Saturday 29 May 2021

{الفكر القومي العربي} عبد_الرحمن_الجوهري ..وداعا


بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره أنعي ألى كافة التيار الناصرى وفاة القيمه والقامه القيادى الناصرى الأستاذ عبدالرحمن الجوهرى الذى أنتقل إلى رحمة الله تعالى أثر الوباء الملعون تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون خالص العزاء والمواساة آلى أسرته الكريمة وإلى كافة التيار الناصرى ..

Friday 21 May 2021

{الفكر القومي العربي} جمعةٌ مباركٌ ونصرٌ عظيمٌ

سيفُ القدسِ نصرُ الله المبين "1"

جمعةٌ مباركٌ ونصرٌ عظيمٌ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

إنها الجمعة العظيمة، جمعة النصر المبين والفتح القريب، جمعةٌ بيضاء كليلة القدر، زاهيةٌ كفلق الصبح، مشرقةٌ كيوم ميلاد، نابتةٌ كنماءِ سنبلةٍ، سامقةٌ كشجرةٍ عاليةٍ، ساطعةٌ كأنها الشمس، علامةٌ للنصر كأنها النجم، إنها جمعةٌ مباركةٌ للأمة كلها وللفلسطينيين أجمعين، جمعةٌ خيرها ورافٌ، وفيئها عارمٌ، وظلالها ممدودةٌ، وأحداثها عظيمة، ورجالها شجعان، جمعةٌ عظيمةٌ بكل المعاني الوطنية والقومية، والإنسانية والإسلامية، ستبقى في ذاكرة الفلسطينيين والأمة كلها، العربية والإسلامية، وستسكن في قلوبهم، وستعيش معهم في الحنايا وبين الضلوع، وستكون وقوداً لغدهم وأملاً لمستقبلهم، سيورثون إلى الأجيال مجدها، وسيحملون إلى الأحفاد عزها، جمعةٌ سيكون لها ما بعدها، ولن يكون بحالٍ أبداً ما بعدها كما كان قبلها.

 

جمعةٌ بدأت تباشيرها الأولى وأنوارها البهية تنبلج بصخبٍ عن نصرٍ عظيمٍ، وصمودٍ كبيرٍ، وثباتٍ راسخٍ، وعزةٍ جليلةٍ، وكرامةٍ مهيبةٍ، وفرحةٍ غامرةٍ، وسعادةٍ تامةٍ، إنها جمعة النصر الأكبر ويوم الفتح الأقرب، إنها يومٌ من أيام الله الخالدات الأعظم، وجمعةٌ من جمعه الماجدات، نحمده سبحانه وتعالى فيها على النصر الذي امتن به علينا، وأفاض به على شعبنا، وأكرم به أمتنا، فأفرحنا به وأسعدنا، وبلسم به جراحنا وأسكننا، فلك الحمد يا رب ملء السموات والأرض، وملء ما شئت من شيءٍ بعد، حمداً يكافئ فضلك ويضاهي عطاءك، وإن كان كل حمدٍ لا يوافي نعمك، ولا يوازي فضلك، لكنه الشكر الذي أمرتنا به، والحمد الذي وجهتنا إليه.

 

إنه نصر الله العظيم وانتصاره المزلزل المهيب، نزل علينا بعد أن بلغت القلوب الحناجر، وضاقت علينا الأرض بما رحبت، وفرح العدو بخيلائه، واستبشر المنافقون بعليائه، وظنوا أن النصر في ركابه، والغلبة في اتباعه، ومَنَّى المتآمرون أنفسهم بغدٍ لهم ومستقبلٍ ينتظرهم، إذ صدقوا العدو وآمنوا به، وخذلوا أمتهم وكذبوا مقاومتهم، فجاءهم أمر الله كريحٍ عاصفٍ قلبت قدورهم، وخلعت من الأرض أوتادهم، ومزقت خيامهم، وبعثرت أحلامهم، وكأنها ليلة الأحزاب العظيمة، إذ حل بهم على عجلٍ سخطه، ونزل بهم غضبه، فاسودت وجوههم وغارت نفوسهم، وسكتت أصواتهم وابتلع الخزي ألسنتهم، بينما فرح الفلسطينيون وطرب المسلمون، وحمد الله عز وجل المؤمنون، الواثقون بنصره، الثابتون على عهده، والماضون بصدقٍ نحو وعده.

 

لا تظنوا أن النصر بعيدٌ أو أنه مستحيلٌ، أو أنه عنا محجوبٌ وعلينا ممنوعٌ، إنه بالصبر ممكنٌ، وبالإعداد أكيد، وبالوحدة يتحقق، وباليقين يتأكد، وبالتضحيات يترسخ، وبالعطاء يبقى ويتمدد، وبالثقة يبقى، فثق أيها الشعب العظيم بعد الله عز وجل بنفسك، وتمسك بمقاومتك، واثبت على أرضك، وحافظ على قيمك، ولا تتخل عن حقك، فالنصرُ دوماً حليف المؤمنين ورديف الصابرين، وهو قادمٌ حقاً ولو تأخر، وناجزٌ أبداً ولو شك به البعض، وظنوا ضعفاً أنه لن يقع، ولكن سنة الله عز وجل باقية، ورحمته بنا شاملة، وسترون نصره القادم يتنزل علينا أفواجاً وأمواجاً، فافرحوا اليوم وابتهجوا، واسعدوا واحتفلوا، فهذا يوم زينتكم، ويوم نصركم، ويوم فخركم، فيه أعطيتم وفي سبيله ضحيتم، وللوصول إليه قدمتم وأعددتم، فطوبى لنا ولكم.

 

هنيئاً لكم أيها المرابطون على ثرى الوطن الحبيب فلسطين، هنيئاً لكم احتفالاتكم ومسيراتكم، فقد حُقَ لكم أن تفرحوا في هذا اليوم الأغر العظيم، الذي قدمتم له بدمائكم، وضحيتم في سبيله بأملاككم، فدمر العدو بيوتكم، وخرب زروعكم، وحرث أرضكم، وقلب شوارعكم، وعاث في دياركم فساداً، وقتل ثلةً طاهرةً من رجالكم وأطفالكم ونسائكم، ولكنكم خرجتم من تحت الأنقاض رجالاً، ومن بين الركام أبطالاً، ومن تحت الردم جمراً متقداً وناراً ملتهبةً، تقولون للعدو أنكم الأقوى وأنكم الأبقى، وأن حقكم هو الأنقى والأنضى، وأن غدكم هو الأسنى والأبهى، وأن سيفكم الذي جردتموه للقدس من غمده سيبقى مجرداً، سيفاً مسلولاً حاداً قاطعاً، ينتصر دوماً، ويهب لنصرة شعبه أبداً.

يتبع....

 

بيروت في 21/5/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Ojg_Wd-wVcYJrcGHm%2BCWqqfrgrOoBXkkFNhLQFaD5%2B4iYA%40mail.gmail.com.

Thursday 20 May 2021

{الفكر القومي العربي} آفاقُ التهدئةِ وفرصُ وقفِ إطلاقِ النارِ

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "14"

آفاقُ التهدئةِ وفرصُ وقفِ إطلاقِ النارِ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

لم تتوقف التكهنات خلال الساعات القليلة الماضية وما زالت، حول احتمالات عقد هدنة مع العدو الصهيوني لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم تصاعد العمليات العسكرية العدوانية الإسرائيلية وكثافتها، حيث لم تتوقف جرائم القتل والتدمير والترويع التي تقوم بها طائراته الحربية المقاتلة، وتعززها دباباته المتمركزة شرق القطاع، وقطعه البحرية العديدة التي تحاصر شواطئه، وتقصفه بعنفٍ شديدٍ من قبل البحر الممتد غرباً من شمال القطاع حتى جنوبه، الأمر الذي فاقم من معاناة السكان، وتسبب في تدمير مئات المباني، وتخريب البنية التحتية للقطاع، التي يتعمد العدو حرثها وقلب عاليها سافلها، وتخريب خطوط الهاتف والكهرباء، وقصف الشوارع والطرقات وقطع الاتصال بين مناطق القطاع.

 

في الوقت نفسه لم تتوقف فصائل المقاومة الفلسطينية عن الرد والقصف الشديد والبعيد، المتواصل الكثيف، رداً على الغارات الإسرائيلية، وتأكيداً على سياسة الرد بالمثل، وتثبيت معادلة القصف بالقصف، والتدمير بالتدمير، والهدم بالهدم، والقتل بالقتل، مع الإشارة الدائمة إلى "فإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا"، وهو الأمر الذي ثبتته المقاومة بقوةٍ رغم شدة القصف الإسرائيلي، ومحاولة تدمير قدرات المقاومة، ومنعها من مواصلة القصف وتهديد المدن الإسرائيلية القريبة والبعيدة، ودفعها إلى التراجع والاستسلام، أو إلى الانكفاء وتخفيف وتيرة القصف وتقليل عدد الصواريخ، بما يشير إلى ضعفها وفقدانها لقدراتها، أو خسارتها لمخزونها.

 

لكن المقاومة الفلسطينية أفشلت المخططات الإسرائيلية، وتصر على تثبيت معادلات رادعة، وفرض قواعد جديدة للصراع، تختلف كلياً عما كانت، ولا تتوافق عما يريدها العدو ويعتقد بها، فالمقاومة الفلسطينية التي انطلقت صواريخها من غزة مساء يوم العاشر من مايو الجاري، كانت عينها على القدس، وكانت نصرتها للأقصى، وهبتها لسكان حي الشيخ جراح، ولم يكن همها صد العدوان عن قطاع غزة، وهو ما لم يكن قد بدأ فعلاً، وإنما بدأته المقاومة بقصفها مدينة القدس، بعد أن أصم العدو آذانه عن التحذيرات التي أطلقتها المقاومة، واستخف بتهديداتها وظن أنها غير قادرة على تنفيذها.

 

لهذا فإن آفاق الهدنة المحتملة، التي تسعى المقاومة إلى فرضها، تقوم أساساً على أصل المشكلة وهي القدس، فلا هدنة تتجاهلها، ولا وقف لإطلاق النار لا يشملها، فإما أن يتراجع العدو عن سياسته التي اعتمدها تجاه المقدسيين في المدينة وأحيائها، وتجاه المصلين في المسجد الأقصى ورحابه، ويكف عن اعتداءاته واستفزازاته اليومية بحق الفلسطينيين، وإما أن تستمر المعركة ويتواصل القتال، ويكتوي المستوطنون بصليات الصواريخ وحمم القذائف، أو يختبئون في البيوت المحصنة والملاجئ، إذ لن تقبل المقاومة من الحرب بتدمير قطاعها، وعودة الاحتلال إلى سابق سياساته وممارساته العدوانية.

 

يدرك العدو شروط المقاومة ويفهم طبيعتها، ويعرف أنها ماضية في شروطها، ومصرة على مواقفها، وأنها لن تتراجع عما أعلنت عنه، ولن تقبل بدونها، ولهذا فهو يحاول عبر مختلف الوسطاء الذين يطالبونه بالقبول بوقف إطلاق النار، أن يلتزم أمامها فقط من طرفٍ واحدٍ، وألا يتعهد أمام المقاومة بشيء، ليبقى حراً مطلق اليدين قادراً على الرد متى يشاء، ولئلا يشعر مستوطنوه أنه هزم وخسر، وأنه قدم تنازلاتٍ وتراجع، وأن حماس والمقاومة قد فرضت شروط المنتصرين عليه، لهذا فهو يفضل وقفاً لإطلاق النار من طرفٍ واحدٍ.

 

ربما خان العدو تفكيره، وأضله عقله، وسولت له نفسه أنه يستطيع أن يضرب المقاومة متى يشاء، وأن المقاومة ستبقى مكتوفة اليدين عاجزة على الرد والثأر والانتقام، وما علم أن المقاومة التي تقدمت فإنها لن تتراجع، والتي ثبتت قواعد جديدة للصراع فإنها لن تنقلب عليها، وعليه فإن فكر العدو بالقصف والعدوان، ظناً منه أنه لا يخرق بذلك الهدنة، فإن المقاومة ستعامله بالمثل تماماً، وستقول له فعلاً لا قولاً أنها تلتزم الرد عليه كلما أجرم، ومعاقبته كلما أخطأ، والنيل منه دائماً.

 

الهدنة قادمةٌ لا محالة، وستوقع خلال الساعات القادمة، رغم أنف العدو الذي يسعى لها، ولكنها ستوقع بشروط المقاومة وتوقيتها، ونتيجةً لصمودها وثباتها واستمرار ردها وانتقامها، ولا يجد الوسطاء غير ثني العدو والضغط عليه، ومحاولة إقناعه أن الظرف قد تغير، وأن المعايير قد تبدلت، وأن قواعد اللعبة السياسية ومفاهيم الصراع في المنطقة لم تعد محكومة إلى العقل الإسرائيلي فقط، رغم أن أغلب الوسطاء منحازون إلى العدو ومتعاونون معه، لكن المقاومة التي ثبتت بالدم والنار معادلاتها، تأبى أن تقوض ما عمرت، وأن تهدم ما بنت، وعما قليل سيأتيكم الخبر، وستكون الهدنة، التي تفرضها المقاومة بقوتها وصمودها، ويثبتها الشعب بصبره وثباته.

يتبع ....

 

بيروت في 20/5/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjgCSO4WagONMmSqctGzKMNvXPftXQ%3Dvx0m%3DQ-Z2EmgNvg%40mail.gmail.com.

Wednesday 19 May 2021

{الفكر القومي العربي} صمتُ العربِ الرسمي عجزٌ مهانةٌ

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "13"

صمتُ العربِ الرسمي عجزٌ مهانةٌ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

بعد تسعة أيامٍ من الحرب الضارية الضروس التي يشنها العدو الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، والتي ما زالت مستمرة وتتصاعد عنفاً وتزداد ضراوةً، وتتوزع على أرجاء القطاع الصغير، وتتكسر قذائفه على جسده الضعيف، وتتوالى على أهله المدنيين دون رحمةٍ أو هوادةٍ، حيث يستخدم في حربه المقيتة أحدث ما لديه من أسلحةٍ متطورةٍ تمتلئ بها ترسانته العسكرية، تتقدمها القاذفات الأمريكية العملاقة، والطائرات الحربية المقاتلة، وعشرات القطع البحرية، ومعها مدافع الميدان والدبابات، التي تدك القطاع وتزلزل أرضه، فتهدم بنيانه وتدمر عمرانه، وتحرق حقوله وتسوي بالأرض مساكنه وبيوته، وتقتل أطفاله ونساءه، وشيوخه ورجاله، وتحدث في أرجاء القطاع خراباً غير مسبوقٍ في بنيته التحتية، وشوارعه وطرقه العامة والفرعية.

 

أمام هول المجازر اليومية والقصف الوحشي المجنون، تقف الدول العربية تراقب الأحداث وكأنها لا تعنيها، وتتابع مجرياتها وكأنها لا تهمها ولا شأن لها بها، فالحرب ليست عليها ولا تقلقها، وهي لا تنعكس عليها ولا تؤثر فيها، وإسرائيل ليست ضدها ولا تعاديها، فقد سالمها أكثرهم وعاهدوها، واعترفوا بها وطبعوا معها، فغدت صديقةً لا عدوةً، وجارةً مسالمةً لا عدواً بواقاً، وأصبحت بالنسبة لهم مهادنةً لا تنكث، وآمنةً لا تغدر، وصادقةً لا تكذب، ومظلومةً لا تظلم، ومضطهدةً لا تعتدي.

 

محطات التلفزة العربية الرسمية ما زالت على حالها لم تغير شيئاً من برامجها، ولم توقف مسلسلاتها وأفلامها، ولم تمتنع عن بث الأغاني وعرض الحفلات الراقصة، ولم تخصص جزءً من وقتها لتغطية الأحداث وتسليط الضوء على الجرائم الإسرائيلية، واكتفت بخبرٍ مجزوءٍ تبثه عبر نشرة أخبارها عن الأحداث الجارية، وقد يتقدم الخبر ولكنه دوماً يتأخر، ويعرض بطريقةٍ سرديةٍ عامةٍ، وكأن الأحداث وصفيةً عن شعبٍ آخر وأمةٍ غريبةٍ.

 

وقَلَّ أن تستضيف محطاتهم خبراء عسكريين أو محللين سياسيين، ليشرحوا ما يحدث، ويسلطوا الضوء على ما يجري، فالأمر لا يهمهم كثيراً ولا يعنيهم، ولا يريدون لشعوبهم أن تنشغل بها أو أن تقلق، ولا أن تتعاطف معها أو تتأثر، بل إن بعضهم إن استضافوهم يحمل المقاومة المسؤولية، ويعتبرها المسؤولة عما يقع في القطاع، إذ تجرمها في الدفاع عن أهلها، وتخطئها في إطلاق صواريخها، وتراها تتفرد في القرار الوطني ولا تشرك العرب فيه، وتطالبها بالكف عن العدوان والامتناع عن استهداف المدنيين الإسرائيليين، وتحمل فصائل المقاومة المسؤولية عن تفجير الأحداث واندلاع الحرب، إذ أنها بادرت بالقصف وبدأت الحرب.

 

يستغرب الفلسطينيون كثيراً هذه المواقف العربية الرسمية، التي تخلو من النخوة والشهامة، وتعوزها الرجولة والأصالة، وتفتقر إلى العزة والكرامة، وليس فيها شيءٌ من النبل أو أثرٌ أواصر القرابة، إذ كيف يقبلون على أنفسهم نصرة العدو على أبناء أمتهم، ويصمتون على جرائمه، ولا يحركون ساكناً ضده، علماً أن الفلسطينيين لا يطالبونهم بالقتال نيابةً عنهم، ولا يستحثونهم ليكونوا على الجبهات قبلهم، بل كل ما يتمنونه أن يقوموا بالتخذيل عنهم، وتحريض المجتمع الدولي ضد الكيان الصهيوني، ورفع الصوت السياسي للضغط عليه وعزله، ومحاسبته ومعاقبته، فهذا أقل القليل غير المكلف، وأضعف الإيمان غير المخزي.

 

ربما رأينا من حكومات بعض الدول الغربية والأجنبية مواقف مختلفة، أشرف وأكثر نبلاً، وأصدق وأكثر جرأةً، وسمعنا من مسؤولين غربيين أصواتاً أعلى ونبرةً أشد ضد العدو الإسرائيلي، يطالبونهم بالتوقف عن العدوان والكف عن اقتراف جرائم القتل والتدمير، ولكن الأنظمة لم تشعر بالغيرة والغضب، ولم تحركها النخوة أو تحرجها الشهامة، واستمر صمتها وتواصل عجزها، وشذ خطابها، وأهمل إعلامها وشوه بصوره قضيتنا، وحَرَّفَ بتصريحاته حقيقة الأحداث ومسؤولية الاحتلال وجرائم جيش العدوان.

 

لا يستغرب الفلسطينيون وحدهم صمت الأنظمة العربية وعجزها، بل إن شعوب البلاد العربية نفسها يستغربون استخذاء حكوماتهم وسلبية أنظمتهم، ولا يترددون في إبداء غضبهم والتعبير عن سخطهم، ولكن بطش السلطات كبير وسوطهم مؤلمٌ قاسي، لا يرحمون من يعارضهم، ولا يسكتون عمن يخالفهم، ولا يقبلون بمن يتهمهم، ولا يصغون السمع لمن يستحثهم أو يحرضهم، بل ينقلبون عليه ويتهمونه، ويسجنونه ويحاكمونه، وما علموا أن شعوبهم لن ترضى عنهم ولن تقبل مهم ما لم ينتصروا لفلسطين وأهلها، وأن العدو الصهيوني لن يرضى عنهم ولن يقبل بهم حتى ولو اتبعوهم وكانوا لهم عوناً، أو أيدوهم وكانوا لهم خدماً، تلك هي طبيعتهم، وهذه هي جبلتهم التي أخبرنا بها القرآن الكريم ونقلها لنا وحيُه جبريلُ الأمين.

يتبع....

 

بيروت في 19/5/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjgXPBWzqW%2BsFVyCzrzwifdzZBP609S39-CYhgk3R5JcxA%40mail.gmail.com.

Tuesday 18 May 2021

{الفكر القومي العربي} الفلسطينيون يكرهون الحربَ والإسرائيليون يصنعونَ الموتَ

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس

الفلسطينيون يكرهون الحربَ والإسرائيليون يصنعونَ الموتَ  "12"

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الحربُ موجعةٌ مؤلمةٌ، قاسيةٌ شديدةٌ، كريهةٌ مذمومةٌ، طاحنةٌ ضروسٌ، تدمي القلوب وتقصف الأعمار، وتخلق الحزن، وتتسبب في اليتم، وتفجع الأسر والعائلات، وتثكل الأمهات، وتضعف نفوس الأخوات، وتكسر ظهور الأباء، وتتلف الأموال وتدمر البلاد، وتنشر الخراب وتنثر الدمار، وتهدم الحجر وتحرق الشجر، فلا يحبها أحد إلا الظالم، ولا يتمناها شعبٌ إلا المستوطن، ولا يعمل لها إلا المستعمر، ولا يخطط لها إلا الغاصب، ولا يفرضها إلا المعتدي، وكذا الإسرائيليون اعتدوا علينا ظلماً وعدواناً، فرضوها علينا عنوةً وإكراهاً، وأوجعونا بها، وآلمونا بآلتها، وأصروا عليها واستمروا بها، وساندها الظالمون، ودعمها المستكبرون، وسكت عنها المتخاذلون، ودافع عنها الفاسدون، وبرر لها المنافقون، وما زالت في غيها سادرة، وفي ظلمها ماضية.

الفلسطينيون شعبٌ يكره الحرب ولا يعشق القتل، ولا يحب الخراب ولا يستهوي الدمار، ولا يقبل بالظلم ولا يسكت عنه، بل يتمنى كغيره من شعوب الأرض، أن يعيش في وطنه حراً عزيزاً، وفوق أرضه مستقلاً كريماً، تربطه علاقاتٌ طيبة بالآخرين، وتجمعه مصالح ومنافع مشروعة مع الشعوب، ويشترك مع الدول في حفظ الأمن وشيوع السلام، ومحاربة الظلم ووقف العدوان، ومساعدة الشعوب على النهوض والتطور، والدول على الاستقرار والازدهار، ولدى الشعب الفلسطيني بتعداده الذي يقترب من الخمسة عشر مليوناً، وينتشرون في كل بقاع  الأرض، ويقيم أغلبهم في الوطن ثابتاً فيه، الكثير من الطاقات العلمية والكفاءات المهنية، والعقول الفلسفية وأصحاب النظريات الإنسانية والمفاهيم الاجتماعية، ما يجعلهم رواداً بين البشر، وأساتذةً للعالم، وخير أمناء على قيمه وحقوقه، وأحرصهم على حرية الإنسان وكرامته.

لكن هذا العدو الحاقد الخبيث، الظالم المستعلي، القاتل البغي، اعتدى علينا فما أبقى لنا شيئاً من حقوقنا، ولا سمح لنا بمواصلة دورنا واستكمال رسالتنا، وشغلنا عن العمل المبدع والانتاج المبهر، إذ احتل أرضنا، واغتصب حقوقنا، ودنس مقدساتنا، واعتدى على حرماتنا، وأمعن في قتلنا ومصادرة ممتلكاتنا، وطردنا من منازلنا، ودمر بيوتنا، وحرمنا من مستقبلنا، وقاتل فينا أحلامنا، واغتال طفولة أبنائنا وبراءةِ أطفالنا، وجعل مبلغ علمنا وغاية أملنا استعادة وطننا، وتحرير أرضنا، وتطهير مقدساتنا.

لهذا فلا يستغربن أحدٌ إن حمل الفلسطيني بندقيته وقاتل، وامتلك السلاح وقاوم، وبحث عن كل سبيلٍ وناضل، وطرق كل الأبواب ليثبت، وسلك مختلف السبل ليصمد، وتحالف مع الصادقين ليقوى، وتعاون مع المخلصين ليستمر في مقاومته، فهذه هي سنة الشعوب التي أحتلت أرضها واغتصبت حقوقها، وطرد أهلها وشرد شعبها، أن تقاوم وتقاتل، وتكافح وتناضل، وهو أمرٌ طبيعي وعملٌ مشروع، تبيحه الشرائع والأنظمة، وتحترمه النُظُمُ والدولُ، وتمارسه الشعوب وتتبعه الأمم، والتاريخ خير شاهدٍ على الشعوب التي ناضلت، والأمم التي قاومت، التي دوماً تنتصر في قضاياها لأنها على الحق، وتنتصر على أعدائها لأنهم على الباطل، وتصر إلى غايتها لأنها مشروعة، وتحقق أهدافها لأنها طبيعية.

الفلسطينيون يصدون الظلم، ويقاومون الاحتلال، ويدفعون الباغي ويواجهون الطغيان، ويضحون بحياتهم ليضعوا حداً للعدوان، ويصرون على التمسك بحقوقهم والبقاء في أرضهم، وما معركة "سيف القدس" إلا للدفاع عن الحقوق، والحفاظ على المنازل والبيوت، والإصرار على الصلاة والعبادة والطقوس، والثورة ضد القتل والانتفاضة ضد الأسر، ولن يتأخر الفلسطينيون عن واجبهم، ولن يهنوا في مقارعة عدوهم، ولن يضعفوا أمامه وإن كان أقوى منهم، ولن يستسلموا له وإن كان يلقى الدعم والإسناد أكثر منهم، وسيدرك العدو شاء أم أبى، أن هذا الشعب القوي الجبار، العنيد المغوار، صابرٌ حتى تحقيق أهدافه، وثابتٌ حتى يستعيد حقوقه، وباقٍ حتى يعود إلى أرضه ووطنه.

يكره الفلسطينيون الحروب لكنهم مجبرون عليها، ويحبون الحياة لكنهم محرومون منها، ويسعون للاستقرار لكنهم لا يتمتعون به، ويتطلعون للأمن والسلام لكنهم يعانون من غيابه، ويستغربون صمت العالم وعجزه عن نصرتهم ومساندتهم، وقادة العالم يعلمون أن الفلسطينيين مظلومون، وأنهم أصحاب قضية حقٍ مضى عليها أكثر من سبعين عاماً، وأن الكيان الصهيوني ظالمٌ معتدي، قاتلٌ مجرمٌ، فاسدٌ مبيرٌ، يقتل البشر ويدمر الحجر ويحرق الشجر، ولا يبالي بقانونٍ ولا يحترم شريعةً، ولا يخاف من عقوبةٍ، ويتحدى البشرية بصلفة، ويجابه الإنسانية بجرائمه، إلا أن تصده القوة، ويقف في مجابهته الحق، ويتحدى أصحابه ظلمه، ويصبرون على عدوانه وأذاه، ويعدون العدة للثأر منه والانتقام، ومواجهته والانتصار عليه.

يتبع....

بيروت في 18/5/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Ojgk7vVzSsSF6Dk3FOVcg-TVhLQg7mpG82cK-Tprpq5kog%40mail.gmail.com.

Monday 17 May 2021

{الفكر القومي العربي} VIOLANCE IN THE HOLY LAND






The Alliance of Egyptians in North America (AENA) a non-profit Educational and Cultural Organization (501-c-3), is appalled and dismayed by the United States government response to the horrific atrocities taking place in the Holy Land.

News media report that the United States continues to block a United Nations Security Council Resolution calling for a cease fire backed by 14 of the 15 members of the Council. President Biden continues the tired slogan "Israel has the right to defend itself"   

In "defending itself", Israel has demolished the offices of the Associated Press and Aljazeera, an attempt to conceal its war crimes. On Sunday, two prominent Palestinian physicians were among the casualties of Israeli bombing raids along with reports of damaged medical facilities. One was Ayman Abu al-Ouf, the head of coronavirus response at Gaza's largest hospital. The other Moein Ahmed Aloul, one of the few neurologists in the territory who died along with his five children. 

AENA not only condemns in the strongest terms these atrocities and crimes, but also the weak and apologetic response of the United States government. 

ALLIANCE OF EGYPTIANS IN NORTH AMERICA CORP

Mahmoud Elshazly                                       Tarek Saadawi
Chairman                                                        President

{الفكر القومي العربي} قصفُ بيتي وبيتِ أهلي في جباليا

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "11"

قصفُ بيتي وبيتِ أهلي في جباليا

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه، ولا يرجى إلا إياه، ولا يلجأ إلا إليه، فقد أصابنا ما أصاب الكثير من شعبنا، ولحق بنا ما لحق بأهلنا، فقد أغارت طائراتٌ حربيةٌ إسرائيلية صبيحة اليوم الثامن من العدوان على غزة، على بيتي وبيت عائلتي في مخيم جباليا شمال غرب القطاع، الكائن في منطقةٍ يطلق عليها "بير النعجة" فأصابته حمم صواريخه ودمرته، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين، ولا نقول إلا ما يرضى الله ربنا، فاللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وعوضنا اللهم وشعبنا خيراً، وألهمنا صبراً، وجُدُ علينا فضلاً، وأكرمنا بنصرك علينا يتنزل، وثبت اللهم أقدامنا على الحق وفي أرضنا، وعجِّل في خلاصنا من هذا البغي الظالم، المتغطرس القاتل.

 

كما أغلب البيوت والمباني التي دمرها جيش العدو،  فقد اتصل أحد ضباطه بشقيقي قبل ظهر اليوم، وهو اليوم الثامن للعدوان، وطلب منه مغادرة بيت العائلة، ولما كان أهلي يسكنون جميعاً في بيت شقيقي الذي دمر في عدوان عام 2014، فقد غادروا البيت على عجل، دون أن يتمكنوا كغيرهم من أخذ شيءٍ من مقتنياتهم أو حاجاتهم الخاصة، ولكن الضابط عاد واتصل به مجدداً، قائلاً له ليس هذا البيت، وإنما بيت العائلة الجامع، بيت الوالدة والوالد، البيت الذي يسكنه جميع أهلك، وتلتقون فيه مع أمك، فعلم أخي أن بيتنا الكبير سيقصف لا محالة، وما إن غادر من كان فيه، حتى طالته صواريخ البغي والعدوان ودمرته، وقد ألحقت الغارة كما كل الغارات الأخرى، دماراً في المنطقة، وخراباً في المباني المجاورة، وتصدعاً في الأرض، وتشققاً في الشوارع المحيطة والطرقات.  

 

ليس هناك من بيتٍ في قطاع غزة غير مهددٍ، ولا يوجد بناءٌ غير مستهدفٍ، فقد دمر عشرات المباني، وخرب مئات المنازل، وكلها مساكنٌ مدنية لا وجود لشبهة العسكر فيها، ولكنه الحقد الأعمى والكره الدفين، والجريمة المستأصلة والعدوان المريد، فقد اعتمد جيش العدو الذي فشل في تحقيق أهدافه، وعجز عن أن ينال من قدرة فصائل المقاومة، التي أعيته صواريخها، وأدمته حمم قذائفها، ولم يتمكن حتى الساعة، ولن يتمكن إن شاء الله، من تحديد مكان منصاتها، أو طريقة إطلاقها، أو الطواقم التي تشغلها وتلك التي تحركها وتنسق عملياتها وتحدد إحداثياتها، إذ ما زالت صواريخها تنطلق إثر كل غارةٍ، وتمطر بها المدن الإسرائيلية البعيدة والقريبة، في ردٍ مباشرٍ وسريعٍ على كل غارةٍ ينفذها العدو ضد شعبنا.

 

نتيجة فشله الشديد وعجزه العقيم، في تحقيق نصرٍ يتيم يحاول الوصول إليه، وعجزه عن اصطياد قائدٍ عسكري أو سياسي، أو الوصول إلى هدفٍ ثمينٍ يمني به نفسه، ويضحك به على شعبه، فقد لجأ إلى سياسة تدمير المباني والأبراج، وقصف البيوت والمنازل، وحرث الشوارع والطرقات، وتقطيع المناطق عن بعضها البعض، وتدمير البنى التحتية، وتخريب شبكات الكهرباء والهواتف وغيرها، مستخدمةً في عدوانها أحدث الأسلحة الفتاكة المدمرة، التي تحدث في كل غارةٍ زلزالاً في المنطقة، يرج الأرض كلها، ويقوض كل المباني ويحيلها في دقائق معدودةٍ إلى ركامٍ وحطامٍ.

 

أمي الحبيبة ..... اخوتي الأعزاء، أخواتي الكريمات، وكل أهلي الكرام، أصبروا واحتسبوا، واحمدوا الله عز وجل وأشكروا فضله ونعماءه، ولا تهنوا ولا تحزنوا على ما أصابكم، ولا تبتئسوا على ما حل بكم، ولا تحزنوا على حجارة البيت التي فتتت، وجدرانه التي قوضت، وسقوفه التي سقطت، وذكرياتكم فيه التي ذهبت، فقد اجتباكم الله عز وجل وابتلاكم، واختاركم ليمتحنكم ويختبركم، ولكن ليجزيكم خيراً ويثيبكم أجراً، ويعوضكم في الدنيا وطناً وفي الآخرة جنةً، وكما مَنَّ الله عز وجل علينا فعمرنا بعد عدوان العام 2014 بيت العائلة التي دمر، فإننا وشعبنا سنعيد بناء كل بيتٍ دمر، وسنعمر كل منزلٍ استهدف، وسنرمم كل ضررٍ أحدثوه وخرابٍ سببوه، فلا حجر نبكيه، ولا شهيد نفجعُ به، ولا خسارة تقعدنا ولا عدو يهزمنا، وإنما نصرٌ نتطلع إليه، وعزةٌ نروم بها وكرامةٌ نريدها ونسعى إليها.

يتبع....

 

بيروت في 17/5/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjhSmk2WXkyoXgZ5ZXdmPGRR2RyoEo2yQiNy8SBQp6ngfw%40mail.gmail.com.

Sunday 16 May 2021

{الفكر القومي العربي} أبو عبيدةُ وأبو حمزةُ ناطقانِ صادقانِ ورائدانِ لا يكذبان

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "10"

أبو عبيدةُ وأبو حمزةُ ناطقانِ صادقانِ ورائدانِ لا يكذبان

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

وجهان يحبهما الشعب الفلسطيني، ويستبشر بهما العرب والمسلمون، ويشعرون بالطمأنينة لظهورهما، ويفرحون بإطلالتهما، ويثقون بكلامهما، ويبنون على تصريحاتهما، ويصدقون وعودهما، وينظرون إلى عقارب الساعة ثقةً بتهديداتهما، وإيماناً بيقينهما، ويرفعون عيونهم قبلة السماء انتظاراً لردهما وترقباً لوعدهما، الذي يأتي دائماً كالشمس الساطعة في رابعة النهار، مدوياً صاخباً، قوياً مباشراً، وكالأمطار المنهمرة غيثاً، يزفون فيه البشرى لشعبهم وأمتهم، ويلطمون وبه وجه عدوهم ومن حالفه، ويصفعون به وجوه من مالأه ونافقه، فتبيض وجوهٌ بتصريحاتهما، وتفخر وتتيه وتسعد، وتسود بها أخرى وتتوارى خزياً وندماً، وخوفاً وهلعاً.

 

أما العدو الإسرائيلي فهو يعرفهما جيداً، ويحفظ اسمهما وشكلهما، ويتابع ظهورهما ويصدق كلامهما، ويعرف أنهما ينطقان بالحق فلا يخطئان، ويقولان الصدق ولا يكذبان، ويدرك أن لتصريحاتهما مصداقية ووزن وقيمة وأثر، فأما الحكومة وقادة الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإنهم يبنون استراتيجيتهم بناءً على كلامهما، ويغيرون في خطتهم وفقاً لتصريحاتهما، ولا يملكون إلا انتظار ترجمة أقوالهما وتنفيذ وعودهما.

 

أما المستوطنون الإسرائيليون فهم يصدقانهما أكثر من قيادتهم، ويثقون في كلامهما أكثر من رئيس حكومتهم، وينفذان أمرهما إذا أصدراه نزولاً إلى الملاجئ أو خروجاً منها، وفق التوقيت الذي يعلنان عنه، وإذا تعارضت تصريحاتهما مع تصريحات حكومتهم، كذبوها وصدقوهما، وخالفوها ونفذوا أمرهما.

 

إنهما الملثمان الأشهران، والصوتان المبشران، الذليقا اللسان البليغا البيان، أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأبو حمزة الناطق الرسمي باسم كتاب سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اللذان عودا شعبهما على الظهور المباشر في الأوقات الحرجة، وعند المنعطفات الخطرة، وخلال الأزمات وفي الحروب والمعارك، ليقولوا لشعبهم وأمتهم بثباتٍ ورباطة جأشٍ، وبكلماتٍ واثقةٍ وعباراتٍ صريحةٍ، أن توكلوا على الله ربكم، وثقوا بمقاومتكم واطمئنوا إلى إخوانكم، ولا تصغوا إلى عدوكم، فردنا قادمٌ، ونصرناً حاسمٌ، وإرادتنا حديدٌ وبأسنا شديدٌ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.

 

استحقا احترام الشعب والأمة، لأنهما دائماً يلعبان دوراً كبيراً في المعركة مع العدو، إما رفعاً للروح المعنوية لشعبهما، وتطميناً لأمتهما وشداً لأزرهما، وإما سخطاً لعدوهما وترويعاً له، فهما كما يعدان شعبهما بالرد القادم والثأر القريب والانتقام الموجع، فإنهما يعدان عدوهما بالصواريخ القادمة، والردود الراعدة، وبأن الانتقام من فعال جيشه الخبيثة سيكون موجعاً وأليماً، وقاسياً ورادعاً.

 

وقد أثبتت الوقائع والأحداث صدقهما إذا وعدا، ونتيجة تهديداتهما على شعبهما وعدوهما إذا نفذا، وفي معركة "سيف القدس" الجارية كانت لهما كلمتهما الفصل بقصف مطار آرون في النقب، وبوعدهما القاطع بالسماح  للمستوطنين بحرية الحركة والتجوال مدة ساعتين فقط، قبل أن تمطر عليهما السماء دقائق معدودة بعد الفسحة، صواريخ من كل مكانٍ، دكت مدنهم وروعت مستوطنيهم.

 

يقول الكثير من المحبين لهما والمتابعين لتصريحاتهما، والمنتظرين بشغفٍ لظهورهما، أنهم يعرفونهما جيداً، ويعرفون ملامحهما، كما يميزون نبرة صوتهما، رغم أنهما ملثمين لا يرى من الكوفية غير عيونهما، ولا يظهر منهما إلا يداً تهدد أو أصبعاً يلوح، ورغم ذلك فقد أصبحت صورهما مشهورة، وأسماؤهما معروفة، يتندر بها المواطنون على العدو، ويهددونه بهما، ويتوعدونه بتصريحاتهما، ويعتزون بصدقهما الذي فقدوه مع الناطقين الرسميين قبلهم، والمتشدقين بالأنظمة غيرهم.

 

لسان حال العرب والفلسطينيين يقول لهما، شكراً لكما أيها الرائدان، شكراً لكما أيها الناطقان، فقد جعلتما كلمتنا محترمة، وتهديدنا فاعلاً، رغم أنكما ترجمانٌ للمقاومة وانعكاسٌ لقرارها، ومعبران عن جاهزيتها وناطقان بحزمها، فالمقاومة هي الأصل، ورجالها هم صناع الصدق، وإنكما منهم وإليهم تنتمون، فشكراً للمقاومة التي قدمتكما، وشكراً لقيادتها التي سمتكما، فلا تتأخران عنا فإننا بكما نستبشر، وبعيونكما نرى النصر، وبكلماتكما نستنهض الهمم ونشحذ العزائم، فجزاكما الله عن شعبكما وأمتكما خيراً، وأراكما النصر الذي تعداننا به، ومتعكما معاً ومعنا بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك الذي انتصرتما له.

يتبع....

 

بيروت في 16/5/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjiKdv6VRG11MQ88mfJyBEudGoWen46MKq%3Dzr-XyLR8YYw%40mail.gmail.com.

{الفكر القومي العربي} أبو عبيدةُ وأبو مجاهدُ ناطقانِ صادقانِ ورائدانِ لا يكذبان

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "10"

أبو عبيدةُ وأبو مجاهدُ ناطقانِ صادقانِ ورائدانِ لا يكذبان

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

وجهان يحبهما الشعب الفلسطيني، ويستبشر بهما العرب والمسلمون، ويشعرون بالطمأنينة لظهورهما، ويفرحون بإطلالتهما، ويثقون بكلامهما، ويبنون على تصريحاتهما، ويصدقون وعودهما، وينظرون إلى عقارب الساعة ثقةً بتهديداتهما، وإيماناً بيقينهما، ويرفعون عيونهم قبلة السماء انتظاراً لردهما وترقباً لوعدهما، الذي يأتي دائماً كالشمس الساطعة في رابعة النهار، مدوياً صاخباً، قوياً مباشراً، وكالأمطار المنهمرة غيثاً، يزفون فيه البشرى لشعبهم وأمتهم، ويلطمون وبه وجه عدوهم ومن حالفه، ويصفعون به وجوه من مالأه ونافقه، فتبيض وجوهٌ بتصريحاتهما، وتفخر وتتيه وتسعد، وتسود بها أخرى وتتوارى خزياً وندماً، وخوفاً وهلعاً.

 

أما العدو الإسرائيلي فهو يعرفهما جيداً، ويحفظ اسمهما وشكلهما، ويتابع ظهورهما ويصدق كلامهما، ويعرف أنهما ينطقان بالحق فلا يخطئان، ويقولان الصدق ولا يكذبان، ويدرك أن لتصريحاتهما مصداقية ووزن وقيمة وأثر، فأما الحكومة وقادة الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإنهم يبنون استراتيجيتهم بناءً على كلامهما، ويغيرون في خطتهم وفقاً لتصريحاتهما، ولا يملكون إلا انتظار ترجمة أقوالهما وتنفيذ وعودهما.

 

أما المستوطنون الإسرائيليون فهم يصدقانهما أكثر من قيادتهم، ويثقون في كلامهما أكثر من رئيس حكومتهم، وينفذان أمرهما إذا أصدراه نزولاً إلى الملاجئ أو خروجاً منها، وفق التوقيت الذي يعلنان عنه، وإذا تعارضت تصريحاتهما مع تصريحات حكومتهم، كذبوها وصدقوهما، وخالفوها ونفذوا أمرهما.

 

إنهما الملثمان الأشهران، والصوتان المبشران، الذليقا اللسان البليغا البيان، أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأبو مجاهد الناطق الرسمي باسم كتاب سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اللذان عودا شعبهما على الظهور المباشر في الأوقات الحرجة، وعند المنعطفات الخطرة، وخلال الأزمات وفي الحروب والمعارك، ليقولوا لشعبهم وأمتهم بثباتٍ ورباطة جأشٍ، وبكلماتٍ واثقةٍ وعباراتٍ صريحةٍ، أن توكلوا على الله ربكم، وثقوا بمقاومتكم واطمئنوا إلى إخوانكم، ولا تصغوا إلى عدوكم، فردنا قادمٌ، ونصرناً حاسمٌ، وإرادتنا حديدٌ وبأسنا شديدٌ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.

 

استحقا احترام الشعب والأمة، لأنهما دائماً يلعبان دوراً كبيراً في المعركة مع العدو، إما رفعاً للروح المعنوية لشعبهما، وتطميناً لأمتهما وشداً لأزرهما، وإما سخطاً لعدوهما وترويعاً له، فهما كما يعدان شعبهما بالرد القادم والثأر القريب والانتقام الموجع، فإنهما يعدان عدوهما بالصواريخ القادمة، والردود الراعدة، وبأن الانتقام من فعال جيشه الخبيثة سيكون موجعاً وأليماً، وقاسياً ورادعاً.

 

وقد أثبتت الوقائع والأحداث صدقهما إذا وعدا، ونتيجة تهديداتهما على شعبهما وعدوهما إذا نفذا، وفي معركة "سيف القدس" الجارية كانت لهما كلمتهما الفصل بقصف مطار آرون في النقب، وبوعدهما القاطع بالسماح  للمستوطنين بحرية الحركة والتجوال مدة ساعتين فقط، قبل أن تمطر عليهما السماء دقائق معدودة بعد الفسحة، صواريخ من كل مكانٍ، دكت مدنهم وروعت مستوطنيهم.

 

يقول الكثير من المحبين لهما والمتابعين لتصريحاتهما، والمنتظرين بشغفٍ لظهورهما، أنهم يعرفونهما جيداً، ويعرفون ملامحهما، كما يميزون نبرة صوتهما، رغم أنهما ملثمين لا يرى من الكوفية غير عيونهما، ولا يظهر منهما إلا يداً تهدد أو أصبعاً يلوح، ورغم ذلك فقد أصبحت صورهما مشهورة، وأسماؤهما معروفة، يتندر بها المواطنون على العدو، ويهددونه بهما، ويتوعدونه بتصريحاتهما، ويعتزون بصدقهما الذي فقدوه مع الناطقين الرسميين قبلهم، والمتشدقين بالأنظمة غيرهم.

 

لسان حال العرب والفلسطينيين يقول لهما، شكراً لكما أيها الرائدان، شكراً لكما أيها الناطقان، فقد جعلتما كلمتنا محترمة، وتهديدنا فاعلاً، رغم أنكما ترجمانٌ للمقاومة وانعكاسٌ لقرارها، ومعبران عن جاهزيتها وناطقان بحزمها، فالمقاومة هي الأصل، ورجالها هم صناع الصدق، وإنكما منهم وإليهم تنتمون، فشكراً للمقاومة التي قدمتكما، وشكراً لقيادتها التي سمتكما، فلا تتأخران عنا فإننا بكما نستبشر، وبعيونكما نرى النصر، وبكلماتكما نستنهض الهمم ونشحذ العزائم، فجزاكما الله عن شعبكما وأمتكما خيراً، وأراكما النصر الذي تعداننا به، ومتعكما معاً ومعنا بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك الذي انتصرتما له.

يتبع....

 

بيروت في 16/5/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjgCd%2B8Ej5ZONq8YhH-i_3rcdXon%2BzLVM%3DXetOD3b3Aegg%40mail.gmail.com.

{الفكر القومي العربي} المقاومةُ تنقلُ المعركةَ إلى قلبِ الكيانِ وأقصاه

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "9"

المقاومةُ تنقلُ المعركةَ إلى قلبِ الكيانِ وأقصاه

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

اعتاد الكيان الصهيوني منذ سنواتٍ طويلةٍ أن يقاتل خارج "حدوده"، وأن يخوض حروباً على أرض خصومه بعيداً عن مستوطنيه، وأن يتوسع على حساب "جيرانه"، معتمداً إلى درجةٍ كبيرةٍ على ذراعه العسكرية الطويلة، وسلاحه الجوي الحديث والمتطور، وترسانته الضخمة من الصواريخ والقذائف المدفعية بعيدة المدى، التي تطلقها دباباته ومدافعه الميدانية، وغيرها من الأسلحة الفتاكة المدمرة التي يتميز بامتلاكها، ويصنع بعضها بنفسه، وتزوده بالحديث والمتطور منها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أجنبية أخرى غيرها كثيرة، فيشعر وهو يقاتل بعيداً عن حدوده بالطمأنينة على شعبه، ويأمن على مصالحه وممتلكاته، فلا يطالها القصف، ولا تشملها العمليات الحربية، ولا يتهدد مستوطنيه أي خطرٍ.

 

لكن العدو الإسرائيلي صُدم في حروبه الأخيرة، وذُهل من قدرة المقاومة على نقل المعركة إلى "عقر داره" ووسط مستوطنيه، وأذاقهم من نفس الكأس الذي جرعها للفلسطينيين، فقد نجحت فصائل المقاومة الفلسطينية في تحويل كل فلسطين إلى ساحة معركةٍ حقيقية، وأدخلت ملايين المستوطنين الإسرائيليين الستة وأكثر إلى الملاجئ، وإلى الأماكن المحصنة المخصصة للحماية في ظل الحروب والكوارث، وتمكنت على مدى الساعة من إمطار المدن الإسرائيلية كافةً في العمق والقلب، وفي الشمال البعيد والجنوب القاصي، وفي الجوار القريب ومستوطنات الغلاف، مما حول فلسطين التاريخية إلى ساحة حرب حقيقية وأرض معركة طاحنةٍ، يتألم فيها الإسرائيلي ويشكو، ويقتل فيها ويدمر بيته، ويشرد بسببها ويعاني من ويلاتها.

 

لم يعد العدو الإسرائيلي يقوى على المواجهة والصمود، فقد صدع رؤوس مستوطنيه لسنواتٍ طويلة، بأن جيشه لا يقهر، وأن سلاحه لا يفل، وطيرانه الحربي لا يتوقف، وحدوده لا تنتهي، وأن صواريخه الدقيقة تطال كل هدف، وتسكت كل فوهة نار، وتدمر كل منصة صواريخ، وتعطل إلى بطارية رادار، ومَنَّى مستوطنيه بطول نومٍ وراحة نفسٍ وطمأنينة بال، فلن تطالهم الحرب، ولن تقض مضاجعهم الصواريخ، ولن يحدث شيءٌ يعكر صفو عيشهم، أو يغير أسلوب حياتهم.

 

فجأةً انطلقت الشهب تغطي سماءهم، وتحرق "أرضهم"، وتشعل الأرض حولهم، وتنشر الرعب بينهم، وتضامن الفلسطينيون معاً في أرضهم المحتلة عام 1948، وفي القدس والضفة الغربية، فواجهوا العدو صفاً واحداً، وأربكوا جيشه وفرقوا صفه، وأجبروه على إعادة تنظيم عديد جيشه واستدعاء الآلاف من جنود وضباط الاحتياط لمواجهة التحدي الجديد، والتصدي للهبة الفلسطينية التي نقلت شعلة المواجهة إلى كل بيتٍ إسرائيلي، وأوقدت جذوة الحرب بينهم وقريباً منهم، فأدرك العدو أن الزمان قد تغير وأن المقاومة قد تبدلت، وأن ما كان لن يعود، وما اعتاد عليه لن يبقى، وما زال في جعبة المقاومة الكثير والجديد والمفاجئ الصادم، ولعل الأيام القادمة تزيد في قلقه، وتعمق خوفه، وتؤسس لهزيمته ونهايته.

 

لا شيء يوجع العدو سوى الإحساس بالفقد، والشعور بالألم، ومعاملته بنفس الأسلوب وبذات القدر، فلا يحد العدو سوى القوة، ولا يرغمه على التراجع والانكفاء سوى المقاومة، فقد اعتاد لعقودٍ طويلة ألا يدفع ضريبةً من دمه، وألا يتكلف في المواجهة شيئاً من اقتصاده، وألا تتشوش حياة مستوطنيه خلال الحروب، إذ أنها تجري بعيداً عنهم، وتقع على أرض خصومهم ولا تنعكس عليهم إلا خبراً أو صورة، أما اليوم فهي تجري بينهم، وتنعكس فيهم تابوتاً وجنازة، وبيتاً يهدم وناراً تشتعل، وحافلةً تحرق وسيارةً تدمر، ورعباً يسكن وخوفاً يسيطر، وانهياراً في الاقتصاد وإغلاقاً للأجواء، وتهديداً للطيران المدني ووقفاً للرحلات الجوية، وكأنها إشارات الخاتمة وعلامات النهاية، فالتفكيك قادم والزوال بإذن الله قريب، وإننا وإياهم لعلى موعدٍ لن نخلفه، مكاناً وزماناً سوىً، تعود فيه فلسطين  وتزول فيه إسرائيل اسماً ورسماً، وخارطةً وأرضاً.

يتبع ....

بيروت في 16/5/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjgenjU%2B2xVWZzKtQ5xZGNeLgBtW3nxOO5T0whECmRZp-w%40mail.gmail.com.

{الفكر القومي العربي} قصفُ الأبراجِ وتدميرُ المباني السكنيةِ

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "8"

قصفُ الأبراجِ وتدميرُ المباني السكنيةِ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

هنادي والشروق والندى والجلاء والجوهرة، خمسة أبراجٍ سكنيةٍ ضخمة، عالية شاهقة، تتوسط مدينة غزة وترتفع في سمائها، قريباً من المناطق السكنية المكتظة، تتكون من عشرة طوابق وأكثر، وتتميز فيها عن غيرها من المباني السكنية وتفخر، تسكنها عشرات العائلات ومئات المواطنين، وفيها مكاتب إعلامية وهندسية، وعيادات طبية وصحية، ومراكز تسوق ومقراتٍ تجاريةٍ، وشقق سكنية كثيرة يسكنها فلسطينيون وأجانب، ولا يوجد فيها مكاتب قيادية ولا مراكز عسكرية، ولا مخازن سلاح أو مقرات تدريب، ولا مراكز تحكم أو سيطرة، ورغم ذلك فقد قصفها جيش العدو بعشرات الصواريخ، فأحالها في دقائق معدودة إلى ركامٍ وحطامٍ.

 

يستخدم العدو الصهيوني في قصفه للأبراج السكنية العالية صواريخ ضخمة، وقنابل شديدة التفجير، مخصصة لتدمير المباني العالية والمنشآت الضخمة، وتستطيع في لحظاتٍ تقويض المباني مهما علت، وتدميرها مهما كانت قوية، وإحالتها إلى ركام مهما كبرت، وتصدر الصواريخ المستخدمة أصواتاً مرعبةً، وتحدث ارتجاجاً في الأرض كبيراً، وتثير غباراً كثيفاً، وتتسبب في اشتعال حرائق كبيرة، تتصاعد ألسنة لهبها عالياً، وتنتشر سحائب الدخان بعيداً، وتؤدي إلى تخريب شبكات الهاتف والكهرباء، ما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة من القطاع.

 

لا تقتصر الأضرار المادية على الأبراج المستهدفة فقط، فهي لا تسقط وحدها، بل قد تسقط معها المباني المجاورة، أو يلحق بها ضررٌ كبيرٌ، وتصبح آيلة للسقوط بسهولةٍ، ولا تعود صالحة للسكن والإقامة، إذ تتصدع جدرانها وتتزعزع قواعدها نتيجة للارتجاجات الضخمة، التي تحدثها الصواريخ الفتاكة والقنابل المدمرة في الأرض، وغالباً ما يترك السكان المباني المجاورة، ولا يعودون للإقامة فيها، إذ يلزم ترميمها أو هدمها من أساسها لمنع سقوطها على المواطنين.

 

يَدَّعي الإسرائيليون أنهم لا يستهدفون المدنيين، ولا يتعمدون قتلهم أو إلحاق الضرر بهم، ولهذا فهم يحذرون القاطنين الفلسطينيين، وينبهون السكان المجاورين للبرج قبل قصفه، إذ يطلقون على البرج المقصود عدداً من الصواريخ التحذيرية، أو يقومون بالاتصال بملاك الأبراج أو أحد سكانها، ويطلبون منهم المغادرة، ويمنحونهم دقائق معدودة لا تزيد في أحسن أحوالها عن خمسة دقائق، لا تكفي لنزول السكان من الطابق العليا، خاصةً في ظل انقطاع الكهرباء، وعدم وجود مصاعد أو تعذر استخدامها، فضلاً عن حالة التدافع والعجلة في ظل الخوف، الأمر الذي يتسبب في سقوط الكثير من الضحايا، علماً أن جيش العدو لا يعمد دائماً إلى التحذير، رغم قصر مدة التحذير.

 

يتعمد العدو الإسرائيلي استهداف المباني السكنية الشاهقة المتعددة الطوابق، المأهولة بالسكان والعامرة بالمكاتب المدنية المختلفة التخصصات، ضمن خطةٍ مدروسةٍ بعنايةٍ ومعدةٍ بدقةٍ بصورةٍ مسبقةٍ، في محاولةٍ منه لتحقيق عددٍ من الأهداف، فهو يريد بث الرعب والخوف في صفوف الفلسطينيين، ليضعف روحهم المعنوية،  ويدفعهم للانفضاض من حول المقاومة والابتعاد عنها، أو انتقادها والشكوى منها، حيث أن تماسك الجبهة الداخلية والتفافها حول المقاومة يمكنها من الصمود والثبات.

 

كما يعمل العدو على زيادة كلفة المقاومة، وتكبيد الشعب الفلسطيني خسائر فادحة لا يقوى على احتمالها، ولا يستطيع الصمود أمامها طويلاً، خاصةً أن الأبراج المدمرة حديثة البناء، ولا يزيد عمر أقدمها عن خمسة عشر عاماً، وقد تكلف بناءها وتجهيزها مبالغ ضخمة جداً، وفيها مراكز تسوق ومعارض ومحلات تجارية، مليئة بالبضائع والمعدات والمواد الغذائية وغيرها، وتعود ملكية شققها وعقاراتها إلى عوائل فلسطينية أنفقت جُلَّ مدخراتها في شرائها وتأسيسها وتأثيثها، وبعد القصف تتشرد وتصبح في العراء، بلا مأوى ولا مسكن، خاصةً في ظل ندرة المساكن وقلة الشقق بسبب القصف والتدمير الأعمى المتوالي.

 

يخطئ العدو الإسرائيلي إذا ظن أن ممارساته الهمجية، وعدوانه الوحشي، وعملياته المستمرة ضد الأهداف المدنية، ومحاولاته التفريق بين فئات الشعب، تستطيع أن تخضع المقاومة أو أن تضعفها، أو تجبرها على الخضوع والخنوع، والاستسلام والقبول بالشروط الإسرائيلية، ولعل حروبه السابقة وعدوانه الماضي، يؤكد له أن الشعب الفلسطيني أصبر على الأذى، وأحمل للعدوان، وأقدر على الثبات، وأن شعاره الخالد، هيهات منا الذلة، حتى نحقق أهدافنا، ونحرر أرضنا، ونعود إلى وطننا.

يتبع....

 

بيروت في 16/5/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Ojg8PpHoJD%3Dj%2B6zOum9Uercy294DPsGXgSUiMhxMso-hmQ%40mail.gmail.com.