وثيقة #نادرة
قائد البوليس الحربي (أحمد أنور) ، يرُد لـ #محمد_نجيب تبرعه بخمسة جنيهات للمجهود الحربي، خلال حرب 1956 مُبكتاً إياه في رسالة كاشفة لحقيقة غائبة ، (مؤرخة يوم 21 نوڤمبر 1956) قائلاً:
"وهذا المبلغ وأقل منه، لَنعتّز به كل الاعتزاز لو أنه كان تبرعاً من رجل فقير، وما أكثر ما اعتزازنا بقروش من مصريين، لا شك أن قروشهم التي تبرعوا بها كانت لازمة لهم ولأولادهم، ومثل هذه القروش هي عند الوطن أثمن من الألوف التي تبرع بها القادرون... أما تبرعكم فإن نفسي تبرأ من إحاطة القائد العام علماً به، حتى لا أبعث في نفسه اشمئزازاً من تصرف رجل انتسب إلى الجندية وانتسب إلى مصر يوماً ما".
مُذكراً إياه بأنه قبض 11 ألف دولار ثمناً لكتابه عن "الثورة المصرية" (نشره خارج مصر سنة 1955 تحت عنوان: "مصير مصر") قائلاً: "أنت تعلم جيداً أن لا دخل لك بالثورة، ولا فضل لك لا في قيامها ولا في نجاحها ولا في بقائها... ومع ذلك أقحمت نفسك عليها وتجرأت فكتبت عنها ما عاد عليك بالربح الوفير الذي تبخل اليوم أن تجود ببعضه على وطنك! لذلك أرى (رحمةً بك) أن أرُد لك هذه القروش فمثلك أَولى بها، فربما تِعوّضك بعض ما فاتك، من البذل والفداء الذي يبذله أبطالنا اليوم".
تُرى لو كان يعرف أحمد أنور أن #محمد_نجيب تواصل مع المحتلين الفرنسيين، الذين هبط مظليوهم في بورسعيد، في تلك الأثناء، ماذا كان سيكتب له أكثر مما كتب، بلغة رصينة وقاطعة في الوقت ذاته ؟!
No comments:
Post a Comment