Friday 31 August 2012

{الفكر القومي العربي} حوار ماركسي ساخن في البحرين


حوار ماركسي ساخن في البحرين..و عن الخليج بعامة

"إسحاق الشيخ يعقوب..من الإنتهازية إلى المهزلة"  بقلم  قحطان راشد في موقع "

"الإنسان هو عالم الإنسان". كارل ماركس
لم أتفاجأ برد إسحاق الشيخ يعقوب الملئ بالبذائة والتخيلات والاتهامات للأخرين وبالخبث العنصري الذي لا يتناسب مع أي نقد موضوعي مهما كانت حدته، ومع ذلك لا يمكن لي أن أنخرط في نفس الأسلوب لكنني سألقي المزيد من الضوء على هذه الشخصية المتناقضة التي لا يهمني شكلها أو مظهرها الجسماني أو من أي سلالة بشرية إنحدرت، ولكن ما يهمني هو تعرية أفكارها وأطروحاتها التي أصبح يغثنا بها عبر أطنان المقالات في جريدة "الأيام"، صاحبة الجلالة في الصحافة الصفراء، ويساهم من خلالها في التشويش السياسي وفي التضليل الفكري.
إن المثقف التقدمي المبدئي هو الذي يتبنى قولا وفعلا جملة من الأسس والقناعات المنبثقة عن فهمه لحركة الواقع الموضوعي وقوانينه خارج إطار التقوقع والتغلغل الفكري الذاتي، ولابد أن يعبر بصدق عن التطلعات الاقتصادية - الاجتماعية - التقافية للطبقات والشرائح الاجتماعية المستغلة (بفتح الغين) والمسحوقة في دوامة الاستبداد وعجلة رأس المال. ولا يمكن أن تلتقي المبدئية مع الانتهازية فهما نقيضان، وأهم صفة ممهدة للانتهازية هي النرجسية وحب الذات التي يتصف بها إسحاق الشيخ يعقوب والتي جعلته يمتدح نفسه يوم أمس في سياق نعيه لوفاة مناضل (مقال: عبــــــدالرحمـــــن البهيجــــــــــان)، ولسوء حظه أنه يستطيع خداع بعض التقدميين بعض الوقت لكنه لا ولن يستطيع خداعهم كل الوقت، خاصة في خضم تراكم وإحتدام الأحداث السياسية اليومية والمنعطفات الكبرى التي تعريه فكريا من رأسه إلى أسفل قدميه.
ونحن نعلم أنَ الإنتهازية ليست سلوكاً مزاجياً نابعاً من سيكولوجية الشخص أو صفاته ولكنها نتاج الموقع الطبقي لهذا الشخص أو ذاك، وهي صفة ملازمة في أغلب الأحيان لعقلية البرجوازي الصغير الطامح للتسلق الطبقي، ولا يضيره حينها إتخاذ مواقف سياسية تهوي به إلى مواقع الريعية الشوفينية، فلقد أيد مخططات حُكام مستبدين في حروبهم العدوانية ضد شعوب الدول الأخرى بعدم إدانته لدخول القوات السعودية للبحرين لسحق الثورة، وقبل ذلك لأنه تجاهل لسنوات طوال الدور التدميري الإقليمي والعربي لرأس المال الريعي للعربية السعودية بمقاييس لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلا من قبل، ولا عجب حينها عندما يهاجم القوى الساسية الدينية في مصر وتونس ويتعمد إغفال الدور السعودي في تشويه ومحاولة تدمير الثورات بدعم الرأسماليين الأصوليين والإقطاع الديني. 
هل غاب عن ذهن إسحاق إبن يعقوب أنَ فرض السياسات القديمة ماهو إلا تعبير عن مصالح إقتصادية مكثفة لإستمرار تحويل الريع وفائض القيمة الهائل للثروات العامة إلى رأس مال طفيلي خاص، وإن تعددت الرؤوس، بإستمرار ديمومة النظام الملكي الاستبدادي؟ وهل غاب عن ذهنه أنَ المؤسسات التي يتبارك بها تتم على حساب إفقار وتهميش غالبية فئات الشعب وأصبحت مجرد وسائل مقننة لإحكام سيطرة طغاة رأس المال؟
إنَ فلسفته في الحياة غدت فلسفة مثالية خالصة، فهو ينظر إلى الأزمات في المجتمع وكأنها أزمات أفكار وثقافات وأديان أو مذاهب، ولا يريد أن يرى ما هو كامن خلف الصراع السياسي والفكري من تناقضات، والتاريخ أصبح بالنسبة له تاريخ أفراد وليس فعل جماهيري، وتمتلئ كتاباته بالبكاء على الذات وبتلميحات الألم والمعاناة والحسرة على فعل الماضي. 
هو يفهم أنَ ثورة البحرين لم تنتج من فراغ ولم تكن نبتاً شيطانياً، فلا شيئ ينتج عن الفراغ الذي هو بحكم العدم، وتاريخ البحرين مليء بالنضال الجماهيري قبل وبعد النفط، ولن يتوقف، وهذه النضالات ضمن السيرورة الكفاحية لانجاز التغيير الديمقراطي والعدالة الاجتماعية المنشودة. فالهدف واضح وهو ليس حرقا للمراحل كما أنه ليس قفزا على مجرى تطور التاريخ... دولة دستورية بتمكين الأمة من ممارسة حقوقها كاملة وهو هدف مشروع لجميع الشعوب، بما فيها شعب العربية السعودية.
إنَ انحطاط وفساد الاستبداد وتلاشي وعود السياسيين والخداع اليومي للناس عرى كل معاني الاصلاح والملكية المطلقة التي لا تزال من خلال المراسيم والقرارات تتشبث بكل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وتتحكم بكمية الهواء الذي يتنفسه كل فرد من عامة الناس، فالشكل الديمقراطي للإصلاح الملكي لم يعد قادراً على التغطية على المضمون الرجعي له، وبدت السنوات الماضية كأنها لم تكن، لأنها لم تكن إلا مناورة لمنع التغيير وليس التمهيد له أو اتاحة عنصر الزمن والفرصة لإنجاحه.
الوعي في عالم مقلوب
لب فكر إسحاق الشيخ يعقوب يتمحور حول وضع الذات دائما متقدمة على الواقع، ورفض جدلية الممارسة برفضه الفعل الجماهيري في التغيير في الخليج والجزيرة وبالذات في البحرين. ومن هنا سقط في مثالية الفكر الريعي الطفيلي، وإستبدل الخشوع والركوع للدين بخشوع وركوع للملوك الطغاة، وأصبح يروج ليل نهار للثقافة السائدة بتمسكه بملكيات مطلقة تسيطر على تاريخ ومستقبل شعوبنا عبر تشويه بنيوي إقتصادي - إجتماعي لا سابق له في التاريخ، تشويه يعمق من تزييف الوعي ويعيد إنتاج التخلف ببنائه الفوقي ومؤسساته السياسية والتشريعية والحقوقية والاجتماعية غير المتحضرة بمقاييس العصر والتطور، وبدلا من أن يحارب طغاة الواقع البائس أصبح يحارب الجماهير ويحاسبها على مستوى وعيها الديني ويسفه شعائرها في العبادات الدينية، ما أمكن له ذلك، رغم ان هذه الجماهير نفسها إقتدت بالآية الكريمة (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ).
هو يشهر قلمه لمحاربة الدور السياسي للمسجد وللحسينية ومختلف دور العبادة في الوقت الذي يغض النظر فيه عن الدور السياسي لطغاة رأس المال، الذين هم مصدر الشر والشرك الأكبر، ولا يريد أن يسعف ذاكرة المناضلين بتذكيرهم بأنَ الماركسي الحقيقي يفسر الأفكار بالواقع ولا يفسر الواقع بالأفكار، ويبدو أن دراسته لعدة سنوات في ألمانيا الشرقية خلال الستينيات من القرن الماضي والدورات الحزبية وأطنان الكتب التي قرأها كانت مجرد ذخيرة للمواقف الإنتهازية، بينما كان كارل ماركس قد نوه منذ عام 1843 في مقدمته لكتاب "نقد فلسفة الحق عند هيغل" على أنَ "الإنسان ليس كائنا مجردا جاثما في مكان ما خارج العالم. الإنسان هو عالم الإنسان: الدولة، المجتمع. وهذه الدولة وهذا المجتمع ينتجان الدين، الوعي المقلوب للعالم، لأنهما بالذات عالم مقلوب"، فالماركسية لا تعادي المتدينين وإنما تعادي وتفضح من يستغلون الدين للإبقاء على الواقع الإستغلالي لتحقيق مصالح البرجوازيات الرجعية، لأن وعي البشر يتحدد بشروط وجودهم ومعيشتهم في عالمنا المقلوب.
والملكيات المطلقة في البحرين والعربية السعودية ليست إستثناء عن العوالم المقلوبة، وهي متخلفة ومشوهة ببنيتها الانتاجية التحتية وبقوانينها ومؤسساتها وتشريعاتها الرجعية، والتي هي في حقيقتها غارقة في ظلاميتها أكثر من ظلامية الأفكار الرجعية نفسها لأنها هي الواقع الملموس، وهي الفعل اليومي في حياة سكان الخليج والجزيرة، ولن يغير من مضامينها مقدار الصرف و البذخ في تدوير الريع النفطي على القصور والمولات التجارية التي يدافع عنها إسحاق الشيخ يعقوب وأمثاله، وكأنما كل ذلك لا علاقة له بطائفية الدولة الطفيلية وإستغلالها لسحت الريع، وأن توفر المراقص الليلية والبارات الليبرالية هي جملة الحريات المطلوبة، وليس المطلوب تحرير الانسان ككل من الاستغلال والقهر والعبودية الملكية بتمليكه حقوق الضرورة إلى جانب حقوق الحرية الشخصية!
وهو يتجاهل أيضا التعقيد وحتى التناقض في طبيعة القوى الاجتماعية والسياسية التي قادت الحراك وسيطرت على عفويته، فجميعهم في نظره "عملاء متأمرين"، ورغم أنَ عمره السياسي المديد كفيل له لإستيعاب حقائق عمق الأزمات في مجتمعاتنا، التي خلقت ضمن واقع تحكم الاستبداد وقهره المعقد الذي إمتد لعقود وقرون واقعا طال كل أشكال المدنية الريعية. لقد سحقت سياسات الاستبداد فئات البرجوازية الوطنية ضمن سحقها للقيم الانتاجية والمبادرات الوطنية والدستورية ومنعت ممارسة السياسة لدى الجماهير ودمّرت الثقافة وهمشت الطبقة العاملة المحلية، وتحاول في كل لحظة تاريخية تدمير أو لجم أبسط مبادرات حركات التغيير الديمقراطي.
ومع أنَ أي واقع يدخل في تناقض مع ذاته لا يمكن حله إلا بشكل جديد يحمل مضمونا متقدما على ما سبقه، إلا أنَ التحالف الرجعي الإقليمي والإمبريالي عقدا من حدة النكوص في الثقافة والسياسة، ومع ذلك لم ولن تستطيع جبروت هذه القوى إنهاء الصراع الطبقي عن التطور الاقتصادي - الاجتماعي وأشكال الصراع والتناقضات السياسية في أي بلد، بما فيها العربية السعودية، والمعركة الوطنية في حقيقتها داخلية قبل أن تكون خارجية، وتحديد مصيرها في البحرين مرتبط بمنع إستمرار طغيان نظام ملكي إستبدادي لخلق وعي جديد عند الجماهير، فهذه الكتل البشرية لا تنظر إلى الفرد بقدر ما تنظر إلى المجموع، وهي تناضل الآن لتجديد وعيها في المستقبل وليس إعادة إنتاج نفس الوعي المزيف الحالي.
وما قد يبدأ عفويا سوف يتبلور وعيه بالتنوع الذي يمكن أن يقدم لهذا الوعي الجماهيري سمات تقدمية جديدة تحارب القديم الرجعي، وهنا يأتي دور التقدميين الحقيقيين القادرين على فهم سيكولجية الجماهير وإرثها النضالي ومضامين تطلعاتها، ومع أنَ التقدميين يجب أن يحذروا من الوقوع في أوهام الرومانسية الثورية إلا أنهم في نفس الوقت لا يجب أن يتجاهلوا حراك الشارع، خاصة حينما تكون الجماهير مستعدة للتضحية وتضرب أمثلة يومية في المقاومة ومقارعة الاستبداد، فالشارع مثل المصنع وهما المعلم الأكبر.
هو يدرك الحقائق السابقة إلا أنه يحرفها لغرض في نفس إبن يعقوب!
نفي التناقضات في الداخل المحلي 
يردد إسحاق الشيخ يعقوب بهستيريا خطر القوى الخارجية وهو هنا يحددها فقط بإيران و"أتباعها المحليين" ولا يرى في الإمبريالية الأمريكية ومخططاتها أي خطر على الدولة ومصالح شعوب الخليج والجزيرة، إلا أنه يتجاهل أنَ التاريخ وإن حمل ضمن تعقيداته الجغرافية تقاطع ظرفي ومؤقت بين مصالح فئات إجتماعية وعرقية ومذهبية متناقضة إلا أن ذلك لا يعني أن القوى الخارجية، أيا كانت، ستكون مصالحها متحققة أكثر في ظل دول دستورية غير إستبدادية، لأن هذا الالتقاء المؤقت في المصلحة لن يدوم على حساب كيان المجتمع ممثلا بالدولة الوطنية المستقلة.
علاوة على أنَ التحصين من المخاطر الخارجية لا يجب أن يكون خارج التجاهل الكامل للهيمنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للقوى الإمبريالية والإقليمية الرجعية وشركائهم الطبقيين المحليين، الهيمنة المتحققة والملموسة فعلا. والنكوص الرجعي ليس مؤكدا كما أنه ليس مستبعدا في ظل التكالب الاقليمي والدولي الرجعي وكذلك بسبب رفض التغيير الحقيقي عند "الإرادة الملكية" وحلفائها المحليين.
أمّا الثورة في البحرين فليست بالنسبة له إلا مؤامرة لوقف مسيرة الملك "التقدمي" وعرقلة "للبرنامج النضالي" الذي ينفذه رئيس الوزراء "الإنساني الديمقراطي" خليفة بن سلمان! ولا يهم بعدها تقسيم مواقع النفوذ والسيطرة لهذا الشيخ أو ذاك، أو لهذا الرأسمال أو ذاك، فهو ينظر إلى الصراع السياسي على أنه صراع طائفي أو إقليمي بحت، ويغض النظر عن رؤية مظاهر الصراع الطبقي ليس في البحرين فقط وإنما في وطنه الأول العربية السعودية. 
ولكن إذا كانت الممارسة هي مقياس فهم الحقيقة: كيف يمكن للجماهير أن تصدق القوى التقدمية حين تغيب عن حركة الشارع بشعاراتها وتتجاهل تطلعاتها المشروعة؟
ثورة البحرين لازالت في مرحلة المطالبات الديمقراطية، ولا زالت الناس تتعطش للتحرك في الشوارع في طريق إنجاز هذه المطالبات، وهي حركة صاعدة تتوافق مع سيرورة التاريخ وفعله، والوحدة الوطنية لا تتشكل من فراغ ولا بين ليلة وأخرى وإنما في النضال المشترك ضد العدو الاستبدادي المشترك، خاصة أن مضمون "الوحدة" التي تعنينا ليست موجودة أصلا في ظل نظام القهر الملكي المطلق، وهي ليست إلا وهما من أوهام ثقافة التضليل والدعاية السلطوية لأنها تفترض القفز على كافة التناقضات وعلى رأسها التناقضات الطبقية.
إنَ تلبية مصالح ومطالب الجماهير ليست مهمة إجتماعية فقط، بل هي مهمة سياسية ووطنية من الدرجة الأولى، فكلما تحققت مصالح الشعب كلما تقلصت مساحة الأرضية التي ستقف عليها القوى المعادية للوطن، وطن المجتمع والدولة المستقلة وليس وطن الملك ومملكته الاستبدادية، فكيف يُطلب من الجماهير المزيد من سنوات الصبر والتضحية في ظل الإثراء الفاحش للطفيليين ونهب المتسلطين لثروات غير متجددة وغياب كلي لمبدأ المحاسبة على الإساءات والجرائم الاقتصادية والإدارية والحقوقية والبيئية؟ في حين أن ذلك بالذات هو الذي أضعف منعة الوطن في نهاية المطاف؟ 
أليس العداء للشعب يوصل في نهاية المطاف إلى العداء للوطن؟
إستهداف وحدة الطبقة العاملة في البحرين
في الشهر الماضي كتب إسحاق الشيخ يعقوب أكثر من مقال عن إتحاد العمال والنقابات، وفي أحد هذه المقالات (مقال: أي اتحاد للعمال نطالب؟!) إتهم الاتحاد العام لنقابات البحرين بالتطييف وعدها جريمة، وصمت عن جرائم تطييف الطغاة لمملكة البحرين بأكملها، وهو يعتبر التسييس خطأ، ويتحدث عن أغلال "ولاية الفقيه" الفكرية ويتجاهل أغلال الملكية المطلقة وأغلال رأس المال الفعلية الملموسة، وهو يقول في تعربفه لأغلال الطبقة العاملة ما يلي: (اغلال الطائفية المحمولة بعناصر عبوديتها واقطاعيتها اضافة الى رأسماليتها ناهيك عن تخلف مذهبيتها الدينية الطائفية وارتهانها في السمع والطاعة لأوامر ولي الفقيه في قم)! 
ترى عن أية طبقة يتحدث؟ وأين موقع ملاك رأس المال ضمن أسلوب الانتاج في البحرين؟
نحن نعلم أن التطور في الخليج والجزيرة عموما هو تطور تابع ومشوّه وطفيلي، وأنَ مستوى تطور القوى المنتجة (المادية والبشرية) لا يزال متخلفا قياسا للعصر. والطبقة العاملة في هذه الدول غير متجانسة إجتماعيا بسبب سياسات التشويه والاستبداد وهي تتضمن شرائح عديدة عليا ودنيا ومنها من هو في قاع المجتمع (محلي وغير محلي). وعموما تتحدد نوعية الطبقة بعلاقتها بوسائل الإنتاج وليس بالإنتماء المذهبي أو الطائفي، وبما أنّ تقسيم الناتج بين العمل ورأس المال يعتمد على ميزان القوى بينهما ذلك يعني أنه يعتمد بالضرورة على الصراع الطبقي الذي يشمل المواطنين وبقية السكان، بما فيها العمالة غير المستقرة في المجتمع ككل. 
والصراع الطبقي معركة يومية، هناك إفقار مطلق وهناك إفقار نسبي، إلا أنَ حدة اللامساواة والتفاوت الطبقي فاقت ما يحدث في المجتمعات الرأسمالية الإمبريالية، فالسياسات الاقتصادية الطفيلية منعت تراكم رأس المال المنتج وتتمرغ في الريع، وهدفها التطويع الاجتماعي لنهب ثروات البلاد القابلة للنضوب والإثراء الفاحش للقلة بالاستيلاء على الريع النفطي على حساب الشعب والطبقة العاملة، بمكوناتها الوطنية والأجنبية، ولم تكتفي الطبقة المسيطرة بنهب ريع الريف وأعماق البر وأعماق قاع البحر فقام سادتها بردم السواحل وإستنزاف كل قطرة ممكنة من الريع، حتى أنَ ولي عهد ملك البحرين إستحق عن جدارة لقب سلمان بحر! 
وبإستخدام العمالة الوافدة كبديل وليس كمكمل للعمالة الوطنية المحلية، ولإبتزازها إقتصاديا وسياسيا وحتى مذهبيا، تحاول هذه السياسات كلها منع الوعي الطبقي من إدراك المصلحة الطبقية، إلا أنّ هذه العملية تولد نقيضها مع النمو والتطور، وإن كان مشوها. هناك تشويه ممنهج للتراكم الرأسمالي وقوانين العرض والطلب (فيما يتعلق بالأيدي العاملة)، وتحديد قانوني تمييزي صارخ للطبقة وهو مصدر للتشويه الطبقي، ولذلك لا يزال الصراع الطبقي يفتقد لأشكال الصراع الاقتصادي والسياسي المكشوف (رغم بشاعته) ويحاول أن ينفذ عبر قنوات أخرى كالدين أو المذهب، لإستحالة "حل" وتصفية دور العبادة. 
وبالطبع لازالت بقايا للاقطاع ضمن أحشاء أسلوب الإنتاج الرأسمالي الطفيلي المحلي من تقسيمات الناس إلى "مراتب" حسب الجنسية أو المذهب أو أنسابهم وأصولهم الإثنية، أو موقعهم من السلطة، أو تخصصهم في إطار تقسيم العمل الاجتماعي للمملكة الإستبدادية، ويؤدي هذا الانتماء للحصول على بعض الامتيازات الاقتصادية على حساب العمل المنتج. 
إلا أنَ وحدة الطبقة العاملة الوطنية تتوطد بنمو القوى المنتجة المادية والبشرية وبزيادة ثقلها الكمي والنوعي ووعيها السياسي، وهي علاقات متبادلة التأثير، وهذا لن يتم في ظل إستمرار نفس السياسات الإقتصادية والإجتماعية للمملكة الإستبدادية، وهنا نصل إلى بيت القصيد التالي:
البنية الرأسمالية المسيطرة بسياسات الملكية المطلقة المدارة في المنامة هي التي تملك مفاتيح أغلال الطائفية التي ينَظر عنها إسحاق الشيخ يعقوب، وليس في قم، وطبيعة صراع الطبقات والتطور تختلف باختلاف الخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية، إلا أنّ محور الصراع يدور حول الثروة والسلطة، فجوهر الأغلال التي تقيد الطبقة العاملة هي أغلال طبقية لأنها مجردة من الملكية والسيطرة على وسائل الإنتاج، والصراع السياسي الذي تخوضه الطبقة العاملة ليس صراعا عبثيا.
إلا أنَ إسحاق الشيخ يعقوب يكشف عن أهدافه وأمانيه الحقيقية في دعم محاولات الإنشقاق فيقول في خاتمة المقال المذكور أعلاه (لنبارك اي اتحاد عمالي يأخذ على عاتقه مصالح الطبقة العاملة البحرينية والعمل عبر علنية ورسمية وشرعية مشروع الاصلاح الوطني) وهي إشارة لا لبس فيها على أنه يريد إتحادا للعمال أو حتى إتحادات متعددة للعمال تخوض الصراع السياسي، ولكن عليها أولا أن تلبس الثوب الذي يرتديه، وتهتدي بالإصلاح الملكي الذي يبتغيه، وتسير لتقديم الولاء في طريق مرصوف إلى الصافرية لخداعهم بالمثل العليا المزيّفة، فهو يتهم الآخرين لتغريدهم في سرب الطائفية ويدعوهم بدلا من ذلك للتغريد في سرب الملكية، ويحثهم على ذلك قولا وفعلا بحضوره وتصفيقه الحار إلى جانب الفداوية الجُدد و"مناشفة البحرين" للمؤتمر التأسيسي الأول لما يسمى الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين!
إبتذال الإنتهازي للماركسية
لا يمكن لأي إنسان مهما بلغت درجة حنكته البراغماتية أن يكون حاملا لرايتين معا، راية الماركسية وراية الليبرالية، فهو حتما إنتهازي يحمل في ذهنه سوبرماركت فكري وسياسي يضّم كلّ ما يحتاجه عنصر الزمن.
فليس ماركسيا من "يناضل" من أجل الرأسمالية وديمومتها
وليس ماركسيا من لا يؤمن بالملكية العامة لوسائل الإنتاج كهدف إستراتيجي
وليس ماركسيا من يستغني عن فهم جدل الصراع الطبقي
وليس ماركسيا من يتسم خطابه العام بالليبرالية ويدعم سياسات البرجوازيات الريعية و"يجاهد" لأن يحبو في مستنقع السياسة الملكية – العشائرية، وفي ذنب البرجوازيات الطفيلية بالركوع أمام الدولة الاستبدادية ومؤسساتها
وليس ماركسيا من يطالب الناس بالخضوع وتنفيذ قوانين الدولة الرجعية.
وحدهم المنافقون الإنتهازيون هم الذين يحملون أكثر من راية فكرية، ولكن السؤال: لم يحملون أكثر من راية؟
هم يحملونها لأهداف محددة: لتستخدمها الممالك الاستبدادية في الخليج والجزيرة كروافع إعلامية يزيِّنون بها المستبدين لعطاياهم وحرياتهم الشخصية والسياسية التي "لا تسمن ولا تغني من جوع"، وليشوهون ويشوشون على المواقف الصائبة، ويركزون على ما يبدو مقبولاً لأسياد البرجوازية الطفيلية، فيحولون ديكتاتورية الأقلية المهيمنة وظلم طبقة لطبقات أخرى على أنه مجرد "سوء تفاهم"! وليس إستيلاء غير مشروع للثروات ونهب لمختلف أشكال فائض القيمة.
إسحاق الشيخ يعقوب يروج عن سبق وإصرار للإصلاح الملكي الذي يحاول الجمع بين ديمومة العشائرية والطفيلية مع صيغة مبتورة للديموقراطية، ديمقراطية عاجزة، وفي نفس الوقت يشوه الديموقراطية التي ينشدها الشعب لحل أزمات المجتمع المتراكمة، ولا يجد حتى في (وثيقة المنامة) ما هو وطني أو غير طائفي! ويسفه استعداد الجماهير للتضحيات العظيمة في سبيل قضايا وطنية واجتماعية، ولا يخجل من إتهام المناضلين بالتطرف، في الوقت الذي يدرك فيه هو نفسه قبل غيره حقيقة أنَ ليس هناك تطرف إلا تطرف الدولة بمملكتها المطلقة وبسياساتها الإستعبادية وبالعنف السلطوي على مدار الساعة.
وأصبحت تركيا بالنسبة له هي المثال "الشيوعي" الأرقي، وأتاتورك هو المثل الأعلى للبشرية، ولن نستغرب إن أعلن عن قريب بأن الدولة التركية هي نهاية التاريخ لمراحل التطور البشري، فقد كتب الإسبوع الماضي حرفيا (لقد جسرت العلمانية التركية الذات الانسانية التركية في الحرية والعدل والمساواة في الحقوق والواجبات نساءً ورجالاً.. مذاهب وطوائف وقوميات وعرقيات اثنيه، فالكل في حقوق المذاهب والعقائد والاديان على مقاسات واحدة في المساواة)(مقال: مجد العلمانيــــــة التركــــية!)، ولا عجب في ذلك فهو لم يعد يرى الناس إلا في الأحياء الفخمة وأبراج الفنادق والمنتجعات السياحية ومقاهي الوجاهة الفكرية.
وقد ثبت شرعا أنه لم يكن أبداً من المؤمنين بالإشتراكية العلمية، وحانت الساعة لتحقيق طموحاته غير المحققة قبل فوات الآوان، فعدَل بوصلته بإتجاه الاعتبارات المصلحية، وبدأ يتحدث عن الليبرالية بخشوع المؤمن بها ودون أن تعني مقالاته في الديمقراطية أو احترام حقوق الإنسان مضامينها الحقيقية، وهذا ما فضحته ثورة البحرين وتداعياتها اليومية، ولم يقتصر الأمر على تناسي الخبرة النضالية إنما تعداه إلى تشويهها بدعوى الواقعية السياسية. مع أنَ الواقعية السياسية تفترض النظر بعين الممكن إلى الواقع عبر تحليل الواقع الملموس وإدراك تفاعلات وأشكال الصراع الطبقي، وتحقيق التوازن الضروري المطلوب بين هذا الممكن الواقعي، وبين الواجب الطبقي، وهي لا تعني أبداً : التخلي عن المبادئ.
لقد كشف إنتهازيته فلم يعد يرسم رؤية طبقية لا ترتمي في أحضان الرجعية المقيتة، وحول الرجعية الملكية بكتاباته وتنظيراته إلى ملكية تقدمية ونفى تناقضاتها التناحرية التي هي أمر واقع وسياسات ملموسة، تلك التناقضات التي لا يتجاهلها إلا من هم مستفيدين فعلا من إستمرار هذا الواقع البائس، وأولئك الذين يغضون النظر عن حقيقة أنَ زيادة وتيرة الاستغلال ستؤدي حتما إلى التجذّر الطائفي في مملكة هي أصلا قائمة على الطائفية للتغطية على التناقضات الطبقية. 
ومواقفه السياسية الإنتهازية بدأت بالتأرجح منذ سنوات طوال، مستغلا ثقافته الماركسية السابقة لتغذية التحريفية الانتهازية وتبرير المواقف اليمينية والرجعية، وكسر قواعد المبادئ قسرا والتنظير لتغذية الانتقال التام إلى الانتهازية، بخصالها العصرية، والتي بدأها بالدفاع المستميت عن قوى الليبرالية الطفيلية وختمها مؤخرا بدعم شق وحدة الطبقة العاملة البحرينية، وقبل ذلك ساهم في القطع التاريخي المؤقت لتطور الحركات الماركسية في الخليج والجزيرة.
من كتَاب صناعة الأوهام
يعمل نظام البحرين الاستبدادي على إستفزاز مشاعر الناس الدينية وإبتزازهم في مصالحهم فيما يمس لقمة عيشهم، وتكثيف كوارث إفقار الريف، وأيضا يعمل على إدانة الناس ومحاولة سحق كرامتهم الوطنية، في نفس الوقت الذي يعمل فيه على منع وحدة الجماهير من خلال التشطير وإجهاض محاولات الاصلاح الحقيقية، والترغيب والترهيب حيث يتم احتواء بعض الانتهازيين لتلميع صورة النظام الملكي الجائر، ولا شك أنه بحاجة للمناضلين السابقين أمثال إسحاق الشيخ يعقوب، كما يحتاج دوما إلى الفداوية الجُدد وطبالة الفرقة والإنشقاقات في أوساط الطبقة العاملة.
ولا تختلف نظرته إلى الجماهير عن نظرة السلطة لهم، والتي هي مليئة بالازدراء والشك والتوجس، وهي ترى أن جماهير البحرين غير جديرة للحوار ويجب أن تساق كالقطيع بالعصا. وإذا كانت السلطة تحمي مصالحها الطبقية فأية مصالح يحميها إسحاق إبن يعقوب؟
هو يدرك تماما أن أهداف السلطة غير مشروعة طبقيا وأخلاقيا ودستوريا، لذلك فهي تقوم بتزييف وعي الجماهير عبر أمثاله من بعض المناضلين القدامى من خلال الاعلام المبتذل، حتى يرى البعض تلك الأهداف أهدافا عظيمة ومشروعة، ويخيل إليهم أن السلطة الملكية تسعى لما فيه صالحهم بإجهاض محاولات التغيير، وبذلك يضمن إستمرار الصورة الاعلامية لنفخ الذات ولملمة فتات الريع الذي يلقى إليه من يد صاحب السلطة والسطوة وبطانته الاعلامية، ثمنا مدفوعا لمنع تسارع تراكم جرعات الوعي التي يبثها التقدميين الحقيقيين والوطنيين المخلصين لقضايا شعوبهم بإستمرار نضالاتهم.
إنها جزء من سياسات صياغة الرأي العام وصناعته، والتأثير فيه من خلال الإلحاح والتزييف وتسليط الأضواء على أشياء بعينها وإطفاء الأضواء في مناطق ومساحات فكرية وسياسية أخرى، بهدف خلق الصورة المطلوبة لتزييف الوعي وتوجيه الإرادة لخدمة الأعداء الطبقيين، ولهذا يتعمد إسحاق إبن يعقوب في كتاباته عدم التمييز بين الوطن البحرين وبين مملكة السلطة الاستبدادية، وهما شيئان مختلفان تماما من الناحية التاريخية، بينما هو يعتبرهما ملتحمان في جسد واحد، في حين يؤكد المنطق الجدلي على أن الطائفة ليست هي الوطن، ولا يمكن للوطن أن يختصر بمملكة السلطة الاستبدادية.
الماركسية نفسها تفسر علميا التبدلات في مواقفه، بسبب التحوّلات التي حدثت في الواقع الملموس وأعادت صياغة التكوين الطبقي في دول الخليج والجزيرة والذي طاله وطال أمثاله من المرتدين فكريا، فأصبح يحاول أن يقنعنا عبر الاعلام المبتذل بتسطير مئات المقالات بصحة ما يردده ملوك وشيوخ وأمراء ومنظري الاستبداد الرجعيون، الذين يفضح الواقع الموضوعي ما هي نواياهم الحقيقية: إستمرار وديمومة الاستبداد من خلال محاولة تعزيز مواقع رجال البلاط الملكي المطلق وملاك الاحتكار الريعي. وكتاباته تدافع عنهم وتحاول أن تبيض وجوههم السوداء، لأنها مليئة بالهراء المشين بالحديث عن التأمر ونفي الأسباب الداخلية والثرثرة الصبيانية التي لم يفرق فلاديمير لينين بينها وبين أحقر أنواع الانتهازية. 
الحقيقة الموضوعية هي أنَ إسحاق الشيخ يعقوب يدرك أنه يزرع الأوهام حول الإصلاح الملكي، ويدرك أن الخطوات التي إستجدت في العقد الماضي أبعد ما تكون عن وجهة النظر التقدمية والديمقراطية الحقيقية، لأنه يدرك أنَ النواب في البرلمان المهمش ليسوا هم الممثلين السياسيين الحقيقيين للشعب، بل هم خلاصة أدوات مستغلوهم السياسيين، ومع ذلك هو يدافع علنا وعن سبق إصرار عن سياسة رجعية معادية للطبقة العاملة وعن سياسات إستبداد وقمع طالت الشيعة والسنة بلا إستثناء .
جذاذات الألوان النرجسية 
لماذا خرجت الجماهير البحرينية إلى الشوارع وعرضت حياتها للخطر؟ بديهي القول أنها كانت تقاتل سلميا من أجل حياة أفضل، وأنَ البوادر الأولى المرتبكة من الوعي عند الجماهير لا يمكن أن تكتسب وعيا طبقيا كاملا، للتمييز بين مصالحها الطبقية الحقيقية وبين مصالح القوى المتعددة التي ترفض إستمرار النظام في احتكار كامل سلطة الدولة، ولم يكن النظام على استعداد لتقاسمها مع الشعب، والطبقة العاملة تدرك أنَ شرعية السلطة من خلال شرعية الحكم الدستوري الكامل.
الماركسي الحقيقي يسعى بجد لمعرفة أسرار الصراع في المجتمع، ويسعى لإدراك آليات حركته لكي يحدد طبيعة المهام الملحة، ودوره وموقعه في مجتمعه كفرد ضمن المجموع، ولكي يساهم في رسم مسار تطور المجتمع اللاحق بتحديد المهام القريبة والبعيدة المدى، إلا أنَ ذلك أصبح مستحيلا على إسحاق إبن يعقوب، فهو عاجز عن كسر جوز (الذات) ليقف على تفاهة (الانا) متحلزناً فيها!
هو يجمع بين الشعارات اليسارية التحريفية وبين الشعارات الليبرالية الريعية، ولأنه لا يريد محاربة فعل السلطة المستبدة والطبقات الطفيلية المساندة لها يسقط في إنتهازية مطلقة بتخليه عن تبني الموقف الطبقي، ودون أن يرفّ له جفن، ويتمادى فيدافع عن ذاته وسياسات الملوك بذرائع زائفة حتى النخاع، ولا عجب في ذلك لعامة الناس فهم يدركون أنَ ليس في كل محارة لؤلؤة.
والتاريخ يعلمنا من هي اللآلئ البشرية النادرة، وأنَ لا فرق بين الشهيد الشاب التقدمي خالد النزهة في العربية السعودية 1982 والشهيد الشاب الوطني حسام الحداد في البحرين 2012، والآخير إستشهد قبل أيام معدودات، فهم وشهداء القطيف وقبلهم عشرات الألاف في عالم الإستبداد العربي المعاصر، بمن فيهم محمد ربيع شهيد الطبقة العاملة في خمسينيات القرن الماضي في العربية السعودية، جميعهم سقطوا شهداء في معركة النضال الوطني الديمقراطي وعلى مذبح الحرية والعدالة الاجتماعية، وهم ضحايا لاستبداد الملكيات المطلقة والجمهوريات الرجعية، وإذا كان هناك فرق بينهم فهو الفرق الزمني للحظة التاريخية البوعزيزية التي ستولد الشرارة لتتحرك الحشود الجماهيرية في كل بلد وتهتف بلا تردد "الشعب يريد إسقاط النظام"، ولا يهم بعدها إن نتج نظام ملكي أم نظام جمهوري طالما كانت الأمة أو الشعب هي فعلا المصدر الحقيقي لكل السلطات وبدون تزييف الرجعيين. 
وهؤلاء الشهداء جميعهم تصدق عليهم كلمات الشاعر علي الدميني التي قالها عن خالد النزهة:
و يقاوم ألا يكون غنياً ك (قارون)
أو سلطوياً ك (هارون)
يعلم أن الذي جمّع المال 
أو زيّن الحال
قد سرق الرزق
من راعي الإبلِ، أو عامل الحقلِ
ونحن نقول: لا يمكن أن تكون تقدميا يا إسحاق الشيخ يعقوب، ولن يجدي إهداء كتابك الأخير لروح خالد النزهة، فقد تخليت بإرادتك عن المنطق الجدلي وإنحدرت إلى قاع السكون، ولا تقدمية لأحد كائنًا من كان، إلا للذين يقفون ضد طغاة رأس المال القابضين على مقاليد الحكم الاستبدادي والسلطة الاستغلالية. 
لقد تخليت أنت عمليا عن الماركسية منذ زمن بعيد وإنتقلت إلى أكثر تيارات الليبرالية تخلفا، وراكمت من المواقف الإنتهازية بالتطبيل والردح للإصلاحات الشكلية في الملكيات المطلقة إلى أن وقفت نهارا وجهارا ضد الثورة في البحرين، وبدأت مؤخرا بدعم وتحفيز شق وتمزيق وحدة الطبقة العاملة بمرئياتك التحريفية، وبذلك تحولت إنتهازيتك نوعيا عن إنتهازية التحريفيين الكلاسيكيين، وأصبحت شئ جديد بتراكمها الفكري وجذاذاتها من الألوان النرجسية الذاتية والعنضرية والشوفينية والمصلحية الريعية... أصبحت إنتهازيتك مجرد مهزلة.
__._,_.___
Recent Activity:
.

__,_._,___


No comments:

Post a Comment