العار
بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
السفالة فى المعاجم تعنى النذالة أو الخساسة أو الحقارة .. أو كل ذلك معاً .. وقد روى جمال فهمى عن أصدقاء السجن من الجنائيين أن بينهم كوداً (أخلاقياً) يعتبرون النشَّال وفقاً له أقل خِسَّة من الخَطَّاف، وكليهما أفضل من مغتصب الأطفال .. أى أن السفالةَ درجات .. أحسب أن فى الدرك الأسفل منها ترويع أبٍ أو أمٍ بأبنائهما .. فما كل أمٍ فى صلابة جدتنا الشهيدة المصرية دولاجى .. شهيدة إسنا .. التى عَذَّبَها والى الطاغية ديقلديانوس بتعذيب فلذات أكبادها الأربعة الصغار أمامها لترتد عن مسيحيتها .. فلما أَبَت ، أمر بذبحهم واحداً تلو الآخر على ركبتها .. فلما صمدت أمَر بذبحها .. كلما استرجعتُ المشهد فى مخيلتى يقشعر بدنى .. ذهولاً من صلابة الأم وسفالة الوالى معاً.
من الأساليب الأمنية المتوارَثة حتى من أيام المَلَكية، قيام السلطة بأخذ الأم أو الأب رهينةً حتى يُسَّلِم الابنُ المطلوب نفسَه .. كان هذا هو العرف السائد فى التعامل مع المطلوبين للعدالة من الجنائيين .. ثم تطور الأمر فى السنوات الأخيرة ليصبح من وسائل الضغط على المعارضين السياسيين لإجبارهم على الصمت والرضوخ .. والأمثلة كثيرة..
يحدث كثيراً أن يصمت صوتٌ أو قلمٌ معارضٌ شجاعٌ فجأة دون أن يعرف الرأى العام سبباً مقبولاً لهذا الصمت المفاجئ .. أعرف يقيناً حالاتٍ صمتت خوفاً على (الضَنَا) .. وأستطيع أن أُخَّمِن بالقياس حالاتٍ أخرى..
قبل ثورة يناير بحوالي عامٍ أدلى الوزير النظيف حسب الله الكفراوي بحديثٍ على جزئين لإحدى الصحف الخاصة، تناول بالانتقاد فى جزئه الأول بعض تصرفات الأسرة الحاكمة .. وتم التنويه لما سيُنشَر فى الجزء الثاني .. لم يُنشر الجزء الثاني ولَم يتم الاعتذار عنه .. بعد الثورة علِمنا أنهم ألمحوا للوزير الذى ليس فى تاريخه ما يهددونه به، بأن أبناءه سيصبحون فى مرمى الانتقام إذا استمر فى الكلام .. فتوسل الأب إلى الصحيفة ألَّا تنشر الجزء الثاني من الحوار .. فاستجابت له مشكورةً ومُضَّحيةً بالسبق الصحفي.
كما أن معظمنا لم ينسَ بعد قصة تراجُع الفريق شفيق عن الترشح للانتخابات الرئاسية بعد احتجاز بناته فى الإمارات .
والقصص كثيرةٌ فى هذا المجال .. بعض الآباء يصمدون ويتحملون الضغط العصبي الناتج عن تلفيق خطأ أو اصطياد خطأٍ صغير أو عادى للأبناء .. تبدأ بعده حفلات التشهير والتلويث الإعلامية وقد تنتهى بالحبس .. وهو ما يفوق احتمال جبل .. فما بالكم بفتاة؟ .. والأب يتمزق ألماً .. فهو يعلم أنه المقصود لا ابنته .. كل جريمتها أن اسمها سلمى حمدين صباحى .. أو ندى علاء الأسواني .. أو علا يوسف القرضاوى .. أو غيرهم أو غيرهن .. .
أحدث حلقات سلسلة العار حدثت فى حملة العيد التى طالت الحبيبين الشريفين النبيلين يحيى القزاز ومعصوم مرزوق وآخرين .. من بينهم الشاب سامح سعودى عضو التيار الشعبى الناصرى .. وهو بالقطع ليس إرهابياً خطيراً ولا يحمل سلاحاً (دعك من الاتهامات الشيشتاوية المضحكة سابقة التجهيز) .. فلما لم تعثر عليه الحملة فى بيته قاموا باعتقال زوجته وطفليه علا (7 سنوات) وأحمد (5 سنوات) حيث أمضوا العيد فى القسم إلى أن سلَّم نفسه .. من العبث طبعاً أن تسأل عن حق هذه الزوجة وطفليها لدى المنظمات المختصة مثل المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للأمومة والطفولة ووزيرات السيلفى .. فى دولةٍ كبيرةٍ عريقةٍ اختُزِلت مؤسساتها فى فردٍ واحدٍ لا يخجل إعلامه من الترويج له حتى الآن فى صورة الإنسان الأب .. حبيب الأطفال ومنصف النساء والشريف الذى لم تعرف مصر من قبله شريفاً.
من الأساليب الأمنية المتوارَثة حتى من أيام المَلَكية، قيام السلطة بأخذ الأم أو الأب رهينةً حتى يُسَّلِم الابنُ المطلوب نفسَه .. كان هذا هو العرف السائد فى التعامل مع المطلوبين للعدالة من الجنائيين .. ثم تطور الأمر فى السنوات الأخيرة ليصبح من وسائل الضغط على المعارضين السياسيين لإجبارهم على الصمت والرضوخ .. والأمثلة كثيرة..
يحدث كثيراً أن يصمت صوتٌ أو قلمٌ معارضٌ شجاعٌ فجأة دون أن يعرف الرأى العام سبباً مقبولاً لهذا الصمت المفاجئ .. أعرف يقيناً حالاتٍ صمتت خوفاً على (الضَنَا) .. وأستطيع أن أُخَّمِن بالقياس حالاتٍ أخرى..
قبل ثورة يناير بحوالي عامٍ أدلى الوزير النظيف حسب الله الكفراوي بحديثٍ على جزئين لإحدى الصحف الخاصة، تناول بالانتقاد فى جزئه الأول بعض تصرفات الأسرة الحاكمة .. وتم التنويه لما سيُنشَر فى الجزء الثاني .. لم يُنشر الجزء الثاني ولَم يتم الاعتذار عنه .. بعد الثورة علِمنا أنهم ألمحوا للوزير الذى ليس فى تاريخه ما يهددونه به، بأن أبناءه سيصبحون فى مرمى الانتقام إذا استمر فى الكلام .. فتوسل الأب إلى الصحيفة ألَّا تنشر الجزء الثاني من الحوار .. فاستجابت له مشكورةً ومُضَّحيةً بالسبق الصحفي.
كما أن معظمنا لم ينسَ بعد قصة تراجُع الفريق شفيق عن الترشح للانتخابات الرئاسية بعد احتجاز بناته فى الإمارات .
والقصص كثيرةٌ فى هذا المجال .. بعض الآباء يصمدون ويتحملون الضغط العصبي الناتج عن تلفيق خطأ أو اصطياد خطأٍ صغير أو عادى للأبناء .. تبدأ بعده حفلات التشهير والتلويث الإعلامية وقد تنتهى بالحبس .. وهو ما يفوق احتمال جبل .. فما بالكم بفتاة؟ .. والأب يتمزق ألماً .. فهو يعلم أنه المقصود لا ابنته .. كل جريمتها أن اسمها سلمى حمدين صباحى .. أو ندى علاء الأسواني .. أو علا يوسف القرضاوى .. أو غيرهم أو غيرهن .. .
أحدث حلقات سلسلة العار حدثت فى حملة العيد التى طالت الحبيبين الشريفين النبيلين يحيى القزاز ومعصوم مرزوق وآخرين .. من بينهم الشاب سامح سعودى عضو التيار الشعبى الناصرى .. وهو بالقطع ليس إرهابياً خطيراً ولا يحمل سلاحاً (دعك من الاتهامات الشيشتاوية المضحكة سابقة التجهيز) .. فلما لم تعثر عليه الحملة فى بيته قاموا باعتقال زوجته وطفليه علا (7 سنوات) وأحمد (5 سنوات) حيث أمضوا العيد فى القسم إلى أن سلَّم نفسه .. من العبث طبعاً أن تسأل عن حق هذه الزوجة وطفليها لدى المنظمات المختصة مثل المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للأمومة والطفولة ووزيرات السيلفى .. فى دولةٍ كبيرةٍ عريقةٍ اختُزِلت مؤسساتها فى فردٍ واحدٍ لا يخجل إعلامه من الترويج له حتى الآن فى صورة الإنسان الأب .. حبيب الأطفال ومنصف النساء والشريف الذى لم تعرف مصر من قبله شريفاً.
هذه المجالس لن ترى رعب علا وأحمد سامح سعودى .. ولن تسمع شكواه وزوجته وغيرهما .. لكن هناك من يستمع بلا وسيط .. ناداه الأب التسعينى يوسف القرضاوى بمناسبة مرور عامٍ على اعتقال صغرى بناته وزوجها من بيتهما بالساحل الشمالى: (أنادى بما نادى به نبى الله أيوب "أنِّى مسنى الضُرُ وأنت أرحم الراحمين" .. لنا الله يا ابنتى) .. يا إلهى .. من يقدر على (لنا الله يا ابنتى) .. لقد استغاث الشيخ بمغيث .. أخشى أن تصب السماءُ غضبها علينا جميعاً .
لم يتَبَّقَ إلا الذبح على الركبة يا ديقليديانوس
القاهرة فى 25 أغسطس 2018..
No comments:
Post a Comment