Tuesday, 30 October 2012

{الفكر القومي العربي} مدراء ومسؤولين في السلطه الفلسطينية بشهادات مزورة


          

 مدراء ومسؤولين في السلطة الفلسطينية بشهادات مزورة


بقلم المحامي فهمي شبانه التميمي / القدس


التقيت الرجل ابن الستون عاما في احد شوارع القدس وبادرني بالتحية وبادرته بالسؤال .

-  شو قصة الشهادات الي بتجيبها للناس ؟

-         فقال ضاحكا : اتريد شهادة ماجستير او حتى دكتوراه  ؟

-         قلت له : من اين ؟

-         قال : من رومانيا وروسيا وغيرهم من البلدان الشرقية .

-         فقلت له : لا اعرف اللغة الرومانية ولا الروسية.

-         فقال : مش مهم ما عليك إلا أن تدفع 7 ألاف دولار وتذهب زيارة لرومانيا في منتجع   هناك وسيكون لك هناك ضيافة ... ناعمة ... وغيرها وتحصل على الشهادة الجامعية المطلوب وأنا بقوم بكل ما يلزم.

-         فقلت له : يا رجل هل انا مجنون أن احصل على شهادة دون أن اعرف لغة البلد الذي حصلت على شهادة منها  .

-         فقال : كلهم هكذا.

-         فقلت:  كيف ؟

-         فسرد لي اسماء البعض وقال : لقد حصل فلان على مدير عام من شهادة الدكتوراه التي احضرتها له  ولكنه نصب علي بألف دولار وذلك المحامي الذي احضرت له شهادة الحقوق وهو اليوم يعمل بموجبها وله مكتب بل وانه معتمد من وزارة الاسرى .

-         فقلت له: اسمع هذا الحكي في الطريق ما بنفع شو رأيك تجي على مكتبي في المخابرات الفلسطينية بأم الشرايط في رام الله وهناك بنحكي براحتنا وعليك الامان .

-         فاستعد الرجل لذلك وقال : أنت أبو يوسف كنت طالب عندي وأنا استاذك وأنا والله بحترمك وراح اجي يوم الاحد القادم عندك فاتفقنا على الموعد .

في اليوم المحدد وفي مكتبي بالطابق الخامس بالمخابرات الفلسطينية العامه هذا الطابق الذي كان يضم مكتب رئيس المخابرات ومكتبي التقيت الرجل (ش , ل) وبعد الحديث في الامور العامة وأحوال الناس

-         قال:  بس انا أبو يوسف ما بدي مشاكل مع هؤلاء فمن احضرت لهم هذه الشهادات اصبحوا مسؤولين في الاجهزه الامنية وفي اماكن مهمة في الوزارات .

-         فطمأنت الرجل وبدأت الابتسامة على وجهه وقلت له : ما رأيك أن نبدأ بالمحامي الذي تعتمده وزارة الاسرى كمحام لها .

-         فقال :  انه المحامي اسماعيل الطويل .

-         فقلت له : الذي كان يسكن في الخليل

-          فقال : هو بنفسه

( وكان للحديث مع الرجل بقيه وتشعبات سأذكرها فيما بعد)  وفي نهاية اللقاء ودعت  الرجل وخرج من المقر العام بسلام ووعد أن يتواصل معنا ويزودنا بكشف كامل عن جميع من حصلوا على مثل هذه الشهادات ,

بدوري قمت بمراسلة مخابرات محافظة الخليل والسؤال عن هذا المحامي لتزويدي بالبحث الامني عنه فوردنا أن هذا المحامي  كان قد تم اعتقاله لشبهات امنيه وتم التحقيق معه وانتقل للعيش من الخليل الى رام الله وهناك انشأ علاقة مع بعض رجالات جهاز الامن الوقائي في رام الله ليوفروا له الحماية وكان يحضر الفتيات لأحد مسؤوليهم وساعدوه في التسجيل بنقابة المحامين حيث اعترضت النقابة الفلسطينية في حينه على تسجيله كعضو ممارس لمهنة المحاماة ولكنه استطاع الحصول على قرار من المحكمه بمعاونة علاقاته مع رجالات ذلك الجهاز الامني وتم تسجيله كمحام وافتتح مكتبا له في منطقة الرام , بعد ورود البحث الامني قررت استدعاء هذا المحامي والتحقيق معه وفعلا تم احضاره ولاختصار كل الوقت تم سؤاله سؤالين فقط

1-   اين حصلت على شهادة الحقوق ؟  قال : من روسيا .

2-   ما معنى كلمة محام وقاضي ومحكمه في الروسية ؟ فلم يعرف وقال : نسيت

في هذه الاثناء تم الاتصال من جهاز الامن الوقائي للسؤال عن وضع مندوبهم واستعدوا على احضار كافة الاثباتات المطلوبة لملفه وتم اخلاء سبيله بكفالتهم ولم يفعلوا .

 بعد اسبوع التقيت في وزارة المالية مع وزير الاسرى وسألته

- كيف تعتمدون هذا المحامي وترسلونه لمقابلة الاسرى وسجله الامني مشبوه مما يشكل خطرا على الاسرى حيث انهم سيفشون بأسرارهم له على اعتبار انه من طرف الوزارة ؟ وتمنيت انني لم اسأل هذا الوزير السؤال لأنه اجابني

- استاذ فهمي : هذا الرجل بجيب صفقات كويسه وأحكام متدنية للمعتقلين .

- فقلت له : على سواد عيونه ؟ ولا على كفاءته القانونية ؟ ولا على جهله باللغة العبريه ؟(لغة المحاكمات ) .

-  فقال : هو يعقد الصفقات مع المحققين.

- فقلت له : بغضب  الله يعطيك ويعطيه العافية والله لا يطولها شده .

وفي النهاية ما زال هذا المحامي يمارس مهنة المحاماة ويقابل السجناء باسم وزارة الاسرى ويستمع لأسرارهم وهذه المقالة رسالة مني الى نقابة محامي فلسطين التي احترمها وأبجل  اعضائها .  

No comments:

Post a Comment