Wednesday 30 June 2021

{الفكر القومي العربي} قلبُ ريفلين على الكيانِ وقلبُ أحزابِه على حجرٍ

قلبُ ريفلين على الكيانِ وقلبُ أحزابِه على حجرٍ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

يقوم رئيس الكيان الصهيوني المنتهية ولايته رؤوفين ريفلين بزيارةٍ أخيرةٍ إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مصطحباً معه عدداً من الشخصيات والفعاليات وممثلي الجماعات والهيئات الإسرائيلية، بالإضافة إلى ليئا غولدن والدة الجندي الإسرائيلي هدار غولدن المفقود في قطاع غزة، وذلك بالتنسيق مع المنظمات اليهودية الأمريكية، ومنظمة إيباك الصهيونية، وغيرهم من الهيئات الصهيو أمريكية التي تعتبر مساندةً للكيان الصهيوني وداعمةً له، وحريصةً على مصالحه وخائفة على مستقبله، في ظل تغطية إعلامية أمريكية لافتةٍ وغير مسبوقةٍ، ذلك أن الرئيس الإسرائيلي وفقاً للقانون الإسرائيلي لا يتمتع بصلاحياتٍ سياسية، وليس من مهامه إجراء محادثات وتوقيع اتفاقيات، ورسم سياسات وتحديد مساراتٍ.

 

يدرك الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الذي خاض كيانه أربعة انتخاباتٍ برلمانيةٍ فاشلةٍ، وإن أفضت آخرها إلى تشكيل حكومةٍ ائتلافيةٍ من اليمين واليسار والعرب، إلا أنها توصف بأنها حكومةٌ ضعيفةٌ هشةٌ، لا تستند إلى كتلةٍ برلمانيةٍ كبيرةٍ، الأمر الذي يجعلها عرضةً للسقوط والانهيار عند أي منعطفٍ سياسي أو تحدي اقتصادي، أن كيانه في خطرٍ شديدٍ، وأنه يواجه تحدياتٍ كبيرةٍ ومتغيراتٍ غير مسبوقةٍ، وأن بنيته السياسية مهزوزة، وتركيبته الاجتماعية قلقلة، وجبهته الداخلية متصدعة، وأحزابه منقسمة، وهو يواجه منعطفاً تاريخياً في سياساته الخارجية وتحالفاته التاريخية، خاصةً بعد الحرب الأخيرة ضد قطاع غزة، وسياسات حكومة كيانه في القدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية.

 

حاول الرئيس الإسرائيلي الذي ينتمي إلى حزب الليكود تاريخياً، أن يصوب البوصلة الإسرائيلية، وأن يواجه الأحزاب السياسية، وأن يرأب الصدع بين قادتها، ويوحد صفوفها في مواجهة التحديات المستجدة على كيانه، إلا أن جهوده باءت بالفشل نتيجة تعنت صديقه القديم الذي فقد منصبه في رئاسة الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وبسبب حقد قادة الأحزاب الأخرى عليه، وإصرارها على التخلص منه وتغييره، غير عابئين بالتحديات التي يواجهها كيانهم، والمرحلة العصيبة التي يمر بها شعبهم، نتيجة وباء كورونا وانكماش الاقتصاد وتوقف عجلته العامة، وتراجع الميزانيات الخاصة بالجيش والأمن والصحة، وعدم القدرة على المصادقة على جديدها وصرف المستحقات منها.

 

لهذا تأني زيارة ريفلين إلى الولايات المتحدة الأمريكية على رأس وفدٍ كبيرٍ، للقاء مسؤولين كبارٍ فيها، لحثهم على عدم تغيير سياستهم تجاه كيانه، والاستمرار في دعمه ومساندته، والوقوف إلى جانب الحكومة الحالية برئاسة نفتالي بينت لضبط مسارها وتحسين أدائها وتثبيت سياساتها، وإلا فإن كيانه في حال سقطت الحكومة أو فشلت، أو تورطت في مواجهاتٍ غير محسوبةٍ، فإنه سيذهب نحو مزيدٍ من التمزق والتشتت، وسيضطر إلى خوض انتخاباتٍ جديدةٍ لن تغير من الواقع شيئاً.

 

كما يخطط رفلين للقاء عددٍ كبيرٍ من سفراء الدول وممثليها في الأمم المتحدة، ليستعرض أمامهم التحديات الجديدة التي يواجهها كيانه، والتهديدات التي تسببها "الفصائل الفلسطينية" في قطاع غزة، والأضرار الكبيرة التي لحقت بهم نتيجة الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مدنهم وبلداتهم، وليحثهم على الطلب من حكومات بلادهم عدم تغيير سياستهم تجاه كيانه، وعدم المساس بالأسس التاريخية التي قامت عليها العلاقات معهم، فبلاده التي لا تستغني عن الدعم الأمريكي والغربي لهم، وهي التي قامت ونشأت نتيجة دعمهم وتأييدهم للحق اليهودي في الدولة والحياة، ما زالت تواجه تحديات البقاء والاستمرار في المنطقة.

 

يحرص الرئيس الإسرائيلي خلال زيارته ولقائه المسؤولين الأمريكيين وسفراء ممثلي دول العالم، إثارة قضية الجنود الإسرائيليين الأسرى والمفقودين في قطاع غزة، إذ اصطحب معه والدة هدار غولدن، لبيان حجم معاناتها وشديد ألمها، نتيجة غياب ابنها، وعدم قدرتها على معرفة مصيره، وقد شاركته اللقاء مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وطلب منه ممارسه دوره وصلاحياته في الضغط على الفلسطينيين للإفراج عن المفقودين الإسرائيليين، وأكد له أنه لا مباشرة لأعمال إعمار قطاع غزة قبل استعادة جنودهم.

 

ودعاه إلى الكف عن تبني قرارات إدانة كيانه، واصفاً إياها بأنها قرارات عنصرية تثير الكراهية، وأنها تصنف ضد السامية، ورفض سياسة تشكيل لجان تحقيق دولية ضد السياسات الإسرائيلية، واعتبر أنها تهدد مستقبل بلاده، وتقوض أركانه، وطالبه بالكف عن سياسة التحيز ضد إسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة، واصفاً إياها بأنها سياسة خاطئة، تهدد مساعي بناء الثقة ومشاريع العيش المشترك في منطقة الشرق الأوسط.

 

لا يخفي الرئيس الإسرائيلي تأييده لوجهة النظر الأمريكية القائمة على حل الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية، ويري أنه الحل الأنسب والأفضل، والقابل للحياة والاستمرار، والذي من شأنه أن يخلق الاستقرار في المنطقة، وأن يجعل كيانه كياناً مشروعاً في المنطقة ومعترفاً به، ورغم أنه لا يؤثر في السياسة الإسرائيلية التي ترسمها الحكومة ورئيسها، إلا أنه يحاول نشر أفكاره وتعميم رؤيته، إحساساً منه بأن السياسة التي تتبعها حكومات كيانه تعجل في نهاية وجودهم وتفكيك كيانهم، أو دفعه لمواصلة العيش في ظل الحروب والقتل، وفقدان السلام والأمن، وشيوع الكراهية والعنصرية، فهل يدركه الزمن ويسعفه القدر، أم تعجل بنهايته عنصرية حكومته وعدوانية مجتمعه.

 

بيروت في 30/6/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjiZS%2B25jsa_T3EO8r%2ByD8WVhYMqN%3DO2OwXyW_Ru%2BzxSCA%40mail.gmail.com.

Tuesday 29 June 2021

{الفكر القومي العربي} FW: نشرة مجلة الصمود الأسبوعية:

 

 

 

 

 

 

 

 

                                             

 

 

 

 

نشرة مجلة الصمود الأسبوعية:

الثلاثاء :الموافق 29/6/2021 

وثيقة قدمتها السلطة الفلسطينية لأمريكا من 30 بندا" من أجل استئناف المفاوضات مع "إسرائيل"

http://al-somod.com/post/45430

عباس أمَر فرج بتصفية بنات: "خلصونا منه"!

http://al-somod.com/post/45427

أوهام في العمل الفلسطيني (1)

http://al-somod.com/post/45424

عبد المجيد يدعو ويطالب الجهات المعنية في الدولة السورية الإسراع بتسهيل عودة الأهالي مخيم اليرموك

http://al-somod.com/post/45417

المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان يكشف ..7 شخصيات تواجه تهديدات في الضفة وتحرك دولي لتحميل السلطة المسؤولية، وأمن السلطة يواصل قمعه

http://al-somod.com/post/45416

الذكرى السنوية الثانية لرحيل الرفيق المناضل أحمد أيوب عضو قيادة إقليم لبنان لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني مسؤول مخيم شاتيلا

http://al-somod.com/post/45413

النضال الشعبي تدين قمع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية للمتظاهرين والصحفيين في رام الله والضفة وتدعو لمعاقبة القتلة وقياداتهم

http://al-somod.com/post/45407

قيادة السلطة والمنظمة تغتال القضية وأجهزة دايتون تغتال نزار بنات!

http://al-somod.com/post/45406

"الفلسطينيون الجدد"و"كيّ الوعي"

http://al-somod.com/post/45400

 

 

مركز الصمود للأبحاث والدراسات
تلفاكس: 0112758006 – –
  Whats App00963948315899 هاتف: 0112763348
البريد الالكتروني:
alnedal.front@gmail.com– assmoud@scs-net.org

 

 

Monday 28 June 2021

{الفكر القومي العربي} بولندا تتحررُ من الكيان الصهيوني وتتخلصُ من قيودِه

بولندا تتحررُ من الكيان الصهيوني وتتخلصُ من قيودِه

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

جُنَّ جنون الإسرائيليين "اليهود"، وأصابتهم هستيريا شديدة، وانتابهم قلقٌ كبيرٌ، خشية تغير السياسة العامة الأوروبية التقليدية تجاه يهود أوروبا على وجه الخصوص، وتجاه رعايا ومستوطني الدولة العبرية على وجه العموم، الذين التزموا منذ منتصف القرن العشرين الماضي تماماً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، على مدى أكثر من سبعين عاماً وحتى أيامنا هذه، بتعويض ضحايا "الهولوكوست" المحرقة اليهودية الذين قتلوا في أفران "النازية"، وتعويض أبنائهم الناجين منها، واستعادة ممتلكاتهم وحقوقهم التي كانت لهم، والحفاظ على ما بقي من مؤسساتهم، وترميم ما دُمِّرَ منها وخُرِّبَ، خاصةً المعابد والمقابر اليهودية، والآثار والمزارات الدينية المقدسة التي كانت لهم في الدول الأوروبية.

 

هبت المؤسسات السياسية والقانونية الإسرائيلية وهيئات حقوق "اليهود" في مختلف أنحاء العالم، ومعهم المؤسسات الإعلامية الإسرائيلية المحلية والعالمية لكبرى، والعديد من القادة والمسؤولين السياسيين الأوروبيين السابقين، للتصدي للتغيير العام في لخطاب الرسمي الأوروبي تجاه الكيان الصهيوني بصورةٍ عامةٍ ومواجهته، خاصةً تلك المتعلقة بالتراجع الرسمي عما التزمت به الحكومات الأوروبية المتعاقبة على مدى السبعين عاماً الماضية، التي اعترفت بمسؤولية بلادها عن المحرقة، وأقرت بــــ"الجريمة" التي ارتكبتها قوات بلادها النازية، وتعهدت بتعويض اليهود عموماً عما أصابهم وفقدوا، وإمداد الكيان الصهيوني خصوصاً الذي هاجر إليه الناجون من المحرقة وأبناؤهم، بكل ما يحتاجون إليه من سلاحٍ ومعداتٍ وتقنياتٍ وأموالٍ.

 

استمرأ الإسرائيليون العملية وأعجبوا بها، وحافظوا عليها ونظموا عملها، وأجبروا الحكومات الأوروبية على الالتزام بها، وإلا عدتهم شركاء في الجريمة، وأعداء للسامية، وقد درت عليهم هذه السياسة أمولاً طائلة لا تتنتهي، وعطاءاتٍ مادية ومعنوية لا تتوقف، ودعماً سياسياً بلا حدود، واستجلبت لهم تعاطفاً دولياً كبيراً ساعدهم في إنشاء كيانهم وتثبيته، ومكنهم من الحصول على أحدث الأسلحة وأكثرها تطوراً، وأجبرت الحكومات الأوروبية على دعم سياستهم، والوقوف معهم وتأييدهم ضد الدول العربية التي تعاديهم وتقاتلهم، وتسعى إلى تدمير كيانهم وشطب وجودهم من الأرض العربية التي احتلوها وأقاموا فيها كيانهم.

 

لكن المزاج الأوروبي العام تغير، وتبدلت الأجيال وتعاقبت، وغاب الذين عاصروا الحرب العالمية الثانية والتزموا باتفاقياتها، وتعهدوا بالوفاء ببنودها، وظهرت أجيالٌ جديدةٌ أخرى، ضاقت ذرعاً بالابتزازات الإسرائيلية، واشتكت من الضغوط والمطامع اليهودية، وبدأت تشعر بأنها تدفع من جيوبها ومن قوت أبنائها ضريبةً لليهود الذين أفسدوا في بلادهم، وأساؤوا إلى شعوبهم، وشعرت الأجيال الأوروبية الشابة تحديداً، أنها تدفع ضريبة جريمة لم ترتكبها، وتلتزم بلادها بعقوباتٍ لا تنتهي، وتأنيبٍ واعتذار لا يكفي، وتضطر حكوماتها إلى تأييد الكيان الصهيوني في سياسته العدوانية تجاه شعبٍ أعزلٍ احتلت أرضه وطردته من دياره، وما زالت تمارس ضده العنف والعنصرية.

 

ليست بولندا هي الدولة الأوروبية الأولى، ولا أظن أنها ستكون الدولة الأخيرة التي تتحرر من الابتزاز الإسرائيلي، وتتخلص من الأطماع الإسرائيلية التي لا تنتهي، وتنجو بنفسها من سياستهم التي أضرت بالمنطقة وألحقت الأذى بمصالحهم، فالأوروبيون الذين يجاورون المنطقة العربية، وتقع بلادهم شمال أوطان ملايين المهاجرين العرب والمسلمين إليهم، يريدون سلاماً في المنطقة دائماً وعادلاً يحقق مصالحهم، ويجلب الأمن لهم، ويحقق العدالة والمساواة لشعوب المنطقة الأصليين ويضمن حقوقهم التاريخية فيها، إلا أن الكيان الصهيوني يفسد عليهم ويضر بهم، ويضغط عليهم ويبتزهم، ويريد أن يبقيهم أسرى الماضي وعبيد الخطيئة، التي لم يغفرها الاعتراف، ولم يشطبها من سجلاتهم التاريخية التوبة والندم، والتعويض والمزيد من الدعم.

 

لا نقلل من حجم التشريع البولندي الجديد، الذي لا أظن أنه سيتوقف عندها، بل ستحذو حذوها الكثير من الدول الأوروبية الأخرى، فهو تغيير كبيرٌ جديٌ وخطيرٌ، ولعل من أسباب هذا التغيير في الساسية الأوروبية تجاه الكيان الصهيوني، الحرب العدوانية الأخيرة التي شنتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وسياستها العدوانية ضد أهلنا في مدينة القدس وحي الشيخ جراح وغيره، وممارساتها العنصرية ضد المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى المبارك، الذي دأبت جموع المستوطنين على اقتحام باحاته وانتهاك قدسيته، فارتفعت أصواتٌ أوروبية معارضة لها، وأخرى تنتقد الحكومة الإسرائيلية وتدينها، وتحملها مسؤولية تفجر العنف في المنطقة واحتمال تدحرجها إلى حربٍ شاملةٍ تضر بأمن الجميع، وتعرض مصالح أوروبا للخطر.

 

إنها فرصةٌ كبيرةٌ تسنح لأمتنا العربية والإسلامية، للتأثير على قادة أوروبا لتغيير سياساتهم والتخلي عن الكيان الصهيوني الذي يسيئ إليه ويضر بهم، ولكن هذه المهمة تتطلب عملاً دؤوباً وجهوداً صادقةً، وسلوكاً حسناً ومثالاً مشجعاً، وعرضاً للقضية الفلسطينية جيداً، وبياناً للسياسات الإسرائيلية فاضحاً، فهل نستغل الظرف ونعيد قضيتنا الفلسطينية إلى أروقة العدالة الدولية، رغم أنها ظلمتنا كثيراً ولم تنصرنا قديماً، لكن السياسة تتغير والمصالح تتبدل، والمنافع تتقدم والمصالح تسود، والغلبة لمن انتهز الفرصة واستغل المرحلة، وأحسن العمل وأجاد فن السياسة وحافظ على الثوابت وتمسك بالأرض والحقوق.

 

بيروت في 28/6/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjjTP_DWJfGNdUawNcV7X3EYosG85a9MSDO2%2BVRuL8Fk4Q%40mail.gmail.com.

Saturday 26 June 2021

{الفكر القومي العربي} نزار بنات ليس الأولُ فهل هو الأخيرُ

نزار بنات ليس الأولُ فهل هو الأخيرُ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

لعل جريمة تصفية الناشط الفلسطيني نزار بنات في أقبية التحقيق الرسمية التابعة للسلطة الفلسطينية في مدينة الخليل، تفتح الباب واسعاً أمام الجرائم المخزية التي ترتكبها الأجهزة الأمنية الفلسطينية عموماً، وتسلط الضوء على الممارسات المنافية للأخلاق والقيم والقانون، والمناقضة للعرف والشرف والنبل والشهامة، التي تمارس ضد المعتقلين في السجون الفلسطينية عموماً، وضد معتقلي الرأي والمعارضين السياسيين بصورةٍ خاصةٍ، وهي جرائمٌ مكشوفة ومفضوحة، ومتكررة ومتعددة، وباتت معروفة لدى الشعب ومؤسساته العاملة في مجال القانون وحقوق الإنسان، إلى الدرجة التي يخشى فيها الأهل على مصير أبنائهم في حال اعتقالهم.

 

فقد كثرت حوادث "الوفاة" المفاجئة في السجون الفلسطينية، التي تطال المعتقلين الشبان الأصحاء، والمعافين من الأمراض والأقوياء، ممن لا يشكون من ضعفٍ أو مرضٍ، الأمر الذي ينفي شبهة الوفاة الطبيعية، ويعزز شبهة الجريمة السياسية والأمنية، وغالباً تتم "الوفاة" بعد ساعاتٍ أو أيامٍ قليلة من الاعتقال، وهي الفترة الأصعب في حياة المعتقلين، التي يتعرضون فيها لعمليات الضرب العنيف والتنكيل الشديد قبل المباشرة في التحقيق، لإحداث الصدمة الأولى القاسية، ولتدمير نفسية المعتقلين وترهيبهم، ودفعهم إلى التعاون مع المحققين والاعتراف السريع بما ينسب إليهم، لتبرير اعتقالهم، والانتشاء بالنجاح الذي تحققه أجهزتهم الأمنية.

 

هذا النوع من الجرائم مدانٌ ومستنكرٌ، ومرفوضٌ ومحرمٌ ويجب أن يحارب، ويتحمل المسؤولية المباشرة عنه الكثير من المسؤولين الفلسطينيين، يتقدمهم في المسؤولية الأولى ووجوب المحاسبة القاسية والمسائلة المباشرة، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شخصياً، ورئيس حكومته محمد شتية، ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، ورئيس جهاز الأمن الوقائي زياد هب الريح، وكل ضابطٍ أمنيٍ ومسؤولٍ سياسي، وغيرهم ممن يعرف يصمت، ويستطيع أن يتدخل ويجبن.

 

وهنا لا أبرئُ أي عنصرٍ أمني ممن تدنت رتبته وبسطت مهمته، وشارك في عمليات الاعتقال والتحقيق، والحراسة والمرافقة، وحمل البندقية للترهيب أو العصا للضرب، وشارك فعلاً أو صامتاً في ضرب وإيذاء أي معتقل، من المسؤولية المباشرة عن وقوع هذه الجريمة وغيرها، إذ نسي هذا العنصر أنه ينتمي إلى شعبه، وأنه في مؤسسته الأمنية لحماية أهله والدفاع عن وطنه، وأنه ليس عبداً أجيراً عند ضباطٍ مرتهنين، ومسؤولين فاسدين، وإنما هو أمينٌ على أهله وشعبه ووطنه ومقدساته، فلا يدعي عنصرٌ أمني أنه بريء، وأنه لا يتحمل المسؤولية، بحجة أنه "شقفة" عنصر، لا يقوى على المعارضة، ولا يستطيع رفض الأوامر، بل هو شريكٌ كاملٌ في الجريمة، وعليه من الوزر والعقاب واللعنة ما يقع على كل مسؤولٍ وضابطٍ مدانٍ.

 

حتى تكون جريمة تصفية نزار بنات هي الجريمة الأخيرة، وحتى لا تتكرر مرةً أخرى في أي مكانٍ من سجوننا "الوطنية"، ينبغي أولاً إعادة النظر في العقيدة الوطنية للأجهزة الأمنية الفلسطينية، لتكون عقيدةً وطنيةً بحقٍ، تعمل لصالح الشعب الفلسطيني، ولا تمارس الظلم في حقه، ولا تنسق مع العدو ضده، وعلى كل عنصرٍ أمني أن يرفض تنفيذ أي أمرٍ يتناقض مع الثوابت الوطنية ويمس كرامة ومصالح شعبه، أو يعرض حياة أي مواطنٍ معتقلٍ أمني أو جنائي للخطر أو الأذى.

 

وعليه يجب الالتزام بعددٍ من القضايا والمسائل الهامة إلى جانب ترسيخ العقيدة الأمنية الوطنية لدى مؤسساتنا الأمنية، كوقف الاعتقال السياسي كلياً، والامتناع عن محاسبة أي مواطنٍ على رأيه وموقفه السياسي، بل يجب أن نحافظ ونصون حرية التعبير لدى شعبنا الفلسطيني، ضمن إطار الثوابت الوطنية، سواء التعبير بالكلمة المكتوبة أو المسموعة، أو بالفن والتمثيل والريشة والرسم والصورة والتعليق، وغير ذلك من مظاهر الاحتجاج والتظاهر المشروع للتعبير عن الرأي والموقف.

 

ولا اعتقال سياسي، ولا تحقيق مخالفاً للأصول، ولا تعذيب في السجون، ولا ممارسة لأساليب ووسائل تخالف القانون ويحاسب عليها، ولا تغييب لمؤسسات الرقابة القانونية والتشريعية، الرسمية والأهلية والمدنية، ولا حرمان لأي معتقل من حقه في أن يكون له محامي يعرف قضيته ويتطلع على ملفه، ويتمكن من زيارته والاختلاء به، ولا منع للأهل من زيارة أبنائهم المعتقلين والتواصل معهم، ومعرفة أخبارهم ومكان احتجازهم، والتهمة الموجهة إليهم، ومسار التحقيق معهم.

 

وينبغي أن يعرض كل موقوفٍ على أطباء عدولٍ محلفين، يحفظون عهدهم ويخلصون في الولاء لشعبهم، ويساهمون في متابعة حالة المعتقلين الصحية، وتقديم تقارير مهنية حقيقية عنهم، بما يحفظ حياتهم، ويحول دون المساس بهم، ولا يخفون أي أدلةٍ تشير إلى تعرضهم للتعذيب الجسدي القاسي والعنيف.

 

لئلا تتكرر هذه الجريمة، وتكون جريمة اغتيال نزار بنات هي الأخيرة، يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم محاسبة قاسية وشديدة، تكون جزاءً للمجرمين ورادعاً لغيرهم، ودرساً قاسياً ومباشراً لسواهم، تماماً كما حدث أمس مع قاتل المواطن الأمريكي جورج فلويد، الذي حكم عليه القضاء الأمريكي بالسجن لأكثر من 22 عاماً، وما زال الأمريكيون ينظرون إلى أن هذا الحكم مخفف ويجب مضاعفته، وهو ما يطالب بمثله شعبنا الفلسطيني في كل مكانٍ، ضد كل من أجرم في حقه وقتل أبناءه في أي سجنٍ فلسطينيٍ، سواء كانت تهمته جنائية أو سياسية أو أمنية، وأياً كانت السلطة الفعلية المسؤولة عن الأمن وتنفيذ القانون.

 

بيروت في 26/6/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjgnVUx%2B2CpkRZU89%2BFT7ae_FJ%2B%2BtdHwmtobzg1GhiCA-A%40mail.gmail.com.

Friday 25 June 2021

{الفكر القومي العربي} نزارُ بنات خاشقجي فلسطين

نزارُ بنات خاشقجي فلسطين

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

لم يستدرجوه إلى سفارةٍ أجنبيةٍ ليقتلوه، ولم يوهموه بالأمان ليخدعوه، ولكنهم داهموا بيته وفيه ضربوه، وأمام زوجته وأطفاله سحلوه، وبشهادة شهود العيان انهالوا على رأسه ضرباً بعتلاتٍ حديديةٍ، وبأعقاب البنادق والمسدسات الثقيلة، وجروه بقوةٍ وعنفٍ إلى أحد المقار "الوطنية" الأمنية، وفيه واصلوا تعذيبه، واستمروا في ضربه، وأمعنوا في إهانته، حتى أجهزوا عليه وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، بعد ساعاتٍ قليلة على اعتقاله، وكأنهم كانوا يريدون قتله وتصفيته، لا اعتقاله ومحاسبته، ليضمنوا صمته، ويطمئنوا إلى سكوته الأبدي.

 

ومن قبل كانوا قد أطلقوا على بيته النار وحذروه، وأرسلوا له رسائل التهديد وتوعدوه، وطالبوه بالصمت وإلا قتلوه، والكف عن المعارضة والتشهير وإلا صَفُّوه، فقد علا صوته معارضاً للسلطة وناقداً لقيادتها، ومحذراً لها ومنها، وتعمد كشف فضائحها وتعرية رجالاتها، وتسليط الضوء على جرائمها، ورفض الصمت على أخطائها، وأصر على مواقفه منها واتهامه لها، فاغتاظت منه السلطة وأجهزتها الأمنية، فقرروا التحرك ضده والتعامل معه بقوةٍ وعنفٍ، ليردعوه وغيره، ويسكتوه وسواه، فقد ضاقوا به ذرعاً، وتأذوا منه نقداً، وتوجعوا منه تعريضاً وتصريحاً.

 

يتساءل الفلسطينيون ما الجريمة التي ارتكبها نزار بنات، ولماذا استحق هذا القتل البشع والخاتمة الأليمة، وهل كان يستحق أن يلق هذا المصير أمام زوجته وأولاده، وعلى مرأى من أهله وجيرانه، فهل أجرم في حق شعبه إذ ساعده في كشف الحقائق وإماطة اللثام عن الجرائم، أم أنه أخطأ إذ حذر السلطة من مغبة الاستمرار في خداع الشعب وظلمه، والكذب عليه والإساءة إليه، وبيعه الوهم وتجريعه الألم، والإمعان في ظلمه والإصرار على قتله، والاستمرار في التعاون والتنسيق مع عدوه، والمتاجرة بحقوقه وممتلكاته، والتفريط في حاضره ومستقبله، والتنازل عن وطنه ومقدساته.

 

كأنه لا يكفي الشعب الفلسطيني ممارسات الاحتلال الإسرائيلي البغيضة وعدوانه المستمر، فجيشه وقواته الأمنية تجتاح يومياً مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية، تعربد وتعيث فساداً فيها، تعتقل وتقتل وتدمر وتهدم وتخرب، ولكنها تدخل إليها بعلم السلطة وبالتنسيق المسبق والدقيق مع أجهزتها الأمنية، التي تسهل دخولهم وتؤمن خروجهم، وتمنع عناصرها من التشويش عليهم أو تعطيل مهمتهم، وتعاقب كل من يخالف أوامرها ويطلق النار عليهم، وتسكت عن جرائم العدو إن قتل عناصرها الأمنية أو اعتدى عليها.

 

لا أدري كيف ستخرج السلطة الفلسطينية هذه المرة من أزمتها، وكيف ستستر فضيحتها وتواري سوءتها، فحجم جريمتها كبير، والشهادة على سوء فعلتها كثير، ولعلها تخطئ كثيراً إن ظنت أن دم نزار سيجف، وأن صوته سيصمت، وأن نقده سيتوقف، أو أن معارضته ستنتهي، وما علم قاتلوه أنه سيكون عليهم لعنةً تطارهم، وشبحاً يرعبهم، وضميراً يؤلمهم، وسيفاً مسلطاً على رقابهم، وأنه سيكون عليهم وبالاً لا يتوقعونه، وفتحاً لمئاتٍ أمثاله لا يطيقونهم، وكأنني أراه طفل الاخدود الخالد في قرآننا، أرادوا قتله لتموت دعوته وتنتهي قضيته، وتآمروا عليه ليسكتوه ويرتاحوا منه، إلا أن دعوته سمت ورسالته بقيت، وأعداءه ذهبوا واندثروا، وما بقي منهم لا اسم ولا رسم، ولا فعلٌ ولا أثر.  

 

ويلٌ لها السلطة الفلسطينية وقيادتها، وعارٌ عليها وعلى رئيسها، وسحقاً لحكومتها ورئيسها، والخزي لها ولأجهزتها الأمنية، وتباً لضباطها الأمنيين وقادتها الفاسدين، فهم جميعاً شركاء في هذه الجريمة النكراء، وعنها سيسألون وسيحاسبون، فلا براءة لأحد، ولا صمت عن أي مسؤولٍ، ولا قبول لأي حجةٍ أو تبريرٍ، ولا طي لصفحة الجريمة، ولا إحالة لها لأي لجنة تحقيقٍ وهمية، ولا لأي معالجة شكلية، فلا تنطلي علينا حججهم القديمة ووسائلهم الخبيثة، التي يطوون فيها جرائمهم ويسترون بها عيوبهم، وينسون الشعب بجديد جرائمهم، بل ينبغي على الشعب معاقبتهم بشدةٍ ومحاسبتهم بلا رحمةٍ، والإصرار على استقالة كبيرهم وصغيرهم، فلا مكان لهم بيننا، ولا سيادة لهم علينا، ولا سمع ولا طاعة لهم منا.

 

رحمة الله عليك نزار، يا صاحب الصوت الصادح والكلمة الحرة، والموقف الجريء والتحدي الصارخ، أيها القابض على الحق كجمرة، والثابت في الأرض كشجرة، والباقي فينا فكرةً وثورةً، والخالد فينا روحاً ونفساً، واعلم أن كلماتك ستبقى حيةً فينا، وصوتك سيبقى مجلجلاً بيننا، وغرسك معنا سيثمر خيراً وصلاحاً، ودمك سيروي أرضنا صدقاً وإخلاصاً، وسيأتي من بعدك رجالٌ يحملون الراية ويواصلون المسيرة توفيقاً وفلاحاً، فدعوتك يا نزار لن تموت، وجمرك لن يُخمد، ونارك لن تُطفأ، وثورتك لن تهدأ، وفكرك لن يموت، وستفرح يوماً وشعبك بالنصر ولو بعد حين.

 

بيروت في 25/6/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjicMKfnNH%2B0-uE7pfUw5g1kDokBeXh7moK3u7jDc-0oSA%40mail.gmail.com.

Wednesday 23 June 2021

{الفكر القومي العربي} حربُ أكتوبرَ المجيدةُ ومعركةُ سيفِ القدسِ العظيمةُ

حربُ أكتوبرَ المجيدةُ ومعركةُ سيفِ القدسِ العظيمةُ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

كأنهما كانتا على موعدٍ واحدٍ وقدرٍ مشترك، فالأولى كانت يوم العاشر من شهر رمضان، والثانية كانت يوم العاشر من شهر آيار، وكلتاهما صدمتا العدو وفاجأتاه، وأوجعتاه وآلمتاه، وتركتاه يترنح ويتطوح، وأدخلتا شعبه قسراً إلى الملاجئ والبيوت المحصنة، وعطلتا الحياة العامة فيه، وأوقفتا عجلة الاقتصاد ومرافق العمل، وأحدثتا في جبهته الداخلية تهتكاً، وفي مؤسسته العسكرية تصدعاً، واستطاعتا أن تثبتا بصراحةٍ ووضوحٍ، أن جيش العدو يمكن أن يكسر ويهزم، وأن كيانه يمكن أن يفكك ويزول، وأنه أضعف من أن يصمد، وأوهى من أن يبقى، وأنه بلا دعمٍ خارجي ضعيفٌ، وبلا سندٍ دوليٍ مهزومٌ، فقد علا صوته في الحربين مستغيثاً، ونادى خلالهما طالباً الهدنة ومستعجلاً وقف إطلاق النار.

 

أثبتت الحربان المجيدتان، العاشر من رمضان وسيف القدس، أننا نحن الأقوى والأقدر، وأننا نحن الأفضل والأجدر، وأن أبناءنا يتفوقون على جنود العدو ويغلبونهم، وأنهم جديرون بالثقة ويستحقون التقدير، فهم صُبُرٌ في الحربِ وصُدُقٌ عند اللقاء، وقد أحسنوا الإعداد وأجادوا التدريب، وصدقوا الوعد وثبتوا على الأرض، واستعدوا للقتال وتأهبوا للهجوم، وأعدوا العدة وراكموا السلاح، ونَوَّعوا وسائلهم القتالية وطوروا صواريخهم الهجومية، وأثبتوا لأمتهم العربية والإسلامية، وللمراهنين عليهم والمؤمنين بهم، أنهم يستحقون النصر ويستأهلون الحياة، وأنهم يستطيعون هزيمة العدو وردعه، وتهديد مشروعه وتفكيك كيانه، وأنهم باتوا قادرين على إعادة كتابة التاريخ من جديد، ورسم خرائط المنطقة مرةً أخرى، وإعادة تنظيمها بدون إسرائيل وبلا وجودها.  

 

حرب أكتوبر كانت حرباً عظيمةً، لا نقلل من شأنها ولا نخفف من وقعها، فقد كادت جيوشنا العربية أن تصل إلى تل أبيب وتدكها، وتخرج المستوطنين منها وكلَ المحتلين لأرضنا، وتستعيد الأرض العربية ومعها فلسطين التاريخية، التي باتت الطريق إليها ممهدة وسهلة، وكثافة نيران قواتنا الموحدة تصلها، فقد انهار جيش العدو ولم يعد يستطيع صد الجبهات ومواجهة الجيوش، وأدرك على أنه أبواب الهزيمة والسقوط، لولا أن تدارك المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية لنجدته، وهبوا جميعاً لمساعدته، وهددوا بالتدخل السريع، وتوعدوا بتغيير حاسمٍ لمسار الحرب.

 

معركة سيف القدس كانت على العدو قاسية ومؤلمة، فقد هددت المقاومة الفلسطينية العمق الإسرائيلي كله، وأدخلت جبهته الداخلية كلها في أتون المعركة، وشعر بها المستوطنون جميعاً، وباتت المنطقة كلها على أبواب تغيير محتملٍ وخلطٍ للأوراق متوقعٍ، فاستبد القلق والخوف بالعدو وأدرك أن القادم أخطر، فاستبق المفاجئات التي يخشاها باستغاثةٍ دوليةٍ وإقليمية لوقف إطلاق النار، والتوصل إلى هدنةٍ توقف الانهيارات الدراماتيكية غير المتوقعة، على الرغم من أنه لم يحقق أهدافه، ولم يصل إلى غاياته التي كان يتطلع إليها قبل كل حربٍ يخوضها ويخطط لها، حيث كان يأمل ترميم جيشه، واستعادة الثقة في مؤسسته العسكرية التي اهتزت واضطربت، وما عادت قادرة على الحسم السريع أو كي الوعي المستدام.

 

حرب العاشر من رمضان التي انتصرت فيها الجيوش العربية عسكرياً، لم تؤت ثمارها السياسية المرجوة، بل على العكس من ذلك، فقد ازلقت مصر وهي أكبر الدول العربية وأقواها، وصاحبة الانتصار المجيد والمفاجأة العظيمة، إلى مسار التسوية السياسية البغيض، الذي بدأ بزيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى مدينة القدس المحتلة، وانتهى بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بينها وبين الكيان الصهيوني عام 1979، الأمر الذي مهد لخروج أكبر وأقوى دولة عربية من دائرة الصراع مع العدو الإسرائيلي، مما أضعف الجبهة العربية ومزق صفوفها، وشتت جهودها وأفقدها القدرة على التأثير الكبير.

 

ها نحن اليوم أمام انتصارٍ شبيهٍ وواقعٍ مماثلٍ نسبياً، إلا أن الحرب الأولى لم تخلق بيننا مجموعة من العابثين المتآمرين، المتضامنين مع العدو والمؤيدين له، والمناوئين للمقاومة والكارهين لها، ولم تظهر جهودٌ تحاول تبهيت النصر، أو مساعي تعمل على سحب البساط من تحت أقدام المنتصرين، وتريد أن تظهرهم بأنهم وحدهم ولا أحد معهم، والكل ضدهم ولا أحد يؤيدهم، في ظل حمى التطبيع مع الكيان الصهيوني وموجة الاعتراف به والتنسيق الأمني والسياسي معه.

 

رغم التشابه الكبير بين الحربين، والاعتزاز الكبير بهما وبما حققتاه، إلا أن معركة سيف القدس لا يبدو أنها قد انتهت، فالعدو يريد بالتعاون مع بعض القوى تحويلها إلى هزيمة، وقلب نتائجها إلى عواقب وخيمةٍ، فإما يحقق استسلاماً وتطويعاً، واعترافاً وتفويضاً، أو يلجأ إلى حروبٍ أخرى منها العسكرية والأمنية، ولكن عمادها المستجد سيكون تشديد الحصار، وزيادة العقوبات ومضاعفة العقبات والتحديات، لتفقد المقاومة حاضنتها الشعبية، وتخسر قلبها النابض بحبها، فهل تتعاضد قوى المقاومة وتتحد، وتتفق القوى الفلسطينية وتتصالح، ويصبر معها الشعب ويحتمل، وتمر المؤامرة وتنجلي، وتنكشف الغمة وتنقشع، أم تسوخ الأقدام وتتعثر الخطى، ويغلق المدى ويسد الأفق، ونعود من الحرب الرابحة بجنى خاسر وحصادٍ هشيمٍ، ويُفرض بالجوع والحصار والدمار ومنع الإعمار، اتفاقٌ لئيمٌ وحلٌ ذليلٌ.

 

بيروت في 24/6/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjgyNnBmNOUSO-dvY6sTUj5DVygdJbTbBqS9o7BNjC_dug%40mail.gmail.com.

Tuesday 22 June 2021

{الفكر القومي العربي} FW: نشرة مجلة الصمود الأسبوعية:

 

 

 

 

                                             

 

 

 

نشرة مجلة الصمود الأسبوعية:

الثلاثاء :الموافق 22/6/2021 

*تقدير موقف لسيناريوهات الأحداث الميدانية*الوضع الحالي..رؤية المقاومة..رؤية الاحتلال..الاحتمالات

https://al-somod.com/post/45358

المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني, يدعو للتحرك الجاد لإعادة بناء م.ت.ف, ويؤكد على وحدة شعبنا في مواجهة محاولات إجهاض الانتصار على

http://al-somod.com/post/45361

السلطة الفلسطينية الفاسدة وفضيحة صفقة اللقاحات مع كيان الاحتلال

https://al-somod.com/post/45354

 قطاع غزة والسيناريوهات المحتملة في المرحلة القادمة.

https://al-somod.com/post/45349

جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تهنّئ بفوز السيد رئيسي بالانتخابات الرئاسية

https://al-somod.com/post/45346

أمريكا تسحب منظومات صواريخ باتريوت من السعودية والأردن والكويت والعراق..وتتعهد بملء مخزون إسرائيل من صواريخ "القبة الحديدية"بعد استنزافها في

https://al-somod.com/post/45337

"حركة الجهاد" تلتقي "جبهة النضال": لتشكيل قوة أمنية مشتركة في مخيمات صور

https://al-somod.com/post/45341

*ما بعد معركة «سيف القدس»…شعب عظيم وقيادات بائسة* عبد الحميد صيام

https://al-somod.com/post/45338

ذكرى استشهاد ابطال ثورة البراق "محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير

https://al-somod.com/post/45334

القيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية تحذر من محاولات الالتفاف على الانتصار الذي حققته المقاومة، وترفض دور الرباعية الدولية وعودة

https://al-somod.com/post/45326

قمة بايدن – بوتين: تحديد قواعد اللعبة وتنظيم للمواجهة

https://al-somod.com/post/45310

قراءة هامة في(مسيرة الأعلام الصهيونية)*

https://al-somod.com/post/45307

مركز الصمود للأبحاث والدراسات
تلفاكس: 0112758006 –
  Whats App 00963948315899 هاتف: 0112763348
البريد الالكتروني:
alnedal.front@gmail.com– assmoud@scs-net.org

                                                                                          

 

{الفكر القومي العربي} FW: بيان صادر عن المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

 

 

 

بيان صادر عن المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

عقد المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني اجتماعاً, ناقش خلاله تطورات القضية الفلسطينية في ضوء معركة سيف القدس والانتصار الذي حققه شعبنا في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

 وفي ضوء المناقشات تم التأكيد على ما يلي:-

1ـ وحدة شعبنا بكل قطاعاته وفئاته في كل أرجاء فلسطين في غزة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48 ومخيمات اللجوء والمهاجر, وهذه الوحدة هي الأساس لتعزيز صموده ونضالاته في وجه الاحتلال ورفضه لكل المحاولات للنيل من الحقوق الوطنية والتاريخية, وهي القاعدة الأساسية لتحقيق الانتصار على الاحتلال.

2ـ تأكيد الترابط مع أبناء امتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم, ورفض ومواجهة سياسة التطبيع, وعقد اتفاقات الذل والعار مع العدو الصهيوني, وتعزيز الروابط والعلاقة مع كل القوى والأحزاب والهيئات القومية, بما يكفل ويعزز المجابهة لخطوات التطبيع, وبما يساهم في تعزيز مكانه القضية الفلسطينية على المستوى العربي والإقليمي والدولي.

3ـ المقاومة بكل أشكالها الشعبية وفي مقدمتها المقاومة المسلحة, هي الخيار والأسلوب الوحيد لاستعادة الأرض والحقوق, وهي الشكل الرئيسي لمجابهة العدو وسياسته الاستيطانية والعنصرية والتصدي لمحاولات النيل من القضية الفلسطينية, مع التأكيد على الترابط مع دول وقوى محور المقاومة لإفشال التصدي لكل المشاريع التي تستهدف شعبنا وأمتنا.

4ـ استمرار النضال والعمل مع كل فصائل المقاومة والقوى الحية في شعبنا من اجل إعادة بناء م.ت.ف استناداً للميثاق الوطني وعلى أسس سياسية وتنظيمية صحيحة, بعيداً عن التزامات أوسلو ووثيقة الاعتراف بالعدو, وبما يكفل مشاركة كل قطاعات شعبنا في داخل فلسطين وخارجها, وبمشاركة كل القوى والفصائل والهيئات والفعاليات الوطنية لتشكل المرجعية العليا لشعبنا ولتعود الممثل الشرعي والوحيد لكل قواه وفئاته وأطيافه.

5ـ أخذ الحيطة والحذر من المحاولات الجارية للالتفاف على الانتصار الذي, حققه شعبنا والمقاومة في معركة سيف القدس, من خلال ممارسة الضغوط الأمريكية ـ والإقليمية والعربية على فصائل المقاومة بهدف محاصرتها والنيل منها, والتصدي للدعوات المشبوهة لتجديد مسار سياسي برعاية وشروط الرباعية الدولية وبهدف عودة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال وهذا ما يرفضه شعبنا, وترفضه كل فصائل المقاومة لأنه يشكل مدخلاً للنيل من حقوقنا الثابتة غير القابلة للتصرف.

نتوجه بالتحية لشعبنا العظيم في كل أرجاء فلسطين, والتحية لشهداء شعبنا وشهداء المقاومة, والتحية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.

دمشق:22/6/2021م                                                      الإعلام المركزي