Saturday 2 August 2014

{الفكر القومي العربي} للتوقيع العاجل في حالة الموافقة

 

رسالة مفتوحة لرئيس جمهورية مصر العربية السيد عبد الفتاح السيسي

من

مثقفين  من مصر ومن بقية الدول العربية

 

هناك لحظات تاريخية تجعل من قائد سياسي وطني زعيما لأمته. هكذا كان قرار جمال عبد الناصر في تاميم قناة السويس وبناء السد العالي الشرارة التي ألهبت حماس الجماهير العربية رغم حكامها المتواطئين مع الاستعمار. لقد اقترن اسمكم بجمال عبد الناصر فتصاعدت شعبيتكم وازداد إلتفاف الجماهير المصرية حولكم آملين في قيادة جريئة وواعية تعيد مصر لموقعها الرائد والتزامها الراسخ بالقضايا المحورية للأمة العربية. لا نتحدث هنا عن قرارات غير محسوبة العواقب كما اننا واعون للاوضاع الشائكة وكيف أن المواقف في الظروف الصعبة تحتاج لرؤية ثاقبة تحدد الاولويات بوضوح وبالتزام شديد.

 

كنا ولا زلنا نعارض بشدة كافة التنظيمات المستغلة للدين لأغراض سياسية وفكرها الذي لا يكترث بمؤسسات الدولة الوطنية والقيم التي تستند إليها. ولقد عبرنا عن غضبنا الشديد لعلاقات الرئيس السابق مرسي مع اسرائيل، ولخطابه "للصديق" بيريز ولتبعيته للسلطة الأمريكية. كما كنا ولا زلنا ندين مواقف القيادات السياسية لحماس التي تنكرت لسوريا الوطن والشعب الذي احتضنها ولانتهاكها للسيادة الوطنية المصرية. لكننا نميز بين القيادات السياسية لحماس ومواطني غزة كما نميز بين حماس وفصائل فلسطينية ونميز بين المقاومين علي الأرض وبين بعض قيادات حماس السياسية.

 

 كما أننا نضع نصب أعيننا أن العدو هو إسرائيل وحلفائها الذين يمدونها بأحدث الأسلحة وبالغطاء السياسي والإعلامي. وإننا علي اقتناع كلي بأن غالبية الشعب المصري رغم غضبه من حماس يدرك أن حماس ليست فلسطين كما أن جماعة الإخوان ليست مصر. ونربأ بكم أن تعيدوا أخطاء السادات ومبارك من تشجيع وتوظيف غضب مصريين من مواقف قيادات فلسطينية لأغراض سياسية مرفوضة. وبالتأكيد لن يغفر الشعب المصري أي تواطؤ أو حتي التقارب من عدوها اسرائيل لأنه لم ينس شهداؤه أو جرائم إسرائيل المتعددة مثل قتل الأطفال في مدرسة بحر البقر ودفن أسري الجيش المصري أحياء.

 

لكل هذا، ومن أجل استعادة مصر لدورها القيادي للعالم العربي الذي لم يتِحقق تاريخيا سوي من خلال التزامها الدفاع عن الحق العربي في فلسطين وتصديها لأعداء الأمة العربية، نطالب سيادتكم بالتعديل العاجل للمبادرة المصرية حتي تتناسق مع مطالب الشعب الفلسطيني وتضييع الفرصة علي كل من يستغل الظروف للنيل من قيادتكم أو من سيادة الشعب المصري الأبي وجيشه العظيم. إن رفع الحصار عن غزة والافراج عن الأسري ما هي سوي مطالب متواضعة سوف يتعذرعلي العدو الاسرائيلي أن يتهرب من تحقيقها في ظل المقاومة الفلسطينية الشرسة. إن رفع الحكومة المصرية للحصار عن غزة لا يتعارض مع حماية الأمن القومي المصري من تسلل إرهابيين مثل إرهابي "داعش" وغيرهم للأراضي المصرية.

لا شك أن التصدي للإرهاب هو أولوية قصوي ولكن هذا لايتناقض مع ضرورة الدفاع عن الحق العربي في فلسطين باعتباره دفاعا عن الأمن القومي المصري كذلك.

واشنطون 2 اغسطس 2014

No comments:

Post a Comment