نحن وهم ... شتّان ما بيننا وبينهم ! / عاطف الكيلاني
عاطف زيد الكيلاني ( الأردن ) الثلاثاء 7/5/2013 م
... ومن نكون نحن ، ومن يكونون هم ؟
نحن ، أقصد بها كلّ المنحازين الى جانب أوطانهم وشعوبهم .. كل الشرفاء من أبناء شعوبنا العربية .. كل الوطنيين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية واتجاهاتهم السياسية .
نحن ، من دفعنا وما زلنا ندفع الثمن الباهظ لمواقفنا المبدئية من مجمل القضايا التي ناضلت أجيال وأجيال من أجلها .
نحن ، من كتاب وصحفيين وإعلاميين وأدباء ومفكرين وضباط وطنيين وجنود شرفاء ورجال دين من مختلف الملل والطوائف ، ومن أفراد عاديين من مختلف الشعوب العربية ، فقراء وفلاّحون وكادحون ومهمّشون ومتوسّطو الحال ..
نحن ، هذا الطيف الواسع من التنوّع الفكري والحزبي الذين ما خانتهم ذاكرتهم الوطنية والقومية يوما ، وما تاهت بوصلتهم في زحام التضليل الإعلامي وإعادة تشكيل الخرائط لمنطقتنا والعالم بما يخدم المصالح الصهيوأمريكية .
نحن ، فرسان هذا الزمان القابضين على جمر الإلتزام بالمباديء مهما كان الثمن ، الواقفين دوما في الصفوف الأمامية والخنادق المتقدمة في مواجهة ما يحاك من مؤامرات على أوطاننا وشعوبنا .
نحن ، من تظاهرنا نصرة للشعب الفيتنامي في سبعينات القرن المنصرم في ثورته على الإمبريالية الأمريكية ( دون أن نقبض من الرفيق هوشي منه أو ثوار الفييتكونج ) .
نحن ، من وقفنا الى جانب قضايا الشعوب وفرحنا لانتصاراتها وحزنّا على شهدائها وفراق رموزها .
نحن ، من رقصنا فرحا عندما انتصرت ثورة الشعب الإيراني على نظام الشاه العميل الأمريكي وجهاز مخابراته ( السافاك ) .
نحن من أحزننا حد الفجيعة موت الرموز التقدمية في عالمنا ، ابتداء من نهرو وسوكارنو ، مرورا بتيتو والزعيم الخالد جمال عبد الناصر ، وليس انتهاء بسلفادور اليندي .
نحن من تظاهر بعضنا ذات يوم قارس البرودة في موسكو – حيث تواجد هذا البعض ، وكنت منه - ، في سبعينات القرن المنصرم للمطالبة بالإفراج عن صالح رأفت والمعتقلين السياسيين في الأردن ، وتيسير قبعة المعتقل وقتذاك في السجون الصهيونية والمناضلة الشيوعية الأمريكية أنجيلا ديفيز المعتقلة في سجون بلدها أمريكا .
نحن من نقف الآن بنفس الصلابة التي يشهد لنا بها تاريخنا الى جانب الأشقاء في سورية .
نحن من يرى ما لا يمكن للآخرين ( هم ) أن يروه من حجم المؤامرة الهائل الذي تتعرض له سورية وشعبها وجيشها ومقدراتها وتاريخها .
نحن من أدركنا بوعينا السياسي واعتمادا على مرجعياتنا الفكرية التي ما خذلتنا يوما ، أدركنا شأننا شأن كل الشرفاء في عالمنا ، أن النصر المؤزر لسورية وجيشها على كل أطراف المؤامرة قد أصبح أقرب بكثير مما يعتقد البعض .. من ( هم ) .
أما ( هم ) ... ومن ( هم ) ؟ ... فلذلك مقال آخر قريب .
عاطف زيد الكيلاني / الأردن
No comments:
Post a Comment