الأحد، 29 ديسمبر، 2013
دكتور شريف حافظ: مسئولية إدارة مصر
د / شريف حافظ | الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠١٣ | 1:34:15 شرق
http://www.vetogate.com/744960
إدارة أي دولة مسئولية فائقة، لا يقدر عليها إلا قلة، وهبهم الله القدرة والموهبة والمعرفة... لا تقودهم الشعارات مثل حسام عيسى أو العنتريات مثل جابر نصار ولا يقومون على الخداع مثل عبد المنعم أبو الفتوح ولا يهربون من المسئولية مثل البرادعي ولا يفكرون في أفكار خارج السياق الدولي مثل أيمن نور ولا عن الدفاع عن عدو كما دافع حمدين عن حماس بعد قتلها جنودنا ولا يطالبون بمظلة دولية لضرب دولة شقيقة كما فعل عمرو موسى فيما يتعلق بليبيا ولا يديرون بالانتقام كما فعل مُجمل المحركين الذين طالبوا بعصر الليمون.
من يدير الوطن يعرف تاريخه واعياً بالأعداء والأصدقاء، ولا يُفاجأ مثل هواة السياسة من مُدعين، عندما فوجئوا بالفعل الإرهابي الإخواني... من يدير الوطن، يُقدر خطواته نحو المستقبل، عارفاً أين سيضع قدمه، ولا يتخذ الخطوة فقط لصناعة بطولات وهمية... من يدير وطن، لا يبحث عن "تصفيق مؤقت" ولكن مستقبل أمة ومصلحة أجيال!!
من يدير الوطن، يعي ما يريده الشارع، ويمضي معه بواقعية دون مجرد إرضاء أو دعم لقلة من حاملي الشعارات التي تخبو مع ظهور الحقائق على الأرض... من يدير الوطن ويتحمل مسئوليته، هو من يُضحي من أجل هذا الوطن بنفسه وسمعته، ويعمل في صمت، مُتقبلاً السخرية وتلويث السمعة والتهكم، من أجل مصلحة جموع المواطنين.
من يدير هذا الوطن، يتقي الله في مواطنيه، ويخلص في حب بلاده، ولا يبحث عن مصالح شخصية وصيت ذاتي... من يدير الوطن، لا يتاجر بالوطنية أو الدين ولا يُدمر مُنشآته من أجل أي شيء... من يدير الوطن، لا يقوم بتمثيليات موجهة للإعلام الدولي ولكن أفعال تحافظ على مُنشآت ومصالح البلاد ومواطنيه في الداخل!!
من يدير مصر لن يكون من هؤلاء السياسيين أو النخبة من الهواة ممن أفسدوا حياتنا الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية على مدى ثلاث سنوات، وبالطبع ليس الإرهابيون من إخوان شياطين... من يدير مصر، لابد أن يكونوا من جيش مصر، ولا عزاء للأمريكان الذين لهم ٣٣ رئيسا مدنيا من خلفية عسكرية من أصل ٤٤ رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية... وأشهر رؤساء أمريكا المدنيين من خلفيات عسكرية، هم جورج واشنطن وترومان وأيزنهاور وكنيدي ونيكسون وفورد وكارتر ووريجان وجورج بوش الأب والابن!!
سيُدير مصر رجل من الجيش، نثق فيه ضحى بنفسه وسمعته، مثلما فعل أغلب الضباط بالقوات المُسلحة المصرية، من أجل تراب مصر الغالي... سيديرها من يُقدر معنى المسئولية، ولا يعبث بأمن الوطن ومواطنيه، مثلما تفعل تلك المواهب المدفونة في عهد مبارك، وقد أدركنا جلياً سبب دفنها، بسبب سوء إدارتها المُنقطع النظير، لأغلب قضايا الوطن، منذ ٢٥ يناير، دون رؤية إلا من داخل صالونات الفكر العاجية!!
ولتتذكروا، أن كل ملف يديره المنتمون لـ ٢٥ يناير أو يدافعون عنه، فاشل بسبب إدارتهم هم له أو دفاعهم هم عنه... إنهم يحلمون بإقامة جمهورية للفوضى، ليس لها مكان، ليس فقط في مصر، ولكن حتى في بلاد نشأت فيها أفكارهم المستوردة!!
إنهم لا يعون معنى المسئولية في حد ذاتها ولا مسئولية إدارة مصر، وفي النهاية يُحملون أغلب أخطائهم، على عاتق مبارك ونظامه، الذي ولى، لأنهم غير قادرين، مثلما فعل مبارك نفسه، على الاعتراف بالخطأ، لأنهم لا يتمتعون بشجاعة الرجل في القدرة على تحمل تلك المسئولية، وفي النهاية يبرر لهم "الخرفان المدنيون" الذين لا يزالون تابعين لهم، ويجاملونهم في فشلهم ضد مصلحة الوطن، مُفضلين الأشخاص عليه!!
لا مجاملة لأحد في مصلحة مصر، لأن مصر مش وجهة نظر إلا للجبناء!!
وتحيا مصر
http://medhatbakri.blogspot.com/2013/12/blog-post_29.html
Best regards,
Dr. M. Bakri
Go to Blog: http://medhatbakri.blogspot.com/
No comments:
Post a Comment