Wednesday 17 March 2021

{الفكر القومي العربي} ليه تدفع أكثر لما ممكن تدفع أقل ..؟

ليه تدفع أكثر لما ممكن تدفع أقل ..؟!
----------------------------------------------
هل تتذكرون ذلك الأعلان التجاري الخاص بإحدى شركات القطاع الخاص ، و المختصة بإنتاج وتوزيع وبيع الأجهزة المنزلية ، و التي كانت ناجحة ، ومع ذلك فقد أغلقت أو حتى اختفت في ظروف غامضة ، كغيرها من عشرات الشركات الناجحة الأخرى ..؟!
إذن نفس المنطق التجاري يمكن القياس عليه فيما يتعلق بالسياسة كما في التجارة ، وحتى فيما يتعلق بسد النهضة ..!
ولكن ؛ كيف ..؟!
بداية إن توقيع السيسي على إتفاقية المبادئ ، والتي تتمسك بها كما تحاجج بها أثيوبيا مصر الآن أمام المجتمع الدولي ، ربما رتبت إلتزاما عليه - وربما ضمن ملاحق بروتكولية أخرى غير معلنة ؛ ككامب ديفيد مثلا ، والتي بالمناسبة تتمسك بها إسرائيل أيضا ربما أكثر من مصر ذاتها ..! - بحماية السد ولو من الجانب المصري فقط ، أو حتى بالتعاون والتنسيق مع نظام البشير البائد . والسؤال هنا هو إذن ؛ هل يعقل على من تعهد بحماية السد أن يقوم بتفجيره ، أو يأمر أو حتى يحرض على ذلك من غير أن يظهر في الصورة ..؟!
قطعا لا ..!
فضلا عن أن تدمير مصر للسد ، بعد إلتزام السيسي بحمايته - ومن خلال إتفاقية المبادئ ، وعلى نحو ما أسلفنا - قد يوقع مصر تحت طائلة القانون الدولي وتفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ، والذي يعني التدخل الأممي عسكريا ضد مصر وعلى نحو ما حدث بالعراق لا قدر الله ..!
وحتى لو كان هذا متاحا ؛ فالسؤال هو هنا أيضا ؛ " ليه نختار الخيار الصعب لما ممكن نختار الخيار الأسهل ، وهذا يجرنا إلى القياس الخاص بالإعلان التجاري السالف الذكر ؛ ليه تدفع أكثر لما ممكن تدفع أقل .. !"
والخيار السهل هو إذن أن يسحب السيسي توقيعه من إتفاقية المباديء ، وإذا شق عليه ذلك عليه أن ينسحب من الحياة السياسية بأسرها ، من أجل مصر وصالح مصر - هذا إذا كان يخشى حقيقة و يسعى ويسهر على مصالح مصر كما يزعم ..!
وظاهرة الإنسحاب من الحياة السياسبة تلك معروفة في كل الأمم الحية التي تحترم أنظمتها نفسها كما تحترم شعوبها ، حتى في إسرائيل نفسها - والتي هي سر بقائها وإكسير حياتها . وعكس ذلك هو ما يحصل ويحدث حرفيا لدينا ؛ في عالمنا العربي ، وفي القلب منه مصر ..!

No comments:

Post a Comment