الرعب ؟؟بقلم فائزة بلحاج
الخميس, 21 يونيو 2012 12:06
البارحة في ولاية صفاقس وتحديدا في قرية سيدي منصور كلم 12 منطقة " أولاد
فضة " بجانب المرسى البحري مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والأهالي وذلك
بعد أن تمّ تطويق المنطقة بقوات غفيرة من البوليس المدجّج بمختلف معدّاته
منذ المساء بتعلة ملاحقة مجموعة من "الحراقة" وقد قامت تلك القوات بإطلاق
الغازات المسيلة للدموع بشكل مسرف لتفريق بعض الشباب والأهالي الذين
تجمعوا إحتجاجا على المداهمات الأمنية التي جرت صبيحة يوم 20 /06 / 2012
على خلفية القبض على بعض " المنظّمين لعملية الهجرة الغير شرعية حسب
رواية الجيهات الأمنية " وقد أدى ذلك العنف غير المسبوق من طرف قوات
البوليس و الاستعمال المكثف للغازات الى سقوط العديد من الجرحى وحدوث
حالات إغماء جرّاء القمع الوحشي الذي لم يستثني أحدا من الأهالي بما فيهم
الاطفال , وكبار السن الذين دفعهم خوفهم على أبنائهم الى الخروج في
محاولة منهم لتهدئة الوضع , وقد أدى ذلك الى حالة من الفزع والرعب
والإحتقان في أوساط السكان خاصة , بعد أن حاول بعض الشباب أن يقوموا بردّ
الفعل وقطع الطريق المؤدي من المدينة صفاقس الى القرية في محاولة منهم
للفت أنظار المسؤولين والسلطات المحلية والجهوية الى مشاكلهم ومشاكل
الجهة التي تعاني ومنذ زمن بعيد من البطالة و التهميش والتفقير بل إن بعض
المواطنين وخاصة الشباب منهم يرون في وضعهم الذين هم عليه نوع " من الميز
العنصري والتحقير المتعمّد لأبناء الجهة " خاصة وأن هذه المنطقة عانت ولا
تزال وعلى مدى عقود من الإهمال وسرقة الإعتمادات التي كانت أو كان " يقال
أنها خصصت لإنشاء مشاريع تنموية بها " . . في حين أن القرية قدمت و منذ
فترة "التحرير الوطني" التضحيات ولاتزال , دون أن ينظر الى تلك التضحيات
بعين الإعتبار , وعلى مختلف الواجهات السياسية التى عاشتها المنطقة منذ "
الحقبة البورقيبة الى الآن " وبالرغم من التعاطي السيء والمعالجة الأمنية
المفرطة التي شهدتها الأحداث ليلة البارحة بقرية سيدي منصور الاّ أن
العديد من الأهالي ومنهم نخبة من الشباب أصرّوا على عدم الأنخراط في
العنف والعنف المضاد وقاموا بحماية المرافق الأساسية الموجودة بالقرية
إقتناعا منهم بأنها ممتلكات الشعب ولا يجب التعرض اليها بالتخريب أو
الإتلاف .. وقد حاولنا أن نتصل ببعض السلطات المحلية والجهوية من معتمد
محلي ووالي الجهة وتوجهنا مباشرة الى مقر الولاية في الساعة منتصف الليل
لكننا لم نتمكن من الحصول على أي ردّ ولم نجد أيّ مسؤول ( في الوقت الذي
كان يمكن أن تؤول الأوضاع الى كارثة حقيقية ) باستثناء العامل بالحراسة
وقد أفادنا الحارس المدني بمقر الولاية أن المعطيات كلها وصلت الى
الولاية منذ المساء وأن السيد الوالي غادر الولاية في حدود الساعة 11
مساء ,, فاتصلت ببعض السادة النواب في المجلس التأسيسي طالبة منهم إشعار
المسؤولين الأمنيين بخطورة مايحدث و التدخل لتجنب حصول الكارثة , وقد
بادر النائبان السيدان أحمد السافي ورفيق التليلي بإجراء الاتصالات
اللازمة , , حيث بقيا يتابعاني معنا الأحداث الى ساعة متأخرة من الليل ,,
وقد أدت تلك الإتصالات الى تراجع ثم إنسحاب قوات الأمن من المنطقة وعودة
الأهالي الى منازلهم بعد أن وعدناهم بمواصلة البحث في الأسباب التي قادت
الى تلك الأحداث والتي في معظمها أسباب ناتجة عن معاناة عميقة وحقيقية
تعيشها الجهة ومواطنيها منذ عهد الإستبداد النوفمبري وماقبل , وهي نفسها
التي تعيشها اليوم وربّما بحدّة أكثر .
--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.
No comments:
Post a Comment