لقد استطاعت القومية العربية فى الجزائر أن تهزم فرنسا وتوقع بها أشد الهزائم، واستطاعت القومية العربية فى الجزائر أن تهزم حلفاء فرنسا اللى بيصرحوا لها بالأسلحة؛ أمريكا وبريطانيا ودول الأطلنطى كلها، بل استطاع المجاهدون فى الجزائر.. استطاعوا انهم بأسلحتهم البسيطة المحدودة يقضوا على القوات المسلحة بالدبابات والمدافع وأكبر الأسلحة.. القوات اللى كانوا الإنجليز والأمريكان مجهزينها علشان تقف قدام روسيا.. بعتينها للجزاير.. ما قدرتش تقف قدام الجزاير!
القومية العربية تشعر بوجودها، تشعر بكيانها، تشعر بقوتها، وتشعر بحقائق الحياة.
هذه هى المعارك اللى احنا بندخل فيها.. ما نقدرش نقول معركة الجزائر دى مش معركتنا، وما نقدرش نقول إن معركة الأردن فى ديسمبر ماكانتش معركتنا، وما نقدرش نقول إن معارك الأحلاف مش معاركنا؛ لأن احنا إذا قلنا هذا نتنكر لعروبتنا، ونتنكر لقوميتنا، ونتنكر لنفسنا، ونتنكر لمصريتنا؛ لأن مصائرنا مرتبطة.. مصيرى هنا مرتبط بمصير أخويا فى الأردن، وأخى فى لبنان وفى سوريا وفى كل بلد، وفى السودان مصائرنا مرتبطة. احنا اتخلقنا كده فى هذا المكان من العالم، مصائرنا تؤثر على مصائر البعض.. مصير كل واحد فينا يؤثر على مصير الآخر، ما نقدرش نقول أبداً إن دى مش معاركنا.. هذه معاركنا.. معارك كل فرد فيكم.. معارك كل فرد من أبناء العروبة.
إيه اللى عايزه الاستعمار؟ الاستعمار عايز ان احنا نكون تابعين، وحينما يأمر نلبى أى أمر.. نكون تحت الأمر. فيه دول كتيرة متبعة هذه الطريقة، تعرفوها ومافيش داعى إنى أقول أسماءها وأعمل أزمات دبلوماسية أو أزمات سياسية. الدول دى كل واحد فيكم يعرفها.. الدول اللى بتاخد أوامر.. بتنفذ الأوامر.. اللى بيتولى الأمر فيها صنائع الاستعمار وأعوان الاستعمار، واللى لا يؤمنوا بنفسهم ولا يؤمنوا بوطنهم، ولا يؤمنوا بقوميتهم، ولكنهم يؤمنوا بالسفراء والمندوبين السامين إلى آخر هذا الكلام
من خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى عيد الثورة الرابع من الإسكندرية "خطاب تأميم قناة السويس"
٢٦/٧/١٩٥٦
بمناسبة الذكري 66 لأندلاع الثورة الجزائرية في1 نوفمبر 1954 - كلمة الرئيس جمال عبد الناصر من الجزائر العاصمة 04/05/1963 كلمة الرئيس جمال عبد... www.facebook.com |
كلمة الرئيس جمال عبد الناصر من الجزائر العاصمة
04/05/1963
كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى ملعب البلدية بالجزائر
أيها الإخوة المواطنون.. أيها الأخوات:
الحمد لله.. الحمد لله الذى أعطانا هذه الفرصة لنرى الأمانى وقد تحققت، الحمد لله فقد كنا نحلم أن نرى الجزائر العربية، وقد رأينا اليوم الجزائر العربية، وشعب الجزائر الثائر. الحمد لله.. الحمد لله أيها الإخوة.
أيها الإخوة:
حينما التقيت بكم اليوم وكنت فى شوق إلى أن أرى شعب الجزائر الثائر البطل، حينما التقيت بكم فى ظهر اليوم كنت أشكر الله من كل قلبى الذى مكننى من أن أعيش هذا اليوم، كنت أشكر الله من كل قلبى، وحينما التقيت بكم - أيها الإخوة - بعد خروجى من الميناء، وأنا أحمل لكم مشاعر إخوة لكم فى المشرق العربى.. فى مصر وفى سوريا وفى العراق وفى كل بلد من بلدان المشرق العربى، رأيت نفسى بينكم وكأنى فى مصر أو كأنى فى سوريا.
حينما سمعت إلى هتافكم - فى ميدان بورسعيد - سمعت الهتاف فلسطين.. فلسطين فى ميدان بورسعيد سمعت الهتاف القومية العربية، فى ميدان بورسعيد سمعت الهتاف للقومية العربية، فى ميدان بورسعيد وعلى طول الطريق سمعت الهتاف للوحدة، وكنت أقول لأخى أحمد بن بيلا إننى حينما أرى هذا الشعب الثائر أشعر أننى بين أهل بلدى.. بين أبناء العروبة، أشعر أن الهتاف الذى أسمعه اليوم فى هذا المكان هو الهتاف الذى سمعته أمس فى مصر وفى سوريا وفى العراق.
أيها الإخوة المواطنون:
إن العرب أمة واحدة، هذه هى الوحدة العربية الحقيقية.
أيها الإخوة المواطنون:
إن الوحدة خلقتها الشعوب منذ أول يوم، وجمال عبد الناصر لم يعمل أى شىء لشعب الجزائر، ولكن الشعب العربى الذى آمن بوحدته والذى آمن بحريته، الشعب العربى فى مصر الذى كان يكافح من أجل أن يتخلص من الاحتلال البريطانى كان يشعر بوحدته مع الشعب الثائر الجزائرى الذى يريد أن يتخلص من الاستعمار الفرنسى ويحصل على حريته. كان هذا هو ما جمع بيننا، كان هذا هو ما وحدنا على مر الأيام وعلى مر السنين، وحدتنا - أيها الإخوة - وحدتنا المعارك الطويلة، وحدتنا المشاعر المتشابكة، وحدتنا الدماء التى ارتبطت على مر السنين وعلى مر القرون، وحدتنا هذه الأمة العربية التى كافحت طويلاً من أجل أن تبقى حرة عربية، والتى بذلت الشهداء وبذلت الدماء، منذ عشرات السنين ومنذ مئات السنين لم تنس أبداً حريتها ولم ينس الشعب فى مصر أبداً أن الجزائر لابد أن تكون عربية، وأن شعب الجزائر الثائر لابد أن ينتصر.
أيها الإخوة المواطنون:
هذه هى الوحدة لقد وحدتنا الشعوب، لقد وحدت الشعوب هذه الأمة العربية كلها، ولم تفرقنا - أيها الإخوة المواطنون.. أيها الإخوة الأعزاء - لم تفرقنا إلا دسائس الاستعمار، وإلا الأطماع، وإلا الحرب الطبقية التى سلطت علينا، وإلا الاستغلال. نحن أمة واحدة، وكنا دائماً أمة واحدة، يشعر منكم هنا فى الجزائر بما يحدث للفرد فى مصر أو فى سوريا أو فى العراق أو فى اليمن. وأنا على ثقة - أيها الإخوة الأعزاء - أنكم هنا كنتم تشعرون بالحرب فى اليمن كما يشعر بها الشعب اليمنى الثائر، وكما يشعر بها الجيش المصرى الذى حارب فى اليمن، أشعر بهذا - أيها الإخوة - لأنى فى مصر وفى سوريا كنت أشعر بمشاعر الشعب المصرى والشعب السورى والشعب العربى فى المشرق تجاه الجزائر وتجاه ثورة الجزائر.
لقد رأى ذلك أخى أحمد بن بيلا بنفسه، رأى ذلك كلما زار المشرق العربى، إن المشرق العربى الذى آمن بوحدة الأمة العربية قبل أن تكون هذه الوحدة دستورية، إن المشرق العربى الذى آمن بالوحدة العربية، وإن أمة العرب واحدة وأن كفاح العرب واحد، كان يشعر دائماً أن لابد لشعب الجزائر أن ينتصر.
وحينما التقيت فى عام ١٩٥٤ بالأخ أحمد بن بيلا حينما أعلن الثورة وكان فى القاهرة، شعرت - أيها الإخوة - وهو يتكلم أنه يتكلم عن آمال شعب.. عن آمال شعب الجزائر، شعرت - أيها الإخوة - وهو يتكلم أنه يتكلم بثورة مثل ثورة شعب الجزائر، شعرت منه - أيها الإخوة - بإيمان بانتصار شعب الجزائر، حينما التقيت بالأخ أحمد بن بيلا سنة ١٩٥٤، كنت على ثقة أن الجزائر لابد أن تنتصر - بعون الله - ومادام فيها مثل أحمد بن بيلا، مادام فيها هؤلاء الثوار، وقال أحمد بن بيلا - أيها الإخوة - فى هذه الأيام أن الشعب لابد أن ينتصر، وأن الثورة لابد أن تمتد.
أيها الإخوة:
وأنا بينكم اليوم بعد أن ثرتم، وبذلتم، ودفعتم، بذلتم الدماء، وبذلتم الأرواح، وأنا بينكم اليوم هنا فى أرض الجزائر.. أرض الأحرار.. أرض الثوار.. أرض المليون شهيد أحمد الله من كل قلبى.. أحمد الله الذى أعانكم على الصبر أكثر من سبع سنوات فى الثورة وفى القتال حتى تحققون النصر، أحمد الله الذى مكن من كفاحكم أن ينتصر، وأن تلتقى ثورتكم - هنا المنتصرة فى الجزائر - بثورة الشعب العربى فى مصر، وبثورة الشعب العربى فى العراق، وبثورة الشعب العربى فى سوريا وبثورة الشعب العربى فى اليمن، وبثورة الشعب العربى فى كل بلد عربى؛ من أجل الحرية ومن أجل الاستقلال ومن أجل الوحدة العربية.
أيها الإخوة المواطنون:
كنت أتمنى أن أرى الجزائر عربية، كنت أتمنى منذ قامت الثورة سنة ٥٢ أن أرى الإنجليز وقد خرجوا من مصر، وأن أرى الجزائر وقد استقلت وأصبحت عربية، وأن أرى الأمة العربية وقد توحدت وأصبحت أمة كبرى وأصبحت دولة عظمى تعيد الأمجاد القديمة؛ الأمجاد المبنية على الحرية، وعلى العدالة، وعلى المساواة، وعلى العمل من أجل الإنسان ومن أجل حرية الإنسان.
وأنا اليوم - أيها الإخوة المواطنون - بينكم ومعى أخى أحمد بن بيلا الذى التقيت به فى سنة ٥٤ وكله أمل، كله أمل فى الحرية وفى الاستقلال.
أنا اليوم وأنا بينكم أحمد الله الذى أعطانا هذا النصر الكبير.. أحمد الله الذى أعطى هذا الشعب الثائر قوة الإيمان ليدفع الثمن الغالى؛ المليون شهيد.. المليون بطل، الجزائر أرض الثوار يفخر بكم - أيها الإخوة - العرب فى كل مكان أن الجزائر أرض الثوار.. الجزائر بلد الأبطال.. الجزائر بلد الشعب الذى ثابر وجاهد وكافح وصمم على أن يرفع علم الحرية.
وأنا اليوم بينكم وأرى علمكم.. علم الجزائر الحبيب - الذى مسكتموه بأيديكم وعرقكم ودمائكم وبأرواح شهدائكم - وقد ارتفع عالياً ليعلن للعالم أجمع أن شعب الجزائر قد استقل، وأن شعب الجزائر قد تحرر، وأن شعب الجزائر قد أعلن اليوم.. أعلن اليوم بحرية عن طبيعته.. عن انفعاله.. عن أحاسيسه.. أعلن عن إيمانه بالقومية العربية والوحدة العربية، وأعلن عن إيمانه بالحرية العربية.
إننى - أيها الإخوة - إننى اليوم شعرت بقوة كبرى وأنا أسير بينكم من الميناء إلى قصر الشعب؛ لأنى فعلاً أحسست بقوة هذا الشعب البطل المكافح المناضل، أحسست بمشاعر هذا الشعب الذى تحرر وأصبح تحرره زيادة لقوة الأمة العربية.
اليوم - أيها الإخوة المواطنون - وأنا كنت أمر بينكم كنت أحس بالمعارك التى دخلها أخوتكم، والمعارك التى خضتموها هنا بالمدفع والبندقية وبكل شىء من أجل الحرية، وأحمد الله أن الحرية رفرفت علينا فى المشرق، وأن الحرية رفرفت أعلامها هنا فى المغرب، وأن أمة العرب تسير رافعة أعلام الحرية، وهى تعمل بعد أن دفعت الدماء، وبعد أن دفعت الأرواح، وبعد أن ضحت وناضلت لترفع راية الكرامة الإنسانية.
إننا هنا اليوم معكم - أيها الإخوة.. أيها الإخوة.. أيها المناضلون.. أيها الثوار - وقد انتهت ثورتكم المسلحة من أجل الحرية ومن أجل الاستقلال، وبدأت ثورتكم الكبرى من أجل الاشتراكية ومن أجل العدالة الاجتماعية. إننا معكم.. إننا معكم إننا - أيها الإخوة - سرنا فى هذه المعركة، إخوتكم فى مصر تخلصوا من الاستعمار.. وتخلصوا من الاحتلال، ثم جابهوا العدوان الثلاثى، وجابهوا عدوان إسرائيل، وقاتلوا وصبروا وانتصروا، وكان كل فرد منهم يعرف أنه إنما يدافع عن أرض مصر وفى نفس الوقت يدافع عن أمة العرب كلها. ثم بعد هذا بدأنا فى رفع راية العدالة الاجتماعية لنتخلص من السيطرة التى قاسينا منها فى الماضى.. سيطرة الطبقة المستغلة، تخلصنا من الإقطاع، وتخلصنا من سيطرة رأس المال المستغل، ورفعنا راية العدالة الاجتماعية؛ لأننا كنا نعرف أن الحرية جناحيها هما الديمقراطية والاشتراكية، والاشتراكية - أيها الإخوة - هى الديمقراطية الاجتماعية.
واليوم - ونحن معكم هنا - نرى أنكم تبنون بلدكم بالعرق وبالكفاح كما حصلتم على حريتكم بالدم وبالأرواح، ونقول لكم إننا نساندكم دائماً كما ساندناكم فى الماضى، ونعرف أن هذه المساندة هى قوة لنا لأن شعب الجزائر الثائر.. شعب الجزائر الحر حينما يساند الأمة العربية إنما يكون قوة للأمة العربية كلها فى كل جزء من أرجائها.
أيها الإخوة المواطنون:
إن الأحاسيس التى شعرت بها اليوم وأنا ألقاكم.. إن الانفعال الذى شعرت به اليوم وأنا بينكم لا يمكن لإنسان أن يتخيله؛ لأن هذا اليوم - فى الحقيقة - كان يظهر لنا فى الماضى أنه حلم ولكن الله كبير.. الله الذى نصركم.
كنا نشعر أن ما رأيناه اليوم كنا نحلم به منذ سنوات، ولكنه أصبح حقيقة، الحمد لله الذى مكننا من أن نرى هذه الأيام، الحمد لله الذى أعطانا هذه الفرصة لنرى الجزائر العربية.. الجزائر المستقلة، وأنا أشعر اليوم بفرحة أخى أحمد بن بيلا وإخوانه الذين جاهدوا وقاتلوا معه.. أشعر أنه فى سنة ٥٤ أيضاً أنه كان يحلم بهذه الأيام، فقد قال لنا اليوم أنه كان يحلم بهذه الأيام.
إننا نحمد الله.. نحمد الله الذى أعطى هذا الشعب القوة والقدرة على الكفاح، والذى أعطى هذا الشعب هذا القائد المناضل المكافح الذى قاده من أجل النصر ومن أجل الحرية، فقد قال أحمد بن بيلا فى سنة ٥٤ أن لا بد أن ننتصر أو نستشهد من أجل الحرية، ومن أجل الاستقلال. الحمد لله الذى نصر أحمد بن بيلا ونصر شعب الجزائر الحر المكافح.
اسمحوا لى - أيها الإخوة - اسمحوا لى أن أنقل إليكم تحية كل فرد من أبناء الجمهورية العربية المتحدة، وكما قلت لكم كانوا جميعاً يعيشون معكم ثورتكم وكفاحكم، وقد فرحوا جميعاً بانتصاركم، واسمحوا لى أن أقول للأخ أحمد بن بيلا إننا من كل قلوبنا نرجو من الله أن ينصرك وينصر شعب الجزائر فى مرحلة البناء والاشتراكية، كما نصرك ونصر شعب الجزائر فى مرحلة الحرية والاستقلال.
إننا - أيها الإخوة - فى هذه المرحلة نسير جنباً إلى جنب فى كل مكان من أرجاء العالم العربى؛ من أجل البناء، من أجل الاشتراكية، من أجل العدالة الاجتماعية، من أجل أن ترتفع أعلام الحرية، وأعلام الاستقلال، من أجل أن نبنى الأمة العربية القوية الموحدة، التى يشعر كل فرد فيها بالعزة والحرية والكرامة والمساواة، إننا نسير من أجل تحقيق الشعارات التى سمعتها اليوم وأنا أسير بينكم: القومية العربية، تحرير فلسطين.. القومية العربية، تحرير فلسطين، الوحدة العربية، بناء الدولة العربية الموحدة الكبرى.
وهذا سيكون بعون الله وبفضل كفاحكم ونضالكم، ونضال الشعب العربى فى كل مكان من أرجاء الوطن العربى. والله الموفق.
والسلام عليكم ورحمة الله.
تعليقًا
No comments:
Post a Comment