Wednesday, 14 November 2012

{الفكر القومي العربي} في ذكرى رحيل طلعت يعقوب... لك ولمخيم اليرموك السلام والوفاء .. بقلم نضال حمد

في ذكرى رحيل طلعت يعقوب

لك ولمخيم اليرموك السلام والوفاء

1988-2012

في السابع عشر من هذا الشهر في سنة 1988 بالجزائر العاصمة وعلى اثر نوبة قلبية حادة فقدت فلسطين احد أنجب وأنظف قادتها على الإطلاق، أنه القائد الراحل طلعت يعقوب أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية. الذي جاء نظيفا ومن القاعدة الى القيادة وعاد كما جاء نظيفا وعفيفا وشريفا ومن القيادة الى القبر في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك قرب دمشق.

 في ذلك اليوم كان طلعت يعقوب يستعد لعقد مؤتمر صحافي يعلن فيه موقف الجبهة من القرارات السياسية التي توصلت إليها دورة المجلس الوطني الفلسطيني. حيث انه لم يكن راضيا ولا سعيدا بما خرجت به الدورة. أضف الى ذلك أن انشقاق طرف في الجبهة وارتهانه ورهن نفسه لخدمة القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية، التي وقفت وراء الانشقاق وشجعته واحتضنته ومازالت تفعل ذلك بالوراثة وحتى يومنا هذا.هذا الانشقاق وتلك المواقف سببت لطلعت يعقوب آلاما جمة. بالإضافة للحصار المالي الخانق الذي كانت تعاني منه جبهة التحرير الفلسطينية ، حيث أن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والراحل عرفات شخصيا كانوا يمارسون الابتزاز ضد طلعت يعقوب ومن معه من قادة وكوادر وقواعد جبهة التحرير الفلسطينية. كان ابتزازا سياسيا واضحا و حصارا خانقا أثر على حياة مئات العائلات للمناضلين والشهداء والجرحى والأسرى التابعين لهذا التنظيم. ورغم ذلك لم يستسلم طلعت يعقوب ولا من معه باستثناء بعض الذين تساقطوا على الطريق وخلال مرحلة الاستمرارية والثبات ودفع أثمان المواقف الثورية والوطنية السليمة.

  انتهت في حينه أعمال دورة المجلس الوطني الفلسطيني التي أعلنت الاستقلال ، وكانت الدورة تحمل الرقم 18 وعقدت في قصر الصنوبر بصالة المؤتمرات في الجزائر العاصمة . شهدت أعمال الدورة جدلا عنيفا حول توصياتها ومشاريع قراراتها السياسية بين شخصيات قيادية فلسطينية كبيرة وفاعلة، منها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي أراد تمرير كل ما يريد كما عادته وعمل المستحيل من اجل ان يكون التصويت على القرارات رزمة واحدة. لكن قائدين فلسطينيين هما الآن في العالم الآخر ، الحكيم جورج حبش الأمين العام السابق والمؤسس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والرفيق طلعت يعقوب أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية تصديا لذلك ورفضا التصويت على القرارات رزمة واحدة لأنها كانت ترمي لتمرير مشاريع سياسية تخرج عن الثوابت وتعترف بوجود الكيان الصهيوني مثل قراراي 242 و338 . ويبدو أن عرفات كان يمهد الطريق في حينه لبدء صفحة جديدة مع الإدارة الأمريكية عبر تجهيزه لعبد ربه وبعض الدمى السياسية المتحركة للبدء بالحوار مع الأمريكان. ويجب ان نعترف أيضا أن تلك الدورة كانت الدورة التي مهدت الطريق الى مفاوضات أوسلو وما تلاها ، عبر اعترافها بحل الدولتين وقبولها بالقرارين 242 و338 و بدولة فلسطينية في الضفة والقطاع الى جانب دولة الاحتلال الصهيوني على بقية ارض فلسطين التاريخية.

شيعت جماهير مخيم اليرموك في دمشق الشهيد القائد طلعت يعقوب في جنازة مهيبة ووري جثمان القائد طلعت يعقوب الى جوار القائد أبو جهاد الوزير. ولكن وبعد رحيل أبو يعقوب أصر المنشقون عن جبهة التحرير الفلسطينية على انشقاقهم وولاءهم المطلق للقيادة المتنفذة في المنظمة. في حين واصل رفاق طلعت يعقوب المسيرة متمسكين بالموقف الوطني السليم وبالخط الثوري الصحيح الذي على أساسه تابعت جبهة التحرير الفلسطينية مشوارها في مسيرة الثورة المستمرة والكفاح المسلح لأجل تحرير فلسطين كل فلسطين. وتعثرت كل المبادرات والوساطات لوحدة الجبهة سواء قبل او بعد رحيل الشهيد أبو العباس الذي كان قائدا للطرف الآخر المنشق عن الجبهة. بعد استشهاد ابو العباس حدثت تطورات كبيرة فيما يخص هذا الفصيل ، إذ عادت الى التنظيم الأم غالبية القيادات والكوادر التي كانت معه واتفقت مع الطرف الذي كان يقوده الرفيق أبو نضال الأشقر على تشكيل قيادة جماعية مركزية للجبهة ، رفضها بعض الذين ساروا مع القيادة المتنفذة ظالمة ومظلومة، بأوسلو وبدون أوسلو. وظلوا خارجها متمسكين بالانشقاق وبسلب قواعد وشهداء ومناضلي الجبهة اسم جبهتهم. على كل حال لم يبق هناك على الطرف الآخر سوى قليلون لا تأثير كبير لهم في تركيبة الجبهة وتراتبيتها التنظيمية والقيادية. لكن أموال محمود عباس وحاجته لمن يقف معه من الفصائل ، وسلبه لمستحقات جبهة التحرير الفلسطينية من الصندوق القومي وتقديمها للطرف الآخر في رام الله ، ساعدت الطرف الآخر على البقاء شكلا في المنظمة والى جانب مهندس التنازلات عن الثوابت الفلسطينية وأهمها حق العودة وكذلك حق المقاومة والكفاح المسلح.

 على كل حال نقول لهؤلاء ومن يقف خلفهم ان الحياة وقفة عز فقط كما قال سعادة... وطلعت يعقوب القائد الفدائي ابن القواعد والمخيمات ، رجل المواقف والقناعات والمبادئ والقيّم وقف هو ورفاقه تلك الوقفة ، وبعد رحيله المفاجئ ترك أثرا طيبا تتناقله الأجيال ، وتجله وتحترمه ، وترك أيضا رفاقا يحترمونه ويحبونه ويسيرون على نفس الدرب الذي اختاروه معا كي يكون أقصر الطرق الى حرية شعب فلسطين وتنظيف البيت الفلسطيني من الفاسدين والمفسدين والمستسلمين والمهزومين. 

رفيقنا طلعت يعقوب

 لك ولمخيم اليرموك الذي يقصف ويحاصر ويقتل سكانه الأبرياء كل يوم في هذه الأوقات العصيبة ، ويودع الشهداء يوميا ، لك وللمخيم الصابر الصامد تحيات ومحبة ووفاء رفاقك وكل من عرفك من أبناء فلسطين المقاومة

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.

No comments:

Post a Comment