Wednesday, 1 May 2013

{الفكر القومي العربي} ابراهيم عيسى ولماذا تنهار مصر؟ وربح البيع أبا يحي

ابراهيم عيسى ولماذا تنهار مصر؟ وربح البيع أبا يحي
بقلم
دكتور محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية الريفية بجامعة الإسكندرية
01227435754
1 مايو 2013
تنهار مصر الآن لأن ليس فيها ما يكفي من أمثال إبراهيم عيسى. الآن "باي باي" أيها الإخوانجية الذين ربما يكون قد جذبكم هذا العنوان، فبقية المقال لا تخصكم، وربما قد تضيق بها صدوركم حرجا لأنكم ستضطرون لفعل ما لا طاقة لكم به، وهو التفكير الحر، وخاصة مع تذكر منظر "الحمالات"، وخذوا معكم بالمرة المتكبرين المتغطرسين ممن يظنون أنفسهم أصحاب الحكمة والوعي وهم أعداء النجاح.
منذ أكثر من عام (وبالتحديد في 22/4/2012) شرحت في مقالات أربع تفنيدا لِلِمَاذا لا يصلح الإخوان المسلمون لحكم مصر في الروابط التالية:

هل يصلح الإخوان المسلمون لحكم مصر؟ ١ 

http://www.ahlan.com/2012/04/22/can-ekhwan-rule-egypt/

هل يصلح الإخوان المسلمون لحكم مصر؟ ٢
هل يصلح الإخوان المسلمون لحكم مصر؟ ٣ 
http://www.ahlan.com/2012/05/10/can-ekhwan-rule-egypt-3/
هل يصلح الإخوان المسلمون لحكم مصر؟ موجز الحلقات
http://www.ahlan.com/2012/05/15/can-ekhwan-rule-egypt-review/
لن أكرر ما قلت، فللقارئ المدقق أن يرجع لتلك المقالات. ومن ثم فأجيب مباشرة على سؤال هذا المقال: لماذا تنهار مصر حاليا؟ الإجابة ببساطة شديدة هي أمران:
أولا: الإخوان المسلمون فعلا لا يصلحون لحكم مصر.
ثانيا: الإجابة الثانية هذه قالها المحارب الإستراتيجي الفذ نابليون بونابرت في عبارته الشهيرة:
 "العالم يعاني كثيرا. ليس بسبب عنف الأشخاص السيئين، ولكن بسبب صمت الناس الطيبين."
Le monde souffre beaucoup. Pas à cause de la violence de mauvaises personnes, mais en raison du silence des bonnes gens.
الناس الطيبون أمثال إبراهيم عيسى والذين لا يصمتون، هم كتلة حرجة يمكن بعد الوصول إليها أن تتوقف المعاناة والانهيار المصري الآن على يد حكم الإخوان والمتسلفة وأتباعهم من المسيئين للدين ولمفهومه ولمهمته في الحياة. لا نطلب من الشعب المصري كله أن ينضم لتلك الكتلة الحرجة ممن سوف نسميهم هنا "طلائع الثورة ووقود حركتها". أول الكلمات في مفهوم الثورة والتي تعبر عن أصل وكنه وماهية وطبيعة الثورة هي "حركة اجتماعية... " ثم نذكر خصائص هذه الحركة المميزة للثورة وهي إحداث تغير جذري في بناء ووظائف المجتمع وثقافة مؤسساته وطريقة حياته بما يحقق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. أما أصل الثورة وهو "الحركة الاجتماعية" فلابد من توافره، بمعنى أنه لا يمكن أن تحدث ثورة دون تعبئة الكتلة الكافية من الشعب والمجتمع كما حدث يوم خروج حوالي 20 مليون مصري في شوارع مصر وميادينها في ثورتنا الينايرية المستنيرة.
الإخوان الحاكمون وأتباعهم، شأنهم شأن النظم الاستبدادية الوحشية، يحاولون أن يوقفوا نمو تلك الكتلة الحرجة من طلائع الثورة من خلال الملاحقة القانونية الظالمة، والخطف والتعذيب والتنكيل الجسدي لدرجة الاغتيالات الغادرة للشيخ عماد والحسيني وجيكا وكرستي ...وغيرهم، ثم من خلال الإلهاء بعظائم الأمور وأخطرها، وافتعال قضايا خطيرة مثل مذبحة القضاء الحالية وقانون السلطة القضائية ومشروع قناة السويس والفتنة الطائفية المحلية والعالمية الشيعية وغير ذلك من أساليب إلهائية خسيسة.
والله ما دفعني لكتابة هذا المقال شيء قدر تقطع أوصال قلبي حينما شاهدت أبا يحي في برنامجه العظيم "هنا القاهرة"، وهو يرد على رسالة نصية لأحد المشاهدين الخسيسين تقول له "ربنا ينتقم منك أنت وأولادك"، فما كان من أبي الخليل عيسى القدير إلا أن قال "أنا؟ ماشي. بس ذنب ابني إيه؟" حينئذ تذكرت ابني ماجد المهندس المعماري والذي يزيد عمره عن عمر الحبيب ابراهيم عيسى بعام وشهر حيث أنهما ولدا عامي 64، و 65 ، على التوالي. وإن كان ابراهيم عيسى أصغر من ابني، فوالله إني لأجلس أمام التلفاز لأتعلم من أستاذ فذ لي، ولا داعي لتفصيل ذلك حتى لا يَحْثُ التراب في وجهي.
الخلاصة: إذا أردنا لمصر ألا تستمر في الانهيار، فلابد من إصلاح الحكم الإخواني أو وقفه. إصلاح الحكم أمر مستحيل لأن الإخوان لا يحكمون، ولكنهم يحاربون حتى الشهادة في نظرهم من أجل إقامة خلافة الإخوان وحكم العالم وأستاذيته، هذا في الوقت الذي ينتشون فيه بملذات الدنيا وأطايبها التي حرموا منها، مثلهم كمثل الطالب الأزهري الفلاح الذي ذهب للمدينة قديما لأول مرة ففتن وانساق في ملذات شكري سرحان مع تحية كاريوكا في فيلم "شباب امرأة". الناس الطيبون أمثال البرادعي وصباحي والشباب مثل مصطفى النجار وعمرو الليثي ومن هم على شاكلتهم أقول لهم لا أمل في إنقاذ مصر إلا من خلال توعية النفس أولا ثم الشعب ثانيا بأنه لا مناص من "حركة شعبية" ملايينية، يخطط ويعمل من أجلها، حتى تفوز مصر بإحياء الثورة العظيمة يحرسها ويؤمن حركتها جيش مصر العظيم وزعيمه الجديد الذي يبني بسرعة متزايدة شخصية كارزمية إلهامية تجمع بين حكمة مانديلا وإخلاص سوار الذهب  وسحر عبد الناصر، أي الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليقود الثورة في فترة انتقالية جديدة يُصلح فيها ما أفسده المجلس العسكري السابق.
 
Prof. Mohamed Nabil Gamie
Department of Rural Development, College of Agriculture,
Alexandria University, Al-Shatby, Alexandria, Egypt
mngamie@yahoo.com
01227435754



No comments:

Post a Comment