التحليل الإسبوعي | الزيارة المستفزة
خاص توب نيوز ــ بقلم :حسين الربيعي
من الواضح جدا ان هناك تحالفاً جديداً لتنفيذ الأجندة القديمة ضد وحدة العراق ، تقع تركيا في قمته .. تحالفاً شبيهاً بالتحالفات القائمة في تنفيذ المؤامرة ضد سورية المقاومة ، ضمت القاعدة والقوى الطائفية والعصابات الاجرامية واحزاب تحاول ان تجد لها موقع وقوى شوفينية اقطاعية متطرفة .
فالاحداث التي توالت في العراق في بحر هذا الاسبوع اعلنت عن تشاركية في تنفيذ ما عجزت الولايات المتحدة في تنفيذه خلال فترة الاحتلال ، وهي (الولايات المتحدة) غير بعيدة الان عن تنفيذه ، فهي الملهمة الاولى لهذا المشروع ... بدليل الظهور الامريكي "لزعماء" الادارة الامريكية ومنهم صاحب مشروع تقسيم العراق.
فعملية اقتحام مديرية مكافحة الارهاب من خلال تفاصيلها التي يرويها اشخاص "مطلعون" ... اشبه ما تكون بما يسمى عملية اقتحام دمشق واغتيال الاعمدة الثلاثة .
جائت ضمن ظرف صراع داخلي ... ما بين رئاسة الاقليم والمركز من جهة .. وما بين رئاسة الحكومة والقائمة العراقية من جهة اخرى .
وظهور التدخل التركي السافر من خلال منح الهاشمي وهو المطلوب قضائيا وفق المادة 4 أرهاب ، اقامة دائمية في تركيا ، وزيارة وزير الخارجية التركي المستفزة للمشاعر العراقية الى كركوك ، دون موافقة وعلم السلطات العراقية .
نحن لا نحاول الدفاع عن اي طرف داخل العملية السياسية فهذه النتائج هي نتيجة للسياسة و الثقافة والمشروع المشترك بين اطرافها ، ولعلني اذكر ما قالته الحكومة العراقية ابان تصدي منتظر الزيدي للمجرم بوش وضربه له بالحذاء والتي حاولت من خلالها تبرير القسوة والعنف المبالغ فيه ضد الزيدي ، من ان المجرم بوش كان ضيفاً على الحكومة، فيما يعلم الجميع وفي مقدمتهم الحكومة ، ان بوش وغيره من المسؤولين في ادارته يدخلون ويخرجون من العراق متى شاؤوا ، ناهيك من ان بوش ليس اكثر من لص ومحتل سطى على الاراضي العراقية وانه يستحق واجب التصدي له لا واجب الضيافة ... ولعل الامر يعيد نفسه عن طريق اوغلو ولكن دون ان نشهد منتظراً جديداً.
اليوم .. يحصد السياسيون المساهمون في العملية السياسية ما زرعوا .. دستوراً وثقافةً واتفاقيات سرية وعلنية ، ولكن الامر يجب ان لا ينحصر في هذا المجال اذ ان التشفي لا يعالج الاوضاع ولا يعيد للعراق استقراره .
ان ما نراه مناسباً اليوم ... رغم كل الخلافات والاختلافات مع الحكومة العراقية .. هو الوقوف بحزم الى جانبها في مجال التصدي للتحالف الجديد والتصدي للتدخل التركي ، ومطالبتها بمواقف متشددة في هذا المجال .. وقلب الموازين على راس التحالف التآمري من خلال علاقات جديدة وطنية واقليمية ودولية .
No comments:
Post a Comment