لحركة التاريخ/
المحامي علي مفلح حسين السدح
مركز دراسات الثورة العربية
وفقا لتفسير حركة التاريخ على ضوء نظرية الثورة العربية فقد دشن جمال
عبدالناصر في كتابه فلسفة الثورة اللحظات الأولى في ثورة الانسان العربي
عندما وضعه على ضوء ثلاثة اصول عامة في نظرية الثورة العربية تأسيساً على
مبدأ جدل الانسان العربي ووعيه لذاته وزمانه ومكانه حيث يمكن للمهتمون
الرجوع للكتاب وسيجدون ان عبدالناصر صرح في متن الكتاب عن تلك العلاقات
وهي العلاقات الموضوعية التي خلق النسق العقلاني بين ثورة عبدالناصر
والربيع العربي حيث ان الحركة الناصرية ولجت من ذات المدخل الموضوعي على
طريق وعي الانسان العربي لذاته من خلال قدرتها على تفسير تخلق جبهات
الشعب العربي الثورية في الخمسينيات بسبب معركة قناة السويس 1956م فتبنت
الحركة الناصرية كذلك تكرار الثورة بين ساحتين عربيتين شرارة لوعي
الانسان العربي بذاته وايمانه بتحريك عجلة التاريخ الى الامام وهو ما
يعني ان جدل الانسان الجذر الفلسفي لنظرية الثورة العربية هو الحاكم
الموضوعي لحركة تاريخ الثورة العربية لحظة تلو اخرى كما سنبين ذلك في
السطور القادمة .
تتشكل العلاقة بين حركة تاريخ الامة من خلال تقدم مستوى جدل الانسان لدى
قيادتها الثورية فمن خلال العودة الى البيان العربي الذي وضعناه في كتاب
ربيع الثورة العربية ( تفكيك المعادلة الامنية لعصر الديكتاتوريات
العربية ) سيجد القارئ اننا رسمنا العلاقة بين مراحل الثورة العربية
بداية من معركة قناة السويس الى الربيع العربي الى الثورة الشاملة من
خلال الحركة الديناميكية لجدل الانسان وانعكاس تعبيراتها ما بين ثورة
الاستقلال في الخمسينيات الى استقرار النظام الجمهوري امام مشروع الردة
العربية والتوريث في الربيع العربي الى المطلب الاجتماعي الكامن في حركة
الجماهير العربية على الميادين والمتمثل في ( تحقيق العدالة الاجتماعية )
والذي وضعنا له افق موضوعيا يتمثل في وعي الامة العربية ( لذاتها
القومية ) والتي رسمنا عدة مفردات جوهرية تعبير عن ذلك الوعي تمثل في
الفكرة العامة لمدرسة التعاونيون الجدد في البيان العربي ومفهوم الحاضرة
القومية وما اسميناه بأبجديات نهضة مصر في مشاركة مستقلة .
على اعتبار ان كل من الفكرة العامة لمدرسة التعاونيون الجدد ومفهوم
الحاضرة القومية وابجديات نهضة مصر هي الشروط الموضوعية لوعي الذات
القومية على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية المشروع الاجتماعي للثورة
العربية والذي لا يمكن ان يحدث الا في وجود نهضة قومية شاملة ومتكاملة .
لذلك يمكن القول ان انه عندما استأنفت الثورة العربية مسيرتها مرة اخرى
مع الربيع العربي بسطت لنا الثورة مدرستها الكبرى القائم على الجدل
القائم بين ( الحرية والعقل ) على النحو الذي يمكن معه استقراء حركة
التاريخ لعجلة الثورة فقد اتضح لنا أن وعي الذات الذي حدث في الربيع
العربي ووعي الذات القومية الهدف المنشود مع النهضة الشاملة هو مقدمتان
( لوعي الذات الانسانية ) وأن تلك هي مرحلة ( المشعل الحضاري) القائم على
وعي الذات والأخر والعلاقة بينهما فاستشرفنا معه مفهوماًَ جديداً مثل
محورا مفصليا في كل الثورات الانسانية يتمثل في القدرة على وزن العلاقة
بين ( الثورة والدولة ) العقدة الايدلوجية التي يعاني منها كل من
المشروعين الرأسمالي والماركسي فوضع مركز دراسات الثورة العربية مفهوم
(الثورة والدولة في الاسلام ) تعبير عن علاقة الثورة العربية بحركة تاريخ
الحضارة الانسانية في القرون الانسانية الاخيرة .
وفي مدرسة الثورة ومعها منهجها العظيم اتضح لنا أننا مع نظرية الثورة
العربية نقف على شاطئ بحر زاخر لا حدود له فجدل الانسان لم يكن الا
انعكاسا للحقيقة الوجودية المتمثلة في حقيقة ( وحدانية الحق سبحانه) وان
جدل الانسان هو المفهوم المنعكس عن تلك الحقيقة المطلقة فيما يسميها النص
القرآني الخلائفية واستخلاف الله للانسان في الارض وان ذلك المفهوم هو
مدخل الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم الذي يدور حول مفهوم اجمالي لمعنى
الحرية يتمثل في قولنا ( أنه ما من اله الا الله ) تلك الحقيقة الوجودية
التي تنبثق على اساسها الاصول العلمية وعندما ابحرنا مع هذا الايمان في
بحر العلم اتضح لنا العلاقة بين محور سورة الانفال الى محور سورة التوبة
والذي يدور حول الحقبة التاريخية التي ستقف فيها الامة قادرة على التفريق
بين مفهوم الثورة الى مفهوم الدولة في الاسلام ونهاية الصراع السني -
الشيعي عندما يستوعب الجناحان بأن الامامة هي مؤسسة الثورة والخلافة هي
مؤسسة الدولة وأن الامامة وضعت في الامام علي والخلافة وضعت في ابي بكر
الصديق رضوان الله عليهما وتلك اولى بشائر دون اجل الدولة العبرية
( الصهيونية ) في بلاد العرب .
ومع وقوفنا عند مستوى هذا ( الفهم والايمان ) بدأنا نعي اننا نسير في خط
ومنهج واحد تشقه لنا نظرية الثورة العربية في تفسيرها لحركة التاريخ
العربي ولاحظنا أن وعي الانسان العربي لذاته هي مقدمة ضرورية لوعيه لذاته
القومية فبني على اساس ذلك العلاقة التاريخية في مسيرة الثورة العربية ما
بين استقرار النظام الجمهوري في الجمهوريات العربية في 2011م وضرورة
تحقيق العدالة الاجتماعية في المرحلة اللاحقة مرحلة الثورة الشاملة وأن
ذلك يفرض كذلك العلاقة الضرورية القائمة بين وعي الذات القومية وبين وعي
الذات الانسانية أو ما نسميه ( المشعل الحضاري ) وأن كل من (1) وعي الذات
(2) وعي الذات القومية (3) وعي الذات الانسانية إنما هي مرحلة تمهيدية
لافق ارحب واوسع وهو ( استشراف وعي الذات الكونية ) المقام الرفيع في
فلسفة الثورة العربية و جديد الثورة الذي ظهر في عمق نظرية الثورة
العربية ما كنا لنتعرف على الملامح البدائية له لو لا لوجنا عصر الثورة
العربية .
لقد بدأ ( استشرافنا لوعي الذات الكونية) في مؤسسة الثورة عندما عرفا أن
حركة التاريخ العربي مرتبطة بتفاعل الانسان العربي مع النص القرآني
والمقامات العلمية التي يقف فيها الانسان العربي ما بين حقبة تاريخية
واخرى فعرفنا ان مقامات العلم في القرآن هي ( الاسلام ، الايمان ،
التقوى ، الهدى ، الصراط المستقيم ) ووعينا مع ذلك مفهوما حضاريا في
التاريخ العربي ان الثورة العربية اليوم تمثل ( عصر الهدى ) وفي اطار
( الهدى ) تعرفنا على المفاهيم الدهرية ( لأيام الله ) مستوعبين العلاقة
القائمة بين الحضارة العربية القديمة وعصر اليهودية الذي بدأ مع مؤسى في
1270 قبل الميلاد وانتهى مع الملك اليهودي الذي غربت شمس مع مولد المسيح
عليه السلام وما بين مولد المسيح عليه السلام بدأية التاريخ العربي
الهجري بعد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم في 570 ميلادية والذي يوافق
حتى يومنا هذا 12 جمادي الاول 1434هجرية .
ولو استوعبنا لتفسير حركة التاريخ في النص القرآني لوجدنا ان الملك
والتمكين اليهودي بعد نزول الكتاب على موسى بدأ مع توريث الملك ( العلم )
مع طالوت وداود وسليمان وأن هذا الملك كان مقرونا بأفول الحضارة العربية
الأولى في تلك العلاقة التي قامت بين كل من نبي الله سليمان بن داود
والملكة بلفيس فانتهت بذلك الحضارة السبئية الاولى وكذلك وبنفس السنة
القرانية لحركة الكتاب في القرآن من بعد نزوله على الرسول ( محمد بن
عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى آله يورث الكتاب بعد ذات الحقبة
التاريخية على نزول القرأن على الرسول العلم ( الملك ) الامة العربية
وتستعيد الامة العربية الراية الحضارية مرة اخرى وهو وعدا مفعولاً كما
ينص القران الكريم عليه ومع توسع دراسات مركز الدراسات العربية في المقام
العلمي اتضح لنا ان العام 1435هجرية هو نهاية اليوم الاول للاسلام وان
الامة العربية ومع اقبالها على اليوم الثاني تستعيد ملكها او علمها من
خلال اتحاد الجمهوريات العربية كتلة قومية تدافع عن فكرة العدالة في
العالم والثورة هي الارهاصات الاولى لذلك .
واذا عدنا للمقامات التي العلمية التي مرت بها قيادة الثورة العربية (1)
وعي الذات (2) وعي الذات القومية (3) وعي الذات الانسانية (4) بداية وعي
الذات القومية سنجد ان مؤسسة الثورة قد اعادت التقاط خيط ذهبي سابق تركت
تراثه مؤسسه الثورة الاولى او ما سماها التراث العربي مؤسسة الامامة
والتي تركت شروحا تفصيلية لهذه النقطة الفاصلة بين اليوم الاول والثاني
للاسلام ووثقت في تراثها ان نهاية اسرائيل احدى مخرجات ثورة عصر الظهور
والتي تمهد لحقبة عصر الهدى الى الحد الذي رسمت فيه ملامح احداث الثورة
وسيميائية اشخاص الثورة والثورة المضادة سواء في العلاقة الموضوعية بين
مصر واليمن أو الصراع الدائر في سوريا ( الشام ) ومعاقل الثورة المضادة
في ( الحجاز ) وهذا يمكن تصنيفه في قرأءة التراث الثوري للحظات الاخيرة
لوجود الكيان الصهيوني في الوطن العربي والذي يتفق مع التفسير الموضوعي
لحركة التاريخ العربي في ضوء تفسير نظرية الثورة العربية فوعي الذات الذي
تركه عبدالناصر حرك ثورة الحركة الوطنية وعندما وقفت القيادة القومية عند
مستوى وعي الذات القومية تبعتها الامة الى نقطة الثورة الوطنية أو
القطرية وبالتالي كذلك عندما ترتقى القيادة القومية الى مستوى وعي الذات
الانسانية تحلق الامة بركبها الى وعي الذات القومية وعلى ذات الناموس
عندما تقف القيادة القومية للثورة او مؤسسة الثورة القومية على اعتاب
استشراف وعي الذات الكونية فأن الامة ترتقها جدليا تبعها الى مستوى وعي
الذات الانسانية وعليه فأن اسرائيل تنتهي موضوعيا في مقابل ثورة الانسان
العربي ومقامها العلمي عندما يظهر التنظيم القومي الواحد لأنه التعبير
السياسي والاجتماعي لوعي الامة العربية لذاتها القومية فتستجيب حركة
التاريخ لحركة التاريخ العقلاني وهو ما نستشرفه في منتصف 1434هجرية و
يبشر به التراث الثوري في 23 رمضان 1434هجرية .
وفي الاخير اقول للحركة الناصرية في الوطن العربي ورفاق درب الثورة على
مدى عشر سنوات هذا هو علي مفلح حسين السدح الابن البار للحركة الناصرية
الذي لم يدخر طلقة واحدة ليطلقها في مسيرة الثورة منكرا ذاته الى حدود
الطهر الثوري الذي يوازي الزام القادة بالتضحية شرط القيادة الاول وهذه
هي نظريتكم وفلسفتها عشتها معكم لحظة تلو اخرى وسطر الى جنب سطر وبعبارة
اخرى هذه بضاعتكم ردت اليكم والله المستعان وعليه توكلنا ولله الامر من
قبل ومن بعد .
المحامي علي مفلح حسين السدح
مركز دراسات الثورة العربية
--
الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/
http://www.facebook.com/reqs.php?fcode=9d34d7041&f=693791089#!/profile.php?id=1150923524
groupe
http://groups.google.com/group/ommarabia?hl=ar
--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en-US.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.
No comments:
Post a Comment