Monday 14 December 2020

{الفكر القومي العربي} قنبلة عسران

كل سنة وبورسعيد الباسلة وشعبها البطل بخير كل سنة ومصر فاكرة
النهاردة ١٤ ديسمبر …فات على عملية اغتيال قائد المخابرات البريطانية في بورسعيد ويليامز ٦٤سنة
السلام والرحمة لروح الفتى عسران في ذكرى بطولته
……………
ومن وسط الجموع يطلع … ولد أسمر بسيط غلبان
عيونه في الضلام تلمع … ويرمي قنابله في المليان
هكذا وصفه الأبنودي
أبويا القاتل النبيل …صانع البهجة
كان يوم دراسي عادي من أيام الصف الثالث الإبتدائي، صعدت للمكتبة أبحث عن كتاب صغير يمكنني قراءته خلال الفسحة ،سريعاً وجدته بعنوان(مهمة فدائية) سابقت السطور وبعد صفحة أو صفحتين تفاجأت بإسم بابا ورجعت للبيت متشوقة للقائه
-بابا أنا لاقيت في المكتبة كتاب فيه إسمك
-صحيح؟ قالها باسماً
-آه والله يابابا
كان عام ١٩٥٦ عاماً قاسياً على الفتى السيد عسران فقد فقد أمه توأم روحه في أول شهر من العام بعد مكابدة المرض الخبيث ثمان أعوام استنزف فيها كل إحساس بالأمان أو الأمل، رحلت ولم تتعدي الثلاثين إلا بقليل ولم يبلغ هو الثمان عشر بعد، لم يطق البقاء في المكان بعدها فتقدم بطلب ثالث للإلتحاق بألوية الفدائيين وكانت طلباته ترفض لصغر سنه وضعف بنيته وفي مايو نجح في الإلتحاق بلواء القناة وسافر إلى غزة ومكث ستة أشهر على خط الهدنة مع إسرائيل إلى أن عاد في أواخر أكتوبر فبل بدء العدوان بأيام، ومع إرهاصاته تم توزيع الأسلحة على أهالي بورسعيد فحصل على صندوق من قنابل مايلز ٣٦
وكأن العام أبى أن يرحل دون أن يجرع الفتى كأساً آخر للفقد، فقد سحقت دبابات العدوان أخوه الأكبر عسران تحت جنازيرها عندما خرج الأهالي لملاقتها بعد خديعة رفع العلم السوڤيتي عليها يوم ٧ نوفمبر وبعدها تم احتلال المدينة
وامتزج هم الفتى الخاص بهمه العام وبدأت رحلة المقاومة
-كانت أولى محاولاته عندما تقمص دور عامل نظافة وخبأ قنبلة في ملابسه وأخد يدفع بمقشته الأوراق عبر الشارع حتى وصل إلى تمركز لجنود الإحتلال بمنطقة وابور النور وهناك قذف بقنبلته فأصابهم الرعب وفر هارباً
أما المحاولة الثانية فكانت عندما بدأ المعتدون في فرض حصار بالأسلاك الشائكة بين حي الإفرنج وأحياء العرب والمناخ بطول شارع محمد علي،أحضر قنبلة ودحرجها من زاوية بشارع كسرى تجاه شارع محمد علي فأصابت ضابط وجنديين بإصابات غير مباشرة وهرع إلى منزله بشارع طولون والبنا وتعلق خارج شباك بالمنور حتى انتهت عمليات التفتيش والتمشيط بالمنطقة
-والعملية الثالثة كانت بالإشتراك مع زميلين حيث قاموا بقذف قنابل على جنود فرنسيين مقيمين بمدرسة البون باستير وفروا هاربين بدراجاتهم في حين تصدى للقنبلة أحدهم من الشباك فانفجرت بالشارع،وبعد هذه العملية تم منع ركوب العجل بالمدينة
أما أشهر عمليلته فكانت رصده للميجور وليامز مسئول المخابرات البريطاني الذي أذاق أهل بورسعيد مرارة الإعتقال والتعذيب ومداهمة المنازل
-في صباح يوم ١٤ديسمبر ١٩٥٦ أحضر رغيف خبز ووضع داخله قنبلة نزع فتيلها فأصبحت جاهزة للإنفجار وخرج يقتفي أثر ويليامز الذي أوشك أن يقبض على مجموعة الفدائيين الذين قاموا بخطف مورهاوس، وفي شارع رمسيس والنهضة أمام مبنى البحث الجنائي عثر على سيارته فوقف على الناصية الأخرى من الشارع يتظاهر بقضم الخبز إلى أن خرج ويليامز وركب سيارته فنادى عليه وأشار إليه بورقة صغيرة ظن ويليامز أنه ربما تكون بها معلومات عن الفدائيين المطلوبين فطلبها وهنا اقترب عسران وتعمد رمي الورقة في دواسة السيارة وعندما انحنى ويليامز لإلتقاطها أسرع عسران بقذف القنبلة داخل السيارة وأسلم ساقيه للريح ،إنفجرت القنبلة وأصابت ويليامز فمات على أثرها
وكان من نتائج هذه العملية الإنسحاب وفك الحصار عن حي العرب وحي المناخ وفرحة الأهالي بفتح محالهم وانهار حظ التجوال
وفي ٢٢ديسمبر تم الإنسحاب الكامل عن المدينة
السلام والرحمة لروح البطل النبيل صاحب القلب الكبير المحب للحياة رغم الألم الذي حمل هم الوطن طيلة حياته وانحاز للمستضعفين في كل مكان وامتد نضاله بالكلمة بعد السلاح لم يخش ذي سلطة أو سلطان وصدع دوماً بما يراه حقاً ولم يخش في ذلك لومة لائم فهابه أصحاب الهيبة…………

No comments:

Post a Comment