Tuesday 21 June 2016

{الفكر القومي العربي} عاجل ....... الحكم بمصرية الجزر .....عيش حرية الجزر دي مصرية حكم مجلس الدولة وهتافاتنا ترج المحكمة والشارع

عاجل ....... الحكم بمصرية الجزر .....عيش حرية الجزر دي مصرية حكم مجلس الدولة وهتافاتنا ترج المحكمة والشارع


تحميل كتاب عبد الناصر.. قصة البحث عن الكرامة - تأليف: ويلتون واين


http://elw3yalarabi.org/kotob/karama.pdf


صورة ‏المكتبة القومية‏.




أن الكرامة لم تكن عند ناصر مجرد شعار يرفعه ليشد إليه أنظار الملايين من أبناء الجيل العروبي في مطالع النصف الثاني من القرن الماضي. إن تحليل التكويني الثقافي الوجداني للرجل كفيل بأن يطلعنا على جذور قصة عبدالناصر مع الكرامة فلقد نشأ في بلد أهينت فيه كرامة الإنسان العادي، سواء على يد أسرة دخيلة حاكمة تستمد أصولها من ألبانيا، أو على يد سيطرة امبريالية تستمد سطوتها من وزارة المستعمرات في لندن، وبين مطرقة السراي الملكية وسندان السفارة البريطانية كانت الإهانة لا تقتصر على مجرد النظر إلى المصريين على أنهم مجرد كم مهمل أو شبه مهمل، على نحو ما يذكر اللورد كرومر في كتابه بعنوان مصر الحديثة، بل امتد الأمر إلى حقيقة التكوين الطبقي والبنى الاجتماعية التي أتاحت استئثار شريحة طبقية بالغة الضيق ومحدودة العدد (5.0 في المائة) بالكم الأغلب من موارد الوطن المصري بحيث أصبح الغنى إرثا والفقر إرثا أشبه بالقدر المفروض على الملايين من أبناء ذلك الجزء المحوري من الوطن العربي.
من هنا ارتبطت الكرامة بمعنى الاعتداد (وترجمها عبدالناصر عندما خاطب الجماهير العربية بعبارة أيها الإخوة المواطنون) بقدر ما ارتبطت في الوقت ذاته بمعنى الاسترداد أي إرجاع الحقوق المشروعة إلى ملايين الفلاحين والحرفيين وصغار الكسبة ومن ثم أبنائهم من المتعلمين والمثقفين وأفراد القوات المسلحة فيما أصبح يعرف في الأدبيات السياسية الناصرية باسم قوى الشعب العامل.
من هنا يكاد محللو سيرة عبدالناصر يجمعون على أن الكرامة بهذا المعنى المزدوج أو هو المفهوم المتكامل هي مفتاح شخصيته كقائد وإنسان، ليس صدفة إذن أن يصدر الكاتب البريطاني ويلتون واين كتابه الباكر في منتصف الخمسينات عن الأوضاع في مصر العربية بعنوان لا تخفى دلالته وهو: عبدالناصر: قصة البحث عن الكرامة.
وقد نضيف من باب الاحتراز الموضوعي أن صدور الكتاب المذكور في عام 1955 ربما جاء متأثراً بزخم دعوة ناصر في تلك الأيام تحت شعار ارفع رأسك يا أخي، لكن لا نملك سوى أن نتأمل بنفس المنهج الموضوعي عنوان كتاب آخر صدر بعد ذلك بربع قرن كامل وبعد رحيل الزعيم العربي بفترة طويلة قوامها 11 عاما، نشير هنا إلى كتاب الكاتب الأمريكي دونالد نيف بعنوان محاربو السويس وقد أصدره ذلك الباحث المرموق في مناسبة انقضاء 25 عاما على ملحمة تأميم قناة السويس بكل أبعادها التي جمعت بين التحدي + دقة التوقيت + كفاة الإدارة الوطنية + كسر الاحتكار الأجنبي للموارد والمرافق القومية + قدرة شعب من المستعمرات السابقة على الصمود وإدارة معركته التحررية بنجاح من حيث تعبئة إمكانات أمته (العربية) وحشد التأييد المعنوي الإعلامي لإيصال رسالته إلى شعوب العالم الأجمع، فضلا عن الصمود بوجه عدوان عسكري شاركت فيه بتواطؤ أقرب إلى مخططات التشكيل العصابي ثلاثة أطراف بحشد عسكري خبيث التوقيت، المهم أن توج هذا كله بقطف جائزة معركة التأميم وهي قناة السويس: كيانا ماديا وموردا ماليا ما برح يزود الخزانة المصرية سنويا بالمليارات، بقدر ما كان نموذجا معنويا احتذته شعوب أخرى في نضالاتها لتحرير بلادها ومواردها من السيطرة الامبريالية على نحو ما أكده شخصياً الزعيم الكوبي فيديل كاسترو عند لقائه بعبدالناصر لدى انعقاد دورة الرؤساء للجمعية العامة للأمم المتحدة، نيويورك في مثل أيامنا هذه منذ 49 عاما.
لقد مارس عبدالناصر السياسة، ومن ثم الزعامة من خلال جعل الشأن العام، بكل همومه واهتماماته شأناً عاماً بحق، وهو ما جعله يعتمد منطق المصارحة مع أوسع قطاعات هذه الجماهير بنوعية المشاكل وجسامة التحديات بعيدا عن منطق التزويق أو التزيين أو المداهنة السياسية: تشهد بهذا الأسلوب من المصارحة القاسية في بعض الأحيان خطب الزعيم التي كانت تعرض نوعيات المشاكل سواء كانت تتعلق بالسياسة الخارجية أو كانت متصلة بتحديات التنمية وجهود مضاعفة الدخل القومي، والأغلب أنه كان ثمة تداخل بين الجانبين، حيث لا انفصال مثلا بين مخططات التجويع التي فرضتها إدارة جونسون الأمريكية عند منتصف الستينات، وبين دعوة الرجل جماهيره إلى التقشف وترشيد الاستهلاك بما كان يعرف بسياسة شد الأحزمة من أجل تطبيق نهج الاشتراكية التي كان يحرص عبدالناصر، بمنطق المثقف العروبي، على أن يبسط معانيها بعيداً عن الأيديولوجيا بحيث أصبح الفلاح أو العامل في مصر وفي مشرق وطنها العربي ومغربه يعرف ويفهم ويستوعب أن الاشتراكية في تطبيقاتها العربية هي في جوهرها العمل على إلغاء استغلال الإنسان للإنسان، كما أنها إقرار وتطبيق منهجي لقيمة العدل التي بشرت بها رسالات السماء وأكدتها تعاليم الأديان، فيما أنها في التحليل الأخير، وببساطة عفوية تعني إعلاء قيمة العمل تحقيقاً لتكافؤ فرص الكسب الحلال أمام الأجيال الطالعة من خريجي نظم التعليم، بما يتيح للشباب إمكانات تكوين أسرة صحيحة وصحية تشارك في دفع الحلم الوطني القومي (العروبي) إلى الأمام، وهو ما أوجزه الزعيم في مؤتمر حاشد في بورسعيد حين تحدث ببساطة عفوية عن تشغيل الولاد (الشباب) وتزويج البنات.
لكن مع هذا الانفتاح بكل رحابته على ملايين المواطنين في مشرق الوطن العربي ومغربه فلم يعمد عبدالناصر يوماً إلى مكاشفة الجماهير بواقع المؤامرات التي كانت تحاك لاغتياله شخصياً، وكانت مؤامرات عديدة، بل إن بعضها مازال يكشف عنه النقاب فيما يذاع تباعاً وحتى الآن من وثائق وما يصدر من كتابات في كثير من دول الغرب، ولعل آخرها ما صدر في أمريكا في ربيع عام 2009 الحالي بشأن حديث صريح كان قد أدلى به الرئيس الأمريكي الأسبق داويت أيزنهاور أمام اثنين من خلصائه كان أولهما مساعده أيامها ريتشارد نيكسون، وكان الثاني هو سفير إسرائيل في واشنطن، وفي الحديث اعترف أيزنهاور بأنه كان مخطئاً حين عارض غزو مصر سنة 1956 على يد الثلاثي: انجلترا وفرنسا وإسرائيل، قائلا إنه كان يفضل أن يستمر الغزو إلى أن يتم القضاء على عبدالناصر.
وعندما واصل أيزنهاور اعترافاته قائلا إنهم بذلك تركوا عبدالناصر ليواصل مسيرته وتأثيره إلى حيث سرت دعوته إلى تغيير الأوضاع راديكاليا (جذرياً) في العالم العربي.

No comments:

Post a Comment