-
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "alhewar" من مجموعات Google.
للنشر في هذه المجموعة، أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى alhewaralbanaa@googlegroups.com
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى alhewaralbanaa+unsubscribe@googlegroups.com.
انتقل إلى هذه المجموعة على http://groups.google.com/group/alhewaralbanaa?hl=ar.
"خريطة الطريق" الأميركية – الروسية للحل السياسي في سوريا
عبد الهادي محفوظ
النظام الدولي الجديد لم تـُعرف ملامحه النهائية حتى الآن. لكن الثابت أننا دخلنا مرحلة الخروج من الأحادية القطبية الأميركية التي أفرزت إرباكا دوليا عبر محاولة المحافظين الجدد فرض هيمنة أميركية على العالم العربي إنطلاقا من العراق هدفها إضعاف فكرة الدولة القومية وتهميش دول الطوق المحيطة بإسرائيل وتعميم فكرة صراع الحضارات واعتبار الإسلام مصدرا أساسيا من مصادر الإرهاب الدولي.
فشلت سياسات المحافظين الجدد والتي اعتمدت على فلسفة القوة. وهذا الفشل هو الذي أتى إلى الرئاسة بباراك أوباما الذي تبنى عمليا سياسة الديبلوماسية الناعمة والذي آثر إنجاز الإنسحاب العسكري من العراق وتوظيف "الربيع العربي" في سياق تعويض الآثار السلبية لتراجع المشروع الأميركي على مصالح الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة.
الدبلوماسية الناعمة الأميركية تفسح المجال أمام الحروب البديلة، أي الحروب الداخلية التي يمكنها ان تنتج ما عجزت عن تحقيقه "دبلوماسية القوة الأميركية" لجهة تمزيق النسيج المجتمعي العربي وإعادة تكوينه على مستوى مكوّناته البدائية الطوائفية والقبلية والجهوية. وهذا لا يحول دون كون واشنطن قد فاجأها "الربيع العربي" فكانت سياستها الفعلية "احتواءه" والتضحية بالرؤساء زين العابدين بن علي وحسني مبارك وعلي صالح والإبقاء على النظام السياسي مع إحداث تغييرات شكلية تتيح في الظاهر تعددية سياسية وتبقي السلطة الفعلية في يد المؤسسة العسكرية مع اختبار مشاركة "الإخوان المسلمين" في السلطة من دون الإساءة إلى التوازنات التي تبحث عنها واشنطن. و"المثال المصري" هو الذي يمكن أن يستقرئ المراقب السياسي معه السياسات الأميركية الواضح منها أن واشنطن لم تستسغ ميل "الإخوان المسلمين" إلى الهيمنة على مؤسسات البرلمان والحكومة والرئاسة.
إسقاط "الحل اليمني" على الحالة السورية يبدو من الإستعصاءات التي أدركت واشنطن مؤخرا حتميتها. فهذا "المخرج" الذي اقترحته الدول الخليجية وجد استحالة سورية سببها أن الحالة السورية هي غير الحالة اليمنية… فالمعارضة اليمنية استطاعت الإبقاء على حركة الشارع السلمية. وهذا ما ليست عليه المعارضة السورية التي قدّمت الإعتبارات العسكرية إلى الواجهة وفسحت المجال أمام مسلحين سلفيين أو من "القاعدة" من جنسيات مختلفة. هذا أولا. وثانيا سوريا غير اليمن من حيث الموقع السياسي والدور الإستراتيجي من حيث كونها مفتاح الصراع العربي – الإسرائيلي والدولة المحورية في بلاد "الهلال الخصيب". وثالثا سوريا نتيجة موقعها ودورها استحضرت موسكو وبكين بحيث أصبح الصراع على سوريا يكتسب بعدا دوليا يتقرر من خلاله مصير النظام الدولي الجديد الذي تريد كل من روسيا والصين أن تكون شريكة في صياغته من ضمن حسابات استحالة استمرار الأحادية القطبية الأميركية وما أثارته من نزاعات دولية. وهكذا فإن هناك مصلحة مشتركة أميركية روسية بأن لا تكون الأزمة السورية مدخلا لانفجار كامل على صعيد المنطقة يتمثل بحروب أهلية شاملة ونزاعات طوائفية. وهذا يعني ضرورات محاصرة الحريق السوري والبحث عن مخارج سياسية وديبلوماسية وإخراج "اللعبة" من يد اللاعبين الإقليميين… وفي هذا السياق فإن البحث من جانب الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين قد رسم خريطة طريق جديدة للحل في سوريا تنطلق من نقاط التلاقي بين الطرفين من دون أن تكون نقاط الخلاف هي التي تتحكم بهذه الخريطة. وأما أبرز ما في خريطة الطريق الأميركية– الروسية فهو الآتي:
- مرحلة انتقالية عنوانها تثبيت الإستقرار وفتح الحوار.
- أولوية الحل السياسي الذي يعتمد التعددية السياسية والتنوع وحرية التعبير.
- استكمال الفترة الرئاسية للرئيس الدكتور بشار الأسد واستبعاد طروحات التنحي أو تغيير النظام.
- المعالجة السورية في سياق ترتيب نظام إقليمي جديد تراعى فيه المصالح الأميركية والروسية وخصوصا في موضوع النفط والغاز.
- مقاربة أميركية – روسية مشتركة لموضوع مستقبل الحركات الإسلامية المتطرفة. وفي هذا المجال نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في توسيع رقعة المخاوف الأميركية من خطورة تبني الغرب لظاهرة "الإخوان المسلمين" في السلطة.
- توافق أميركي – روسي على مشاركة إيران في المؤتمر الدولي من أجل سوريا.
- حكومة سورية تتمثل فيها كل الأطياف السياسية التي تتبنى الحل السياسي والديبلوماسي للأزمة السورية وتأتي في سياق تفاهمات أميركية– روسية والدخول في التفاصيل.
- الحؤول دون امتداد الأزمة السورية إلى الجوار الإقليمي وتحديدا في الدائرتين الأردنية واللبنانية. وهذا يعني أن الوضع اللبناني المتوتر لن يصل إلى الإنفجار ولا إلى الوصل بين الوضعين اللبناني والسوري ولا إلى إقامة منطقة عازلة في الشمال وعلى الحدود. وهذا يعني تراجع كون لبنان ممرا للسلاح إلى الداخل السوري.
أخيرا هناك مؤشرات على انفراجات في العلاقات الأميركية – الإيرانية بخصوص الملف النووي. وهنا أيضا كان هناك تفاهمات قد حصلت على هذا الصعيد بين الرئيسين أوباما وبوتين. وهذه الإنفراجات من نتائجها الطبيعية التخفيف من حدّة الأزمة السورية ومن الإستخدام الأميركي لها. وأما المراهنات لدى دولة قطر تحديدا على "تراجع مرتقب" في الموقف الروسي من الأزمة السورية فهي في غير مكانها. وعلى الأقل تركيا أدركت هذا الأمر وهي باتجاه الإنكفاء عن التدخل في الوضع السوري بعد أن لمست أن "التداعيات السورية" يمكن أن تكون مصدر قلق لها في الداخل التركي نفسه.
والملاحظ أنه في الشأن اللبناني يعطي الأميركي الأولوية للإستقرار ولدعم حكومة الرئيس ميقاتي والإستمرار في الجلوس إلى طاولة الحوار من دون مقاطعة أحد… وهذا يفترض ترجمة التقاطع الأميركي – الإيراني على الإستقرار إلى "تفاهمات" أبعد تتناول الربط بين ملفات المنطقة والإنفراجات المرتقبة لها.
النشرة
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "alhewar" من مجموعات Google.
للنشر في هذه المجموعة، أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى alhewaralbanaa@googlegroups.com
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى alhewaralbanaa+unsubscribe@googlegroups.com.
انتقل إلى هذه المجموعة على http://groups.google.com/group/alhewaralbanaa?hl=ar.
No comments:
Post a Comment