Tuesday, 1 July 2014

{الفكر القومي العربي} article

بالقلم العريض
صباح علي الشاهر
 
 
صرّح كردي من جماعة مسعود: ( إصرار المالكي على الولاية الثالثة ينهي العملية السياسية برمتها) ، وهو عين ماقالة النجيفي وإن بلغة مختلفة، وصرّح نائب صدري فشل في الإنتخابات الأخيرة بقوله ( إن الولاية الثالثة للمالكي خط أحمر) ، أما علاوي فهو لا يضع خطاً أحمراً على المالكي فقط، بل يطالب بحكومة إنقاذ وطني، بعد أن أصبح رصيده من عدد النواب بعدد أصابع اليد الواحدة، فعزل المالكي، أو عدم توليته الولاية الثالثة غير كاف بالنسبة له، ذلك لأن الإنتخابات الأخيره جعلته خارج الصوره، أو في الأقل وضعته أسفل قائمة السياسين الذين يمكنهم المنافسه على المنصب الأهم في الحكومة القادمة، والرجل لا يملك فضيلة الإقرار بالهزيمة، ربما بسبب تربيته الصدامية، حيث تربى في أجهزة قمعية، تحتكم للمسدس ولا تحتكم للإقناع، وجاء للسلطة عبر تخادم مع أجهزة مخابرات أجنبية، ومن ثم على ظهر دبابات الإحتلال، لذا فتصور أنه يمكن أن يتصرف بإخلاق رياضية يندرج ضمن المُحال.   
موقف الكردي من جماعة مسعود مفهوم، فالمالكي وقف بالضد من طموحات الكرد التي لا تقف عند حد، فهو متهم بالنسبة لهم بأنه لم يعطهم كركوك، ولا تلك المناطق الموصوفة بالمتنازع عليها، وهو لا يقر لهم بالسيطرة على النفط والتحكم به، إستخراجاً وتصديراً، إضافة لكونه لايفهم الفيدرالية كما يفهمونها هم، وموقف النجيفي معروف أيضاً، فالرجل لم يألوا جهداً طيلة السنوات الأربع التي تربع فيها على كرسي رئاسة البرلمان من إفشال عمل الحكومة، وإعاقة مساعيها داخلياً وخارجياً من خلال زياراته المكوكية لدول المنطقة، أو سحب الوزراء التابعين لكتلته من إجتماعات مجلس الوزراء، أو بعدم تمرير أي من القوانين التي تهم الناس، والتي قد تحسب إنجازات للمالكي في حالة إقرارها وتنفيذها على أرض الواقع، وكان الرجل صريحاً وواضحاً في عدائه لرئيس الوزراء، سراً وعلانية، وصولاً إلى إسهامه وأخية محافظ نينوى بمؤامرة الموصل وبالتواطؤ مع مسعود كما بات واضحاً .
وموقف السيد مقتدى وتياره معروف أيضاً، فالرجل ما زال لم يتجاوز غصة الصولات التي قام بها المالكي ضد تياره في البصرة، و مدينة الصدر، كما أنه لم يسامحه على سجن المئات من عناصر جيش المهدي، والحكم على بعضهم بالإعدام، ويُقال أن العشرات منهم تم نحرهم في سجن بادوش بعد الإستيلاء عليه من قبل داعش، حيث عُزل السجناء الشيعة، و جلهم من التيار الصدري، وتم الإجهاز عليهم وفق الطريقة الداعشية البربرية.
ومن نافلة القول الحديث عن موقف علاوي من خصمه اللدود، فالحق يُقال أن المالكي لم يترك حتى موطيء قدم لعلاوي، بحيث أضحى الرجل خفيف الظل، وعديم اللون والطعم والرائحة ، حتى أصبح أخيراً شيء لا لزوم له، لا يُشار ولا يُستشار، ولا يُدعى لمُلة، وإن دُعي لشاشات الإثارة التلفزيونية، فهو فارس على شاشات التلفاز، عاطل ومُستقيل أو مُقال في الملمات .
مفهوم موقف هؤلاء لو أنهم كتبوا بالقلم العريض، وتحدثوا صراحة عن مشكلتهم مع المالكي ، فالجمهور الكردي سيتفهم ما سيقوله قادتهم، والجمهور الصدري سيتفهم أيضاً ما سيقوله زعيمهم، أما علاوي فلم يعد له جمهور مؤثر، أو فاعل، وسيان أن تفهمه هذا الجمهور أم لم يتفهمه، أما النجيفي فلم ينتهي بفعل موقفه من المالكي، وإنما إنتهى بفعل رفض القاعده العريضه له، وإختيار بدلاء عنه، خصوصاً بعد الموقف من الأحداث الأخيره، فلا داعش، إن كانت داعش هي التي في الميدان، ولا ثوار العشائر والمجالس، يمكن أن يقيموا وزناً  وإعتباراً للنجيفي أوما يمثله، ولعل أقسى ما يتمناه النجيفي الآن عودة أخيه إلى الموصل، لا بصفة محافظ، وإنما بصفة مواطن يستطيع إسترجاع أملاك العائلة وإقطاعياتها التي ضاعت أو نهبت  من قبل داعش أو الثوار، سمهم ما شئت.
أسوء شعار يرفعه الأخوة الأعداء شعار ( لا للولاية الثالثة ) ، إنهم برفعهم لهذا الشعار يقزمون الأهداف، إن كانت لهم أهداف تلامس هموم وتطلعات الناس .
أفهم أن تضع حركة سياسية خط أحمر على وحدة البلد، أو إستقلاله، أو عدم التفريط بالسيادة أو الثروات الوطنية، أفهم أن يُقال لا للإستبداد، لا لإنعدام الشفافية، لا للتضييق على حريات الناس، لا للتدخل الأجنبي في القرار الوطني، لا لتوقف عجلة النمو والتطور، ولا للإثراء الفاحش على حساب مصالح الناس، لا للرشوة، لا للفساد، لا لنهب الأملاك العامة ولا للتجاوز عليها، لا للتقاسم الطائفي بحجة المشاركة، أو أية حجة أخرى، ولا لتداخل الديني مع السياسي،لا للمحسوبية والمنسوبية والإستئثار، لا لتهميش الوطن والوطنية.
لماذا تنزوي كل هذه الأهداف ويبرز هدف قزمي، لا يشكل برنامجاً، ولا حتى جزءاً من برنامج؟
إلى متى هذا الضحك على الناس؟ ومتى يفهم السياسيون في العراق أن العراقيين شأنهم شأن سكان الأرض قاطبة يطمحون إلى أشياء ملموسة، ترفع عن كاهلهم هذه المعانات التي فاقت كل تصور؟ أيها السياسيون لقد نفذ صبر العراقيين، فكفى متاجره بهموم وآلام ودماء الناس؟ كفى لعباً بأوراق الطائفية التي ستحرق الجميع، إلا أولئك الذين سيذهبون للدول التي يحملون جنسياتها.
تعرفون الخارطة الإنتخابية قبل غيركم، فما بالكم لا تحسنون قراءتها؟
لا يهم من يذهب، أو من سياتي، المهم بماذا يعدنا الذي سيأتي ؟
هل سيعرض الوطن، وطننا العراق، طعاماً على مائدة اللئام، أم يجعل البلد ومصالحه العليا بعيداً عن أية مساومة ؟
كيف تكونون سياسين، يتوقف عليكم مصير البلد، وأنتم لا تحسنون قراءة الواقع، ولا تستشعرون المخاطر، ولا تتقنون عملية الجمع والطرح؟
يعجبني قول أحدهم ، وبرأيي أنه ممن يقرأ الأرقام جيداً ، ويعرف أن الرقم ليس تجريداً فقط، وإنما هو ترجمة لإرادة أمه، عندما  كتب: ( سيذهب نوري المالكي، ويأتي نوري أبو المحاسن)، ترجمة هذا القول أن رئيس وزراء العراق القادم هو ( دولة القانون) ، فعلام هذه الضجة، وإلى ما ؟
 

No comments:

Post a Comment