الولاء قبل الكفاءة .. ويا حبذا لو بدونها
بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
(نُشِر فى البداية فى 28 يونيو 2016)
فى سبتمبر الماضى (قبل تسعة شهور)، وبمجرد إعلان التشكيل الوزارى مشتملاً على (الدكتور) الهلالى الشربينى وزيراً للتربية والتعليم وتداول أخطائه الإملائية الفضائحية على الفيسبوك، استضاف أحد البرامج التليفزيونية الدكتور يحيى الرخاوى أستاذ الطب النفسى المشهور ليُعَقِّب، فقال الرجلُ بمنتهى الجِدِيَّة: أطلب من د. الهلالى أن يُقدم استقالته فوراً بشرفٍ وشجاعة ويرفع الحرج عن من عَيَّنَه، فليس عيباً أن يخطئ الرجل فى الإملاء ولكن العيب أن يصبح وزيراً للتعليم بالذات وليس أى وزارةٍ أخرى ..وأضاف: فليذهب أولاً ليتعلم اللغة العربية وأنا مستعدٌ لمساعدته بعددٍ من الكتب فى هذا المجال.
ولمَّا سألته المذيعة: وماذا لو لم يتقدم باستقالته، إذ أنه ليس من سِمات مسؤولينا الاستقالة؟ .. قال د. الرخاوى بتلقائيةٍ : إذن على الرئيس السيسى أن يُقيله فوراً .. الليلة وليس غداً .. وأضاف بنبرة حُزنٍ نبيلٍ: لا يمكن أن يشرق صباح غدٍ على مصر وهذا الرجل وزيرٌ للتربية والتعليم فى مصر.
ما حدث هو أن الهلالى الشربينى استمر وزيراً إلى يومنا هذا وخرج غيرُه فى أول تعديلٍ وزارى .. استمر الهلالى حائزاً على ثقة القيادة السياسية ودعم الجهات السيادية .. أما الذى احتجب فهو الدكتور الرخاوى.
يا سادة .. كل ما يُثار عن تسريبات الثانوية العامة وغيرها من الفضائح على فداحتها ليس إلا عَرَضٌ للمرض الأصلى .. أصل الداء هو معايير الاختيار .. الولاء التام لدرجة الانسحاق قبل الكفاءة .. ويا حبذا لو بدونها.
No comments:
Post a Comment