{الفكر القومي العربي} استقلالية الديار الحجازية المقدسة

استقلالية الديار الحجازية المقدسة

عبد الستار قاسم

26/أيلول/2015

يكاد لا يمر موسم حج بدون أحزان وآلام، ومآس تقع على رؤوس الحجاج. لقد قتل آلاف الحجاج حتى الآن لأسباب متعددة في منطقة الحرم التي من المفروض أن تكون مقدسة. حتى أن الجنود العرب المحولين سعوديا فتحوا النار ذات مرة على الحجاج وقتلوا المئات.

من الصعب القبول بالتفسيرات الرسمية للمصائب التي تقع في الحرم المكي الشريف، ولا مفر أمام المبررين إلا تحمل المسؤولية كاملة. في الحادث الأخير الذي شهد مصرع المئات بسبب ما وصفه السعوديون بالتدافع هناك هروب واضح من تحمل المسؤولية وإلقائها على الحجاج أنفسهم. هذا تبرير غير مقبول، وكان الأجدى بالسعوديين أن يعلنوا مسؤوليتهم عن الأمر. مفهوم ومعروف أننا نحن المسلمون لسنا على مستوى التقيد بالنظام في أغلبنا، والسبب أن درجة الوعي بالالتزام ضعيفة، وبحاجة إلى الكثير من التدريس الأخلاقي حتى نصبح على مستوى الأخلاق الإسلامية، لكن السؤال: أين هم المسؤولون عن التنظيم وإلزام الحجاج بالتعليمات؟ من المفروض أن عشرات الآلاف، بل مئات الآلاف من المنظمين الرسميين موجودين في الحرم المكي، ويراقبون كل نشاط مخلّ أو خارج التعليمات التنظيمية. ربما هناك من لم يلتزموا بالتعليمات، لكن غياب المسؤولين عن الالتزام أدى إلى هذه الكارثة، هذا إن صحت الرواية السعودية علما أن الحكومات العربية ليست أهلا للثقة ولا صدقية لها.

واضح أن الإهمال هو السبب الأول في حصول الكارثة، ولجنة ترتيب وتنظيم موسم الحج هي المسؤولة، وعلى رأسها من يسمى أمير مكة، والسعودية لا تستطيع الهروب من المسؤولية.

وبما أن آل سعود ليسوا على كفاءة عالية في ترتيب وتنظيم الحج كما ثبت عبر الأحداث على مدار السنين، فإنه من المفروض أن تستقل الديار الحجازية المقدسة عن حكم آل سعود، فهذه ديار إسلامية ويؤمها الملايين سنويا بين حجيج ومعتمرين. المفروض أن تنتقل إدارة الأماكن المقدسة إلى أيدي إسلامية، والأفضل أن يقوم على شؤونها وتنظيمها مسلمون من أوروبا وأمريكا الشمالية لما يتمتعون به من حساسية مرهفة حول دقة التنظيم وتحمل المسؤولية والسهر على سمعتهم وإنجازاتهم.

المفروض أن يتكثف العمل الجماعي لإخراج الديار المقدسة من أيدي السعوديين لكن المشكلة أنهم يملكون الكثير من الأموال التي يسكتون بها الكثير من الأنظمة والدول.