Friday, 8 March 2013

{الفكر القومي العربي} الدكتور سالم لبيض : فليبك العرب تشافيز .. زعيمهم الذي لم تنجبه أمتهم

الدكتور سالم لبيض : فليبك العرب تشافيز .. زعيمهم الذي لم تنجبه أمتهم

ما بال العرب اليوم لا يعلنون الحداد ولا ينكّسون الرايات ولا يبكون
زعيما عربيا حقيقيا صادقا رغم جنسيته الفنزويلية وهويته الأمريكية
اللاتينية وديانته المسيحية، ألم يحزن رسول العرب والإسلام(صلى الله عليه
وسلّم) لموت حليف ونصير حبشي ونصراني آوى المسلمين الأوائل وانتصر
لقضيتهم العادلة . ما بال أمة العرب اليوم لا تقرأ القرآن ولا تتهجّده في
إذاعاتها وفي تلفزيوناتها. ما بال الشعب العربي وقواه الحية لا يقبلون
التعازي ولا يقيمون خيام العزاء والمآتم في كل مكان في الساحات وفي
الأحياء وفي المدارس وفي المقاهي والجامعات. ما بال الصحف في وطن العرب
لا تصدر محبرة بالسواد في رئيسيات صفحاتها. ما بال شبيبة العرب لا تنحب
زعيما من زعمائها الكرام الأبرار. ما بال فقراء العرب لا يلطمون الوجوه
كما تعودوا فعل ذلك في أيام الأحزان الكبيرة . ما بال مثقفي العرب
وشعرائهم لا يرثون أنفسهم في زعيم كبير وأب حنون احتضن قضاياهم في أيامهم
العجاف ؟

لقد كان تشافيز زعيما للعرب لم تنجبه أمتهم. لقد كان صديقهم الصدوق ولسان
حالهم الذي لم يتردد أبدا في الدفاع عن قضاياهم. رجل شجاع لم يخش في قول
كلمة الحق لوم لائم. كسر الحصار على العراق العظيم وزار عاصمة الرشيد
ولاقى زعيمها يوم أن كان بعض أشباه العرب والمسلمين يقاتلون عاصمة خلافة
العباسيين جنبا إلى جنب مع جيش الغزاة الأمريكيين. زار ليبيا ولاقى
زعيمها الذي قتلته أيادي الغدر الأطلسية المتحالفة مع أصحاب «الرايات
الإسلامية»، زارها وفكّ طوقها في زمن حصار لوكربي المزعوم. كان تشافيز
فلسطينيا بامتياز لا تقل فلسطينيته عن أبي عمار والشقيري وحبش وأحمد
ياسين.. فلم يتخلف في الدفاع عن معارك فلسطين منذ أن اعتلى السلطة في
بلاده وتجرأ على ما لم يجرأ عليه حكام مصر والأردن وحتى السلطة
الفلسطينية فطرد سفير الصهاينة يوم أن رشّت دولتهم العنصرية رجال غزة
ونسائها وأطفالها العزّل بالفسفور الأبيض.

تشافيز كان دائما صديقا للعرب وقضاياهم العادلة فساندهم وهم يقاتلون
الاحتلال الصهيوني في لبنان وفي جنوبه بصفة خاصة ووقف إلى جانب سوريا
التي لا شك أنها تفتقده اليوم أيما افتقاد وهي تتعرض للتدمير الشامل
ومؤامرة «الجهاد المغشوش» والمشبوه الذي لم تشر بوصلته إلى قدس العرب
والمسلمين التي توجد على مرمى حجر، وذلك لتفكيك الدولة التي بناها
السوريون الأحرار بجهدهم وعرقهم ومالهم بعد أن حرروها يوما من الفرنسيين،
لكي تظفر بها شركات الاعمار أو الاستعمار الغربية وتوابعها الخليجية
والتركية، بعد إسقاط نظامها. ولم يتردد لحظة في إعلان دعمه لإيران كلما
لامس حكامها قضايا العرب الحارقة وأعلنوا عداءهم أو حتى خلافهم مع
الولايات المتحدة الأمريكية. تشافيز كان دائما على خطى عبد الناصر لذلك
لم يفقد يوما البوصلة ولم يختلط عليه الأمر بين حقيقة الأصدقاء وطبيعة
الأعداء ولم يصب بالعمى السياسي ولم يساوم أبدا على حريته وحرية شعبه
وكافة الشعوب المضطهدة في العالم وأولها العرب وثانيها شعوب أمريكا
اللاتينية.

البوليفارية التي نشأ عليها وتبناها تشافيز وطبقها في بلاده هي ناصرية
عبد الناصر في مصر وفي الوطن العربي، هي التوزيع العادل للثروة والقضاء
على الإقطاع وعلى الاستعمار وأعوان الاستعمار وعلى الفقر والخصاصة
والأمية وبناء سيادة وطنية حقيقية واقتصاد وطني يقوم على تأميم الدولة
للثروات الوطنية وتعميم الصحة العمومية على الفقراء وبناء جيش وطني قوي
ودعم الأنظمة الوطنية في أمريكا اللاتينية كما دعمها عبد الناصر في
إفريقيا وفي الوطن العربي ورفض الصهيونية ورصد أخطبوطها العالمي للحد من
آثاره وإقامة التحالفات العالمية للشعوب الفقيرة والمستعمرة والمضطهدة
مثل عدم الانحياز لتقف في وجه الأحلاف الكبرى الاستعمارية قديمها
وجديدها، لاسيما الحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. تلك
هي البوليفارية التي تبناها تشافيز وتلك هي الناصرية التي أسسها جمال عبد
الناصر وأجهضتها قوى الاستعمار الجديد ومن حالفهم من عرب ومسلمي الزمن
المتأخر الهزيل.

لقد عاش هوقو تشافيز عزيزا ومات وهو كريم كرما خص به العرب وقضاياهم على
الرغم مما جلب له ذلك من عداوات وعدوان، فأستحق أن يكون زعيما عربيا لم
تلده أمة العرب.

--


الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/

facebook

http://www.facebook.com/reqs.php?fcode=9d34d7041&f=693791089#!/profile.php?id=1150923524
groupe
http://groups.google.com/group/ommarabia?hl=ar

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en-US.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.

No comments:

Post a Comment