كنعان النشرة الألكترونيةKana'an – The e-Bulletinالسنة الثانية عشر ◘ العدد 30409 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012* * *دافوس، صفد، نابلس:والانحطاط من قضية أولى لسيدة أولى!عادل سمارةهل كان لقاء نابلس التطبيعي بشركائه الثلاثة المحلي والعربي والدولي قبل ايام هو اللقاء اليتيم من نوعه؟ أم هو ما أُعلن عنه ليس إلا؟ أليس هذا امتداداً لمجلس الأعمال الإسرائيلي الفلسطيني الذي أُحتفل بولادته عبر زواج راسمالي فلسطيني وصهيوني إشكنازي قبل سنوات (انظر القدس 19-5-2007، ومجلة كنعان العدد 131 أكتوبر لسنة 2007 ) وكان من بين الحضور نفس السيد منيب المصري؟ وهناك سلسلة من هذا الطراز من اللقاءات المعلنة فما بالك بالخفية سواء في السياسة او الاقتصاد او الثقافة. (أنظر كتابنا الذي سيصدر قريبا: ثورة مضادة إرهاصات ام ثورة الفصل الثالث) إذن فاللقاء ليس طارئاً، بل هو جزء من سلسلة لن تنتهي كما يبدو إلى أن ينهي الكيان قضم الأرض المتبقية. أما راس المال الكمبرادوري فلا قلق لديه، لأن وطنه هو رقم الحساب المصرفي.وسواء كانت الإجابة بأنه اللقاء الأول أم لا، يظل السؤال الأكثر شرعية: من الذي خول هؤلاء بالحديث باسم الشعب الفلسطيني، سواء منيب المصري أو الرئيس الافتراضي لمصر عمرو موسى الذي لا شك استأذن الرئيس المصري الجديد قبل مجيئه فكان عمرو موسى أول هدية من قوى الدين السياسي المصري إلى فلسطين بل إلى صديق مرسي الوفي شمعون بيرس، ولهذا بالطبع معنىً ؟ هل ذريعتهم هو السلام؟ حتى لو كانوا محبين للسلام، فالسلام الذي لمسناه ما زال حامضاً.طبعاً هؤلاء المستفيدون من سلام التسوية بل هم التعبير الحقيقي عن "سلام راس المال". فما علاقة شعبنا بهذا السلام بعيدا عن مصالح حفنة كمبرادور وحتى تجار بمعنى أن الكمبرادور هو ظاهرة ذات مستوى عالمي.في رده على النقد الذي وُجه لمشاركة صهاينة قال الأستاذ منيب المصري " إنني لست من يقرر ويقر الأسماء المشاركة في اللقاء الذي ينظمه المنتدى الاقتصادي." مضيفاً " أن اجتماعا آخر عُقد في جنيف قبل ما يقارب شهرين سبق اجتماع نابلس، وستعقد اجتماعات أخرى لاحقة وسيتم الإعلان عن الأسماء والشخصيات المشاركة فيها عند نضوج المبادرة".
قالها الشاعر الجميل ابو نواس والذي لو وُلد في هذا العصر لكان الأمين العام أو فيلسوف المثليين واللزبيان الهوهوموز...الخ، فرحمه الله حين قال: "عذر اقبح من ذنب".طبعا يعتقد السيد المصري أن سطوة الراسماليين الكبار، ضواري راس المال في دافوس تشكل شرعية لما قام به هو ومن معه، وجمهور دافوس هو الذي كتب عنه جون بيركنز كتابه "اعترافات قاتل اقتصادي"[1] ونفس هذا الجمهور هو الذي اعتقل الثائر الأممي كارلوس/الشاجال فريقا منه ومد رقبة وزير النفط السعودي آنذاك اليماني وداس عليها وقال له لا تستحق القتل. وللعار إسألوا اين كارلوس اليوم؟ ومن سلمه للطغاة الدوليين في باريس، فمن اين لنا بكارلوس آخر اليوم بعد أن خُنَّا كارلوس الأول، ومن اين لنا بوديع حداد حتى يجذب شرفاء النضال الأممي إلى فلسطين؟ينسى منيب المصري بالطبع أنه يتحدث عن شعب طريد من وطنه وتحديداً على ايدي هؤلاء واسلافهم؟ أليست الراسمالية العالمية هي التي خلقت الكيان الصهيوني الإشكنازي؟ هل يتلطى السيد المصري بالأنظمة العربية المشاركة في دافوس؟ ومن قال انها تمثل شعوبها، ناهيك عن الفلسطينيين؟طبعاً هذا التلطي وراء دافوس ناتج عن اعتقاد لدى الرجل بأن للمال سطوة على الفقراء وبالتالي لن يجادلوا؟ من يقرأ بنية وتاريخ وحضور مؤتمرات دافوس لا يملك سوى أن يرى صورة دماء الشعوب تسيل على ثلوج موقع دافوس على الثلج الأبيض هناك. أما ما الذي يحصل على هامش اللقاءات الرسمية فاسألوا رجال قوى الدين السياسي من المغرب إلى تونس إلى مصر كيف كان عناقهم للصهاينة والأمريكيين في دافوس العام الماضي. هل مجيىء هذا الدين السياسي هو وعد الله أم وعد الولايات (الويلات) المتحدة؟ولكن، هل كان لكل من حضر في نابلس أن يفعل لولا رضى حكومتي حماس وفتح عن ذلك؟ وقد تُبين قادم الأيان انهما تشاركتا من وراء حجاب أو تحت خمار. ألم تقلدا السيد المصري تفويض المصالحة بينهما؟ ولكنه كراسمالي استثمر الأمر تجارياً كما يبدو فلا مصالحة حصلت، ولكن انتعش دور مجلس الأعمال الإسرائيلي الفلسطيني.وحين نرى أن هذا اللقاء الخطير قد حصل بعد حدثين خطيرين مهدا له، نفهم لماذا يتحرك الرجل الثري ومن معه بأريحية. والحدثان هما:· الرشوة الضخمة التي قدمها حاكم قطر لحكومة حماس مما وضعها على سكة التسوية الأميركية ، اللهم إلا إذا كان حاكم قطر خبير حرب المغاوير مثل ماوتسي تونغ او جيفارا، أو إذا كان مستشاره الاقتصادي د. سمير أمين لا سمح الله. دعونا نرى مستشاري اسماعيل هنية من مفكري الاقتصاد الإسلامي ماذا سيفعلون بالمال الحرام!· والحدث الثاني تصريح ابو مازن بأنه لا يريد العودة إلى صفد، في تأكيد مضمونه وجوب التطبيع والاعتراف بالكيان. وهذا في الحقيقة يجعل لقاء نابلس في أريحية هائلة ويكشف الخيط الأمريكي الناظم بين دافوس ونابلس وصفد.اين المعارضة ؟قد يعترض البعض على تسمية الحالة الفلسطينية اليوم بحالة الموات الوطني. ولكن من يقرأ مواقف القوى الفلسطينية تجاه تصريحات ابو مازن، ومؤتمر منيب المصري يدرك أن كليهما يعرف ماذا وراء الباب، بمعنى أنهما اقفلا على الناس إقفالا بالمال، وخرجا بحرية تامة، والناس كما يبدو اليوم تحسبهم احياء وهم ركود. فبيان القوى الوطنية في الرد على ابي مازن لم يذكر الرجل قط ولم ينتقده! ومن لا ينقد ابا مازن الثري قليلا ـ فكيف يجرؤ على نقد الملياردير، حتى لو كان الناقد ماركسياً من ايام امس أو وهابياً من اولاد اليوم! ولكن، كل هؤلاء من الإخوان المسلمين إلى الإخوان الملحدين يتسابقون على طعن سوريا سرا أو علانية! نتمنى أن يكون السبب هو العجز عن الواجب هنا ليس أكثر.لعل من الطرافة بمكان، أن د. مصطفى البرغوثي كان أحد اشد منتقدي هذا اللقاء، ولكن هو نفسه كان قد تفاخر قبل بضع سنوات بانه حضر مؤتمر دافوس، كما تفاخر بتاييده للتطبيع (أنظر مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 47 صيف 2001ـ ص ص 42-58، وشاركه الموقف عصام نصار وجميل هلال وغيرهما).لا مجال هنا لتقييم موقف الشارع في الضفة الغربية من هذه التطورات القاتلة، وما يمكن قوله في اللحظة فإن اتفاق اوسلو اي سلام راس المال لم يكن ولن يكون لأجل انسحاب الاحتلال ولا الحصول على دولة إلى جانب دولة اليهود في الأرض المحتلة 1948.إن الشارع الفلسطيني هنا في مصيدة التمويل الأجنبي والنفطي العربي، وهو تمويل مقصود به تقطيع الوقت إلى أن ينهي الكيان قضم الأرض. هذا الاتفاق مصمم للتغطية على القضم إلى حين طرد من يتبقى في الضفة الغربية .مهما فكر المرء وقلَّب اتفاق أوسلو، فإن نتائجه تؤكد أنه ليس حتى مشروع حكم ذاتي. هو مشروع تصفية تدريجية للناس والأرض تحت عباءة فلسطينية إلى أن يُكمل العدو ابتلاع بقية فلسطين.يؤكد حديثنا هذا انتهاء القضية في ايدي الحلف "الدولي" من دافوس بطواغيت السياسة وراس المال إلى سلطة أوسلو-ستان التي تعلن صراحة تخليها عن فلسطين المحتلة 1948 دون تحصيل سيادة لها على اي شبر في المحتل 1967[2]، إلى مؤتمر نابلس الذي جلب المطبعين العرب إلى غزة حيث تحولت إلى إمارة حمد الثانية.وهكذا، تقزَّمت فلسطين من القضية العربية الأولى إلى وضعية "السيدة الأولى" حيث يأخذ الحاكم زوجته معه اصول الديكور، وكما فعل أمير قطر حينما زار غزة حيث اصطحب زوجته "الأقدم"[3]. وإن لم تكن القضية قد تقزمت هكذا، فما معنى مجيى حمد وعمرو موسى ورعد وبرق ...الخ. إلى الأرض المحتلة للقاء حانوتي صهيوني ليس أعلى! لم يبق سوى أن يقل هذا الصهيوني اليهودي للصهاينة العرب: إن فلسطين هي قضيتنا الأولى...كصهاينة.
[1] كتاب ترجمه الصديق د. بسام ابو غزالة يجب ان يقرأه كل فلسطين وعربي حيث يفضح كبرياء راس المال ودمويته وخاصة المروجين له.[2] سيقول بعض محبي سلطة أوسلو هذا الرجل حاقد. ربما، ولكن هل ترون كم بيت يهدم الاحتلال يومياً في أوسلو-ستان؟[3] قبل أن ينهي جورباتشوف تدمير الاتحاد السوفييتي مقابل حفنة مال، زار كوبا وأخذ معه زوجته انيسة كما اعتقد اسمها، واستقبله كاسترو ومعه مناضلة عمالية، فسأله جورباتشوف: ولكن، اين السيدة الأولى، فقال له: في كوبا هذه هي السيدة الأولى.( *** )
Saturday, 10 November 2012
{الفكر القومي العربي} سمارة، تطبيع صفد دافوس ونابلس
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment