Thursday, 9 October 2014

{الفكر القومي العربي} كمال شاتيلا: نحتاج الى روح انتصار اكتوبر لمواجهة المخاطر على الامة

loge%20mo2tamar    المؤتمر الشعبي اللبناني
     مكتب الإعلام المركزي      
 
 
نكسة حزيران ضربة للعصبية القطرية.. وحرب تشرين إنتصار للقومية العربية
كمال شاتيلا: نحتاج الى روح انتصار اكتوبر لمواجهة المخاطر على الامة
 
وصف رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا حرب تشرين بأنها كانت إنتصاراً للقومية العربية، فيما كانت نكسة حزيران عام 1967 ضربة للعصبية القطرية، مشيراً إلى أن الأمة تحتاج إلى روح أكتوبر لمواجهة المخاطر عليها.
وقال شاتيلا في بيان لمناسبة الذكرى الواحدة والأربعين لحرب تشرين: إن يوم السادس من اكتوبر عام 1973 كان انتصاراً على العدو الصهيوني، استعاد فيه العرب أجزاء واسعة من أراضيهم المحتلة في مصر وسوريا، وكما كان لنكسة حزيران 67 أسبابها فإن لحرب تشرين عوامل وقواعد أسست لهذا الانتصار.
فقد وقعت نكسة حزيران 67 لان مصر وحدها كانت في الميدان، وكان التناقض واسعاً بين سوريا ومصر، وكذلك الامر بين السعودية ومصر، فحلّ الشقاق العربي مكان الوفاق، وتجمدت معاهدة الدفاع العربي المشترك، وزاد التدخل السلبي المتبادل في الشؤون العربية.
لم تطبق مقررات القمة العربية عام 1964 كما ينبغي لقيام جبهة شرقية تتواصل مع الجبهة الغربية في مصر، وكانت الثورة المضادة تتقدم للثأر من القومية العربية التي أطاحت بالاستعمار الأوروبي للمنطقة. وكان الاستعمار يعمل ليل نهار لاسقاط قيادة جمال عبد الناصر الذي أطاح بالاحلاف وحاصر كيان العدو الاسرائيلي، واطلق منظمة التحرير الفلسطينية وبنى قاعدة صناعية متقدمة في مصر، في الوقت الذي تقدم بعض الماركسيين فاخترقوا قوى وطنية وقومية وعززوا التجزئة في مواجهة تيار الوحدة كما حصل في اليمن الجنوبي والعراق ايام حكم عبد الكريم قاسم.
وهكذا بدا مشهد الساحة العربية: صراعات عربية - عربية وعصبيات قطرية، وكان الاتحاد السوفياتي مشكوراً يزوّد مصر وسوريا بالاسلحة، لكن هذا السلاح لم يكن بمستوى السلاح النوعي الذي تمنحه امريكا بسخاء للعدو الاسرائيلي، فكانت نتيجة هذا المشهد العربي البائس فرصة ثمينة للصهاينة في التوسع وكانت فرصة للامريكيين لاستعادة الاستعمار على عموم المنطقة بعد اسقاط دور مصر الناصري.
ولما وقع العدوان (67) استعملت حرب نفسية هائلة ضد الجندي العربي والانسان العربي، فقامت حملات هائلة تنعي الوجود العربي نفسه ما جعل دايان وزير حرب اسرائيل يقول ان جيش مصر لن ينهض من جديد قبل خمسين عاماً.
لقد ادرك القائد جمال عبد الناصر وقيادات عربية دروس هزيمة 67، فتحركت جماهير الامة بمشهد ليس له مثيل يومي 9و10 حزيران 67 ترفض الهزيمة وتجدد الثقة بقيادة عبد الناصر الذي قدّم استقالته يومذاك، فكان هذا الحراك الشعبي القومي تعبيراً عن ارادة أمة ترفض الهزيمة وتصمم على مواصلة المعركة مهما كانت التضحيات.
لقد اعيد بناء الجيش المصري الذي خاض فوراً حرب استنزاف في سيناء، وتجدّدت قيادة سوريا التي تحالفت مع مصر، وانعقدت قمة القاهرة التي نجحت في المصالحة بين القائد عبد الناصر والملك فيصل، فنهض التضامن العربي الواسع وتقدمت قومية المعركة على ما عداها من تناقضات بين الانظمة العربية، وتم احياء معاهدة الدفاع المشترك فشاركت بلدان المغرب مع المشرق في الاعداد لحرب تشرين.
كانت موازين القوة مختلة لمصلحة اسرائيل، وصدر عن قمة غلاسبو بين بريجنيف السوفياتي ونيكسون الامريكي موقف يقوم على ضرورة الاسترخاء العسكري في الشرق الاوسط، ومعناه ان لا حرب جديدة فيما أرضنا محتلة. لكن قيادة مصر وسوريا وبدعم خليجي ومغاربي استطاعت ان تعلن الحرب الهجومية على العدو في وقت واحد على الجبهتين المصرية والسورية التي تلقت دعماً عسكرياً عراقياً وعربياً، وفي 6 ساعات تلقت اسرائيل اقوى الضربات العربية التي شلّت قيادتها فحررت قسماً واسعاً من الارض المحتلة في مصر وسوريا.
لقد نجحت حرب تشرين بالتضامن العربي وبالتحالف العميق بين مصر وسوريا، نجحت بالارادة التي تحدت موازين القوى، نجحت بقرار عربي استقلالي مدعوم من أوسع الجماهير العربية، لقد كانت نكسة حزيران نتيجة لسيادة العصبية القطرية وكان انتصار اكتوبر انتصاراً للقومية العربية.
ومع ذلك فان الولايات المتحدة مع اسرائيل غيّرت وسائلها ولم تبدل أهدافها، فقرر المؤتمر اليهودي العالمي عام 1982 تقسيم البلاد العربية وتفكيك التضامن العربي وتحطيم الوحدات الوطنية العربية، فركز الاميركيون هجماتهم على كل عوامل انتصار تشرين، فكان ما نشهده الآن من عبث وفوضى وتخريب للوحدات الوطنية العربية، وضرب جيوش المواجهة العربية، واعتماد التقسيميات الطائفية والمذهبية اساساً للحرب على القومية العربية وعلى التضامن العربي.
صحيح ان الوحوش الطائفية تتقدم في أكثر من ساحة عربية لتدمير وحدة الاوطان ونسف اي مشروع للوفاق العربي النهضوي، لكن الصحيح ايضاً ان المعارك مفتوحة بين أحرار العرب وبين هذه الوحوش، ويكفي ان العدو الصهيوني بعد حرب لبنان 2006 وحروب الصمود في غزة أصبح مكبلاً الى حد كبير، فمصر اليوم تتحرر من التبعية وتتوجه الى حماية الأمن القومي العربي وتتجمع نواة جديدة للتضامن العربي، فالتطرف المسلح مع الاطلسيين خسروا مصر وهم في الطريق لخسارة غيرها.
اننا كعرب في حالة دفاع اليوم عن كياناتنا الوطنية وعن رابطتنا العربية، ولا يمكن للوحوش ان ينجحوا في مخططاتهم. فالامة التي شهدت تجارب هائلة قادرة على الانتصار وقادرة على استعادة المبادرة، وكل التحية لارواح شهداء حرب اكتوبر ولشهداء فلسطين وشهداء المقاومة ضد العدو الصهيوني.
-------------------------- 9/10/2014
Email: info@al-mawkef.cominfo@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
 

No comments:

Post a Comment