مؤتمر بيروت والساحل يطالب بمواجهة موجة تشويه الإسلام ويدعو لمؤتمر وطني عام يتصدى للأخطار على لبنان
عقدت لجنة متابعة "مؤتمر بيروت والساحل" (العروبيون اللبنانيون) اجتماعها الدوري لمناقشة التطورات المحلية والعربية.
استهل الاجتماع الاخ كمال شاتيلا بالقول ان الشارع الوطني بقواه العروبية خاصة كان دائماً صمام الأمان لوحدة المجتمع بعيداً من كل أنواع التطرف الطائفي والفئوي، وهذه القوى العروبية كانت دائماً طليعة المواجهة ضد المشروع الصهيوني وضد الاحلاف الاستعمارية وأول من قاوم الصهاينة المحتلين لأرض لبنان، لذلك فان دوائر خارجية تعمل لاضعاف عروبة لبنان ووحدته من خلال طمس فعالية العروبيين ودورهم، وهذا ما تقوم به اجهزة اعلام متنوعة. ومع ذلك فان دور العروبيين في بيروت والمحافظات لا زال السد الحيوي بوجه العصبيات الفئوية، والناشط دوماً لتحصين لبنان من الفتنة، والعامل باستمرار على تعزيز الوحدة الوطنية.
ثم استعرض المجتمعون أوضاع المناطق، فتحدث الاستاذ خليل الخليل نائب رئيس التنظيم الشعبي الناصري عن أحوال صيدا، وقال إن هناك من يعمل داخل المخيمات لتفجير الاوضاع وإرباك كل ساحة الجنوب، وبخاصة قوى تطرف مسلّح بعضها جاء من الخارج، وهذا الأمر يترك قلقاً كبيراً في صيدا نعمل على احتوائه مع الفصائل الفلسطينية وفعاليات صيدا.
الاستاذ نبيل البابا أكد ضرورة المحافظة على الامن في صيدا بواسطة الجيش وحده وضرورة العمل على تخفيف الاحتقان ومعالجته حفاظاً على الاستقرار.
الدكتور اسعد السحمراني استعرض الاوضاع الامنية في الشمال، مؤكداً أن لا استجابة شعبية للنداءات الفئوية التي تدعو لصراعات مسلّحة، لأن الاغلبية الساحقة تؤيد حق التعبير السياسي لأي فريق وتريد أن يكون ذلك تحت سقف الحفاظ على الامن والاستقرار وجعل الجيش اللبناني هو القوة المسلّحة الوحيدة، ودعا القيادات المعنية الى ضبط اي حادث فردي لمنع تحوّله الى خلاف مذهبي.
الحاج عمر غندور رئيس اللقاء الوحدوي الاسلامي دعا التلفزيونات المحسوبة على الخط الوطني والتي تطمس دور الأحرار، الى التركيز على أن الخلاف في البلد سياسي لا علاقه له بالدين او المذاهب، وانتقد الاساليب المعتمدة في حركة 8 آذار لجهة ضعف التنسيق والمشاورات فيما بينها، وبان ذلك يتحول الى نوع من الاحتكار لا نرضاه خاصة في هذه الظروف العصيبة .
الاستاذ غسان الطبش عضو قيادة المرابطون شرح خطورة تشكيل حكومة فئوية من طرف رئيس الجمهورية، مشدداً على أهمية وجود حكومة تمثل كل التيارات لمواجهة التحديات على لبنان.
الاستاذ خليل بركات ممثل قيادة تجمع اللجان والروابط الشعبية ركز على جهود رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في اطلاق مبادرة بعد هذه الاجواء المتشنجة.
وناقش المجتمعون عدداً من النقاط الواردة على جدول العمل، وأصدروا المواقف الآتية:
أولاً: تدعو اللجنة المراجع الدينية وكل القوى الوطنية العربية الى وقفة مع النفس تتصدى لموجة تشويه الرسالة الاسلامية السمحاء من خلال اصدار فتاوى عشوائية وتصرفات مسيئة للاسلام من جانب متشددين يتصدرون المشهد ويقدمون صورة مشوهّة عن الاسلام. وتؤكد اللجنة على كل حقوق المواطنة المتساوية مع المسيحيين وترفض أي إساءة لهم بسبب معتقدهم الديني، فالمسيحيون شركاء مع المسلمين في الايمان بالله عز وجل وشركاء في الوطن والعروبة الجامعة.
ثانياً: ترى اللجنة أن الازمة البنيوية التي سببتها الطبقة السياسية في البلاد ناتجة عن الامتناع في تطبيق كل بنود اتفاق الطائف منذ العام 1992 بما فيها القوانين العشرة المكملة للاتفاق، وترى أن هذا التجاهل للدستور أدى الى نشوء حكم فئوي متعدد الرؤوس ومجالس نيابية لا يستند قانونها الانتخابي لهذا الدستور، وهو ما حوّل الحكم في لبنان الى حالة احتكار فئوية.
وتطالب اللجنة بعقد مؤتمر وطني عام بحيث تكون أولوية جدول العمل التصدي للمخاطر التي تحيط بالبلد، ومن ثم وضع خطة متكاملة لتطبيق الطائف، بدءاً من الاقرار السريع لقانون انتخابات قائم على النسبية من اجل تمثيل شعبي افضل ومن اجل احترام حق الشعب في تجديد حكامه واختراق هذه الطبقة السياسية العاجزة.
ثالثاً: ترى اللجنة أن قوى الصف الوطني الاسلامي لم تصل بعد الى حالة تنسيق اداري وسياسي لأوضاعها بما يتناسب مع التحديات، وتسجل على قوى في الثامن من آذار جنوحها الى الاحتكار السياسي والانفراد بمواقف لم تتم مناقشتها والتشاور بشأنها مع قوى أساسية في الصف الوطني وبخاصة مؤتمر بيروت والساحل الذي يعبّر عن معظم العروبيين اللبنانيين.
------------------- 30/12/2013
No comments:
Post a Comment