المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
كمال شاتيلا في حوار مع التلفزيون الرسمي الليبي:
الحكومة الليبية الحالية لا تتحمل مسؤولية إختفاء الإمام موسى الصدر.. لكننا نطالبها بتحقيق جدي لكشف ملابسات هذه الجريمة
لم نأخذ دولاراً واحداً من القذافي الذي أغدق أمواله على أحزاب ولم يبن مدرسة او مستشفى
أجرى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا مقابلة مع التلفزيون الرسمي الليبي حول آخر التطورات في ليبيا ولبنان والمنطقة.
حول الوضع في ليبيا، قال شاتيلا: اذا كان من حق الشعب الليبي أن ينتفض على النظام ويحدث التغيير الذي يلبي طموحاته في الحرية والتعددية والتنمية، فان تدخل الناتو هدف لتدمير الكيان الليبي وضرب الجيش تحت شعارات ديمقراطية زائفة، فتم تقسيم ليبيا وانتشرت الميليشيات الانفصالية الطائفية، مما أدى لإستباحة ليبيا.
ولقد جرت انتخابات نيابية وفاز مجلس النواب وحكومته الشرعية برئاسة الدكتور الثني وتحرك الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر لاستعادة وحدة ليبيا في اطار نظام وطني ديمقراطي ودولة مدنية، لكن الغرب عموماً وان اعترف بالحكومة الشرعية الاّ انه يدعم الانفصاليين في طرابلس والمتطرفين ويرفض حق الجيش الليبي بالتسليح ، وهذا ما يؤخر الحل السياسي.
وإذ أوضح ان الحكومة الشرعية تحظى بتأييد معظم الشعب الليبي المتمسك بوحدة وعروبة واستقلال بلده، رأى شاتيلا أن الجامعة العربية مقصّرة بحق ليبيا، وقال إن عليها ايجاد حل عربي بدل ترك الأمر بيد الاوروبيين.
وحول الوضع العربي، إعتبر شاتيلا ان الساحة العربية تتعرض لمشاريع تقسيم وهيمنة، لكن الامل بالدور القومي العربي لمصر وبالتضامن العربي، لأنهما وحدهما قادرين على وقف الانهيار، بعد أن سقطت العصبيات القطرية التي فشلت في التنمية والتحرير.
وحول مؤتمر توحيد القوى القومية أيام العقيد القذافي في طرابلس سنة 73 قال شاتيلا: مع احترامنا للموت، فان العقيد في هذا المؤتمر أراد توحيداً قسرياً لاعضاء المؤتمر، ومن بينهم اخوان وماركسيون وبعثيون، فرفضنا لغياب معايير دعوة القوميين. وقلت للعقيد: "إن كنت ضابطاً فنحن لسنا جنوداً. واذا كان البعض جاء للاستفادة المادية فنحن لسنا كذلك"، فغضب القذافي وانهى الجلسة الافتتاحية، ثم حملنا حقائبنا وعدنا لبلادنا، لنجد ان القذافي بدأ بانشاء عشرات التشكيلات لمحاربتنا، وتدخل في الساحة الوطنية سلبياً ووقف ضد التيار العروبي، وناصر الآخرين، ووصل به الامر الى ارسال فرقة شعبية ليبية لدعم بشير الجميل الذي كان يقاتل الوطنيين والفلسطينيين ويحمل مشروعاً تقسيمياً. وبهذه السياسة العشوائية تم اضعاف العروبة والعروبيين في لبنان، رغم اننا كتيار عروبي رحبنا به ببداية ثورته في لبنان، الاّ انه تغيّر وصار يدخل على فكرة العروبة افكاراً غريبة حتى وصل به الامر لمهاجمة القومية العربية واعتنق ما يسمى القومية الافريقية، وبذلك فقد شرعيته لان طرحه في البداية كان على أساس قومي عربي. واقول هنا على التلفزيون الليبي اننا لم نأخذ دولاراً واحداً من القذافي الذي أغدق امواله على احزاب وحركات ولم يبن مدرسة او مهنية او مستشفى، كما فعل جمال عبد الناصر الذي بنى جامعة بيروت العربية وهي من اكبر جامعات لبنان حتى اليوم. ومن المؤسف ايضاَ ان القذافي لم يساهم في حرب اكتوبر في حين بلدان الخليج ساهمت بفعالية وهو يتهمها بالرجعية.
وسئل الاخ كمال شاتيلا عن قضية الامام المغيب موسى الصدر فقال: جمال عبد الناصر استقبل الامام الصدر استقبالاً حافلاً وكرمه شيخ الازهر. وكان الامام الصدر يدعو للوحدة الاسلامية ويطالب بالمساواة في لبنان ورفع الحرمان عن المناطق المحرومة، وله مكانته ودوره ليس فقط وسط المسلمين الشيعة ولكن وسط كل اللبنانيين، وعمل على وقف الحرب اللبنانية ودافع عن وحدة وعروبة واستقلال لبنان.
ولقد ذهب الامام الصدر الى ليبيا لمقابلة العقيد بعد ترتيب الزيارة من طرف الرئيس الجزائري هواري بومدين واختفى في ليبيا. جماعة القذافي قالوا إن الإمام الصدر غادر الى ايطاليا، وايطاليا حققت قضائياً واثبتت ان الامام لم يأت اليها وبقي في ليبيا.
لقد احدث اختفاء الامام الصدر في ليبيا، ضجة وطنية لبنانية واسعة. وإننا نستنكر هذه الجريمة المروعة، ولم يبق أحد لم يتوسط لدى القذافي الذي كان ينكر ان الامام في ليبيا، وبقيت القضية مستمرة اكثر من ثلاثين عاماً دون معرفة حقيقة ما جرى، والامام رفض ان تنضم حركة امل الى الحركة الوطنية اليسارية او الجبهة اللبنانية الانفصالية، وشكلّنا معاً الجبهة القومية والوطنية اللبنانية التي دعت للحل العربي بديلاً من طروحات الحل الاطلسي (الجبهة اللبنانية) او الحل الامريكي السوفياتي (الشيوعيين). واليوم نقول ان لا الحكومة الشرعية في ليبيا ولا الشعب الليبي مسؤول عن تغييب الامام الصدر. لكننا نطالب كلبنانيين وكحكومة لبنانية حكومة ليبيا باجراء تحقيق جدي تفصيلي لكشف حقيقة ما جرى لسماحة الامام ورفيقيه الشيخ يعقوب والصحفي بدر الدين، فليس المسلمون الشيعة وحدهم يطالبون بهذا التحقيق وانما كل اللبنانيين نظراً لمكانة سماحة الامام الصدر.
وسئل شاتيلا عن مصير خط الامام الصدر فقال: ان الرئيس نبيه بري هو من يحمل مسؤولية الاستمرار في خط الامام. والرئيس بري اضافة الى دوره السياسي المتقدم كرئيس لمجلس النواب، يقوم بدور ريادي في انقاذ مؤسسات الدولة، وهو رئيس حركة أمل ذات النهج الاسلامي التوحيدي والوطني والنهج العربي المستقل، ونحن متفاهمون معها.
وسئل شاتيلا عن اسباب انتشار التطرف فقال: ان المتطرفين هم احفاد المغول والتتار وليسوا احفاد الخلفاء الابرار. انهم استمرار للمغول وتحوّلوا الى اداة لمشروع الاوسط الكبير التقسيمي، وقد استفاد التطرف من العصبيات القطرية المعادية للعروبة الجامعة. وبعض النظم استعان بالتطرف مما عزز قوته، ووظفته قوى غربية لمصالحها لاحداث فوضى شاملة في المنطقة لتعيد رسم خرائطها على اساس طائفي مذهبي عرقي لتكون اسرائيل الاقوى والاكبر. كما استفاد التطرف ايضاً من الاستبداد والاستغلال والتبعية لمعظم النظم العربية.. لكن الحل هو بالنهج الازهري وباتحاد علماء الامة اصحاب النهج الوسطي المعتدل وبمشاركة اهلية في الحكم وبمناهج تعليمية منفتحة. ونحن كعرب مسلمين مسؤولون بالدرجة الأولى عن التخلص من التطرف وليس الاجانب. فالمشكلة الاساسية عندنا ولحلول عندنا.
وختم شاتيلا بتوجيه التحية الى قائد الجيش الليبي اللواء خليفة حفتر والرئيس عبد الله الثني وحكومته، مطالباً بدعمها عربياً على اوسع نطاق.
-------------------------------- بيروت 11/8/2015 ي نوع من أنواع الفراع في المؤسسات الدستورية
Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
F: facebook.com/kamalchatila
No comments:
Post a Comment