Tuesday 15 March 2016

{الفكر القومي العربي} المؤتمر الشعبي: على "المستقبل" ممارسة النقد الذاتي على سياساته قبل أي حديث عن حوار داخل البيت السني





loge%20mo2tamarالمؤتمر الشعبي اللبناني
        مكتب الإعلام المركزي
 
 
المؤتمر الشعبي: على "المستقبل" ممارسة النقد الذاتي على سياساته قبل أي حديث عن حوار داخل "البيت السني"
 
شدد المؤتمر الشعبي اللبناني على أهمية أن يقوم حزب "المستقبل" بممارسة النقد الذاتي على سياساته قبل أي حديث عن حوار داخل "البيت السني".
وقال بيان صادر عن مجلس بيروت في "المؤتمر": يكثر الحديث في هذه الأيام عن وضع "الطائفة" الإسلامية السنية، بعد أن احتكر حزب المستقبل لسنوات طويلة قرارها بدعم خارجي، وهو  يسعى اليوم لإسترداد ما ضاع من شعبية قامت بالأصل على التضامن الوطني العام ضد جريمة استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولم  تقم على قبول بسياسات التحالف مع القوات اللبنانية أو أمركة هذه الطائفة أو إلزام البلد بنهج إقتصادي متوحش.
ويترافق مع هذا الحديث خروج أصوات تنادي بتوحيد القوى السياسية السنية، منها  من هو في فريق 8 آذار، ومنها من يتعامل مع تركيا من خلال جمعيات دينية تتحرك بهدف توسيع النفوذ التركي في لبنان، ومنها من يقول إن القوى السياسية الشيعية تتحد وكذلك القوى المسيحية، وبالتالي فإن هذا التوحيد يجب أن يسري على القوى السياسية السنية.  وفي المقابل فإن الاميركيين ما يزالون يتبنّون فريق 14 آذار ويعادون العروبيين ويعتبرون حزب المستقبل ممثل السنّة الوحيد، في وقت ما يزال المشروع الصهيوني يركّز على الاحتلال والتقسيم، ويرى في أحرار السنّة سداً اساسياً ضد هذا المشروع وحاضنة للمشروع العربي التحرري وقضية فلسطين ووحدة الصف الإسلامي والوطني، مما ينبغي ضرب هذا السد واضعافه.
إزاء كل هذه الطروحات، يهم مجلس بيروت في المؤتمر الشعبي أن يحدد موقفه بالآتي:
1-  لقد كانت التعددية السياسية تقليداً لبنانياً دائماً داخل كل طائفة ومذهب، لكن سياسة بعض القوى الاقليمية والدولية قامت على إمساك حزب المستقبل بقرار الطائفة السنية وإلغاء التعددية السياسية فيها وبخاصة التيار الوطني العروبي الذي واجه الانتداب وحرب التقسيم الاسرائيلية، وهو تيار لا يقتصر فقط على السنّة بل يجمع أحراراً من كل الطوائف، لكن حينما يُصادر قرار الطائفة السنية دينياً وسياسياً واعلامياً، فان هذا التيار العروبي يُحاصر كما حصل ويحصل ويُحارب لإضعاف وجوده أو التقليل من فعاليته.
2-  لقد حارب حزب المستقبل على إمتداد أكثر من ثلاثين عاماً ما يصطلح على تسميتهم بسنّة العروبة، وخاض ضدهم حرباًَ شعواء في السلطة والاعلام والمال والانتخابات، وتحالف من جهة أخرى مع الجبهة اللبنانية، ويثير ويعبىء المسلمين السنّة مذهبياً ضد حزب الله لكن حينما تأتي الانتخابات البلدية والنيابية وتشكيل الحكومات يتحالف معه ضمن شرط أساس وهو أن يقرّ الجميع باحتكار المستقبل لقرار السنّة وإبعاد قوى التيار العروبي تماماً عن السلطة.
3-  لقد احتكر حزب "المستقبل" قرار الطائفة السنية في كل المجالات، فلم ينتج هذا الاحتكار مشروعاً إنتاجياً واحداً ولا مدرسة أو مهنية أو جامعة أو مستشفى أو مصنعاً، ولم يرفع الحرمان عن المناطق المحرومة وبخاصة في عرسال وعكار، في وقت تتصدّع المؤسسات السنيّة الاجتماعية بما فيها المقاصد وتعاني مادياً لدرجة الخطر، بينما تصرف الأموال ومعظمها من الخليج على الانتخابات والتحالفات والمصالح الشخصية.. فهل ستؤدي الحوارات المستجدة بين المستقبل وبعض الشخصيات السنيّة الى تغيير هذا النهج المدمر للطائفة السنية خاصة وللبنان عامة؟
4-  إنه كلام طيب أن يقال يجب النهوض بالطائفة السنية، لكن كيف؟ هل باستمرار إلحاقها بالغرب؟ هل باستمرار نهج الرأسمالية المتوحشة التي أصابت معظم الشعب اللبناني بكوارث متلاحقة ومنهم السنّة؟ هل بمصادرة دور دار الفتوى لتكون ملحقاً للمستقبل وسياساته الاحتكارية؟
5-  بعد أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً على تجربة "المستقبل" في الحكم، نلاحظ انكفاء الناس عنه وضعف شعبيته بشكل ملحوظ، حيث كانت هناك آمال ووعود لم تتحقق، بل ازداد وضع الطائفة بؤساً بتولي المستقبل لمقاديرها. وكي يهرب هذا الحزب من مسؤوليته عمد إلى إطلاق عصبية مذهبية للتغطية على تقصيره وواجباته، فلم  تحصد القاعدة الشعبية سوى الإحباط وخيبات الأمل وزيادة الإنتقادات من قبل أعضائه والخلافات بينهم، وكاد لبنان يدفع ثمن هذه العصبيات وتدخله في أتون المجهول.
6-  اذا كان حزب المستقبل يريد أن يمارس دوره كحزب فهذا حق له، انما إستمرار احتكار القرار من خلال مصالحات شكلية، فقد أصبح ذلك مستحيلاً.
7-  ان توحيد القوى السنية ليس شعاراً بلا مضمون، والمضمون ينبغي أن يبدأ حزب المستقبل النقد الذاتي لتجربته كلها، سياسياً واقتصادياً وعلى المستوى الاسلامي السني والوطني العام، بمثل ما هو مطلوب منه درس طبيعة المسلمين السنّة وهويتهم وتوجهاتهم وتاريخهم. إن المرحلة تحتاج الى جرأة وشجاعة في ممارسة النقد الذاتي، أما الاستمرار في نفس السياسات فهي ستؤدي الى مزيد من الفشل له ولمن يدعمه خارجياً.
8-  ان الطائفة السنية تحتاج الى مشروع نهوض في دار الفتوى والاوقاف، ودار الفتوى تحتاج الى استقلالية وعدم التبعية للمستقبل أو لغيره، فهي دار كل المسلمين، هكذا كان نهج المفتي الشهيد حسن خالد، أما اللقاءات المظهرية وتحشيد الموظفين بدل الناس فهي لا توحّد الطائفة ولا تنتج قمحاً.
9-  إن التعددية السياسية داخل الطائفة السنية أمر أساسي، وفي كل الاحوال فان التيار الوطني العروبي وفي قلبه أحرار السنّة صمد وسيصمد ويواصل مواجهته للصهاينة، ويدافع عن حقوق كل الشعب، ويوحّد الصفوف بمشروع وطني، ويرفض الفتنة وكل قوى التطرف والارهاب، ويتمسك بالعروبة الحضارية الجامعة، العروبة الحقيقية في مواجهة الصهيونية ومشروع الأوسط الكبير، وليست عروبة 14 آذار التي تراها لباساً ترتديه في المناسبات ولا تفقه شيئاً من مفهومها التحرري الشامل.
 
------------------- 15/3/2016
Email: info@al-mawkef.cominfo@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
 
 
 
 
 
  ----------
Lebanese Public Conference
  ----------
 








No comments:

Post a Comment