الإعلام السوري والمواجهة التاريخية خاص توب نيوز مروة الربيعي للإعلام دور كبير وهام في المجتمع، اذ يعتبر مرآة الحقيقة وصدى الشارع، ويساهم في نقل هموم الناس وقضاياهم وفي كثير من الأحيان يكون هو الوسيط بين المواطن والمسؤول. كما يمارس الاعلام دوراً رقابياً على جميع مفاصل الدولة ويساهم في تسليط الضوء على الاخطاء بغرض تصويبها، لذلك سمي بالسلطة الرابعة. اليوم وبعد التطور الهائل الذي احدثته وسائل الاعلام والاتصالات في العالم حيث اصبح الخبر ينقل بنفس اللحظة بين الشعوب وبطرق ووسائل سهلة وفي متناول ايدي الجميع، أصبحت لوسائل الأعلام المسؤولية الأكبر والتأثير الأهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما ساهمت العديد من وسائل الأعلام بنقل بلدان من حالة السلم التي تعيشها الى حالة صراعات وفتن وفي بعض الحالات الى حالة حرب. وفي ظل الأزمة التي تعيشها سورية منذ سنة وثلاثة أشهر، رأى الكثير من المراقبين أن الإعلام السوري تطور بشكل ملحوظ مقارنة بما سبق، وذلك تماشياً مع المهمة الكبرى التي انيطت به لمواجهة وسائل الاعلام المعادية والتي تملك امكانات مادية وتقنية هائلة، كما ساهم الكم الهائل من الناشطين المتطوعين العرب الى جانب اشقائهم العرب السوريين برفد الاعلام السوري بالكثير من المعلومات وتسجيلات الفيديو والصوت والصور والوثائق التي كشفت التضليل الأعلامي الذي تروج له محطات اخرى، كما ساهمت بكشف بعض خيوط المؤامرة. هذا الجهاد الوطني الحق الذي مارسه الاعلام السوري على المستوى المرئي والمسموع والمقروء، أرعب اطراف المؤامرة فدفعهم الى اتخاذ قرارهم في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في الدوحة بتاريخ 2 حزيران، والقاضي بالطلب من ادارة القمرين الصناعيين العرب سات والنيل سات بإيقاف بث القنوات الفضائية السورية. استقبل هذا القرار بموجة من الادانات والاستنكارات من الاوساط الاعلامية والسياسية، حيث رأت تلك الاوساط إن هكذا قرار يتنافى مع حرية التعبير و حرية الكلمة واعتبرتها خطوة مخالفة لجميع الأعراف والأصول والحقوق. وأشارت مصادر اعلامية عربية إلى إن هذا القرار، يدلل على إن الإعلام السوري استطاع أن يكشف زيف وكذب الادعاءات التي يوردها مروجو الفتنة عبر القنوات المتصهينة وكذلك فضح الفبركات التي لجأت إليها أطراف محلية أو عربية أو إقليمية واستند إليها دعاة مشروع اسقاط الدولة السورية في الغرب عبر دعواتهم للتدخل العسكري في سورية. كما اعتبرت مصادر اعلامية، هذا القرار منافياً لميثاق الشرف الأعلامي، وقراراً جائراً بحق سورية وشعبها، و يندرج ضمن أجندات أقليمية ودولية تريد معاقبة سورية. وأكد مراقبون، إن القرار دليل افلاس في ظل وجود أكثر من 800 محطة إعلامية تنخرط في الحرب والعدوان على سورية فيما لم يستطع مجلس الوزراء العرب القدرة على تحمل سماع صوت متوازن لأربع محطات سورية (رسمية وخاصة)، متسائلين كيف يتخذ هذا القرار في الوقت الذي يسمح لمحطات بتصدير الارهاب والفتنة والتكفير والتطرف وبالتحريض على قتل المسلمين لبعضهم رغم كل الاعتراضات عليها والمقدمة من عدة دول؟ كما دعت جهات اعلامية الى ضرورة العمل على التعاقد واستجلاب أقمار صناعية ليست خاضعة للممولين الذين يمثلون وجهة نظر محدودة، مطالبين الإعلام السوري أن يتواصل في جهاده ليتحول من حالة الدفاع الى حالة المبادرة بالهجوم. من جهة اخرى اعلنت طهران استعدادها لتقديم كافة اشكال الدعم التقني واللوجستي لضمان استمرار البث الفضائي للمحطات السورية، في خطوة اعتبرها مراقبون صفعة لقرار مجلس وزراء الخارجية العرب. ويتبين إن الدول المتحالفة مع سورية والمناهضة للمؤامرة لن تقف مكتوفة الأيدي فيما لو اتخذت ادارة القمرين الصناعيين قرارا بايقاف بث القنوات السورية وفرض حصاراً اعلامياً عليها، كما لم تقف مكتوفة الايدي حيال الحصار السياسي والاقتصادي الذي فرض على سورية. |
Thursday, 7 June 2012
{الفكر القومي العربي} الإعلام السوري والمواجهة التاريخية
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment