Friday 3 October 2014

{الفكر القومي العربي} رسالة كمال شاتيلا بمناسبة عيد الاضحى المبارك

loge%20mo2tamar    المؤتمر الشعبي اللبناني
     مكتب الإعلام المركزي      
 
كمال شاتيلا في رسالة عيد الاضحى المبارك:
التطرف المسلح يلتقي ومشروع الاوسط الكبير في نشر الفوضى وتقسيم  سبع دول عربية
الازهر الشريف بوسطيته واعتداله وانفتاحه هو المرجعية الأولى للمسلمين
لا بيئة حاضنة في لبنان لقوى التطرف مهما تسلّح وتموّل ونشر افكاراً دخيلة على الاسلام
 
لمناسبة عيد الاضحى المبارك وجه رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني رسالة الى اللبنانيين بعامة والمسلمين بخاصة، حضهم فيه على مواجهة التطرف واعتماد الازهر الشريف بوسطيته واعتداله وانفتاحه المرجعية الاولى للمسلمين محذرا من ان قوى التطرف المسلح تلتقي ومشروع الاوسط الكبير الاميركي الصهيوني على تقسيم سبع دول عربية. وقد جاء في الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة المؤمنون، أيها الاخوات المؤمنات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سائلاً الله تعالى أن تكونوا بخير وان يمدّكم بالصحة والعافية والشعور بالاطمئنان، لانه لا ايمان مع اليأس مهما كانت الظروف ضاغطة والاوضاع قاسية وصعبة.
ان عيد الاضحى المبارك يهلّ علينا باشراقته الجميلة، ليقوّي ايماننا الديني بعيداً عن العصبية، والانقسامات الفئوية، وليدفعنا الى ابراز الوجه الحضاري للاسلام، ويعزز فينا روح الصمود والمواجهة ضد المخططات المعادية التي ترمي الى تقسيم الأوطان واشاعة الفرقة بين المسلمين، لينجح العدو الصهيوني ومن وراءه بتحقيق غاياته الاستعمارية في بلادنا.
ان الاسلام انتشر في كل بقاع العالم بالقناعة والكلمة الطيبة، واحترم المسلمون دوما الاتجاهات الدينية الاخرى، فكان الاسلام محرّراً للناس من العبودية والمادية والالحاد والفوضى، حتى عمّت رسالته في كل القارات فلا استغلال انسان لانسان، ولا استعمار لأمة ضد أمة بالقهر والاستبداد.
ان منطقتنا العربية وعالمنا الاسلامي يشهد حالة انبعاث للتتار، واحياء لانشقاقات الخوارج، وفتاوى لا تستند الى صحيح الدين، آتية من اطراف هندية غير مؤهلة في علم الدين، تستبيح المحرمات وتكفّر المجتمع كله، وتعتبر نفسها وحدها اسلامية وبقية ملايين المؤمنين جاهلية.
ان قوى التطرف المسلّح، وفق نهجها العملي، تقوم بتقسيم الاوطان امارات انفصالية، في الوقت الذي يسعى فيه مشروع الاوسط الكبير الصهيوني الاميركي لتقسيم سبع دول عربية، فيلتقي الطرفان على نشر الفوضى والتقسيمات داخل الامة العربية لحساب حلف الاطلسي الذي يعمل لاعادة الاستعمار المباشر للمنطقة.
لقد حطّم شعبنا احلاف الاستعمار، وتحرر من الاستعمار الأوروبي، وهزم الصهاينة في أكثر من معركة. الامر الذي دفع باعدائنا لان يختاروا أفضل الطرق لتحطيم كياناتنا بالاقتتال وبالعصبيات المذهبية وبالتدمير الذاتي. وفي لبنان يطرق التطرف المسلح ابوابنا فيعتبر المسلمون غير مؤمنين، ويريد بالقتل والذبح والتعذيب تعليمنا الدين على طريقته. ان المتطرفين لم يتوجهوا بالتبشير الاسلامي الى تركيا التي صارت منذ خمسين عاماً حالة اطلسية وقاعدة تعاون مع الصهاينة رغم وصول حزب (اسلامي) الى حكم تركيا منذ عشر سنوات.
إنهم يستهدفون تدمير جيوش المواجهة العربية، بدأها الاميركيون بحل الجيش العراقي وتكفلوا هم بجيوش مصر وسوريا ولبنان.
وبما ان تقسيم اي وطن يتطلب ضرب جيشه ليستبيحوا البلاد والعباد فان هذا المخطط، هو صهيوني اطلسي بالاساس وهو قلب مشروع الاوسط الكبير منذ عهد الرئيس بوش الصغير.
ان التطرف المسلح لا يملك برنامجاً عمرانياً، ولا دعوة اسلامية صحيحة ولا يتوجه ضد الصهاينة مغتصبي فلسطين برصاصة واحدة، فكل الرصاص والسلاح موّجه عملياً ضد المسلمين المؤمنين.
ان دعوتهم دعوة حق يراد بها باطل. نعم، ان في منطقتنا فساد انظمة وطغيان طبقات استغلالية ضد الشعب، وهذا الامر تواجهه الشعوب الحرة بمواجهة الاستبداد، واشاعة المساواة بين الناس، واستعادة روحية وجوهر الدين الحنيف، بدون ارهاب ودماء وفوضى مسلّحة، ولا يكون الامر خارج نطاق القاعدة الاسلامية، لا اكراه في الدين، ولا يكون الامر باحتكارالاسلام واحتكار تفسيره، من جماعة تفرض على الناس مواقفها باسم الله عز وجل.
ايها المؤمنون ايتها المؤمنات،
وعلى رغم قيام كانتونات طائفية متطرفة في المشرق العربي فان علينا ان نرى كل المشهد وليس جزءاً منه.
ان مصر العربية التي هزمت التتار وحطمت الافرنجة وواجهت الاستبداد الطوراني التركي وغيره، تحررت في العام 2013 من سطوة النهج الطائفي الحزبي الموالي للاطلسي، فانحسر التطرف نسبياً في تونس، وتعززت قوة الوطنيين القوميين في ليبيا، فتلقى الاطلسي ضربة استراتيجية بخسارة مصر وعاد الازهر الشريف ليمارس دوره الريادي في العالم الاسلامي.
نقول انه رغم شراسة حملات التطرف فان تحصين المجتمعات يتطلب:
اولاً: التحرر من الاستبداد بوسائل ديمقراطية سلمية، وكذلك من الفساد واشاعة العدالة والاقرار بالمواطنة المتساوية.
ثانياً: احياء وتطوير الحالة العربية مع القضية المركزية فلسطين واعتبار الصهاينة هم الاعداء الفعليين لكل الامة وللاسلام بصورة خاصة.
ثالثاً: حماية الوحدات الوطنية العربية وتقوية الدولة الوطنية بنظام عادل ومشاركة اهلية فعلية بالقرار العام، بعيداً عن الاستئثاروالاحتكار لاي فريق حاكم.
رابعاً: اعتبار الازهر الشريف هو المرجعية الأولى للمسلمين، وهي مرجعية عرفت تاريخياً بالوسطية والاعتدال والانفتاح، وكل مجموعة لا تعتبر الازهر مرجعيتها ينبغي اعلام الرأي العام بحقيقتها. وهذا الامر يتطلب اقامة دورات منتظمة لكل العلماء الخطباء للرد على الفكر المتطرف بكل عناصره لتحصين الشباب الاسلامي من الانحراف.
وفي لبنان فان المرجعيات الاسلامية عليها تنقية الطروحات الخطابية التي تفتقر الى حقائق تاريخية، وازالة كل عوامل الفتنة في الخطاب الاسلامي واتخاذ قرار مشترك بعزل اي شيخ يتجاوز الحدود ويمارس الفرقة بين المسلمين.
ان قوى التطرف تسعى بكل طاقاتها الاجرامية لتفجير منطقة البقاع مذهبياً وطائفياً لتتمكن بالفوضى التمدد  والاجتياح.
وبما ان هذا الارهاب يتوخى استغلال قتل وخطف العسكريين ضد الجيش وتحريض الاهالي ضد بعضهم البعض، فانه عملياً يعلن الحرب على وحدة لبنان. والرد على التطرف لا يكون بقطع الطرقات وبخطف الابرياء وبالصراعات العائلية، وباتهام اهل عرسال بالتطرف وهي بلدة مُستعمرة من قوى الارهاب، بل يكون الرد بمواجهة التطرف باتحاد كل اللبنانيين وبخاصة اهل البقاع وتضامنهم الكامل مع الجيش.
خامساً: ان تتوجّه الجمعيات الاسلامية الى وسائل الاعلام بالنصح والارشاد وتبيان الحقائق، فبعض هذه الوسائل يرتبط بمخططات فتنوية لم تعد خافية على احد عبر ابراز عناصر التطرف ونقل آراء افراد معزولين يتحدثون باسم هذا المذهب او ذاك فيحدثون الارتباك والتضليل لدى الرأي العام.
سادساً: ان تتفق المرجعيات الاسلامية على خطاب تربوي اسلامي وحدوي جامع يدّرس في كل المدارس الرسمية والخاصة.
سابعاً: على المرجعيات ان تشكل لجنة متابعة ميدانية لملاحقة كل حادث فردي لمنع تحويله الى تناقضات مذهبية في لبنان.
ونقول ايها الاخوة والاخوات،
لقد دلّت التجارب ان الحوادث الفردية لم تتحول الى فتن مذهبية. لقد بذلت القوى المعادية وملحقاتها اللبنانية ولا زالت جهوداً هائلة لإحداث الوقيعة الشاملة بين المسلمين ولم تنجح.
وقد امتحن المتطرفون انفسهم مراراً بالدعوة الى اعتصامات واقفال عام ومسيرات جماهيرية في بيروت وصيدا وطرابلس وعرسال وعكار وكلها فشلت فشلاً ذريعاً.
وهذا يعني ان مناعة المسلمين ضد التطرف كبيرة جداً ومعناه ايضاً اسقاط شعار "بان التطرف يعبّر عن السنّة"! في حين انه يعّبر عن نفسه كمجموعة افراد فقط، ومعناه ايضاً ان الاغلبية الساحقة من المسلمين لا زالت على خط الاعتدال والوسطية والانفتاح، فلا بيئة حاضنة في لبنان لقوى التطرف مهما تسلّح وتموّل ونشر افكاراً دخيلة على الاسلام.
ان هذه النتيجة ينبغي ان يعترف بها المتطرفون، اذا اعملوا عقولهم ونريد ان نقول لمكونات المجتمع اللبناني: ثقوا بانفسكم وثقوا بالمسلمين الاحرار مهما اشتدت الازمة.
لقد علمّنا الاسلام على سيادة العقل على الغرائز، بالصوم والعبادات وغيرها، فالتعصب من الغرائز البدائية، والاعتدال من صفات العقلاء الحضارية فلنكن حضاريين في اقوالنا وافعالنا.
وما النصر الاّ من عند الله ولا غالب إلا الله وكل عام وأنتم بألف خير.
---------------------- 3/10/2014     
Email: info@al-mawkef.cominfo@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01

No comments:

Post a Comment