Friday 6 November 2020

{الفكر القومي العربي} تحميل كتاب : الأطلس التاريخي لبطولات شعب بورسعيد عام 1956 – مجلة الوعي العربي


يذكر ضياء الدين حسن القاضى فى كتابه «الأطلس التاريخى لبطولات بورسعيد أثناء العدوان الثلاثى عام 1956» جانبا من وحشية العدوان، وبسالة مقاومته يوم 6 نوفمبر.. ويقول: «بدا سلاح الجو البريطانى والفرنسى فى قصف المدينة بطريقة مركزة، وبعدها قام الأسطول البحرى بقصف المدينة، فتم تدمير حى المناخ بالكامل، وأحرقت ودمرت منازل حى العرب على امتداد شوارع توفيق وعبادى وعباس، فنشبت الحرائق وانهارت المبانى على سكانها، واختلطت جثث الشهداء بأنقاض المبانى، وكان أكبر الشهداء سنا الحاج حسن مصطفى القاضى الذى استشهد فى ذلك اليوم بشارع توفيق إثر تهدم أنقاض منزله عليه».
ويضيف القاضى: «فى تمام الساعة الحادية عشرة صباحا بدأ إنزال القطع البرمائية لاحتلال الشاطئ حاملة رجال الكوماندوز البحريين، وظهر على معدات تلك الحملة الحرف «h» نسبة إلى كلمة «hussars» أى الفرسان، وبعد ذلك تبعتها البعابع المحملة بالدبابات، وذلك تحت ستار سحب سوداء كثيفة متراكمة على الشاطئ، حيث استغل العدو ذلك الدخان فى إنزال كتيبة من القوات البحرية الإنجليزية وأورطة دبابات.. ولم يكن صد هذا الهجوم الهائل بسبب تدمير بطاريات المدفعية الساحلية، كما اقترب الأسطولان البريطانى والفرنسى من رصيف ديلسيبس، وأنزلت البعابع الدبابات السنتريون الضخمة والمصفحات إلى المدينة من جهة حى الأفرنج عند رصيف الميناء من نقطتين، الأولى عند الكازينو بالاس، والثانية عند تقاطع شارع السلطان حسين ومحمد محمود».
يذكر القاضى أن المقاومة الشعبية كان لها عشر تشكيلات بينهم تشكيل يونانى، وتشكيل أجنبى، وتشكيل نسائى برئاسة زينب الكفراوى، ويكشف أن التشكيل الأول كان يتكون من 28 عضوا برئاسة السيد حسن البوص، وأبرز رجاله، يحيى الشاعر، السيد عبدالنبى، رشاد الطرابيلى، على الأشكريالى، مصطفى نادر، كامل فتيح، محمد فتيح، عبدالمنعم مختار، على حمزة، محمود الأبيارى، ثابت متولى، محمد على رجب، محمد أحمد حسن، محمد شاكر موسى، سادات محمد خليل، عبده بركات، أحمد حسين حمزة، محمد الزناتى، شعبان محمود عبده، أحمد صالح إسماعيل، بكر أحمد أحمد، أحمد محمد على.. قام هذا التشكيل بإبادة الجنود المتدفقين من سور الميناء عند تقاطع شارعى السلطان حسين ومحمد محمود، حيث أوعزوا إلى القوات المعتدية بأنهم رجال الإسعاف، ودخلوا أحد المبانى وارتدوا زى رجال الإسعاف، وأمطروهم بوابل من نيرانهم وحصدوا منهم الكثير.
أما التشكيل الثانى للمقاومة الشعبية فكان يضم 42 عضوا برئاسة حلمى الكومى، حسب القاضى، مضيفا: «أبرز أعضائه، محمد محفوظ، حسن عباس البطوط، محمد العسال، السيد بكر، حسن الصياد، أحمد شوقى الحسينى، محمد تعلب، محمد وفا، حسن الصاوى، عبدالرحيم محمود، محمد أبوالقاسم، مصطفى على حسن، نبيل أحمد الدقن، محمد السرجانى، شاهين شاهين عبدالعال، طلعت سالم محمد، السيد سلامة، وفى هذا اليوم «6 نوفمبر» انتشر أفراد هذا التشكيل فوق أشجار حديقة الباشا، وفتحوا النيران على القوات المترجلة، والمتقدمة من شارع محمد على فقضت عليها بالكامل، ثم انتقلت إلى شارع عبادى، واشتركت فى قتال القوات المعتدية التى توالت على تلك المنطقة، ثم انسحبت إلى الشارع التجارى، حيث استشهد الشهيد عبدالله إبراهيم الذى دمر الدبابة الأولى من قول دبابات متقدم من شارع محمد على، وانتقم أعضاء التشكيل له بنسف الدبابة التى داست على جسده الطاهر.
وأظهرت المعارك فى شارع عبادى بطولات نادرة لأبنائه، حسبما يؤكد القاضى، مضيفا: «استشهد الشقيقان يسرى ووجدى بخيت أسفل بواكى هذا الشارع.. وامتد عدوان تلك القوات الغازية إلى الشيوخ والأطفال والنساء الذين تهدمت منازلهم ولجأوا للجامع العباسى، فاقتحموا الجامع وقتلوا الكثير بحثا عن الفدائيين».

No comments:

Post a Comment