Tuesday, 28 June 2022

{الفكر القومي العربي} مراجعةٌ نقديةٌ لمقالي عن المُؤتَمَرينِ القومي العربي والإسلامي

مراجعةٌ نقديةٌ لمقالي عن المُؤتَمَرينِ القومي العربي والإسلامي

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

لا أستنكف عن الاعتراف، ولا استعظم الاعتذار، ولا أصر على الخطأ، ولا أصم آذاني عن أصوات المحبين، ونصائح المخلصين، وحرص الصادقين، ولا أتكبر على تجارب السابقين، وحكمة الشيوخ والعارفين، ولا أشكك في نوايا العاملين، ولا أغمط دور المناضلين، ولا أنكر فضلهم، ولا أغمض عيني عن دورهم، ولا أضرب عرض الحائط بتضحياتهم.

 

ولا أتهم أحداً بما ليس فيه، ولا أُعينُ الشيطان على إخواني، ولا أرضى أن أكون فاحشاً لعاناً، ولا طارداً منفراً، ولا أصد ناصحاً ولا أرد معاتباً، ولا أقبل إلا أن أكون في مصاف دعاة الوحدة، المؤمنين بها والعاملين لها، والساعين بكل السبل لتحقيقها، فهي السبيل الأول لتحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات، وبدونها سنبقى هملاً ضعافاً، يستأسد علينا البغاث، ويستنوق علينا الحملان، ويستفرد بنا العدو كيف يشاء ووقتما يريد.

 

ما قصدتُ بمقالي المعنون "الصنمية القومية والخشبية الإسلامية"، أن أنعى الحوار القومي الإسلامي، وأن أنهي سنوات التقارب والحوار، وأن أعلن فشل التجربة وعقم المحاولة، فإن فهم البعض هذا من مقالي فقد أخطأَ ما قصدتُ، أو أخطأتُ ما عبرتُ، ولم أحسنُ العرضَ الذي أردتُ، وأسأتُ التعبير حيث أردتُ الإحسان.

 

فأنا من المنتسبين إلى المؤتمرين منذ تأسيسهما، ومن المؤمنين بأهدافهما والملتزمين بنظامهما، وأواظب على المشاركة في كل دورات الانعقاد ولا أغيب عنها، وأتحمل التكاليف وأصبر على المشاق، إيماناً مني بجدوى المؤتمرين، وسمو رسالتيهما، ونبل مقاصدهما، واعتقاداً مني بقدسية الفكرة التي لها يدعون، وعظم المسؤولية التي يحملون، والأمانة التي في سبيلها يضحون ويقدمون.

 

أما العنوان "الصنمية القومية والخشبية الإسلامية"، فربما كان قاسياً خشناً، صادماً عنيفاً، ولعله أبداً لا ينسجم مع المتن الذي تلا، والعرض الذي قدمتُ، وما كان قصدي منه أبداً وصف أتباع التيارين بالصنمية أو الخشبية وأنا منهم، وما كنتُ أنا أو غيري لنشارك في أعمال هذه المؤتمرات على مدى سنواتٍ طوالٍ، وربما الكثير من العناوين اللافتة للنظر لا تقود إلى حقيقة الخبر.  

 

فأنا أرى أن غالبية المنتسبين إلى التيارين هم من دعاة الوحدة، المسكونين بحبها والعاملين بجدٍ لتحقيقها، ولا أتهم أحداً في نواياه، ولا أشق على قلبه غير ما أرى، وما أراه من جميع المؤتمرين في كل الدورات، وخلال كل الحوارات، تضحيةً من أجل الوحدة، وإخلاصاً في سبيل الحوار، وسعياً جاداً للتوافق واللقاء.

 

أشدتُ في مقالي كثيراً بالحوارات التي جرت في جلسات المؤتمر القومي العربي، وقد شدني إليها العناوين الهامة والهموم العامة، وجدية المداخلات ومسؤولية التعقيبات، وحرصُ الأعضاء على الحضور والمشاركة، والتفاعل الموضوعي في الآراء المختلفة والأفكار المتعددة.

 

كما سعدتُ شخصياً بانتخاب الأستاذ حمدين صباحي، الذي أكُنُ له كل التقديرِ والاحترام، ولا أشكُ في قدراته ولا أتهمه في نواياه، وقد عبرَ أجمل تعبير في كلمته الأولى عن آماله وتطلعاته التي أشترك فيها معه، وأتمنى أن أساهم في تحقيقها، وأن يكون لي دور في الوصول إليها.

 

قد لا أكون أنصفتُ المؤتمر القومي الإسلامي في مقالي، أو تحاملتُ عليه أكثر مما ينبغي، وقسوتُ في العرض أو أسرفتُ في الوصف، لكنني أبداً لا أنعيه ولا أعلن وفاته، ولا أقبل أن أصفه بالفشل، أو أن أتهمه بانتهاء الدور، والعجز عن المواصلة، بل ما زال في يقيني رائداً وقادراً، وعليه التعويل وفيه الأمل.

 

المؤتمر القومي الإسلامي ما زال قادراً على مواصلة المهمة التي انبرى إليها، وهو يستطيع ببعض الصبر والكثير من الجهد أن يحقق الكثير من الأهداف المرجوة، وهذا إيماني به حقيقةً، وأملي ألا يتعب أبناؤه، وألا يمل أتباعه، وألا يستسلموا للظروف الصعبة والمنحنيات القاسية، فهي محطاتٌ عابرة في تاريخ الأمة، وسرعان ما تزول العقبات وتنقشع الغيوم عن شمسٍ مشرقةٍ وسماءٍ صافيةٍ.

 

إلا أنني شكوتُ من ضعف المشاركة فيه، لجهة الأوراق المقدمة والأبحاث المعدة، وعدد المشاركين وتنوعهم، حيث كان الأمل أن تكون المشاركة أكبر والتمثيل من التيارين أوسع، إلا أن تسليطي الضوء على هذا الجانب لا يعني أبداً انكفاء البعض وانقلابهم على المهمة، وكفرهم بالرسالة، ويأسهم من إمكانية الوصول إلى نقاط التلاقي ومحطات الوفاق بين الطرفين.

 

أزعمُ صادقاً أن جميع الذين ساهموا في أعمال المؤتمرين من التيارين، الذين تحملوا أعباء السفر ومشاق الطريق، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والتحديات الصحية التي لم تنتهِ، يؤمنون جميعاً بقدسية رسالتهم، ويدركون صعوبة المهمة، ويلمسون العقبات ويعرفون العراقيل التي تعترضهم، ويدركون أن أعداء الأمة يتربصون بهم ويريدون إفشالهم، ويعملون على زرع المزيد من الفتن بينهم، ذلك أن وحدة الأمة تضرهم، واجتماع كلمتها تضعفهم وتفشل مشاريعهم.

 

مقالي الذي أعتذر فيه لكل قارئٍ رأى فيه إساءة، ولكل عضوٍ في المؤتمر رأى فيه تجاوزاً أو افتئاتاً، أؤكد أنني قصدتُ به ولا زلتُ تحريضَ الأمة على الوحدة، ودفعَها إلى الحوار، وتنبيهَهَا إلى أنه ليس أمامها من سبيلٍ غير الحوار والتفاهم، والتعايش والقبول بالتنوع الذي يغني، والتعدد الذي يقوي، وليس فيما أوردتُ من عرضٍ وبيانٍ، اتهامٌ أو تجريدٌ، أو انتقاصٌ من قدرهم أو إساءة إلى مقامهم، ولا أقصد أبداً انعدام الفرصة، وضياع الفكرة، وموت التجربة، وإعلان نهاية حزينة وأليمة لمساعي الحوار التي امتدت لعقودٍ وما زالت.

 

وهنا أتوجه بالشكر والتقدير الكبير، لرواد المشروعين القومي العربي والقومي الإسلامي، وفي المقدمة منهم الأساتذة الكبار منير شفيق ومعن بشور وخالد السفياني، الذين راعهم ما كتبتُ، وأحزنهم ما عرضتُ، ورأوا فيما قدمتُ مخالفةً للحقيقة، وصورةً مغلوطة للواقع الذي كان.

 

فلهم أقدم أسمى آيات الشكر والتقدير لحرصهم وغيرتهم، ولغضبهم وعتابهم، وخوفهم وقلقهم، وهم الذين أفنوا عمرهم يدعون إلى الوحدة، ويُبَصِرون الأمة، وينيرون لها دروبها المعتمة، ويحذرونها من دهاليزها الخطرة، فلهم الشكر والتقدير، ومن القراء الكرام وأعضاء المؤتمرين معاً كل الاعتذار، من أخٍ محبٍ لهم، صادقٍ معهم، رفيقٍ بهم ،شريكٍ لهم.

 

بيروت في 28/6/2022

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjgCC%2BHcsABPP9ke%2BqhM0FTYZBY7mj7wCrRRTAsKoM_YYA%40mail.gmail.com.

Monday, 27 June 2022

{الفكر القومي العربي} الصنميةُ القوميةُ والخشبيةُ الإسلاميةُ

الصنميةُ القوميةُ والخشبيةُ الإسلاميةُ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

انتهت أعمال المؤتمرين القومي العربي والقومي الإسلامي بعد أربعة أيامٍ شاقةٍ من العمل الجاد والحوار المسؤول، والأفكار العاصفة والاقتراحات المختلفة، سبقتها جهودٌ كبيرةٌ واستعداداتٌ كثيرة لضمان انعقاد المؤتمرين في وقتهما، ونجاحهما في تحقيق الأهداف المرجوة منهما، بعد انقطاعٍ دام أربع سنواتٍ بسبب جائحة كورونا، التي عطلت الكثير من الأنشطة، وجمدت اللقاءات والمؤتمرات، واستبدلتها بأشكال أخرى هجين من وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها لم تغنِ عن اللقاءات المباشرة، ولم ترقَ إلى الدرجة المرجوة من المؤتمرات التي تخلق العصف الذهني، وتفرض علاقات الرواق ولقاءات البهو واجتماعات الصالون، إلا أنها استطاعت رغم جمودها أن تجبر الكسر وأن تعوض الخلل، وأن تنتصر على الظروف وتنوب عن الغياب.

 

نجح المؤتمر القومي العربي في اختيار الأستاذ حمدين صباحي أميناً عاماً له، وانتخب أمانةً عامةً جديدةً تساعده وتعمل معه، في ظل أجواء هادئة من التوافق والتراضي، خلت من التنافس الحاد والاصطفاف الانتخابي، حيث لم يواجه الأستاذ حمدين منافساً له، وعُرضَ مرشحاً وحيداً، فنال ثقة المؤتمرين وصادقوا على انتخابه، وأعتقد أنه حظي برضا غالبية أعضاء المؤتمر، ولم يلقَ معارضةً تذكر، لما يتسم به من دماثةٍ وخلقٍ، ووسطيةٍ واعتدالٍ، واستنارةٍ ووعيٍ، وتاريخٍ مشرقٍ وماضيٍ مشرف، وكانت كلمته الأولى مبشرة وواعدة، عبر فيها عن أفكاره بهدوء، وكشف عن آماله وطموحاته بوضوحٍ.

 

كما توافق السادة المشاركون في المؤتمر القومي الإسلامي على التمديد للأستاذ خالد السفياني مدة سنتين إضافيتين منسقاً عاماً للمؤتمر، وتمديد عمل لجنة المتابعة للمدة نفسها، تمهيداً لعقد المؤتمر الثاني عشر، الذي سيشهد انتخاباتٍ جديدةً، لاختيار منسقٍ عامٍ جديدٍ، ولجنة متابعة جديدة، في ظل الآمال المعقودة بتطوير عمله، وتحسين أدائه، وتجديد أعضائه، وتوسيع تمثيله، ذلك أنه يعاني من تحدياتٍ كثيرةٍ، ويواجه صعاباً مختلفة، في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها منطقتنا العربية، وحالة الاصطفاف والفرز بين النخب  والطاقات الفكرية، إبان فترة ما يسمى بــــ"الربيع العربي"، وما رافقها من أحداث ومواقف، واجتهاداتٍ وتحالفاتٍ، وسياساتٍ واتجاهاتٍ، عمقت الانقسامات، وجمدت الحوارات وعقدت التفاهمات.

 

رغم أن المؤتمرين عقدا تباعاً وفي نفس الفندق، وكان فيهما أعضاءٌ مشتركون من الاتجاهين القومي والإسلامي، إلا أن الأهداف المرجوة منهما لم تتحقق بالشكل المطلوب، فقد انغلق المؤتمران على نفسيهما، واكتفى الأعضاء من كل اتجاه بالحوار مع أنفسهم، فإن كان المؤتمر الأول منسجماً مع نفسه ومتصالحاً مع ذاته، كون أعضائه جميعاً من ذوي الميول القومية، أو لا يتناقضون معها، فقد خلت النقاشات والحوارات من الحدة والتصادم، وغابت عنها أجواء الاحتدام والاشتباك، وطغت الأفكار القومية والهموم العربية، والأماني والطموحات والآمال والغايات.

 

أما المؤتمر الثاني فقد عانى من بعض القصور والضعف، فقد غاب عنه القوميون بصورةٍ لافتةٍ، وإن حضر بعضهم وشارك قلةٌ منهم في الحوارات، إلا أن الأغلبية القومية غابت أو قاطعت، عرضاً أو قصداً، وقد بدا ذلك واضحاً حتى خلال جلسة الافتتاح الأولى، التي تحدث فيها أقطاب المقاومة العربية، حيث غص البهو ومقاهي الفندق بالمؤتمرين، بينما كانت الجلسة الصباحية منعقدة، والكلمات تنقل عبر الفضائيات على الهواء مباشرة، وهو الأمر الذي تكرر في الجلسات التالية، التي بدت باهتة ضعيفة، قليلة الحضور تنقصها الفعالية، مما جعل الحوار بين الإسلاميين فقط، وهو ما يتعارض مع أهداف المؤتمر التي انطلق من أجلها، وهي التقارب بين التيارين، والحوار بين اتباعهما، أملاً في الوحدة وتنسيق الجهود.

 

لم تسعف المصافحات الشكلية واللقاءات العابرة التي جمعت أعضاء المؤتمرين معاً، والتي جاء بعضها عرضاً أو جرى خجلاً، في رأب الصدع بينهما، أو تلطيف الخلافات التي تعصف بهما، وتسهيل اجتماعهما وتفعيل الحوار بينهما، إذ استعصم كل فريقٍ بركنه وتمسك برأيه، فهذا يتهم الإسلاميين بالخيانة والتفريط، والتخلف والرجعية، ويرى أن سياستهم منحرفة وتحالفاتهم مشبوهة، وأنهم لم يراجعوا تجربتهم ولم يحاسبوا أنفسهم، ولم يعترفوا بخطأهم أو يصححوا مسارهم.

 

وذاك يتهم القوميين بالتسلط والفوقية، والتفرد والهيمنة، وعدم الاعتراف بالشراكة أو القبول بالتعددية، والإصرار على إنكار الآخر وتجاهل وجوده، والاستئثار بالوطنية وحصرها بتيارهم وتجريد غيرهم منها، رغم جمهورهم الكبير وامتداهم الواسع وتأثيرهم الشديد، وبعضهم يقول بصوتٍ عالٍ وكلماتٍ خشنةٍ، أن الثقة فيهم معدومة، والتجربة معهم غير مأمونة، والاطمئنان إليهم جهالة، والعمل معهم مغامرة، ولا مجال للحوار معهم، ولا أمل يرتجى من اللقاء بهم والحديث معهم.

 

يخطئ أتباع التيارين خطأ فادحاً ويرتكبون جريمةً كبيرةً في حق شعوبهم وأوطانهم، ويدمرون مستقبل أجيالهم، ويشاركون في تمزيق الأمة وتعميق الشرخ بين مكوناتها، إن بقوا مصرين على موقفهم، جامدين في مواقفهم، معاندين في توجهاتهم، فالأمة العربية تقوم على قاعدتين عظيمتين، وأساسين متينين، هما العروبة والإسلام، فهما كالجناحين العظيمين لهذه الأمة، التي لا تستطيع أن تحلق بدونهما، وفي حال إجهاض أحدهما أو إضعافه، فإن الأمة تصبح مهيضة الجناح كسيرة، عاجزةً عن التحليق والطيران، ولن تتمكن من تحقيق أيٍ من أهدافها مهما حاولت واجتهدت.

 

لا مناص لهذه الأمة عن الاتفاق والتفاهم، والالتقاء والتحاور، فكلا الطرفين في حاجةٍ إلى الآخر، ولا غنى لأحدهما عن الآخر مهما سما وعلا، فقوة العرب هي في إسلامهم الحنيف، وقوة الإسلام في العروبة المستنيرة الواعية، وكلا الفكرين زاخرٌ بعوامل القوة ومقدرات الصمود، وفيهما من أسباب التقدم والتميز والوحدة والمنعة الكثير، ولا يستطيع أيٌ من التيارين أن يقود الأمة ويتفرد في ريادتها، وأن يستأثر بالرأي ويحاكم عليه، وعبثاً يحاولون الافتراق والطلاق، فالضاد يحفظها القرآن، والقرآن يحمله العرب، وعلينا أن ندرك يقيناً أن الصنمية الموروثة تيهٌ وضلال، وأن الخشبية العدمية تخلفٌ وانحطاطٌ.

 

بيروت في 27/6/2022

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Oji9EpAZ9rxPrw4h_KqEgKZsVqQCXwpuxd3HizDDHn8MSA%40mail.gmail.com.

Monday, 20 June 2022

{الفكر القومي العربي} أوكرانيا والغربُ وفلسطينُ والعربُ

أوكرانيا والغربُ وفلسطينُ والعربُ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

كشفت الأزمة الأوكرانية عن عنصريةٍ غربيةٍ مقيتةٍ، وعن ازدواجيةٍ سياسيةٍ غريبةٍ، أظهرت حقيقة نفوسهم، وفضحت شذوذ أخلاقهم وانحراف قيمهم، وأظهرت معاييرهم المنتقاة ومقاييسهم المعوجة.

 

فقد تعاطف الغرب الأوروبي كله، والولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا وكندا ونيوزلندا، وغيرهم من الدول التي تدور في فلكهم، وتتبنى سياستهم، وتتحالف معهم، مع أوكرانيا الدولة والشعب، والأرض والحدود، والشرعية والسيادة، وقدموا لهم مختلف أشكال الدعم السياسي والإعلامي، والإغاثي والمالي، والعسكري واللوجستي، والتقني والمعلوماتي، والمعنوي والنفسي.

 

وأصغوا السمع لمطالبهم، وسخروا المنابر لقيادتهم، وفرضوا مختلف العقوبات الاقتصادية على روسيا إكراماً لهم وتضامناً معهم، وما زالوا على مواقفهم ثابتين، وعلى دعمهم لأوكرانيا مصرين، ويرون أنهم ما زالوا مقصرين، وأنهم لم يقوموا بكل ما يستطيعون، ولم يؤدوا كامل الواجب المنوط بهم والمطلوب منهم.

 

وقف الغرب كله موحداً إلى جانب الأوكرانيين فما تخلوا عنهم، ولا قصروا معهم، ولا ترددوا في دعمهم، ولا تأخروا في مساعدتهم، ففتحوا الحدود معهم رغم الأخطار المحدقة، واحتمالات القصف الروسية المتوقعة، ورحبوا بمئات آلاف اللاجئين الفارين من الحرب، وأحسنوا استقبالهم، وبالغوا في إكرامهم، وهيأوا لهم أكرم ضيافة وأفضل نُزُلٍ، وزاروا دعماً لهم عاصمتهم المحاصرة وقيادتها، رغم كثافة النيران وشدة القصف.

 

لم يحاول الغربيون أن يخفوا التناقض في معاييرهم، والانحراف في أخلاقهم، خاصةً تجاه فلسطين وشعبها، بل مضوا في سياستهم بجرأةٍ ووقاحةٍ، وإصرارٍ وعنادٍ، ذلك أنهم يشعرون أن مصالحهم في خطر، وأن أمنهم مهدد، وأن روسيا تتوسع، ونفوذها يزداد، وقوتها تتعاظم، وأحلامها تكبر، وحنينها إلى القيصرية القديمة والاتحاد السوفيتي العظيم قد بدأ يتململ.

 

لا نستغرب المواقف الأمريكية والغربية من الأزمة الأوكرانية، فهي طبيعية في ظل عالمٍ يقوم على المصالح وينهض على المنافع، ولعل القواسم المشتركة التي تجمعهم مع الأوكرانيين إلى جانب المنافع والمصالح كثيرة، فهم جزءٌ من أوروبا وأكبر دولةٍ فيها، وغالبية السكان مسيحيون ليبراليون، يتطلعون إلى النموذج الغربي والمثال الأمريكي، ودولتهم قوية ومصنعة، وخيراتها الزراعية كبيرة، وقدراتها الإنتاجية هائلة، فضلاً عن أنها تحد روسيا وتستطيع مناوشتها وإشغالها، والحد من أطماعها والتصدي لمغامراتها.

 

الموقف الغربي من أوكرانيا يستدعي بقوةٍ المقارنة مع الموقف العربي من فلسطين، والمقصود هنا المواقف الرسمية وسياسات الأنظمة والحكومات، حيث تبرز فروقاتٌ كبيرةٌ، وتظهر عيوبٌ فاضحة، وتنكشف عوراتٌ مخزيةٌ، رغم أن القواسم المشتركة مع فلسطين كثيرة جداً، ولا تستطيع دولةٌ عربية أن تنكرها أو تتجاهلها، فهي تقع في محيطها وبالقرب منها، ولغتها عربية، ودينها الإسلام، وأهلها مسلمون ومسيحيون، وتاريخها معهم مشترك، ومقدساتهم فيها كثيرة، ومصالحهم معها كبيرة، وعدوها في الأصل عدوهم، يهددها جميعها ويستهدف أمنها، ويطمع في خيراتها، ويخطط للنيل منها والسيطرة عليها.

 

إلا أن المواقف العربية الرسمية من فلسطين وقضيتها، ومن شعبها وأهلها، تختلف كلياً عن  المواقف الغربية وسياساتها تجاه أوكرانيا وشعبها، وربما الحديث يدور أكثر عن هذه الحقبة الزمنية وليس عما مضى، الذي كان نوعاً ما مختلفاً عما هو عليه الآن، إذ كانت الأنظمة العربية تؤيد ولو شكلياً، مجبرةً أو طواعيةً، القضية الفلسطينية، وتقف معها وتساند أهلها في نضالهم وتؤيدهم في مقاومتهم، ولا تقوى على القيام بما يضرهم أو يخالف مصالحهم، أو يضعف مواقفهم ويسيئ إلى قضيتهم، وإن كان اللاجئون الفلسطينيون في البلاد العربية عانوا كثيراً في مخيماتهم وما زالوا، والمواطنون المسافرون إليها والعابرون فيها كانوا ولا زالوا يقاسون الويلات بسبب جنسيتهم، أياً كانت وثيقة سفرهم أو جوازهم مرورهم وهويتهم التي يحملون.

 

أما اليوم، ففي الوقت الذي يساند فيه الغرب كله الشعب الأوكراني ويدعم مقاومته، ويقاطع من أجله، ويعاقب لصالحه، تقوم بعض الدول العربية وتسعى غيرها بالاعتراف بالكيان الصهيوني، وتطبع العلاقات معه، وتتبادل وإياه التمثيل الدبلوماسي، وتشترك معه في علاقات واسعة متعددة الجوانب والمجالات، وتوقع وإياه اتفاقيات اقتصادية وعقوداً تجارية كبيرة، وتفتح أجواءها لطيرانه، وتعبد المسارات الملاحية البحرية لسفنه، وتفتح المجال واسعاً لمنتجاته وصناعاته، وتخطط لنقل النفط الفلسطيني الذي يسرقه من أصحابه الشرعيين عبر أراضيها لبيعه في أوروبا للغرب وغيرهم، ولا تتردد في استقبال مسؤوليه وإكرام ممثليه، وترفع علم كيانهم، وتصدح فرقها الوطنية بالنشيد الإسرائيلي.

 

غريبةٌ هي هذه المواقف العربية الإسلامية، ألا تتعلم من الغرب المسيحي، ألا تغار منه وتستفيد من تجربته، ألا تستحي من صمتها وتخجل من عجزها، ألا تشعر بأنه يجب عليها أن تعيد النظر في سياستها، وأن تراجع مواقفها، وأن تؤوب إلى رشدها وتعود إلى أصلها، وتصلح ما أفسدته سياساتها، وما خربته اجتهاداتها، وتدرك أن اليقين هو ما جاء به القرآن الكريم وما نص عليه في آياته المحكمة "ولتجدن أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"، فكيف يخالفون شرع الله ويوادونهم، وينقلبون على قيمهم ويصالحونهم، ويناقضون المنطق ويعترفون بهم ويساندونهم.

 

إنها معادلةٌ للأسف بائسة، فليست فلسطين كأوكرانيا وليس العرب كالغرب، وقد كنا نتمنى عكس ذلك أو مثلهم لا فرق، إذ لا نعيب على الغرب تكاثفهم وتعاضدهم، ولكننا نعيب على قومِ "مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى"، فللأسف قد أخذ الغرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ليس رسولهم، بينما أعرض أتباعه عن سنته، وخالفوا أمره، ولم يأخذوا بما أوصى به وحرص عليه، وما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنهم لم يعودوا أمته وإن انتسبوا إلى ملته، فقد غيروا وبدلوا بعده، فتبرأ منهم قائلاً "سُحْقًا سُحْقًا لِمَن بَدَّلَ بَعْدِي".

 

بيروت في 20/6/2022

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Ojh9GZ2TPx%2B-BwJkHVQfYg88OPE%3DSwhjJK-mpqJBuq1Oqw%40mail.gmail.com.

Saturday, 18 June 2022

{الفكر القومي العربي} نفتالي بينت بين السقوط الدامي والتعويم بالدم

نفتالي بينت بين السقوط الدامي والتعويم بالدم

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

يوماً بعد آخر تسقط أوراق التوت البالية التي تستر حكومة نفتالي بينت، وتنهار الأعمدة المتهالكة التي قام عليها ائتلافه الحكومي الهش، وتقترب ساعة الحقيقة لحكومته التي استغرب الكثيرون تشكيلها وتوقعوا منذ اليوم الأول سقوطها وعدم صمودها، نتيجةً للتحديات الكبرى التي تواجهها، والإرث الثقيل الذي ورثته عن سابقتها، فضلاً عن أنها ائتلاف بين المتناقضين، وتكتل بين المتنافسين، ممن لا يجمعهم شيء سوى كرههم لنتنياهو وخوفهم من عودته، في الوقت الذي لا يملك رئيسها أكثر من ستة نوابٍ متشاكسين في الكنيست، يهددونه أكثر مما يدعمونه، ويبتزونه أكثر مما يحمونه، ويشكلون صواعق تفجيرٍ لحكومته أكثر مما هم عوامل اتزان وصمام أمانٍ لها.

 

لم يصدق نفتالي بينت يوم أن سعى يائير لابيد لتشكيل ائتلافٍ يضمه، أنه سيكون رئيس حكومة الكيان الجديد، وهو الذي يعرف نفسه ويدرك حقيقته، ولا يستطيع أن يخفي سجله، ولا أن يشطب من تاريخه دوره الوضيع في خدمة نتنياهو وزوجته، ويعلم قدراته ويرى حجم تمثيله الضئيل في الكنيست، ولكن الفرصة جاءته على طبقٍ من ذهبٍ ولو لنصف دورةٍ فقط، وقد أدخلته نادي رؤساء الحكومات، وجعلت منه مرشحاً لرئاستها في الدورات القادمة، ومكنته من أن يقدم نفسه ويستعرض برامجه المتطرفة أمام المستوطنين والمتدينين، وهم خزانه الانتخابي ورصيده في الشارع الإسرائيلي.

 

لن يتمكن نفتالي بينت من الصمود طويلاً في منصبه، وإن كان قد نجا لأكثر من مرةٍ من تصويتٍ لحجب الثقة عن حكومته، ولن يتمكن طبيب ائتلافه، والحريص على بقائه، ومهندس بنائه الحكومي يائير لابيد من حمايته من مصيره المحتوم وسقوطه المدوي، فالأيام القادمة ستسقطه حتماً، وستفكك ائتلافه، وستعيده إلى حجمه الطبيعي الذي كان عليه وربما إلى أقل منه بكثير، بعد أن فقدت حكومته الأغلبية البسيطة التي كانت تستند عليها وتمنعها من السقوط، وخسرت أعضاءً من حزبه وآخرين من الأحزاب المشاركة في ائتلافه.

 

نفتالي بينت في أزمةٍ حقيقيةٍ، وهيكله يتصدع فعلاً، وجدرانه تسقط واحداً تلو الآخر، وقد لا يتوقف الأمر عند الصورة الحالية التي تبدو اليوم، بعد تهديد عضو الكنيست عن حزبه يمينا نير أورباخ عزمه التصويت مع مشروع قانون حل الكنيست، والذهاب إلى انتخاباتٍ مبكرةٍ، فقد سبقته بالاستقالة وإن كانت قد عادت على استحياءٍ وبشروط، عضو الكنيست عن حزب ميرتس غيداء ريناوي زعبي، لكنها قد تتراجع عن عودتها وتؤيد أي قانون لحجب الثقة عن الحكومة، وتكون سبباً في سقوطها فعلياً، إلى جانب عضوي حزب يمينا عميخاي شيكلي وعيديت سليمان، اللذين أعلنا انسحابهما رسمياً من الائتلاف.

 

في المقلب الآخر من المشهد السياسي الإسرائيلي، يجلس زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الزاوية الأخرى كذئبٍ ماكرٍ وثعلبٍ خبيثٍ، يتربص بالحكومة ورئيسها، وقد جهز نفسه الأسبوع المقبل لتقديم طلب بحجب الثقة عن الحكومة، وآخر بمشروع قانون حل الكنيست والدعوة إلى انتخاباتٍ مبكرة، ولعله ينسق سراً مع صديقته القديمة إيليت شاكيت، التي تتولى وزارة الداخلية في الحكومة، وهي من حزب يمينا، وتصنف أنها شريكة رئيسة لنفتالي، إلا أنه ليس من المستبعد تخليها عنه واتفاقها مع نتنياهو، خاصةً أنها تدعو إلى تشكيل حكومة واسعة.

 

يبدو أن المفاجئات ستكون كبيرة، ولن تقتصر على انسحاب ثلاثة أعضاء وتخلي إيليت شاكيت، بل قد تكون اللطمة الأكبر والصفعة الأوجع، هي من قبل قائمة منصور عباس، الذي قد يعلن تأييده لنتنياهو، بعد أن شاعت أخبار عن عزمه الاتفاق معه في حال تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، وهو أمر غير مستبعد عليه، خاصة أنه كان قد بدأ مع نتنياهو مفاوضات تشكيل الائتلاف في الانتخابات السابقة.

 

لم يعد أمام نفتالي بينت أمام حقيقة تخلي بعض أعضاء حزبه عنه، وتفكك ائتلافه، واحتمال أن تؤول رئاسة حكومة تصريف الأعمال في حال تمرير قانون حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة إلى يائير لابيد، سوى أن يتجه نحو إشعال فتيل الحرب، والدخول في مواجهة عسكرية مع أيٍ من الجبهات الست، مجتمعةً أو متفرقةً، التي أعلن رئيس أركان جيش العدو أفيف كوخافي، رغم حرصه أن تتم زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "تل أبيب" في ظل أجواء هادئة، يكون فيها هو رئيساً للحكومة، ومطمئناً إلى استقرار أوضاعها وثبات زعامته، إلا أن تسارع الأحداث واحتمال وقوع دومينو الانسحابات، يجعله يفكر باتجاهٍ واحدٍ، وهو الحرب، للخروج من الأزمة، والمقامرة على المتغيرات، والرهان على المفاجئات، ومحاولة كسب جمهور المتدينين والمستوطنين إلى جانبه.

 

رغم أن جيش العدو الإسرائيلي وقيادته السياسية، يدركون أن الحرب القادمة مغامرةٌ كبيرة، وأن نتائجها ستكون كارثية، وتداعيتها خطيرة، وآثارها بعيدة المدى، إلا أنه لم يعد أمام بينت أي خيارٍ آخر، إلا أن تعود اللُحمة إلى ائتلافه، ويتفق أعضاؤه، وهو الأمر الذي بات مستحيلاً أو مستبعداً، لهذا فهو لن يخسر شيئاً إن أقدم على الحرب، إذ لا يملك ما يخسره، ولكنه يعتقد أنه قد يكسب ويربح، ويعيد بالدم فرض نفسه وتثبيت أركان حكمه، فلا نستبعد أبداً هذا الاحتمال وإن بدا ضعيفاً، ولا نشطبه من حساباتنا وإن ظن البعض أن بينت أضعف من أن يقدم عليها، وأجبن بكثير من أن يخوض غمارها. 

بيروت في 18/6/2022

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Ojj-dFgi6EjQPCZRjFR2G0%3DQTrwtVMXOCt9dkuY%2BXoQT8A%40mail.gmail.com.

Wednesday, 15 June 2022

{الفكر القومي العربي} البيتُ الفلسطيني خَرِبٌ وصورتُه قاتمةٌ وسمعتُه سيئةٌ

البيتُ الفلسطيني خَرِبٌ وصورتُه قاتمةٌ وسمعتُه سيئةٌ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

يحق للآخرين جميعاً أعداءً وأصدقاءً، جيراناً وأشقاءَ، كارهين ومحبين، شامتين وغيورين، متآمرين وموالين، وغيرهم من المراقبين المستقلين والمتابعين المهتمين، أن يصفوا البيت الداخلي الفلسطيني أنه خربٌ متصدعٌ، وأنه ضعيفٌ متفككٌ، وأنه آيلٌ إلى السقوط وأقرب إلى الانهيار، وأن فضائح سلطته ومخازي قيادته كثيرة، وأن سلوكيات قادته وتصرفات رموزه مخزية، وأن المشاهد المنقولة عنهم فاضحة، والصور التي تنشر عنهم سيئة، وتبعث على القرف والغثيان، وتدفع إلى اليأس والقنوط، وإلى التخلي والعزوف، وأن السياسات التي يتبعونها والمواقف التي يتخذونها تدفع المحبين للابتعاد، وتشجع الأعداء على المزيد من الأطماع.

 

كما يحق لهم ولغيرهم أن يظنوا أن محاولات تزيين صورة البيت الفلسطيني الداخلي كاذبة، وأن مساعي تجميله زائفة، وأن الجهود المبذولة لرأب الصدق وجمع الكلمة غير صادقة، وأن الأسس التي تجمع الفرقاء واهية، والقواسم المشتركة مفقودة، وأن هناك مستفيدين من بقاء الصورة المشوهة، واستمرار الحالة المزرية، فتجار القضية كما تجار الحروب دوماً قططٌ سمانٌ، وثعالبٌ وذئابٌ، يحرصون على بيئاتهم المريضة وأوساطهم القذرة، ليستمر عملهم ويحافظون على دوام حالهم، ويكسبون بأدوارهم رضا العدو ومشغليهم.

 

كما يحق للبعض أن يصدق أن ادعاء العدو الإسرائيلي أن الشعب الفلسطيني بلا قائد صحيحةٌ، وأنه بلا مرجعية توجهه، وبلا قيادة تمثله، وبلا هدفٍ يصوب مساره ويحدد خياره، وأنه ممزق غير موحد، ومشتت غير موفقٍ، وأن أطرافه لا تلتقي تحت مظلةٍ واحدةٍ، ولا تحمل رايةً مشتركةً، ولا تجمعها مؤسسة جامعة ولا هيئة تمثيلٍ شاملةٍ، وأن الشعب في وادٍ وقيادته في وادٍ آخر، فلا يهتمون بشؤونه ولا ينشغلون بحاجاته، بقدر ما ينشغلون ويهتمون بحاجاتهم الشخصية، ومكتسباتهم المادية، وحصاناتهم الأمنية، وبطاقات الشخصيات المهمة ومواكب القيادات المهيبة والسيارات الفارهة، وسفريات ومشتريات زوجاتهم وتعليم وتجارة أبنائهم.

 

للأسف هذا نزرٌ يسيرٌ مما يقال عن البيت الفلسطيني الداخلي، وهو في الحقيقة غيضٌ من فيضٌ، وقليلٌ من كثيرٌ، وهو حقيقةٌ وليس ادعاءً، وتصويرٌ وليس تشويهاً، ولا ينفي كونه حقيقةً ومرضاً أن العدو يذكره، ويعتمد عليه في مواقفه، ويبرر به الكثير من سياساته ضد الشعب الفلسطيني، فالعدو قد يصدق ليصطاد في المياه العكرة، وقد يقول الحقيقة ليستفيد منها، وهو هنا يستغل ما يرى ويشاهد، وينمي ويفاقم ما يصنع ويخلق، وما يرعى ويتعهد، لخدمة أهدافه وتنفيذ مشاريعه.

 

نحن لا نستطيع أن نخفي العيوب أو نستر الفضائح، فالعالم كله بات مفتوحاً على بعضه، والصورة تنتقل بسهولة، والأخبار تنتشر في كل مكان، مما يجعل من الصعب علينا أن نفسر لغيرنا اعترافنا بعدونا، وقبولنا به، وتسليمنا باقتطاع أكثر من ثلثي أرضنا التاريخية له، وتعاملنا معه رغم عدوانه، وتطبيعنا العلاقات معه رغم تعدياته، واستقبالنا لمجرميه أو زيارتنا لهم رغم أن أياديهم بدمائنا ملطخة، وأسحلتهم في أجسادنا مثخنة.

 

كما يصعب علينا أن نفسر للعالم اكتظاظ السجون الفلسطينية بأبنائنا، واستدعاءات شبابنا وبناتنا للتحقيق معهم وأخذ التعهدات منهم، بحجة أنهم يفكرون في المقاومة، أو يخططون للقيام بعملياتٍ فرديةٍ أو جماعية.

 

أو قيام الأجهزة الأمنية الفلسطينية باقتحام الجامعات ومهاجمة المؤسسات العلمية، وضرب الطلاب وملاحقة النشطاء، والاعتداء على الأساتذة والمحاضرين، والعاملين والزائرين.

 

أما مشاهد الاعتداء على الكتاب والصحفيين، وضرب الفنانين والمبدعين، وقتل الناقدين وتهديد المعارضين، فهي أكبر من أن نخفيها أو ندافع عنها ونبررها، وقد غدا سجل حقوق الإنسان الفلسطيني في مجتمعاته زاخراً بالانتهاكات المخزية والاعتداءات الصارخة.

 

وفي ظل قياداتٍ تفرض ولا تنتخب، وزعاماتٍ ترث ولا تستحق، وانتخاباتٍ تعطل واستحقاقات تلغى، لا تغيب مشاهد الفساد المالي والإداري في المؤسسات الفلسطينية عن أعين المراقبين والمتابعين، فالأموال العامة تسرق، ومقدرات الشعب تهدر، والصفقات الربحية تبرم، والوظائف الوهمية توزع، والتعينات المحسوبية تزداد، وفساد أبناء المسؤولين وعائلات المتنفذين تتضخم، ورحلات الصيف وسهرات الليل في الحانات والملاهي الإسرائيلية ترصد، بينما يزداد الفقر وتتفاقم البطالة، ويعم اليأس وتظهر الأدواء الاجتماعية والمسلكيات الخلقية المنحرفة، التي تشيع في ظل الفقر والجوع والحاجة.

 

أما الصورة الأشد بؤساً والأكثر ألماً، والتي تثير الرأي العام وتشجع المتربصين بالقضية الفلسطينية على النقد والتجريح، فهي حالة الانقسام البغيض، الذي ما انفك الشعب الفلسطيني يعاني منه مادياً ويشكو منه معنوياً، بينما تمر السنون ويتعمق، وتتوالى الأيام ويتكلس، ولا يبدو أن في الأفق ما يغيره، أو لدى المسؤولين ما يعجل بزواله ومعالجة أسبابه، إذ أصبح الشعب الفلسطيني الذي كان موحداً، مشتتاً بين غزةٍ محاصرةٍ وضفةٍ محاربةٍ، وأهلٍ صابرين في قراهم وبلداتهم، وشعبٍ مشتتٍ بين المنافي واللجوء، في بلادٍ قريبةٍ فيها يعانون، وبلادٍ بعيدةٍ فيها يقاسون، أو أسرى لاحتلال ورهائن لسلطات.

 

الحقيقة أن الشعب الفلسطيني المبتلى بقيادته، والمظلوم بمرجعيته، يشعر بكل هذه العيوب ويعترف بها، وهو يكتوي بها ويعاني منها، ويشكو كثيراً من الصورة المشوهة لقضيته التي كانت جداً ناصعة، وكانت مقدمة ومفضلة، ومحل العطاء والتضحية، إلا أنها باتت نتيجة الأخطاء المتراكمة آخر الاهتمامات، وتراجع المؤمنون بها والمؤيدون لها، وحزنوا لمآلها ولما أصابها، رغم علمهم التام ويقينهم الراسخ، أن صورة الشعب الفلسطيني ما زالت ناصعة جداً، مشرفة أبداً، وأن معدنه ما زال أصيلاً، وأن الفساد لم يصل إليه ولم يتغلل فيه، واليأس لم يتسرب إليه ولم يسكن فيه، فعطاؤه منقطع النظير، وتضحياته لافتة، ومقاومته مبهرة، وصموده كبير، وثباته عظيم، وإيمانه راسخٌ وعقيدته صلبةً، ويقينه بالنصر لا يتزعزع، والعمليات التي يقوم بها نوعيةٌ وخطيرةٌ، والإبداعات التي يظهرها خلاقة وللعدو صادمة.

 

بيروت في 15/6/2022

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjhWHA3FHfbF4QBpy-DEBvEcr7w3g8RfJQ_H63mCMnz2Vg%40mail.gmail.com.

Sunday, 12 June 2022

{الفكر القومي العربي} التطبيع لا يمنع التهكم ولا يجلب الاحترام

التطبيع لا يمنع التهكم ولا يجلب الاحترام

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

ليت الدول العربية المطبعة، والحكومات والأنظمة التي تعترف بالكيان الصهيوني، وتأمل فيه خيراً وترجو منه رخاءً، وتتوقع معه سلاماً وتخطط وإياه مستقبلاً، وتأمن بوائقه وتطمئن إلى سرائره، وتظن أنها ستسلم من شروره، ولن تطالها حروبه، وسيحترم معها عهوده، وسيلتزم أمامها بمواثيقه، وسيفي لها بوعوده، وسيكون لها أخلص صديق، وأصدق معاهد وأسلم جار، وأفضل شريك وخير حليف.

 

والذين يستقبلون المسؤولين الإسرائيليين ويبتسمون لهم ويحتفون بهم، ويفركون أيدهم فرحاً بهم واستبشاراً بزيارتهم، ويقفون معهم ويسرون إليهم، ويهمسون في آذانهم ويتبادلون الضحكات معهم، ويرغمون شعوبهم على احترام إرادتهم والقبول بسياستهم، والترحيب بالأعلام الصهيونية التي ترفع في سماء بلادهم، والبشاشة في وجوه الناطقين باللغة العبرية، ومعتمري القلنسوة اليهودية، والذين تتدلى من سراويلهم الحبال "المقدسة"، وتطول سوالفهم ولا تخفى ملامحهم.

 

ليت هؤلاء جميعاً وغيرهم من المؤمنين بالسلام مع العدو، والمغرورين بانتعاش الاقتصاد ورفاهية الحياة بالاتفاق معه، الذين تغرهم الأشكال وتنطلي عليهم الوعود، ويظنون أن السراب ماءٌ، وأن الذي يلمع ذهبٌ، يعلمون ماذا يقول عنهم الإسرائيليون فيما بينهم، وكيف يصفونهم في مجالسهم، ويعلقون عليهم في وسائل إعلامهم، وعبر صفحاتهم الخاصة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يكونون في هذه الحالة أكثر صدقاً وتجرداً، وأشد وضوحاً وصراحةً، وهم يعبرون عن حقيقة مشاعرهم، ويرسمون بدقةٍ نظرتهم إلى العرب المطبعين، ورأيهم فيهم وانطباعهم عنهم، وأطماعهم في خيرات بلادهم وأموال مصارفهم.

 

لا يحترم الصهاينة العرب ولو عاهدوهم، ولا يوقرونهم ولو سالموهم، ولا يشكرونهم ولو اعترفوا بهم، ولا يدافعون عنهم ولو حالفوهم، ولا يصدقون معهم ولو أمنوهم، ولا يتوقفون عن التهكم عليهم والاستهزاء بهم، والتعليق عليهم والاستخفاف بهم، ولعلهم لا يبذلون جهداً في إخفاء مواقفهم أو تمويه تعليقاتهم، أو التخفيف من حدة آرائهم، أو محاولة تزينها وتلطيفها، أو ترميزها وتجهيلها لتكون عامةً ولا تكون حصراً ضدهم.

 

لسنا بحاجةٍ إلى المزيد من الجهد للبحث عن حقيقة مشاعر العدو الصهيوني تجاه من اعترفوا به وطبعوا معه، ولن نتكلف الكثير من العناء لنعرف أن الإسرائيليين ينظرون إلى العربي المطبع أنه صرافٌ آلي ومصرفٌ متحرك، تتطاير الأوراق النقدية من بين يديه أو تسقط من جيوب جلبابه، وهو يركض ولا يلتفت إليها، ولا يحاول التوقف لالتقاطها وجمعها، بينما يقوم عامل قمامةٍ إسرائيلي بجمعها وإعادة توضيبها ودسها في جيبه، قبل أن يفتح برميل النفايات ويرمي بـــ"العربي وكوفيته" فيه.  

 

تكفي كلمات المغنية الإسرائيلية نوعم شوستر للدلالة على حجم سخرية الإسرائيليين بمن والوهم وصدقوهم، وأيدوهم وأكرموهم، وهي تقول "مفيش أحلى من عرب معهم ملايين، ونسيوا شعب انتكب، نسيوا فلسطين"، وقد انتشرت أغنيتها وشاعت، ولم تقم الحكومة الإسرائيلية المستفيدة من الاتفاقيات بحظرها ومنع انتشارها، مخافة أن يستيقظ المطبعون، وينتبه الغافلون، ويصحو من نومهم الحالمون، إلا أن هذه المخاوف تبددت ولم يقع منها شيء، علماً أن المطربة الإسرائيلية قد أدت أغنيتها الساخرة باللغة العربية، لكن على ما يبدو أن أحداً من الواهمين لم يفهم كلماتها، رغم أنها كانت واضحة وبينة، وصريحة وسهلة.

 

أما المتابع للفضاء الافتراضي الإسرائيلي فإنه سيصدم بصورٍ كرتونية وأخرى صريحة، تصور مواطنين عرباً وقادتهم، وهم يساقون بحبلٍ، ويقودهم إسرائيلي كقطيع، ويدفع بهم أمريكي بعصا، أو يتقدمهم بدبابةٍ، وأخرى تصورهم وهم يدخلون "بيت الطاعة"، وينشدون "الهاتيكفاه"، أو يعتمرون "القلنسوة"، ويذرفون الدموع أمام نصب "الهولوكوست" "الياد فاشيم" في القدس، وغير ذلك من الصور المذلة والمهينة، ومنها تلك التي تظهر اليهودي وهو يلقي في برميل النفايات، قطعة مهشمة مسحوقة تشير إلى العربي وترمز إليه بعد الانتهاء من استخدامه، وأخذ حاجتهم منه.

 

أما الشركات السياحية الإسرائيلية فقد طالبت السواح العرب بسخريةٍ وتهكم، أن يعلقوا على صدروهم شارةً يكتبون فيها جنسيتهم العربية، لئلا يظنهم الإسرائيليون فلسطينيين، فيتعرضون لمعاملةٍ قاسيةٍ، وإساءةٍ مقصودة، وتوقيفٍ طويلٍ في المطار تنفيذاً لإجراءاتٍ أمنيةٍ مهينةٍ.

 

لم تخلُ الشوارع الإسرائيلية من صورٍ لسيداتٍ عربياتٍ يقدن السيارات، وأخرياتٍ يظهرن بثيابٍ عصريةٍ وأناقةٍ غربيةٍ، وقد ألقين جانباً جلابيبهن وحجابهن، وهن يسرعن الخطى بثقةٍ لا خوف فيها، وجرأةٍ لا شيء يحدها، وذلك في معرض سخريتهم من أنظمة بعض الدول العربية وقوانينها.

 

أما صور القادة العرب، رؤساءً وملوكاً وأمراء، فإنهم يتلقون النصيب الأوفر من التعليقات الإسرائيلية، التي تظهرهم بصورٍ مزريةٍ وأشكال مضحكة، وكأنهم أراجيز يضحك لها الأطفال ويتهكم عليها الكبار، يقلدون أصواتهم، ويتنافسون في التندر عليهم والاستهزاء بهم، والغريب في الأمر أن الذين يتعرضون للتنمر والتهكم هم من الدول الي اعترفت وطبعت، وليسوا من مواطني البلاد التي تصنف بأنها معادية.

 

لا يهزأ الإسرائيليون من الفلسطينيين وحسب، ولا يزدرون المقاومين فقط، ولا يتطاولون على من يرفض وجودهم ويقاوم استيطانهم، بل إنهم يكرهون العرب عموماً، ولا يحبون المسلمين أبداً، ولا يقبلون عربياً جاراً لهم أو شريكاً معهم، ولا منافساً لهم أو متعاوناً معم، اللهم إلا أن يكون أداةً بيده، ووسيلةً يستخدمها، ومطيةً يركبها، وحاجةً له عنده، ورغم ذلك فإن من ارتضى الهوان وقبل بالذل، ومشى خلفهم واتبع سياستهم، فإنه لن يسلم من سخريتهم، ولن يأمن من مؤامراتهم، وسينقلبون عليه عندما تتاح لهم الفرص وتتهيأ لهم الظروف، إنهم اليهود شذاذ الآفاق وشرار الخلق، صناع الفتنة ومفجرو الحروب، قتلة الأنبياء وأرباب الجريمة، أهل التآمر وأصحاب الرذيلة.

 

بيروت في 12/6/2022

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Oji%2B8qy8K7Vfe_Y4RC%3DGjqKbxgpjfjYTBJRnFb7n0fraYA%40mail.gmail.com.

Thursday, 9 June 2022

{الفكر القومي العربي} FW: نشرة مجلة نضال الشعب الأسبوعية:

 

 

 

 

 

 

نشرة مجلة نضال الشعب الأسبوعية:

الخميس:الموافق9/6/2022

تراجع السلطة..وتصاعد المقاومة..ما هو أسباب تنامي المقاومة المسلحة شمال الضفة..؟ البداية من كتيبة

http://nedalalshab.com/?p=35314

لماذا تركتم حصان القدس وحيدا..!؟ جهات عربية تعاونت مع الصهيونية على الشعب الفلسطيني..!؟

http://nedalalshab.com/?p=35305

المقاومة وحدها هي من أفشلت محاولة العدو الصهيوني تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً..وقيادة السلطة

http://nedalalshab.com/?p=35267

تحذير من سياسة تجويع الفلسطينيين في لبنان و"الحراك الشعبي" يدق ناقوس الخطر

http://nedalalshab.com/?p=35330

رئيس الموساد الأسبق: "اسرائيل" تشهد حالة انهيار ذاتي..وحالة من التمزق الداخلي

http://nedalalshab.com/?p=35264

إسرائيل" اليوم نكتة ومضطربة ومشوشة وفاقدة للمصداقية وتأكّدت ولادتها بالخطأ..مؤرخ إسرائيلي:…

http://nedalalshab.com/?p=35274

حرب الحضارات بين الشرق والغرب في أوكرانيا .. هي هزيمة الغرب وليس نصر بوتين..

https://nedalalshab.com/?p=35284

رسالة الرئيس بوتين إلى سكان العالم..حيث لا يمكنكم تصديق الكذب والخداع ولعب الكوميديا.

http://nedalalshab.com/?p=35308

كذبة "الإسرائيليين"ويوماً بعد يوم، تصفعهم على وجوههم سكين بيد مقدسي وخليلي ونابلسي، أو

http://nedalalshab.com/?p=35302

جمعية احياء وحماية وتوثيق التراث الشعبي تكرم الرفيق خالد عبد المجيد في كلية الهندسة بجامعة دمشق

http://nedalalshab.com/?p=35317

كلمة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة في ذكرى رحيل الدكتور رمضان شلّح

https://nedalalshab.com/?p=35299

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لدى اجتماعه بقادة وممثلين عن حركات مقاومة فلسطينية

https://nedalalshab.com/?p=35291

الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عبدالمجيد: الإمام الخميني (رض) ركز علی القضية الفلسطينية

https://nedalalshab.com/?p=35287

مدير المسجد الأقصى: نهج الاحتلال في الأقصى سيؤدي إلى انفجار لا يمكن السيطرة عليه.. المستوطنون وشرطة

http://nedalalshab.com/?p=35277

خلافة محمود عباس..مرحلة توليه المسؤولية تعد الأسوأ في تاريخ القضية الفلسطينية

http://nedalalshab.com/?p=35311

أزمة واضطراب في حركة فتح وقيادة المنظمة والسلطة الفلسطينية..أٌُفول "حكم محمود عباس"وصراع على

http://nedalalshab.com/?p=35270

 

 

اقرأ أكثر...

ة

 

 

 

نضال الشعب
تلفاكس: 0112758006 –
  Whats App 00963948315899 هاتف: 0112763348
البريد الالكتروني:
alnedal.front@gmail.com– assmoud@scs-net.org