مقال بديع يا باشمهندس، ولايكتب مثله غيرك.
مصطفي كامل السيد
2016-10-08 2:01 GMT-05:00 'yehia hussein' via الفكر القومي العربي <alfikralarabi@googlegroups.com>:
--هل تشفعُ أكتوبرُ له ؟بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى(الأهرام 8 أكتوبر 2016)
كل عامٍ ومصر التى انتصرت فى أكتوبر بخير .. ورَحِمَ اللهُ مليوناً من أبنائها (أحياءً وأمواتاً) كانوا قِوامَ جيش النصر .. منهم من قضى نحبَه ومنهم من ينتظر .. لم يُجرموا فى حق شعبهم ولم يسرقوا ولم يظلموا ولم يطلبوا لأنفسهم فضلاً ولا استثناءً وعاشوا يكابدون الحياة وتكابدهم.. ما مناسبة هذه المقدمة؟ المناسبة هى أن واحداً من المليون مقاتل شاء حظه وحظ مصر أن يجلس على مقعد رئاستها فترةً استثنائية فجعل الاستثناء قاعدة واستمر جالساً على هذا المقعد الوثير ثلاثين عاماً رتيبةً بالتزوير والظلم .. ولم يكتفِ بذلك بل بدأ يُمهد لتوريث المقعد (الجمهورى!) لابنه .. فاقتلعه الشعب المصرى بثورةٍ مجيدةٍ، وهى ثورةٌ ومجيدةٌ رغم أنف اللصوص والزبانية .. وكلما حلت ذكرى النصر العظيم انطلقت أبواقه الإعلاميةُ العائدة تتهم الشعب بالجحود لأنه ثار على واحدٍ من أبطال أكتوبر ثم حَبَسَه بعد ذلك، وهو نوعٌ من إلباس الحق بالباطل .. وقد وصلت حملة غسيل السمعة مدفوعة الأجر إلى ذروتها هذا العام بعد أن دانت لها السيادة الإعلامية (بأموالنا المسلوبة) .. وإذ نشكر لأصحاب المعالى اللصوص تواضعهم أخيراً ووصفهم لمبارك بأنه أحد أبطال أكتوبر، وليس البطل الأوحد، فقد يكون من المناسب تحرير المسألة فى وجه طوفان الأكاذيب الذى يتدفق علينا من الشاشات المباركية.أولاً: إن معركة بدر نفسها لم تمنع المُساءلة والمُحاسبة .. رغم أنها المعركة التى قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام (لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ) .. وقد اتفق جمهور الفقهاء على أن هذه البُشارة تتعلق بأحكام الآخرة، لا بأحكام الدنيا من إقامة الحدود وغيرها .. وفى السيرة العديد من وقائع إقامة الحدود على عددٍ من البدريين بعد هذا الحديث سواء فى عهد الرسول (عليه الصلاة والسلام) أو خلفائه الراشدين (رضى الله عنهم).ثانياً: كاتب المقال يعتبر خلفيته العسكرية شرفاً لا يُدانيه شرف .. لكنه شرفٌ لا يشفع لى ولا لغيرى إذا أخطأنا ولا يمنعُ مُحاسبتنا .. إنه شرفٌ لا يُعطى لصاحبه حقوقاً بقدر ما يُرتّب عليه التزاماتٍ وواجباتٍ، أبرزها الاستقامة التامة فى السلوك بما لا يخدش هذا الشرف.ثالثاً: إن مُبارك لم يُحَاكَم بتهمة اشتراكه فى حرب أكتوبر وإنما بتُهمٍ جنائيةٍ تصُبّ فى خانةٍ مُعاكسةٍ تماماً لنُبْلِ هذه الحرب، وقد أُدين فعلاً فى القضية اليتيمة التى تسربت إلى القضاء بسرقة 125 مليوناً من المال العام الذى اؤتمن عليه.رابعاً: لكن الأهم أن مُبارك نفسه لم يجعل حرب أكتوبر شفيعاً لمخطئٍ ولا برئ .. والمثالُ الواضح ما فَعَلَه مع واحدٍ من أنبل من أنجبت مصر .. الفريق سعد الدين الشاذلى الرأس المدبر والقائد الميدانى لنصر أكتوبر العظيم وقائد مبارك نفسه، فلم يوقّر مبارك شيبته ولا قيمته ولا قامته ولا خلفيته العسكرية، فأدخله السجن الحربى وألبسه البدلة الزرقاء، فى غير سرقةٍ ولا سَفهٍ ولا خيانةٍ، وحَرَمَه من مخصصات أوسمة الحرب التى قاد انتصارها، ونزع صورته من بانوراما حرب أكتوبر.خامساً: أما مسألة جحود الشعب المصرى، فكبُرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً .. فالشعب المصرى لم يكن جاحداً فى يومٍ من الأيام، ولكنه على العكس صَبَر على مبارك بأكثر مما ينبغى وجعل اشتراكه فى حرب أكتوبر شفيعاً له فى كثيرٍ من الأخطاء فى سنواته الأولى، ولكنّ للصبر حدوداً .. فالشعب لم يثُر عليه لاشتراكه فى حرب أكتوبر ولكن لإهانته لشعب أكتوبر بمشروع التوريث وبتمكينه لعصابةٍ من مصاصى الدماء عاثوا فى مصر فساداً واستبداداً، ولسماحه بالتزوير الفاجر حتى آخر انتخاباتٍ، ولتحطيمه قلعةً صناعيةً بناها سابقوه وبيعها فى صفقاتٍ فاسدةٍ .. وعندما خلعه هذا الشعب المتحضر لم يفعل به كما فعلت شعوبٌ حولنا بمستبديها .. ولم يعامله بما عامل به هو معارضيه .. بل لم يقدمه إلى محاكماتٍ ثوريةٍ وإنما أحاله إلى قضاءٍ مدنىٍ .. وعومِل ولا يزال معاملةً راقيةً تليق بنا بأكثر مما تليق به.أخيراً: ليت الوجوه القميئة التى عادت تطل علينا تعود إلى جحورها و تكُفُ عن استفزاز الشعب الكريم وتأنيبه والمتاجرة بأعظم انتصاراته فى العصر الحديث .. ليتهم يستغلون ما بقى لهم ولكبيرهم الذى علَّمهم السحر من أنفاسٍ فى هذه الدنيا، فى طلب المغفرة من الله والعفو من الشعب .. وعند الله تجتمع الخصوم.
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com .
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at https://groups.google.com/group/alfikralarabi .
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout .
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at https://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.
No comments:
Post a Comment