> Date: Tue, 19 Feb 2013 12:24:38 +0200
> Subject:
> From: february17revolution@gmail.com
> To: hitler_myth@yahoo.com
>
> ثورات في قبضة الإخوان المسلمين: ثريا عاصي
>
>
>
>
> أضرمت «ثورة الياسمين» في تونس، النار ايضا في الشارع العربي. وكأن هذا
> الشارع كان مليئا بالمواد المشتعلة. ظننا أن البوعزيزي أضاء ظلمة ليلنا.
> واستبشرنا بقرب انبلاج الفجر. توهمنا ان سفر الرئيس بن علي إلى مملكة آل
> سعود يعني انهيار نظام الحكم الجائر. لا سيما أن صدى هتافات المتظاهرين
> جلجل في ميادين مصر فأدخل الرعب في نفس الرئيس مبارك، الذي غادر بدوره
> القاهرة العظيمة عاصمة مصر والعروبة، عائدا الى شرم الشيخ.
>
> وقفنا سذّجٌا مشدوهين، نريد أن نصدق ظهور المعجزة وتجسدها حقيقة على ارض
> الواقع. وفي هذا السياق بدت الإضطرابات في ليبيا وفي اليمن وكأنها تكرار
> للمعجزة. لا شك أن ذلك أحدث صدمة كبيرة، جعلتنا نرى اللامعقول كمثل
> المعقول والخيالات حقائق ملموسة. اخرجنا المكبوت في داخلنا وتركنا حرية
> التعبير المطلقة للاوعي الفردي والجمعي، كما لو كان هو الوعي الفردي
> والجمعي. أعمتنا الصدمة وأصمت آذاننا. وما زاد الطين بلة، والهـِرج صخبا،
> هم المثقفون المفلسون ثقافيا. بمعنى أنهم مصابون بالعقم، فلم يعطوا شيئا
> يذكر في مجال الثقافة. الذين وجدوا في «الثورات» مناسبة لتسويق سرديات
> متخيلة عن تطورات ملفقة تجري على ساحة لا وجود لها. فكتبوا مسرحية عن
> «ثورة عربية» تفجرت ذات ربيع عربي. بطلاها أمير قطري وسلطان تركي. الأول،
> على عكس الشريف حسين سنة 1916 لا يريد دولة عربية. أما الثاني فلقد ظن أن
> العبرة من تجربة السلطان عبد الحميد سنة 1909. تتلخص بالرضوخ لإرادة
> المستعمرين الإسرائيليين وبمعاونة القوى الغربية الكبرى. تدور فصول
> المسرحية في سوريا. ففي هذه البلاد تنبعث العروبة أو تندثر وعلى ارضها
> تلد الأمة أو تجهض.
>
> اتضح الأمر في ليبيا وفي اليمن. من البديهي أن ما جرى في هذين البلدين لم
> يكن ثورة لا في البداية ولا بعدها. هذه مسألة لا تحتاج من وجهة نظري
> لبرهان. فالوضع السائد فيهما يكفي لكي يقتنع بذلك الذين استيقظوا من
> سباتهم وأفاقوا من سكرتهم أو من أوهامهم، والذين ليسوا اصحاب رأي مسبق أو
> تسيـّرهم العصبية أو الكيدية ولا يضمرون النوايا السيئة. من المحتمل ان
> «ثورة الياسمين» التونسية و«ثورة يناير» المصرية، سهـّلـتا إلى حد ما
> ثورة حلف الناتو في ليبيا و«ثورة مجلس التعاون الخليجي» في اليمن،
> والمتغيرات التي طرأت في تونس ومصر والدور الذي توكلت به جماعة الإخوان
> المسلمين ردّ الإعتبار لهذه الأخيرة وأظهرها بمظهر القوة الجماهيرية
> الثورية الأكبر والأقدر، على الإطاحة بالطغاة كمثل بن علي وحسني مبارك.
>
> لا شك في أن فوز مرشحي هذه الجماعة في الإنتخابات التي تلت «انتصار
> الثورة» هو انعكاس لهذا الخداع. الحقيقة هي أن الأخوان المسلمين لم
> يحصدوا وحدهم، ثمار «الثورة» في تونس ومصر وانما كانت الحصة الأكبر منها
> لصالح الولايات المتحدة الأميركية، التي أيدتهم في المحافل الدولية
> ولأمراء الخليج الذين دعموا من أموالهم وكلفوا مفكريهم وعلماء الدين
> المستخدمين في قصورهم، ووسائل إعلامهم، بالتحريض والدعاية. جملة القول
> أنه برز تحالف ثلاثي، يضم الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب دول مجلس
> التعاون الخليجي وحركة الإخوان المسلمين. خلافا لما هو معروف فإن هذا
> التحالف لم يقف كالعادة ضد «الثورة» وحسب ولكن كان له الفضل في نجاحها
> أيضا. ومهما يكن فهذا هو الفحوى من الحملات الدعائية التي صدّعت المفاهيم
> ليس فقط لدى عامة الناس ولكن تبناها أيضا المثقفون المفلسون والمتهافتون.
>
> لا حرج في القول أن الإخوان المسلمين صاروا شركاء في مشروع الشرق الأوسط
> الجديد. ومن المرجح أن تكون ترجمة ذلك على الأرض من منظور أميركي، هي
> استخدامهم في حماية إسرائيل وفي إسقاط الكيانات الوطنية، التي ما تزال
> قائمة رغم ما اصابها من أعطال على يد السلطات التي توالت على ادارتها
> وكانت تفتقد الكفاءة اللازمة والأخلاق التي من المفروض أن يتحلى بها من
> تقع على كاهلهم مسؤولية وطنية. استتبع ذلك، مساعدة الإخوان المسلمين على
> الإستيلاء على السلطة بكافة الوسائل والطرق. فالغاية تبرر الوسيلة. من
> البديهي أن بلوغ هذه الغاية يتطلب بناء قوة قادرة على قهر الخصوم
> واغتيالهم وابادتهم لو اقتضى الأمر.
>
> من المرجح في هذا السياق أن يكون الفكر الوهابي والفرز المذهبي،
> الوسيلتين الأساسيتين التي اعتمدتهما حركة الإخوان المسلمين فقد سمح لها
> الفكر الوهابي باستدعاء الجماعات التي تصنف في خانة الأصولية والسلفية.
> التي يمثل تنظيم القاعدة، التي أنشأها الأميركيون في مطلع ثمانينيات
> القرن الماضي، بتمويل سعودي في أفغانستان، نواة لها. اما الفرز المذهبي
> فلقد مكنها من تجييش اتباع مذهب ضد مذهب آخر، أي تفرقة الناس في الوطن
> الواحد بقصد الغاء الإنتماء الوطني واستبداله بالإنتماء الديني، نزولا
> عند رغبة صاحب نظرية «صراع الحضارات».
>
> لدى الإخوان المسلمين في تونس احتياط استراتيجي من المقاتلين السلفيين أو
> الأصوليين أو القاعديين. خارج أي إطار قانوني أو مؤسساتي شرعي، كما هي
> حال «روابط الدفاع عن الثورة». كأن «الثورة» هي حركة النهضة. وهذه
> الأخيرة هي التي تقرر من هو ضد الثورة وأي عقاب يستحق.! هل كان شكري
> بلعيد مع الثورة أو ضد الثورة ؟ هل كان المهرجان الذي شارك فيه المناضل
> اللبناني سمير القنطار في تونس، خطرا على الثورة ؟
>
> ليس مستبعدا أن يكون الأخوان المسلمون في مصر يسلكون النهج نفسه في
> «الدفاع عن الثورة» التي التهموها، ولعل خير دليل على أن الإخوان
> المسلمين وجماعات القاعدة وتفرعاتها، هم وجهان لعملة واحدة نجدهما في
> الحرب على سوريا، حيث عـٌبّئ آلاف «المجاهدين» بالدعاية الوهابية تحت
> راية الحلف الذي يدّعي أعضاؤه، الإدارة الأميركية وأمراء قطر والإخوان
> المسلمون، أنهم انجزوا ثورتي تونس ومصر. الولايات المتحدة الأميركية
> وحلفاؤها في الغرب ليسوا على الإطلاق ضد الإستعانة بالقاعدة والإرهاب
> والطغاة إذا وافق هؤلاء على معاونتهم.
> Subject:
> From: february17revolution@gmail.com
> To: hitler_myth@yahoo.com
>
> ثورات في قبضة الإخوان المسلمين: ثريا عاصي
>
>
>
>
> أضرمت «ثورة الياسمين» في تونس، النار ايضا في الشارع العربي. وكأن هذا
> الشارع كان مليئا بالمواد المشتعلة. ظننا أن البوعزيزي أضاء ظلمة ليلنا.
> واستبشرنا بقرب انبلاج الفجر. توهمنا ان سفر الرئيس بن علي إلى مملكة آل
> سعود يعني انهيار نظام الحكم الجائر. لا سيما أن صدى هتافات المتظاهرين
> جلجل في ميادين مصر فأدخل الرعب في نفس الرئيس مبارك، الذي غادر بدوره
> القاهرة العظيمة عاصمة مصر والعروبة، عائدا الى شرم الشيخ.
>
> وقفنا سذّجٌا مشدوهين، نريد أن نصدق ظهور المعجزة وتجسدها حقيقة على ارض
> الواقع. وفي هذا السياق بدت الإضطرابات في ليبيا وفي اليمن وكأنها تكرار
> للمعجزة. لا شك أن ذلك أحدث صدمة كبيرة، جعلتنا نرى اللامعقول كمثل
> المعقول والخيالات حقائق ملموسة. اخرجنا المكبوت في داخلنا وتركنا حرية
> التعبير المطلقة للاوعي الفردي والجمعي، كما لو كان هو الوعي الفردي
> والجمعي. أعمتنا الصدمة وأصمت آذاننا. وما زاد الطين بلة، والهـِرج صخبا،
> هم المثقفون المفلسون ثقافيا. بمعنى أنهم مصابون بالعقم، فلم يعطوا شيئا
> يذكر في مجال الثقافة. الذين وجدوا في «الثورات» مناسبة لتسويق سرديات
> متخيلة عن تطورات ملفقة تجري على ساحة لا وجود لها. فكتبوا مسرحية عن
> «ثورة عربية» تفجرت ذات ربيع عربي. بطلاها أمير قطري وسلطان تركي. الأول،
> على عكس الشريف حسين سنة 1916 لا يريد دولة عربية. أما الثاني فلقد ظن أن
> العبرة من تجربة السلطان عبد الحميد سنة 1909. تتلخص بالرضوخ لإرادة
> المستعمرين الإسرائيليين وبمعاونة القوى الغربية الكبرى. تدور فصول
> المسرحية في سوريا. ففي هذه البلاد تنبعث العروبة أو تندثر وعلى ارضها
> تلد الأمة أو تجهض.
>
> اتضح الأمر في ليبيا وفي اليمن. من البديهي أن ما جرى في هذين البلدين لم
> يكن ثورة لا في البداية ولا بعدها. هذه مسألة لا تحتاج من وجهة نظري
> لبرهان. فالوضع السائد فيهما يكفي لكي يقتنع بذلك الذين استيقظوا من
> سباتهم وأفاقوا من سكرتهم أو من أوهامهم، والذين ليسوا اصحاب رأي مسبق أو
> تسيـّرهم العصبية أو الكيدية ولا يضمرون النوايا السيئة. من المحتمل ان
> «ثورة الياسمين» التونسية و«ثورة يناير» المصرية، سهـّلـتا إلى حد ما
> ثورة حلف الناتو في ليبيا و«ثورة مجلس التعاون الخليجي» في اليمن،
> والمتغيرات التي طرأت في تونس ومصر والدور الذي توكلت به جماعة الإخوان
> المسلمين ردّ الإعتبار لهذه الأخيرة وأظهرها بمظهر القوة الجماهيرية
> الثورية الأكبر والأقدر، على الإطاحة بالطغاة كمثل بن علي وحسني مبارك.
>
> لا شك في أن فوز مرشحي هذه الجماعة في الإنتخابات التي تلت «انتصار
> الثورة» هو انعكاس لهذا الخداع. الحقيقة هي أن الأخوان المسلمين لم
> يحصدوا وحدهم، ثمار «الثورة» في تونس ومصر وانما كانت الحصة الأكبر منها
> لصالح الولايات المتحدة الأميركية، التي أيدتهم في المحافل الدولية
> ولأمراء الخليج الذين دعموا من أموالهم وكلفوا مفكريهم وعلماء الدين
> المستخدمين في قصورهم، ووسائل إعلامهم، بالتحريض والدعاية. جملة القول
> أنه برز تحالف ثلاثي، يضم الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب دول مجلس
> التعاون الخليجي وحركة الإخوان المسلمين. خلافا لما هو معروف فإن هذا
> التحالف لم يقف كالعادة ضد «الثورة» وحسب ولكن كان له الفضل في نجاحها
> أيضا. ومهما يكن فهذا هو الفحوى من الحملات الدعائية التي صدّعت المفاهيم
> ليس فقط لدى عامة الناس ولكن تبناها أيضا المثقفون المفلسون والمتهافتون.
>
> لا حرج في القول أن الإخوان المسلمين صاروا شركاء في مشروع الشرق الأوسط
> الجديد. ومن المرجح أن تكون ترجمة ذلك على الأرض من منظور أميركي، هي
> استخدامهم في حماية إسرائيل وفي إسقاط الكيانات الوطنية، التي ما تزال
> قائمة رغم ما اصابها من أعطال على يد السلطات التي توالت على ادارتها
> وكانت تفتقد الكفاءة اللازمة والأخلاق التي من المفروض أن يتحلى بها من
> تقع على كاهلهم مسؤولية وطنية. استتبع ذلك، مساعدة الإخوان المسلمين على
> الإستيلاء على السلطة بكافة الوسائل والطرق. فالغاية تبرر الوسيلة. من
> البديهي أن بلوغ هذه الغاية يتطلب بناء قوة قادرة على قهر الخصوم
> واغتيالهم وابادتهم لو اقتضى الأمر.
>
> من المرجح في هذا السياق أن يكون الفكر الوهابي والفرز المذهبي،
> الوسيلتين الأساسيتين التي اعتمدتهما حركة الإخوان المسلمين فقد سمح لها
> الفكر الوهابي باستدعاء الجماعات التي تصنف في خانة الأصولية والسلفية.
> التي يمثل تنظيم القاعدة، التي أنشأها الأميركيون في مطلع ثمانينيات
> القرن الماضي، بتمويل سعودي في أفغانستان، نواة لها. اما الفرز المذهبي
> فلقد مكنها من تجييش اتباع مذهب ضد مذهب آخر، أي تفرقة الناس في الوطن
> الواحد بقصد الغاء الإنتماء الوطني واستبداله بالإنتماء الديني، نزولا
> عند رغبة صاحب نظرية «صراع الحضارات».
>
> لدى الإخوان المسلمين في تونس احتياط استراتيجي من المقاتلين السلفيين أو
> الأصوليين أو القاعديين. خارج أي إطار قانوني أو مؤسساتي شرعي، كما هي
> حال «روابط الدفاع عن الثورة». كأن «الثورة» هي حركة النهضة. وهذه
> الأخيرة هي التي تقرر من هو ضد الثورة وأي عقاب يستحق.! هل كان شكري
> بلعيد مع الثورة أو ضد الثورة ؟ هل كان المهرجان الذي شارك فيه المناضل
> اللبناني سمير القنطار في تونس، خطرا على الثورة ؟
>
> ليس مستبعدا أن يكون الأخوان المسلمون في مصر يسلكون النهج نفسه في
> «الدفاع عن الثورة» التي التهموها، ولعل خير دليل على أن الإخوان
> المسلمين وجماعات القاعدة وتفرعاتها، هم وجهان لعملة واحدة نجدهما في
> الحرب على سوريا، حيث عـٌبّئ آلاف «المجاهدين» بالدعاية الوهابية تحت
> راية الحلف الذي يدّعي أعضاؤه، الإدارة الأميركية وأمراء قطر والإخوان
> المسلمون، أنهم انجزوا ثورتي تونس ومصر. الولايات المتحدة الأميركية
> وحلفاؤها في الغرب ليسوا على الإطلاق ضد الإستعانة بالقاعدة والإرهاب
> والطغاة إذا وافق هؤلاء على معاونتهم.
No comments:
Post a Comment