارة البيت الأبيض وعقد المحادثات مع مجلس الأمن القومي للولايات المتحدة، ومع جون مكاين وليندسي غراهام، عضوي لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي.

الإخوان المسلمون عبارة عن بنية تنظيمية تأخذ شكل شبكة، وهي منظمة دولية إسلامية تضمّ في صفوفها حماس في فلسطين وحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني وغيرهم، ولديها فروع في سورية والعراق ولبنان والسودان وحتى في دول وسط - آسيوية مثل كازاخستان وأوزبكستان. وتمثل مناصبها القيادية ثلاثين بلداً حول العالم… وهي تعتبر منظمة إرهابية في روسيا والعديد من الدول الأخرى.

وقد حارب الإخوان الاتحاد السوفييتي في أفغانستان في الثمانينات، وحاربوا وروسيا المعاصرة في الشيشان وداغستان… وفي عام 2011 لعب الإخوان المسلمون دوراً فعالاً في إسقاط معمر القذافي.

ولدى الإخوان مكتبٌ رسميٌ في أوروبا، بالتحديد في بريطانيا العظمى، البلد الذي أصبح ملجأ آمناً للعديد من الإرهابيين الدوليين، والإخوان المسلمون لا يصنفون كمنظمة إرهابية هناك!!.

إن الإخوان المسلمين المنظمين على نمط الجمعيات الماسونية السرية ,تعود صلاتهم بالمخابرات البريطانية والأمريكية للعام 1928… وحسب ستفن دوريل، مؤلف كتاب "أم أي 6: داخل العالم الخفي للاستخبارات السرية لصاحبة الجلالة"، فإن المخابرات البريطانية نجحت في تأسيس اتصالات وثيقة مع الإخوان المسلمين بعيداً في الماضي منذ عشرينات وثلاثينات القرن العشرين.

وبعد الحرب العالمية الثانية حلّت محلها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" دون أن يعني ذلك بأي شكل تقليص الاتصالات مع البريطانيين. على العكس تماماً إذ أن صلات الإخوان مع "السي أي إيه" و"الأم أي 6" تعززت عندما وصل جمال عبد الناصر للسلطة عام 1954… وقدم حلفاء الأنغلو - سكسونيين في الشرق الأوسط – السعودية والأردن – الدعم المالي والملجأ الآمن للإخوان.

وحسب جان جونسون، وهو مراسل سابق لصحيفة الوول ستريت جورنال، فإن موجة اهتمام جديدة بالإخوان المسلمين قُدحت شرارتها في الدوائر العسكرية والسياسية للولايات المتحدة بعد دخول القوات السوفيتية أفغانستان في 1979.

وبعد عام 1991، تراجع الإخوان المسلمون إلى الخلفية، وبدءأ من عام 2004، بدأ المحافظون الجدد لإدارة بوش الابن، في حماستهم لإعادة تشكيل خريطة "الشرق الأوسط الكبير"، يحتاجون الإخوان مجدداً… وكما نستطيع أن نرى، حافظ تغيير الرئيس الأمريكي القابع في البيت الأبيض (من بوش إلى أوباما) على هدف بناء "الشرق الأوسط الكبير" سالماً… وهذا ليس مفاجئاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن أعضاء فريق السياسة الخارجية لبوش الابن المسؤولين عن سياسة التقارب مع الإخوان المسلمين يمسكون بمناصب في بنية إدارة أوباما.

أن إضعاف الصين هو الأولوية الأولى للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في المستقبل القريب، وأي وسائل يمكن تبنيها لتحقيق الهدف… ولسوف تركز الجهود الأساسية على مد تواجد الولايات المتحدة إلى منطقة آسيا - المحيط الهادئ… ولهذا سوف تقوم الولايات المتحدة بالانسحاب تدريجياً من "الشرق الأوسط".

لكن الدوائر الحاكمة في الولايات المتحدة لا تريد أن تتركه وحده خوفاً من أن تقوم الصين، التي تكثف جهودها لتعزيز نفوذها في المنطقة، من ملء الفراغ بسرعة.

وإذا كان هدف الولايات المتحدة الأمريكية هو ملء فراغ النفوذ السياسي على المستوى الإقليمي، فليست ثمة أداة أفضل من الإخوان المسلمين… فهم حالياً يحاربون النظام في سورية، أي أنهم ينفذون مخططات الولايات المتحدة لخلق "شرق أوسط كبير".

وكما تقول صحيفة "الورلد تريبيون" الأمريكية، فإن إدارة باراك أوباما قررت أن الإخوان المسلمين هم الذين يجب أن يحكموا في سورية بعد إسقاط الحكومة السورية… ومبكراً في تموز 2011، التقت هيلاري كلينتون بالإخوان المسلمين السوريين ودعتهم للتعاون القريب مع تركيا بهدف التخلص من النظام القائم…هذه المنظمة الإسلاموية تم "تعيينها" لتكون "معارضةً ديموقراطية" للنظام في سورية!!.

وقد أكد هربرت لندن، الرئيس السابق لمعهد هدسون، والرئيس الفخري الحالي لمركز الأبحاث الأنجلو - ساكسوني، بأن باراك أوباما قرر أن يعتمد على تركيا والإخوان المسلمين فيما يتم خلق حكومة سورية ما بعد النظام الحالي، في كتابه المعنون: "الولايات المتحدة تخون المعارضة السورية".

في الواقع يفيد وجود الإخوان الراديكاليين مصالح واشنطن في جعل منطقة "الشرق الأوسط" أكثر "حيوية… فنظام الحكم العسكري المصري الذي ترأسه حسني مبارك لا يفيد لتحقيق مثل ذلك الغرض… فقد بات "ليناً" وكفّ عن أن يكون قوة إقليمية ضاربة رئيسية.

لقد بات واضحاً بشكل مطلق، على الأقل، بأن جزءاً من النخبة السياسية للولايات المتحدة تسعى لدفع "الشرق الأوسط" للسقوط في حرب واسعة النطاق طويلة الأمد في زمن الأزمة الاقتصادية العالمية… والهدف هو حل مشاكلها الخاصة وتحويل اهتمام الرأي العام في الغرب بعيداً عن مشكلة انخفاض مستوى المعيشة ونوعية الحياة، لأنه بات من المستحيل المحافظة على "مجتمع الاستهلاك" بحالته السابقة بعد الآن.

أن حرباً طويلة الأمد في الشرق الأوسط يمكن أن تعطي دفعة لازدهار الصناعة العسكرية للولايات المتحدة، وعندها يمكن لشركات الأسلحة الأمريكية، التي تمارس تقليدياً تأثيراً كبيراً على واشنطن، أن تبيع الأسلحة للمتحاربين… وبدورها يمكن لحكومة الولايات المتحدة أن تصبح وسيطاً في محادثات السلام التي تقوي مواقفها في المنطقة.

إن مجيء الإخوان المسلمين للسلطة في مصر سيؤدي إلى قلبها ضد روسيا والصين…. والقوقاز الشمالي، وما وراء القوقاز، وآسيا الوسطى، ومقاطعة شينجيانغ (اليوغور) الصينية المستقلة سوف تصبح كلها أهدافاً للإسلاميين الراديكاليين.

إن الفرع السوري للإخوان المسلمين سبق له أن وصف روسيا والصين وإيران بأنهم (شركاء في جرائم قتل المدنيين السوريين)، متهماً إياهم بتقديم الدعم السياسي وإيصال الأسلحة للنظام في سورية… وهذا يكشف بوضوح التوجه السياسي للإخوان ويظهر من يعطيهم الأوامر!!..

ولن يكون من السهل على الإخوان أن يقووا مواقعهم في مصر، فالقوات المسلحة تقف في طريقهم، وكل السلطات في البلاد تتركز في أيديها… وبالتالي فإن مصر الآن مهيأة لصراع مميت حقيقي، ونتيجته لا يمكن التنبؤ بها... فمن جهة، يخرج الإخوان المسلمون للفضاء المفتوح، ولديهم فرصة "للضغط" على العسكر لجعل الثورة المصرية تدخل في "جولة ثانية".

ويدرك الإخوان أن الأمريكيين يعتمدون عليهم ولسوف يبذلون قصارى جهدهم لإثبات أهليتهم لواشنطن.

 

No comments:

Post a Comment