سيدى البرادعى استحلفك بالله اصمت د.محمد البرادعى رجل مهنى من طراز رفيع ومعروف فى المجتمع الدولى. وليس كل مهنى مشهور ناجح يصلح أن يكون سياسيا بارعا. وكما قلت سابقا يوجد فارق بين من ينفذ سياسة ومن يصنع سياسة، د.البرادعى كان خير من ينفذ سياسة المؤسسة التى يعمل بها لكنه ليس هو الرجل المؤهل لصناعة سياسة، فصانع السياسة يصلح أن يكون رئيس دولة وقائد لجماعة باشتراط الجرأة والمواجهة، وهما ما يفتقدهما د.البرادعى، وما اختبر فيهما وفشل، وترك الشباب المتعلق به وحيدا فى الميدان بالرغم من ادعائه أنه مفجر الثورة والأب الروحى لها، وكيف لمفجر ثورة وأبها الروحى أن يعيش فى أوربا طوال الوقت؟! يبدو أنه فجرها وحركها بالريموت كنترول كما تصنع أمريكا فى تحريك طائراتها العسكرية بدون طيار وتتحكم فيها عن طريق الريموت كنترول، وكذلك تهرب من الجمعية الوطنية للتغيير وتنكر لها، وسيورط مؤسسى حزب الدستور ويدعى –كعادته- أنه لاعلاقة له بحزب الدستور وأن مجموعة ما هى التى اتصلت به لرئاسة الحزب، ووافقهم وهو محرج. د.الرادعى يتعامل مع الشعب المصرى باعتباره شعبا قاصرا غير كامل الأهلية وأنه هو الوصى عليه، يغيب معظم السنة فى أوربا ويأتى أياما معدودات للإقامة فى القاهرة يمارس الوصاية بالنصح والإرشاد عليهم، يحدد لهم طريق السير حسبما يراه، وعندما يدعوه أنصاره للتواجد معهم يتركهم ويهرب ويذهب لأوروبا يستمتع بطيب المقام فيها وتصير مصر بلده الثانى، وأحيانا يمارس دور ناظر المدرسة الذى يعطى الدروس للطلاب والتوجيهات للمدرسين. مصر تحتاج إلى قائد متواجد فى الميدان يصدق فعله قوله، وليست بحاجة إلى منظر وناصح يبعث بأرائه ونصائحه من وراء البحار وعبر الميديا. قد لا يصدق د.البرادعى أنه خسر كل مصداقيته بعد أن منحه قطاع معقول من الرجال والشباب الثقة عند عودته الأولى للقاهرة بعد تقاعده من وظيفته فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والبرادعى خير من يعرف الفرق بين القائد الجسور الذى يتواجد فى الميدان بين الناس يناضل ويدفع الثمن، وبين من يناضل بالكلام فى الفضائيات فى أوقات الفراغ. مصر بحاجة لمناضلين طوال الوقت وليس بعض الوقت. كفاك يا سيدى أرحنا واسترح، فلا الشعب قاصر ولا انت الوصى، ولا مصر مدرسة ولا أنت ناظرها. يبدو أنها مشكلة فى بعض ممن يعيشون فى الغرب ويحقق شهرة يأتى إلى مصر ويتعامل مع شعبها باعتباره جاهل وهو المنقذ لهم من الجهل تماما كما كان ينظر لها المستعمر القديم، وفى النهاية لايحقق إلا مجده وأطماعه، وهذا لاينطبق فقط على د.البرادعى بل ينطبق على كثيرين يزعمون النهضة بمصر، ويقيمون مؤسسات علمية باسمهم، وجذروهم فى الكيان الصهيونى ضاربة، ونحذر من إقامة صروح علمية يديرها ويشرف عليها مزدوجى الولاء. مصر لن تنهض إلابأبنائها المقيمين فيها، والمغتربين المتجردين من شهوة الظهور والشهرة والعاملين فى مشاريع علمية مشتركة بين المؤسسات العلمية الغربية والمصرية، هؤلاء العاملون فى صمت لهم التحية، والباحثون عن الشهرة وخدمة الغرب فليرحلوا عنا، ولاداعى لفتح معارك جانبية ونزع ورقة التوت من على خطاياهم حتى لا تفجع العامة المصرية التى تفاخر بهم فيهم. صبرنا كثيرا، ويبدو أن حمرة الخجل قد غابت عن القلة الانتهازية، رجاء أن يمتنع المطبلون عن الدفاع عن مصالحهم باسم الدفاع عن قامات عالية، فالشعب واع ويعرف كل درويش منافق ماهدفه ومدى استفادته. ارحمونا يرحمكم الله. وعودوا إلى ماترعرعتم فيه أو انخرطوا مع الشعب وابتعدوا عن الشبهات واعلنوا رأيكم صراحة فى العدو الصهيونى. كونوا عونا لمصر لا تكونوا عونا عليها. د.يحيى القزاز 19/6/2012 |
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.
No comments:
Post a Comment