Sunday, 8 March 2020

{الفكر القومي العربي} عبقرية المصري في التحليل السياسي!


كان الملك فاروق يأتمر بتوجيهات لندن، ويحرسه 82 ألف جندي بريطاني في قناة السويس، والفلاح المصري يأكل الاثنين معا: التراب والكرباج، و5% من المصريين يملكون الوطن كله، وجيش مصري عبارة عن فرق موسيقية!
وعندما غضب بعض الضباط الشباب على الوضع وقرروا الإطاحة البيضاء بالملكية، وقفت الدنيا كلها ضدهم، بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وأمريكا، وحارب الغرب المصريين لست عشرة سنة.
وحكم مصر بعدها السادات صاحب كامب ديفيد، ثم اللص حسني مبارك لثلاثين عاما، ثم السادي الإرهابي المشير طنطاوي لعام ونصف العام، ثم محمد مرسي الذي نفخ الروح في القوىَ الدينية المتخلفة، ثم عدلي منصور الذي كان خيال الحاكم الحقيقي، ثم السيسي الذي جعل مصر سجنا كبيرا، وجعل المصري يخاف من خياله، وانتقم ممن غضبوا على الطاغية مبارك، وعدّل الدستور وباع الأرض والماء والغاز ، وقرر أن يُفرغ جيوب الفقراء ليبني قصورا واستراحات لنفسه.
النتيجة أن المصري يشعر بحنين جارف إلى الملك والاستعمار والفقر، ويسامح السادات ومبارك وطنطاوي ومرسي والسيسي، لكنه يمسك في خناق عبد الناصر الذي قام بانقلاب ضد الاستعمار البريطاني والملك الذي لم يكن يملك إلا ما تعطيه لندن.
عبقرية المصري في التحليل السياسي لتاريخ مصر تحتاج إلى مصحة نفسية وعقلية!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 8 مارس 2020



No comments:

Post a Comment