Tuesday, 30 October 2012

{الفكر القومي العربي} ماذا فعلوا ببيت الله الحرام



 


"الغارديان": ماذا فعلوا ببيت الله الحرام؟

2012-10-28 |
بقلم: أجمل مسرور (Ajmal Masroor) / ناشط سياسي ومقدم برامج ـ بريطاني من أصل بنغلاديشي
يجري اليوم تدمير روحانية الحج بناطحات السحاب والاختناقات المرورية حول المدينة المقدسة، في حين أن ارتفاع تكاليف الحج يعني أن هذا الركن ما عاد يتحمل تكاليفه إلا الأغنياء فقط.
اليوم أكملت حجي، ولكني قلق للغاية من أن الحج قد فقد معانيه الروحية الحقيقية. لقد نجحت في استكمال شعائره، ولكن التكلفة الاقتصادية والبيئية والبشرية مذهلة. كما أرثي حال هذه المدينة، التي اجتاحتها سرعة التغيير وطمست التاريخ والتراث في طريقها.
الحج هو رحلة روحية يندمج فيها الحاج مع إخوانه المسلمين من كل البلاد، ذلك أن تكاتف جموع الأمة يضفي خصوصية على الحج. فالحج عبادة فردية وجماعية. لقد جئت إلى هنا مع التركيز على أمر واضح: حياتي كلها لله. وأود أن أتعهد بأن أعيش حياة أكثر وعيا وذات معنى، وأن أهتم بأمر البشر كما أهتم بنفسي، فالحج تجديد فردي وجماعي للإيمان.
ولكن عندما أنظر من حولن، أرى غابة كثيفة تهيمن على الأفق وتفرض نفسها على بيت الله -الكعبة- وأنا أشعر بالخيانة من قبل القائمين على الأماكن المقدسة.
إذا كنت أريد أن أرى ناطحات السحاب، فيمكنني القيام برحلة سريعة لدوكلاندز (Docklands) في لندن. ما جئت هنا لأستعرض مدينة أخرى من المباني العالية، تماما مثل لاس فيغاس أو نيويورك. في هذه الأماكن لا أجد فيها الروحانية. أنا أظن أن الله تعالى لا يريد أن يدنس بيته المقدس بهذا الشكل
ثم إن تكلفة الحج خلال السنوات الخمس الماضية زادت بثلاثة أضعاف، مما يجعل الحج أمرا بالغ الصعوبة بالنسبة للناس العاديين، فالفنادق الجديدة الشاهقة من فئة الخمس نجوم المحيطة بالكعبة متاحة لأولئك الذين يمكن أن يتحملوا مصاريفها. لقد لاحظت هذا العام أن الحج أصبح بالفعل أحد أركان الإسلام المتاح للأثرياء، حيث ارتفعت الأسعار بشكل غير عادل وغير متكافئ.
في حين أن أحد معاني الحج هو المساواة بين جميع الناس بوضع قطعتين من القماش الأبيض غير مخيط، مما يلغي على الفور التفاوت الاجتماعي والاقتصادي. بينما الاتجاه الحالي هو جعل المساواة حلما بعيد المنال.
لقد جئت إلى الحج للتخلي عن الملاحقات المادية، ولكن الماديات هنا ظهرت في كامل قوتها، وليس هناك روحانية في هذا.
الحج بالنسبة لي هو دعوة من الله لزيارة بيته. غير أنه يجري تشييد البنية التحتية في جميع أنحاء بيته من دون النظر لأي اعتبارات بيئية. سيارات جيب والحافلات التي تستهلك الكثير من الغاز والديزل، تجوب المنطقة المحيطة المزدحمة.
جعل مكة المكرمة خالية من السيارات يجب أن يكون في طليعة إستراتيجية البنية التحتية للنقل العام. فالناس يقضون الكثير من الوقت عالقين في ازدحام حركة المرور، وقد أمضيت نصف وقتي في انتظار الحافلة لتأخذني إلى المكان المقدس، وبدلا من ذلك، كان علي أن أقضي ذلك الوقت في التأمل والصلاة في بيت الله، فلم أشعر بأي روحانية في الاختناقات المرورية.

التعليقات

صورة التحدي من reCAPTCHA

الحصول على تحدٍ جديد
الحصول على تحدٍ صوتي
مساعدة
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "alhewar" من مجموعات Google.
للنشر في هذه المجموعة، أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى alhewaralbanaa@googlegroups.com
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى alhewaralbanaa+unsubscribe@googlegroups.com.
انتقل إلى هذه المجموعة على http://groups.google.com/group/alhewaralbanaa?hl=ar.
 
 


No comments:

Post a Comment