Thursday, 7 March 2013

{الفكر القومي العربي} كلمة حق ... للتاريخ والضمير الحي بقلم سامي شرف

كلمة حق ... للتاريخ والضمير الحي بقلم سامي شرف

http://hakaek-misr.com/showthread.php?24182-كلمة-حق-...-للتاريخ-والضمير-الحي-بقلم-سامي-شرف&p=42072#post42072

كلمة حق ... للتاريخ والضمير الحي

بقلم

سامي شرف

بدون سبب علمى أو تاريخى مفهوم يحلو لبعض المثقفين عند الإشارة لمصر الحديثة الإشادة فقط بعهد محمد على باشا الألبانى والأسرة الحاكمة التى خلفها بعده مع حنين لما أصطلح على تسميته بالفترة شبه الليبرالية مابين عامى 1919 وحتى 1952 متجاهلين الفترة من 23 يوليو 1952 حتى 13 مايو 1971 الفترة التى أصطلح على تسميتها تاريخياً بالحقبة الناصرية ولأن التقييم التاريخى للحقب التاريخية التى مرت على مصر فى القرنين التاسع عشر والعشرين لا يجب أن يخضع للأهواء الشخصية أو العواطف أو التمنيات فقد أحببت أن أوضح الحقائق التالية إنصافاً لتاريخ مصر وليس إنحيازا لأحد

كان حكم محمد على والاسرة المالكة قائم على تطوير مصر لتبقى فقط تحت رحمة هذه العائلة الأجنبية وليس لصالح ابناء مصر الحقيقييين والدليل علي ذلك هو الاقطاع الذي نشهد إستعادته لأنفاسه مرة أخري أستشرت خلال حكم تلك الأسرة عملية نهب مصر وتفكيك كل مكتسباتها وقد تجلى ذلك مبكراً منذ قبول محمد على لمعاهدة لندن 1840 وصولاً لتخريب كل ما أقامه إلى حفر قناة السويس بدماء المصريين ثم بيعها للأجانب حتى تم احتلال مصر عام 1882 برعاية الخديوى توفيق ، وبخصوص ما تم بعد ثورة 1919 فلا بد من التذكير أن تلك الثورة الشعبية العظيمة فشلت فى كل المجالات سياسياً لم تحقق الاستقلال الوطنى واقتصادياً كانت مصر ملكاً لسبعة ألاف شخص معظمهم أجانب من شتى الجنسيات ويهود واجتماعياً ظل التفاوت الاجتماعى هائلاً بين من يملكون كل شئ ومن لا يملكون أى شئ وعسكرياً فقد نشأت إسرائيل واستولت على 78% من أرض فلسطين التاريخية فى ظل تلك الفترة وتحت حكم الملك فاروق وقد استمر ذلك الفشل حتى 23 يوليو1952 عندما ثارت المؤسسة العسكرية المصرية الشريفة الوطنية لتحقيق أمال وأهداف كل مصري ومصرية

فكانت ثورة 23 يوليو 1952 عندما أطاحت "بالملكية الفاسدة" التي توارثتها مصر منذ عهد محمد علي وحتى خلع فاروق

كانت تلك الثورة الخطوة الأولى فى مشروع متكامل للنهوض الوطنى والقومى على المستوى العربى والافريقى والاسلامى والدولى ،مشروع لا زالت نظم حاكمة في المنطقة ، تخشى من أهدافه خوفا من تطلع الشعب، مرة أخري - لإستعادته - حتي تطيح بكابوس ثقيل يرقد علي صدور شعوبهم

فالمشروع الوطنى الذى جسدته ثورة 23 يوليو 1952 كان يتمثل فى اعادة احياء حق المواطن المصرى فى حياة كريمة فى اطار حر

وكان قانون الاصلاح الزراعى

واقرار نسبة الخمسين فى المائة عمال وفلاحين

وتحرير الوطن من استعمار عسكرى استمر سبعين سنة فى خلال سنة ونصف فقط

ثم تاميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية ( بإختصار قناة السويس) وبذلك تم فتح بنك مصرى كان يدر مليون جنية سنويا واصبح يدر اليوم حوالى ثلاثين مليار جنيه مصرى

وتم بناء سد عالى حمى مصر من فياضانات عالية وسنوات قحط

وزادت الرقعة الزراعية وأختير كأعظم مشروع هندسي تنموى فى القرن العشرين ومازال يحمى مصر حتى الأن من الجفاف والفيضان

كما تم بناء مشروع صناعى متكامل متدرج وصل الى تحقيق بداية حقيقية للتصنيع الثقيل اى صناعة الصناعة متمثلا فى مؤسستى الحديد والصلب والالومينيوم

وليس انتهاء بتصنيع الطائرة القاهرة200 وحلوان 300 التى تسعى المانيا اليوم سنة 2013 الحصول على وثائق تصنيع هذه الطائرات لأنها تصلح لليوم

فى تلك الحقبة كانت مصر بالاشتراك مع كل من الهند والصين تسير فى خطوات متوازية ومتساوية من اجل المشروع النووى وفى صناعة الصواريخ

أما المشروع القومى العربى والاسلامى

فتمثل فى

بداية تطوير الأزهر الشريف حيث الاسلام الوسطى لينتشر عربيا وافريقيا واسيويا وعالميا

علاوة على تطوير الخريج ليكون مهندس وزراعى وتجارى

ومنحت ثورة 23 يوليو 1952 المرأة المصرية التى تمثل نصف المجتمع

كل حقوقها الاجتماعية والسياسية وحقها فى العمل

اما المشروع القومى فقد تمثل باختصار شديد جدا فى

وحدة عربية وان تعرضت لمؤامرات اعترف بها ملوك النفط علنا بل ولجأوا إلى مصر بعد ذلك عندما تم خلعهم فى بلدهم كما تعرضت هذه الثورة القوية الناجحة للعدوان اكثر من مرة حتى تنكسر شوكة القومية العربية وتتقوقع مصر داخل حدودها الاقليمية كما يريدون الان تحت حكم القطبيون حسب المخططات الامريكية الصهيونية

وبالرغم منكل تلك المؤامرات فقد حققت هذه الثورة تنمية اقتصادية حقيقية حسب تقرير البنك الدولى الأمريكى بتاريخ 1976 اكرر 1976 يعنى بعد رحيل قائد الثورة جمال عبد الناصر بستة سنوات وجاء فيه ان مصر حققت تنمية اقتصادية حقيقية بنسبة7ر6% فى السنوات 1960 \1965

وعلى المستوى الثقافى والفكرى والفنى أطلقت ثورة 23 يوليو فيضان الإبداع المصرى فى شتى المجالات فشهدت تلك الفترة أعظم الروايات والأفلام وأعذب الألحان وأجمل الأصوات وأروع الأغانى وذروة الإبداع فى الفن التشكيلى المصري وأوسع عملية نشر للثقافة بين جموع الشعب على امتداد مصر

وفى مجال العلم والتعليم شهدت تلك الحقبة مجانية التعليم وتقليص نسبة الأمية بالمجتمع من 80% قبل 1952 إلى 50% عام 1970

كانت ثورة 23 يوليو 1952 تجربة عظيمة فى تاريخ الشعب المصرى والأمة العربية وعلى أى مقياس تاريخى فهى تمثل أمجد وأعظم صفحات تاريخ مصر فى القرنين التاسع عشر والعشرين فى النهاية لن يصح إلا الصحيح مهما حاول البعض تجميل حقب مظلمة فى تاريخنا الحديث للانتقاص من ثورة 23 يوليو 1952

سامى شرف

مواطن قومى عربى مصرى ناصرى

No comments:

Post a Comment