القدس، عروس المدن العربية، تغتصب ولا من مغيث
رشيد شاهين
رئيس وزراء الكيان العنصري يدعو "المتطرفين" إلى عدم القيام بزيارة الحرم القدسي وباحاته، في محاولة منه للظهور بمظهر "الوسطي" أو " المعتدل" الذي لا يقبل بمثل هذه الممارسات. وهو بذلك يحاول تلميع صورته البغيضة، أمام العالم وكذلك أمام بعض الدول العربية والإسلامية وفي المقدمة الأردن.
ما يجري في القدس لا يقتصر فقط كما يعتقد البعض على المسجد الأقصى وباحاته وتحت أرضه، وإنما يشمل القدس بكاملها وما تمثله من رمزية إسلامية ومسيحية وعالمية.
ما يجري يوميا في عروس المدن العربية، لا يقتصر على هذه الفئة "الضالة" من الصهاينة، وهو يهدف إلى خطف المدينة بكاملها كما خطفت فلسطين بكاملها يوم أقيمت دولة الكيان الصهيوني قبل عقود ستة، هدف صهيوني يشمل كل المستعمرين الصهاينة الذين أتوا إلى فلسطين معتقدين إنها ارض الآباء والأجداد.
إن من غير الصحيح، ولا الواقعي، ان يقوم البعض منا بمحاولة "إلصاق" تهمة المس بالقدس بكل ما فيها، ببعض قوى التطرف الصهيونية، وفي بعض الأحيان "تبرئة" بقية الصهاينة في فلسطين، وكأن الأمر يقتصر على فئة قليلة دون الباقي.
المجتمع الصهيوني مجتمع متطرف، وهو يزيد تطرفا بشكل يومي، وتشير كل الاستطلاعات التي تجري في الكيان إلى ميل كبير باتجاهه ليس نحو اليمين، وإنما نحو التطرف والتعصب، وصدق من قال إن دولة الاحتلال ليست سوى داعش أخرى ولكن تدين باليهودية.
الذي يجري في قدس العرب منذ اغتصابها عام 1967، لا يتم هكذا اعتباطا أو بدون تخطيط، فالأمر لا يتم بهذه الطريقة لدى هؤلاء القوم، ولكنه يجري ضمن مخططات محكمة، تتم دراستها بروية وحنكة عالية لمعرفة ردود الأفعال العربية والإسلامية، ومن ثم تتخذ القرارات المناسبة.
الاستيلاء على القدس ومسجدها، كان هدفا استراتيجيا منذ ما قبل قيام الكيان، وهو هدف لم يتغير ولن يتغير لا الآن ولا في المستقبل، طالما أمة العربان في حضيض العالم، وقادة الكيان يدركون ان أقصى ما يمكن ان يبدر عن العرب والمسلمين، لن يكون أكثر من بيانات شجب واستنكار، وما يجري على الأرض هو الأساس وما تبقى، يبقى مجرد "كلام في كلام" لن يغير شيئا، ولن يهز الكيان.
القدس المستهدفة برغم انها تبدو للناظر فقط القدس المقدسة والتي لا تزيد عن كيلومترات مربعة، إلا ان ما لا يظهر بالصورة، هو تلك القدس "الكبرى" التي يسعى الكيان إلى تحقيقها، من خلال الاستيلاء على مساحات شاسعة، تمتد إلى مشارف الخليل وبيت لحم ورام الله وأريحا.
وفيما تستمر دولة العدوان بمخططاتها في ظل غياب كامل لدور عربي و/أو إسلامي وكذلك دولي، من اجل وقف هذا التمدد والعدوان المستمر على القدس وأهلها وأراضيها، وفي ظل غياب أية آفاق للعملية "السلمية" التي تترنح منذ سنوات طويلة، تقوم دولة الاحتلال بسن تشريعات وقوانين تتناغم مع تلك الأهداف الصهيونية من اجل استكمال طرد اكبر قدر ممكن من أهالي القدس، وإفراغ المدينة منهم تحت حجج وقوانين جاهزة، وكذلك بالنسبة للأرض المقدسية أو حول القدس.
ان استمرار حالة الخنوع العربية، وغياب دور فاعل للأمم الإسلامية، والمواقف غير الحازمة من قبل القيادة الفلسطينية وعدم تدخلها المباشر في المدينة سواء من خلال الدعم أو شراء الأراضي والأبنية المعرضة للتسريب للصهاينة، سوف يجعلنا نصحو على قدسنا وقد تحولت إلى مدينة يهودية بالكامل، والى مسجد قد نكون "محظوظين" إذا ما ترك لنا الصهاينة نصفه كما هو حال المسجد الإبراهيمي في الخليل، عندئذ، ماذا سيفعل العرب و/أو المسلمين؟؟
5-11-2014
No comments:
Post a Comment