Thursday, 20 September 2018

{الفكر القومي العربي} article

لنتعرف على جلدنا يا أبناء جلدتنا

صباح علي الشاهر

 

 

 

أيمكن لبوتين أن يكون صديقاً لبشار الأسد ونتنياهو في آن واحد ؟

وإذا كان فأيهما الأعلى مرتبة أو الأقرب ؟

لأن بشار ونتنياهو متباعدان جداً ، متناقضان جدا ، متصارعان جداً ، ومتعاديان جداً ، فإن بوتين أن كان صديقاً لكليهكا ، فأنه سيكون كاذباً ، أو يكون صديقاً حقيقياً لأحدهما وعدواً مُبطناً للآخر ، أو مُدع لصداقته لمآرب شتى .

****

تقول روسيا حول إسقاط الطائرة الروسية : أن إسرائيل لم تعلمها بالهجوم إلا قبل وقوعه بأقل من دقيقة ، مما جعل الطائرة الروسية غير مُتمكنه  من الإبتعاد عن مجال القصف ، وتقول أيضاً أن الطائرات الإسرائليه إحتمت بالطائرة الروسية وهي تقصف الأهداف السورية ، مما جعل الدفاعات السورية تعتبرها ضمن الطائرات المهاجمة ، لذا قامت بقصفها .

هذا يعني أن الحليف الروسي لا إعتراض له على ضرب حليفه السوري من قبل إسرائيل ، فقط المطلوب إخباره قبل وقت كاف من الهجوم ليتمكن من أخلاء الساحة أو الفضاء من أي تواجد له ، وتأخذ إسرائيل المعتدية حريتها في ضرب الحليف ، الذي ينبغي أن يحضي بالحماية من قبل الحامي  ، فهل هذا موقف أخلاقي ، أو موقف ينم عن صدق التحالف ؟

ويعني أيضاً أن إسرائيل جعلت من الطائرة الروسية متراساً تحتمي خلفه طائراتها وهي تقصف الحليف الذي جاءت الطائرة الروسية لحمايته ، ويعني أيضا أن الطائرة الروسية كانت بمثابة طائرة مخطوفة أثناء العمليات القتالية ، مما يجعلها وركابها ضحايا تتحمل إسرائيل والقوات الإسرائلية جريرة إسقاطها ومقتل ركابها .

السؤال هنا هو ما الموقف الذي سيتخذه بوتين حيال الأهانة الشخصية له ، ولمكانة روسيا ، هذا ما ستكشفه الأيام القادمة .

****

ما تتعرض له الأمة من إذلال ومهانة يذكرنا بما نسيناه أو تناسيناه جراء تعاقب الكوارث ، وهو بالتحديد ما كنا نتغنى به قبل أكثر من نصف قرن ، وما حسبناه الطريق الأمثل لكرامة ونهوض الأمة ، ألا وهو وحدتها أو توحدها .

فلنتخيل أن أمتنا من المحيط حتى الخليج موحدة أو متحدة ، عبر وحدة أو إتحاد ، فدرالي أو كونفدرالي ، فهل ياترى ستعاني الذي عانته الآن والتي ما زالت تعانيه ، وربما – وعلى الأرجح – ستعانيه مستقبلاً ؟

ليس هذا سؤالاً إفتراضياً ، إنما هو سؤال يندرج في صلب البحث عن خلاص ، بعد أن إنسدت كل الطرق أمام نهضة وتطور أي بلد على حده ، وبعد أن أصبح وجود هذه الكيانات الكبيرة والصغيرة والمجهرية في مهب الريح .

قلب نظرك أخي في حالنا ، ووضعنا الراهن .. سوريا تعتمد على روسيا وإيران في بقائها ، ولسوريا وإيران حسابات قد لا تتفق مع حسابات سورية ، الخليج يعتمد على أمريكا داعمة إسرائيل وحاميتها ، ومن أجل بقاء هذا الدعم هي ملزمة على التطبيع مع إسرائيل ، والتعاون معها ضد أعدائها، ولا خيار لها غير هذا أو الخروج من مظلة الحماية الأمريكية التي لا بديل عنها، بعد أن قطعت حبالها مع الغير ، وآت اليوم الذي سيكون لأمريكا فيه رأي آخر فيما يتعلق بوجود هذه الدول ، بعد إستزاف ما لديها من ثروة ، العراق أحتل من قبل أمريكا ، وهو واقع تحت نفوذها بالتشارك مع النفوذ الإيراني ، وليس بعيداً أن ينصب هندي أو أوربي أميراً على إماراتها، وعملاً بالديمقراطية ربما يأتي عن طريق الإنتخاب بعد أن أصبح المواطنون أقلية لا تذكر ، ليبيا أصبحت ساحة للدمار الشامل ، تجرب فيها كل مخابرات العالم صراعاتها، السعودية تحارب عدوتها اليمن ، وقد تفطنت إلى أن الحوثيين الذين كانت تناصرهم في نزاعهم ضد عبد الناصر والذين حكموا اليمن مئات السنين ، تفطنت إلى أنهم فرس مجوس يهددون أمنها القومي . دول الجوار ، تركيا وإيران والحبشة يقطعون المياه عن الرافدين والنيل ، وسيأتي اليوم الذي يبيعوننا فيه ماء الشرب أو يبادلون برميل الماء ببرميل النفط ، الصومال ساحة حرب لا تنتهي ، وهي إن توقفت عادت مرة أخرى بشكل أقسى وأشد ، وجيبوتي الصغيرة تبيع أرضها الصغيرة قواعد للغير من أجل أن تبقى ، لبنان يخشى سوريا ، وسوريا تخشى الأردن ، والسعودية تتآمر على العراق الرافضي، والعراق ضد السعودية الناصبية ، المغرب ضد الجزائر ، وصراعهما يحتدم ويشتد أوراه بسبب البوليزاريو والصحراء، مصر مهمشه ، قرارها مختطف بعد كامب ديفد ، وحتى الخليج دخلته آفة الشقاق قطر محاصره من السعودية والإمارات ، والبحرين ،  وسلطنة عمان على الحياد غير الإيجابي ، والكويت في حيرة ، فهي تخشى الشمال الذي غزاها ، وتحذر أطماع الشقيقة الكبرى  التي تتحين الفرص بها،  وفلسطين مقسمة بين فتح وحماس ، وكلما قلنا إقترب الصلح إتسع شق الخلاف أكثر بفعل تدخلات الأشقاء وذوي الرحم .

والأشد وألأنكى ، أن البعض يدعو الآن ، من أجل أن يزاول المواطن حكم نفسه بنفسه ، بأن تكون البصرة دولة وكركوك دولة والموصل دولة ، وأن تدول الأراضي المقدسة ، وتقسم الجزيرة العربية ، وأن تكون للأقليات أوطانها الخاصة ، وللطوائف دولها ، وربما للعشائر الكبيرة ، وتالياً دولالصغيرة .. هل سنشهد فيما تبقى لنا عمر ظهور دويلات المدن ؟

يقول المثل " ماحك جلدك مثل ظفرك" ، والمهم ، بل الأهم أن يعرف كل منا ما هو جلده !

No comments:

Post a Comment