ذكرى أحداث مايو 1971
المؤيدون لقرارات أنور السادات في مايو 1971 يمكن تقسيمهما إلى فريقين ، الفريق الأول اعتبر ما حدث هو صراع على الحكم بين مجموعة علي صبري وأنور السادات تم تغليف الصراع بطابع إيديولوجي حتى لا يفهم على أنه صراع كراسي الهدف منه عدم سيطرة أنور السادات على مقاليد الحكم بمفرده والفريق الآخر اعتبر الصراع بين عصر جمال عبدالناصر بكامله وبداية عصر جديد بقيادة السادات ، الفريق الأول كان أبرز عناصره هو محمد حسنين هيكل الذي ظل على رأيه حتى وفاته وظل متمسكا بأن الصراع كان على السلطة وليس على المبادئ والأفكار وكتب ذلك في فترة وفاقه مع السادات وفترة خلافه وحتى بعد وفاة السادات ظل هيكل مؤيدا لقرارات السادات في مايو 1971 ، أما الفريق الآخر وهو الأكثر والأوسع انتشارا هو الفريق الذي استغل الفرصة لينقض بكامل قواه على عصر عبدالناصر بكامله على الرغم من أنهم كانوا من أكثر مؤيدي عبدالناصر في حياته ، معنا اليوم مثالا لذلك الفريق وهو الدكتور مصطفى محمود الذي انقلب تماما على عصر عبدالناصر بداية من مايو 1971 والمؤلم في المقال المذكور أنه منشور في مجلة صباح الخير بتاريخ 20 مايو1971 والتي كان يرأس تحريرها في تلك الفترة أحد المتهمين في قضية مراكز القوى وهو محمود السعدني وقد تزامن نشر المقال مع أول عدد يرفع فيه اسم السعدني من ترويسة المجلة ليصبح رئيس التحرير لويس جريس ، ويبدأ مصطفى محمود باتهام عبدالناصر بأنه جمع الملايين حوله بالخوف والملق وبعد أن يتحدث عن السجون والتلصص والتهديد يصف عبدالناصر في نهاية المقال بالزعيم الإرهابي وهى نفس ذات الصفة التي وصفها لعبدالناصر في مقال لاحق بمناسبة الإفراج عن مصطفى أمين عام 1974 – نشرت المقال من فترة- .. كان مقال مصطفى محمود مجرد نموذج للعشرات من المقالات التي كُتبت عن عبدالناصر وعصره مستغلة الصراع القائم بين السادات وفريق علي صبري وكانت تلك المقالات إيذانا ببداية عصر ومرحلة جديدة ولكني اخترت مقال مصطفى محمود لأنه كتب في مكان كان يشرف عليه رئيس تحرير كان يحاكم وقت كتابة المقال . في اليوم التالي من نشر مقال مصطفى محمود كتب هيكل مقاله الهام " ماذا أقول" في الأهرام بتاريخ 21 مايو 1971 وهو مقال معبر عن رأي الفريق الآخر الذي اعتبر الصراع صراعا على السلطة وشرح هيكل موقفه كاملا من الأزمة وهو الموقف الذي ظل متمسكا به حتى آخر عمره وكان أبرز ما كتبه:
1 - إنهم قدروا وخططوا أن الاستقالات سوف تكون صاعقة تشل حركة أنور السادات وتعجزه عن التفكير وعن الحركة ومن ثم فإنه سيرضخ.
[لم يحدث.. وحدث العكس!].
2 - إنهم قدروا وخططوا خروج ألوف من التنظيم السرى يقودون مئات الألوف من الجماهير تطالب بعودتهم.
[لم يحدث ذلك.. وحدث العكس!].
3 - إنهم قدروا وخططوا تحركات بعد ذلك تجرى تحت حجة مواجهة خطر التداعى فى الجبهة الداخلية.
[لم يحدث.. وحدث العكس!].
كيف إذن؟
كيف كان المصير معلقاً على هذا النحو فى قبضةٍ مليئة بالعنف ورأسٍ ملىء بالظلام... قوة مطلقة وجهل مطبق!
أن هؤلاء جميعاً لم يكونوا على مستوى يسمح لهم أن يقدروا بحساب وأن يخططوا بكفاءة فى أوامر تتعلق بهم وبأنفسهم وبمستقبلهم..فكيف كان يمكن أن يقدروا أو يخططوا لغيرهم؟ ..... "
No comments:
Post a Comment