خارج السطر
تلميذك يا شيخ سيد
لا أستغرب ما قال وما سيقول . قرأته مرارا ، ودرسته بعمق ، وتأملته بعناية ، وحذرت الناس – قدر استطاعتى – من فرديته وفرعونيته قبل أن يطلقها إلى العلن .
أقول ذلك لأننى أعلم من كلمات سابقة للرئيس محمد مرسى أنه أحد عشاق وتلاميذ سيد قطب ، بل إنه كما يقول صديقنا اليقظ ثروت الخرباوى يرى أن " قطب " هو الاسلام نفسه .
قطب وما أدراك ما قطب ! كتبت ما أعلم وبُحت بما اكتشفت ، وفتشت الماضى لأقرأ كم كان فكره قاهرا استعلائيا إقصائيا لا يرى الا نفسه ولا يؤمن بآخر . قلت ما عندى وتلقيت راضيا خطابات التكفير ورسائل السباب وتهديدات قطع الأيدى .
هو المكفّر لا المفكر . المحرَّض على الكراهية . مَن يعتبر الديمقراطية مؤامرة غربية ، والوطنية ضرب من ضروب الجاهلية ، والدستور تحكيم للبشر فيما هو لله . يكره الفنون ، ويستبعد التعددية ، ويبيح العنف فى نصوص صريحة لا تحتمل التأويل .
قال لنجيب محفوظ يوما : لا تتصور أننى يمكن أن أنصف ابداع قبطى . وقال له أيضا لن تغرينى كل الشعارات الرنانة للحضارة الغربية عن الحرية والديمقراطية . مثلما قال رئيس مصر للتلفزيون " لا يقلقنى انسحاب الكنيسة من تأسيسية الدستور " .
هو أستاذه الاول والاخير . منه نهل ، وعنه أخذ ، وبه آمن .
كتب سيد قطب "أفلا يحتمل هذا الشعب ديكتاتورية عادلة بضعة أشهر كى تنجح الثورة " . وقال الرئيس مرسى "التحصين لقراراتى مؤقت لحين بناء دولة المؤسسات " .
وكتب الاستاذ قديما " لأن نظلم عشرة أو عشرين خيرا من أن ندع الثورة تموت " وردد التلميذ " إقالتى للنائب العام تمت لأنها كانت مطلبا ثوريا " .
وكتب الاستاذ أيضا " إما أن يلتزم الناس الاسلام دينا اى منهجا للحياة ونظاما والا فهو الكفر والجاهلية ." وقال التلميذ للتلفزيون المصرى : إن على الناس أن تقول "نعم " للدستور الذى أعددته تأسيسية " الاخوان " كى ينتهى الاعلان الدستورى .
وكتب سيد قطب يوما " إن الاحزاب كلها فاسدة .وعلينا ان نحفر الحفر وعلى الشعب أن يهيل التراب " . وقال رئيسنا الفرعون كلاما مشابها عن المؤامرات التى تحاك ضد الوطن ، وأن عليه – وحده – مواجهتها والتصدى للمتآمرين .
فرعون مصر المتأسلم لا يسمع غير صوته ، ولا يرى إلا رجاله ولا يعرف سوى حزب الاخوان . هو الاسلام وغيره قريش وثقيف وبنو قريظة .هو الوطن ومخالفوه خونة . هو الصلاح وما سواه فاسدون . هو صوت الله وكلنا أدعياء الشيطان .
هو الخير المحض ، والعدل المطلق ، والعقل الأرجح ، والحكم الأعلم . وسواه لاشىء لاشىء .
والله أعلم .
مصطفى عبيد
No comments:
Post a Comment