Tuesday, 27 November 2012

{الفكر القومي العربي} رسالة الى المرزوقي حول موقفه السلبي من تجريم التطبيع

رسالة الى المرزوقي حول موقفه السلبي من تجريم التطبيع

نقول لك لا وألف لا يا سيادة الرئيس المؤقت ومنزوع الصلاحيات والناجح في الانتخابات بأكبر الفواصل لقد تجرأت مرة أخرى على القضية الفلسطينية وفي المكان الذي انطلقت منه المؤامرة على فلسطين من لندن تعلن وبشكل واضح انه لا مكان لتجريم التطبيع في الدستور التونسي وأنت الذي تقدم نفسك الحقوقي الضليع والمدافع عن المظلومين انك بهذا تسيئ الى تاريخك ومسيرتك النضالية فكيف تلقي بمثل هذا التصريح الفضيحة هل تقصد بذلك القيام بحملة رئاسية انتخابية قبل أوانها وتقدم أوراق اعتمادك للغرب حتى يقبل بك مرشحا رئاسيا مقبولا غربيا ونسيت ان أغلب العرب التونسيين قد تعالت أصواتهم أثناء الثورة التي كنت تراقبها من منفاك في العواصم الغربية ولم تطأ قدماك تونس الا بعد فرار المخلوع منادين بان فلسطين عربية والشعب يريد تحرير فلسطين كل فلسطين غير منقوصة حبة تراب واحدة

ونعلمك أن الصراع في فلسطين بين الأمة العربية و الصهاينة على أشده وبلا
هوادة و تسيل الدماء يوميا غزيرة من أبناء شعبنا في فلسطين الكسيرة ولكن
دون تفريط في الحق السليب بشكل نهائي بالرغم من الاعتراف المتبادل بين
بعض العرب و الصهاينة ورغما عن اتفاقيات السلام الموقعة وارادة الجميع في
السلام ولكن أي سلام وملايين من المشردين الذين أخرجوا من ديارهم بقوة
السلاح لا يزالون يحلمون بالعودة الى أرض الوطن السليب لذلك فان الأمل لا
يزال يراودهم بالعودة يوما ما طال الزمان أو قصر فالصهاينة الذين اعتمدوا
في احتلالهم للأرض على القوة الغاشمة و الانتصارات على جيوش الدول
العربية لم يعد بامكانهم اليوم تحقيق مثل ذلك لأنه لايمكن لأي دولة أن
تحاربها بجيوش نظامية كما كان الشأن سابقا وذلك بعد هزيمتها المدوية عام
 
أمام حزب الله في حرب غير متكافئة من حيث العدد و العدة وأمام صمود
المقاومة الفلسطينية خاصة في غزة حيث تحررت أجزاء عديدة منها رغما عن
أنوف الصهاينة وبناء على ماتقدم يمكن القول ان طبيعة الصراع لا تزال لم
تتغير اذ هو صراع وجود لا صراع حدود يحل بالمعاهدات و الاتفاقيات و ترسيم
الحدود بين الأطراف المتنازعة فالصراع لن يتوقف الا بانهاء أحد الطرفين
للآخر وهذه هي حقيقة الصراع بين الشعوب المستعمرة والمستعمرة اذ ينتهي
الصراع دائما لمصلحة الشعوب صاحبة الأرض و الدليل على ذلك ماثل أمام
أعيننا عندما انهزمت الدول الاستعمارية أمام شعوب العالم الثالث وتحصلت
على استقلالها وكذلك انهيار النظام العنصري في جنوب افريقيا واختفاؤه الى
الأبد بالرغم من الدعم المادي والسياسي الذي تلقاه من الدول الاستعمارية
فقد انهار وذهب الى غير رجعة كذلك فان النظام العنصري الاستيطاني
الصهيوني في فلسطين سوف ينهار قريبا باذن الله وتعود الأرض الى أصحابها
الشرعيين دون أدنى شك في ذلك .ولكن ما الذي يجعلني واثق الى هذه الدرجة
مما أقول ؟ انها طبيعة الصراع التي لم تتغير وظلت كما هي منذ انطلاق هذه
القضية ونحن نعلم بشكل علمي أن كل قضية أو مشكل مهما اختلف الناس حول
الحلول لمشاكلهم فان الموضوعية تقتضي أن يكون هناك حل صحيح واحد لكل مشكل
مهما اختلفت الرؤى والمحاولات للوصول الى الحل وبناء على ذلك يتأسس فهم
واحد لطبيعة القضية الأمر الذي يستوجب حلا واحدا و نهائيا دون غيره من
الرؤى الأخرى ولست هنا بصدد احتكار الفهم والحل و التعسف على الآخرين في
الفهم أو مصادرة آراء الآخرين انما طبيعة القضية تقتضي ذاك الحل دون غيره
من الحلول الأخرى التي لن تحل القضية بل تزيدها تعقيدا و استعصاء على
الحل الموضوعي و الصحيح

نقول لك ان تجريم التطبيع هو الحد الأدنى الذي نقدمه لشعبنا العربي في فلسطين وذلك أن هذه القضية هي قضية قومية بامتياز لأن الصهاينة اعتدوا على كل الأمة باحتلالهم لجزء من الوطن العربي فلسطين علما وأن هذه الأرض ملكية مشتركة لكل الأجيال العربية سواء منها الحالية أو القادمة لذا فان التطبيع مع العدو الصهيوني لن يجدي نفعا لأي كان والصهاينة واحتلالهم لفلسطين سوف يزول رغم أنوف المطبعين . .

ونفيدك من ناحية أخرى أن الوضع في الشرق الأوسط لن يستقر و لن تهدأ الأمور فيه مادام هناك احتلال للأرض وهناك ملايين من المهجرين من بيوتهم وأرضهم و ان معظمهم لا يبعدون عنها سوى مسافة ساعة أو ساعتين بالسيارة لأنهم يأملون العودة الى بيوتهم يوما ما .ان قضية فلسطين تكمن في بديهية واضحة تماما لا لبس فيها ولا تستحق جدلا كبيرا ببساطة هي قضية شعب اغتصبت أرضه بالقوة الغاشمة من قبل أناس اضطهدتهم أوروبا ومارست عليهم عنصريتها و استعلاءها و قهرتهم وأرادت أن تحل مشكلتهم على حسابنا فهذا لن يكون . الحل يكمن في عودة الصهاينة الى بلدانهم الأصلية التي انطلقوا منها للعدوان على فلسطين و احتلالها بدون وجه حق وخاصة أنهم لا يزالون يحتفظون بجنسياتهم الأصلية أما العرب منهم و الذين خانوا أمتهم المعتدى عليها فيمكن للأمة أن تتجاوز عنهم اذا قبلوا فورا و دون تأخير العودة الى مواطنهم الأصلية و لكن القيادات المجرمة في الكيان الصهيوني لا بد أن تحاسب على قدر اجرامها و تحاكم محاكمة عادلة أمام محكمة لجرائم الحرب. لابد من عودة اللاجئين الى ديارهم وتعويضهم عن سني العذاب و الحرمان وعلى أوروبا ان كانت ما تدعيه حقا من كونها تدافع عن حقوق الانسان و الديقراطية أن تساهم في هذا التعويض بقدر ما فعلت من مساندة غير مشروعة للكيان الصهيوني وأن تبادر فورا الى تسيير رحلات جوية لجلب رعاياها من فلسطين المحتلة .



--


--

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.

No comments:

Post a Comment