البنزين والسولار (المازوت) وسرقة الناس
عبد الستار قاسم
3/أيلول/2015
يتداول الناس متذمرين الأحاديث حول أسعار البنزين والسولار في الضفة الغربية، وحالهم يقول: تنخفض أسعار النفط عالميا في حين أن تخفيض أسعار المحروقات للمواطن لا يتناسب بتاتا مع انخفاض أسعار النفط عالميا. أين تذهب الأموال والتي هي فروقات الأسعار؟ من يستولي عليها؟ وكيف يتم إنفاقها؟ أصحاب السيارات وسائقو الأجرة يتذمرون، وكلهم يرغبون بمعرفة الحرامي.
سعر برميل النفط عالميا الآن أدنى من 40 دولارا، بينما سعر لتر السولار الآن في محطات المحروقات في الضفة الغربية بالعملة الصهيونية 5.18 شاقلا بعد أن كان 5.28 شاقلا، أي بتخفيض 10 آجورة. أما سعر البنزين 95 الآن 5.89 شاقلا بعد أن كان 6.17 شاقلا أي بتخفيض 28 آجورة صهيونية. وسعر البنزين 98 6.48 شاقلا بعد أن كان 6.76 شاقلا. واضح أن التخفيض لا يتناسب أبدا مع انخفاض سعر النفط عالميا. حسب معدلات الأسعار العالمية ومعدل سعر اللتر للمستهلك، يجب أن يكون سعر لتر البنزين في الضفة الغربية الآن حوالي 3 شاقلا، وسعر لتر السولار أقل بقليل من 3 شواقل.
تتداخل في الأسعار الخاصة بالمستهلك عوامل عدة منها الكيان الصهيوني، وعمولة الصهاينة على تحصيل الجمارك، وهيئة البترول الفلسطينية ووزارة المالية ومصلحة الضرائب، الخ. كل الأطراف ذات العلاقة تبحث عن أرباحها الخاصة وطبعا على حساب المستهلك المسكين. ما زلنا نستورد المحروقات حتى الآن من الصهاينة على الرغم أنه بإمكاننا أن نستوردها من أي مكان في العالم ولكن وفق المواصفات الصهيونية وذلك وفق اتفاقية باريس الاقتصادية المخزية. والمفروض أن نقلص استيرادنا من الصهاينة إلى أقل حد ممكن.
بالنسبة لأصحاب محطات المحروقات، كانوا يتقاضون أرباحا تحت الإدارة الصهيونية 31% على السولار، الآن يتقاضون حوالي 4% وكانوا يتقاضون 18% على البنزين، والآن في عهد السلطة يتقاضون 6.5% وفي عهد الصهاينة، كانت صيانة آلات المحطات على نفقة الشركات الصهيونية، أما الآن فعلى المحطات أن تتولى الصيانة على نفقتها. سألت أحد أصحاب المحطات حول عمله فقال أنه موظف لدى السلطة بدون راتب.
حاول مستثمرون إقامة مصفاة نفط في غزة قبل حماس، ولكن أحد حيتان المال والحرمنة في بلادنا عطل المشروع على الرغم من أن المشروع حصل على كل التراخيص اللازم وذلك حتى يبقى هو سيد المال الاحتكاري. هو ليس موجودا في فلسطين الآن لأنه سرق ما يكفي.
الكل يتكلم عن سوء الإدارة المالية، لكن أحدا لا يتحرك. نحن نعاني من مشكلة كبيرة الآن وهي أن شعبنا لا يحاول أن يدافع عن نفسه ومصالحه وقضيته الوطنية، وليس هذا فحسب، وإنما يقف أيضا ضد من يدافع عنه. شعوب العرب تقف بجرأة وشجاعة دفاعا عن نفسها، وآخرها الشعب اللبناني، أما في فلسطين فنحن نكتفي بالهمس.
No comments:
Post a Comment