http://www.arabsyr.com/index.php?option=com_content&view=article&id=3563:%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%85%D9%88%D9%81%D9%82-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%86&catid=53:|vv
إمارة غزة / موفق محادين
موفق محادين (الثلاثاء) 06/11/2012
منذ انطلاق ما يعرف بمناخات التسوية للصراع العربي - الصهيوني قبل عقود، وليس هناك بإجماع أحزاب العدو المختلفة، سوى خيار غزة أمام الفلسطينيين، فيما ظلت هذه الأحزاب تربط الضفة الغربية إما بالعدو نفسه كمنطقة حكم ذاتي، أو بالأردن ضمن كونفدرالية ثنائية أردنية - فلسطينية، ثم ثلاثية وفق ما يعرف بالبنيلوكس (المركز الاسرائيلي، والمحيط الأردني - الفلسطيني).
ومع اتساع مناخات التفاهم بين الأمريكان وقوى اسلامية معروفة في اطار (الربيع الاسلامي) وبُعَيْد عودة السفير المصري الى تل أبيب مع رسالة مخزية مذلة من الرئيس الإخواني الحاكم في مصر، يبدو أن خيار (دولة غزة) عاد للظهور مجددا، مع تعديلات أو إضافات جغرافية تحت عناوين اقتصادية في سيناء أو في النقب..
وهناك من ينظر الى الزيارة الأخيرة التي شهدتها غزة وتبرع فيها أمير قطر بمئات الملايين، بوصفها تدشينا لهذه المرحلة، ما يُذكِّر أيضا بمحطة 1969 عندما انتقلت القيادة الرسمية الفلسطينية من أحمد الشقيري وبديله الانتقالي حموده، الى ياسر عرفات بتوافق مصري - خليجي، فما من مرة جرى فيها مثل هذا التوافق مع عزل سورية والفصائل الموجودة فيها أو المدعومة منها الا وكانت القضية الفلسطينية تأخذ منحى جديدا له علاقة بترتيبات إقليمية - دولية للشرق كله..
ومن مفارقات الحالة الفلسطينية الجذور والتحولات المتشابهة لحماس وفتح (الجذور الإخوانية والتحولات السياسية).
وبالمجمل، فان اختصار فلسطين كل فلسطين في امارة إسلامية في غزة ينسجم مع استراتيجية الأمن الاسرائيلي البعيدة المدى ومع تداعيات الربيع الاسلامي المدعوم أمريكيا..
وهناك من يربط هذا الخيار بما أُجري ويُجرى في المحيط العربي، عودة سفير الرئيس المؤمن المصري إلى تل أبيب، ورفض حركة النهضة الاسلامية الحاكمة في تونس مطالبات اليسار والقوميين بتشريع مناهضة التطبيع مع تل أبيب، ولقاءات ملهم الدروبي، الناطق باسم الإخوان المسلمين في سورية مع مستشار نتنياهو وهو برنار ليفي، وكذلك قيام سلطة رام الله باجراء انتخابات بلدية من دون الاسلاميين، وقرار الحكومة الأردنية بإجراء الانتخابات البرلمانية رغم المقاطعة الاسلامية لها..
ولن يكون أي معنى لكل ما سبق الا بشرط أساسي واحد، هو انفجار سورية واستكمال سقوط العواصم العربية الكبرى بيد الأمريكان... فبعد سقوط القاهرة عبر السادات الأول وسادات مصر الجديد، وبعد سقوط بغداد، فان سقوط دمشق يعني اشهار إمارة غزة وطي الملف، ذلك ما يفسر هذا الحشد الكبير من القوى الإسلامية في سورية ودعمها المعلن من قبل الأمريكان، وقبل ذلك مغادرة حماس وقيادتها الى القاهرة والدوحة
No comments:
Post a Comment