بائع البطاطا
للشاعر أبوالفضل بدران
ما الذي قد جناه؟
لم يذقْ من مرارِ الطفولةِ إلا الشقاءْ
كان يصحو من الليلِ
خبأتْ أمُّ هذا الصبيّ البطاطا بجمرِ السنين،
تدفئُـها، وهْو يركضُ نحو الشوارعِ في بهجة الحزن:
"باطاطا ، بطاطا"
ينهش الجوعُ أحشاءه وهو يصرخُ في هدأةِ الليلِ:
"باطاطا ، بطاطا"
والشتاءُ طويلٌ طويلْ
يأكلُ الجوعَ ، لكنه عدّ هذي القروشَ،
ويأوي إلى جُحْرهِ ،
يشتري الفولَ ملتهبا كي يرى أمه ، أختَه شابعة
قوتُهم عرقٌ من سنيِّ الطفولةِ
يركضُ في مظاهرة للكرامة والكبرياءْ
كلهمْ سامعوه:
"في سبيلكِ يا مصر قمنا....."
ليلهُ يعرفُه
جمعُهم يعرفُه
والهتافُ العميقُ لمصر "بائعة أطفالَها"
حوّلَتْه لكهلٍ عجوزٍ
يبيع البطاطا في سِنّهِ العاشرة
يغني لمصر
ويحلم بالمدرسة
فجأةَ يسقط الطفلُ مجهولُ الهويةِ محتميا بالرصاصْ
دمهُ زارعٌ حلمَهُ
ربما صاحَ مَنْ صاح: مَ اسمهُ؟
لم يروْا فرحَهُ وهْو يرشفُ في موتهِ ماما
أترى كان يقصدُ مصرَ أم ترى كان يقصد أمي؟
هل ترى ماتَ هذا الفتى ؟
لم يكترثْ أحدٌ باسمهِ، مَنْ ترى كفّنوه؟
ربما حين يُدفنُ ـ لو يُدفنُ ـ ما ترى سائلوه؟
هل ترى عاشَ هذا الفتى؟
العربةُ ما زالت "بالتحرير"، وتسأل عن صاحبها !
والرفاقُ يهتفون
يصرخون
ماتَ هذا الفتى، كلنا قاتلونْ
badranm@hotmail.com
--
--
شكرا لتواجدكم بيننا، هي المساحة التي نتواصل من خلالها
و هي اليد التي نلوحها من أفق الفؤاد، للذين يسكنون هذا المدى المفتوح
أنتم معنا في مجموعة الجزائر الثقافية
نستقبل رسائلكم بكل حفاوة على العنوان التالي
algeriaculture@googlegroups.com
و أي استفسار يمكن توجيه رسالة إلى مدير المجموعة على البريد التالي
thakafamag@gmail.com
كما يشرفنا أن تزوروا موقعنا على الشبكة العنكبوتية
www.thakafamag.com
صفحتنا على الفيس بوك
http://www.facebook.com/pages/thakafamag/105633929486644
كما تقبلون نقبل
مدادنا الكلمة ومدادكم التواصل
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "algeria.culture" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى algeriaculture+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
No comments:
Post a Comment