المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
إحتفال وطني وشعبي حاشد في بيروت في الذكرى الـ52 لتأسيس اتحاد قوى الشعب العامل
باقة ورود من رئيس الجمهورية وبرقيات تهنئة من لحود وسليمان والحص وميقاتي وشخصيات لبنانية وعربية
· كمال شاتيلا: الإحتفال تحدٍ لإنتحاريي التطرف.. والقرار الاقليمي الدولي بشطب حقنا في المعادلة السياسية الرسمية لن يستطيع إلغاء دورنا في المعادلة الوطنية
أكثر من ثلث الحكومة من مدرسة 17 أيار وهي نتاج توافق الطبقة السياسية وليس الوفاق الوطني
العروبيون هم القوة الأساس الممانعة لأي بيئة حاضنة للتطرف.. فمن يستفيد من هضم حقهم في السلطة؟
تمنى أن يشق العهد الجديد طريق التغيير لكن تحديات المرحلة تتطلب اتحاداً شعبياً وطنياً يتجاوز العصبيات
لا حل لأزمات لبنان إلا بتطبيق شامل للطائف وقانون انتخابات نسبي وإنشاء مجلس الشيوخ والغاء الطائفية
نناشد الرئيس الصديق نبيه بري إطلاق مؤتمر وطني توحيدي يشمل التيارات السياسية الممثلة للتعددية السياسية والمؤسسات الاهلية الفاعلة لوضع خطة متكاملة لتطبيق الدستور
للتمييز بين العروبة وبين والانظمة.. وبالتضامن العربي ننقذ الأمة ونواجه الصهاينة والتطرف
لا تراهنوا على متغيرات أميركية أو أوروبية لحل قضايانا.. ونطالب الجامعة العربية بتسمية القادة العرب الذين يعطلون تنفيذ مقررات قمة شرم الشيخ
· سفير مصر: نعتزّ بالروابط التاريخية التي تجمع المؤتمر الشعبي بمصر..
ونقدّر عالياً شعار "العروبة الجامعة هي الحل"
ستبقى فلسطين قضية العرب الأولى.. والظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة يتطلب بلورة رؤية عربية واحدة ومواجهة التدخلات الخارجية في الشأن العربي
· سفير فلسطين: نعتز بالمؤتمر الشعبي الشقيق الذي يقف معنا في نفس الخندق دفاعاً عن عروبة فلسطين ومقدساتها
المخيمات الفلسطينية مخيمات نضال وكفاح ولن تكون مقراً أو مستقراً لضرب الاستقرار في لبنان
· معن بشور: نضالات اجتماعية ووطنية وقومية تجمعنا مع "الشعب العامل" منذ نصف قرن
رغم كل الحصار نصر على التمسك بمدرسة القومية العربية وعلى رأسها قائدها التاريخي جمال عبد الناصر
· طارق ناصر الدين: هل يجدي الحصار بمن رؤوسهم فوق ما يبغيه جلادي
لمناسبة الذكرى السنوية الثانية والخمسين لتأسيس اتحاد قوى الشعب العامل، كبرى مؤسسات المؤتمر الشعبي اللبناني، أقام "المؤتمر" إحتفالاً وطنياً وشعبياً حاشداً في القاعة الكبرى لفندق كراون بلازا – الحمراء – بيروت، بحضور حشد كبير من الشخصيات والوفود التي غصت بهم مكان الإحتفال، ورفعت في القاعة العلم اللبناني ورايات المؤتمر الشعبي والاتحاد وصور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والأخ كمال شاتيلا والقدس، إلى لافتات عبرت عن نهج الاتحاد ومبادئه وأهدافه، وتخللت الاحتفال أناشيد وهتافات وتسجيلات للمناسبة.
وقد أرسل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون باقة ورود الى الأخ كمال شاتيلا متميناً "له دوام العزم في خدمة لبنان"، كما تلقى شاتيلا عدداً كبيراً من برقيات التهنئة تُلي بعضها في الإحتفال وأبرزها من الرؤساء أميل لحود وميشال سليمان والدكتور سليم الحص ونجيب ميقاتي والوزراء السابقين فيصل كرامي وبشارة مرهج وعصام نعمان ورئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري المصري المحامي سيد عبد الغني والدكتور جمال السامرائي عن الناصريين في العراق وغازي فخري مرار عن الناصريين في فلسطين والشتات.
وقائع الإحتفال
استهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الاتحاد، وقدّم له مسؤول اتحاد الشباب الوطني في بعلبك مصطفى صلح بكلمة رحّب فيها بالحضور، مؤكداً البقاء على العهد والإستمرار في حمل الرسالة.
كلمة سفير فلسطين
أولى الكلمات كانت لسفير فلسطين في لبنان ألقاها بالنيابة مستشاره الإعلامي حسان شيشنية فأعرب عن سروره للمشاركة بهذه المناسبة العظيمة لحزب لبناني شقيق يساند نضال شعبنا ضد الاحتلال العنصري، ويقف معنا في نفس الخندق في الدفاع عن عروبة فلسطين ومقدساتها.
وأضاف: إنه لشرف كبير أن نقف اليوم مع المؤتمر الشعبي اللبناني في الذكرى الثانية والخمسين لتأسيس اتحاد قوى الشعب العامل، وفي نفس الذكرى السنوية لانطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة فتح.
واننا كفلسطينيين في لبنان نقف الى جانب هذا البلد الشقيق الذي قدم وما زال يقدم للقضية الفلسطينية، منطلقاً من إيمان راسخ بحتمية انتصار العدالة على أرض الرسالات وتحقيق مشروعنا الوطني الفلسطيني باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق شعبنا في العودة الى ارض الاباء والاجداد.
وجدد الالتزام بأمن واستقرار لبنان والسعي الدؤوب وبالتعاون والتنسيق مع مؤسسات الدولة اللبنانية بدعم السلم الأهلي في لبنان، والمحافظة على العلاقة الاخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني والعيش الكريم لابناء شعبنا في لبنان من خلال اقرار المراسيم التي تسمح للفلسطيني بالعمل الى حين عودته الى وطنه، وأكد أن المخيمات الفلسطينية هي مخيمات نضال وكفاح ولن تكون مقراً أو مستقراً لضرب الاستقرار في لبنان، انها المخيمات التي خرجت منها أعظم ثورة في الزمن المعاصر وقدمت انجح وانجع التجارب والمساعدة لكل ثورات العالم واستلام قائدنا ورمز نضالنا الرئيس الشهيد ابو عمار راية الثورات العالمية في سبعينيات القرن الماضي.
وذكّر بدعوة الرئيس محمود عباس العام الفائت من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة بأن يكون عام 2017 هو عام الدولة الفسطينية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي على ارضنا ومقدساتنا، داعياً كل الاحرار والشرفاء في العالم بدعم التوجه الفلسطيني لينال شعبنا حريته أسوة بباقي شعوب العالم.
كلمة السفير المصري
ثم كانت كلمة لسفير جمهورية مصر العربية في لبنان الدكتور نزيه النجاري ألقاها بالنيابة الدكتور محمد حمدان، فتوجّه الى الأخ كمال شاتيلا قائلاً: يسعدني أن أتوجه أليكم بخالص التهنئة لمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لتأسيس اتحاد قوى الشعب العامل، كبرى مؤسسات المؤتمر الشعبي اللبناني، راجياً لكم من الله عزّ وجلّ دوام التوفيق والنجاح في خدمة المجتمع اللبناني الشقيق من خلال عشرات الجمعيات والهيئات والروابط المنتشرة في ربوعه كافة، ومتمنياً لكم دوام الصحة والسداد لمواصلة الدفاع عن قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي كانت وستظل قضية العرب الاولى.
ويهمني في هذا المجال أن أعرب عن خالص اعتزازي وتقديري للروابط التاريخية التي تجمع حركتكم السياسية العريقة ببلدكم الثاني مصر، وتحديداً إيمانكم العميق بأن العروبة الجامعة هي الحل، واعتمادكم شعاراً يُعلي من وحدة كل بلد عربي وعروبته واستقلاله، ونرجو أن يوفقنا الله لأن ننجح سوياً في توثيق هذه الروابط بصورة أعمق من خلال التعاون المأمول بين المؤتمر الشعبي وسفارة جمهورية مصر العربية في لبنان.
وتابع: إن الظرف التاريخي الدقيق الذي تمر به المنطقة يتطلب تكاتفنا جميعاً من أجل الحفاظ على تماسك مجتمعاتنا ووحدة شعوبنا، كما يتطلب السعي بصدق نحو بلورة رؤية واحدة لمواجهة التحديات، فالتطورات التي شهدتها منطقتنا العربية في السنوات الأخيرة فرضت علينا التنبه واليقظة إزاء الأخطارالمحدقة بدولنا وقضايانا وهويتنا العربية، وأن نعمل على بناء دولنا ومؤسساتنا القوية القادرة على بناء التنمية المستدامة، والتنبه للتدخلات الخارجية في الشأن العربي، والتوصل لتسويات سياسية للأزمات التي توجه عدداً من الدول العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن.
وختم: لقد استطاعت مصر ولبنان ان تحافظا على استقرارهما وسط محيط إقليمي شديد الاضطراب، وذلك بفضل ثبات مؤسساتهما، ووعي شعبيهما بموروثنا الحضاري العميق، وهو أمر يتعين علينا جميعاً في مصر ولبنان والعالم العربي بل والمجتمع الدولي ان ندركه وندعمه لما في صالح المنطقة، ليستمر بلدنا كما كان دوماً ركيزة اساسية لاستقرار المنطقة العربية.. وفي الختام نأمل من الله عز وجل لكم ولكل المشاركين في الجهود الكبيرة التي يقوم بها المؤتمر الشعبي وللبنان الشقيق دوام الرفعة والنمو والرخاء.
معن بشور
وتحدث منسق عام تجمع اللجان والراوبط الشعبية ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل معن بشور، فقال: جمعتنا مع الأخوة في اتحاد قوى الشعب العامل منذ نصف قرن، وخصوصاً في الجامعات اللبنانية، نضالات اجتماعية ووطنية وقومية مشتركة، ومؤسسات وأطر عمل ثنائية وجماعية، ومواقف تعاكس التيار السائد أحياناً، إلا أن أهم ما جمعنا في الكفر والممارسة: الالتزام بالعروبة وروحها الإسلام، ومركزية التكامل بين مصر وبلاد الشام والرافدين كضامن رئيسي للأمن القومي العربي، لذلك وقفنا معا بوجه كل مشروع يحاول عزل مصر، أو احتلال العراق، أو تدمير سوريا، أو خنق الشعب الفسطيني، أو تقسيم اي قطر عربي، ولقد أسيء فهمنا مراراً من الذين لا يفهمون الفرق بين الدفاع عن دول ومجتمعات وبين دعم حكام وأنظمة.
واضاف: كما جمعنا إدراكنا العميق ان الوحدوية لا تتجزأ، فان تكون وحدوياً على مستوى الأمة يتطلب منك أن تكون وحدوياً على مستوى الوطن، لذلك خضنا معاً معارك فكرية وسياسية ضد كل المحاولات الرامية الى تقسيم لبنان، وتلاقينا على التمسك باتفاق الطائف لا لإخراج لبنان من الحرب فقط بل لبناء علاقات متوازنة بين اللبنانيين، وهو الاتفاق الذي تجري محاولات لانتهاكه منذ التوقيع عليه واعتباره جزءاً من الدستور، وأخرها فرض قانون انتخاب متناف مع نص الطائف وروحه.
وختم: كانت هذه العناوين ومشتقاتها هي سبب صمودنا معاً، كما كانت وراء كل هذا الحصار الذي عشناه كتيار عروبي توحيدي تحرري أصر على التمسك بنهج تعلمناه من مدرسة الحركة القومية العربية بكل روافدها وعلى رأسها قائدها التاريخي جمال عبد الناصر.
الشاعر طارق آل ناصر الدين
ثم ألقى الشاعر القومي طارق آل ناصر الدين قصيدة من وحي المناسبة جاء فيها: من أين جئنا من التاريخ من غدنا/ من طهر أمٍ ومن إبداع أجدادِ/ وشرّدونا فعاد الحب يجمعنا/ كأننا واحد في شكل أعدادِ/ وجوّعونا فما جاعت إرادتنا/ خبر الكرامة قد يغني عن الزادِ/ وحاصرونا وهل يجدي الحصار بمن/ رؤوسهم فوق ما يبغيه جلادي/ خمسون واثنان تاريخ يذكّرني/ بالثورة الأم تأتي دون ميعادِ/ فيوم مولدها عيدٌ لمولدكم/ ويوم مولدكم عيدٌ لميلادي/ هي العروبة آختنا على قسمٍ/ ورثته من أبي إرثاً لأولادي.
كلمة كمال شاتيلا
ختام الكلمات كانت لرئيس المؤتمر الشعبي اللبناني الأخ كمال شاتيلا الذي شكر الحضور على مشاركتهم، ووصف الإحتفال بأنه تحدٍ لانتحاريي التطرف، ووجّه التحية لأرواح شهداء الاتحاد وشهداء مقاومة الاحتلال الصهيوني والاستعماري، وقال: لقد كانت ظروف نشأتنا في منتصف الستينيات بالغة الخطورة ومليئة بالتحديات أمام شباب وطني مؤمن عقد العزم بكل الإيمان والإرادة على التغيير في مواجهة نظام اقطاعي يحكمه دستور فرنسي معدّل كرّس حكم الطائفية السياسية وميّز بين المواطنين ووصف نفسه بوجه عربي ليكون مع العرب في الفنادق ومنفصلاً عنهم في الخنادق في مواجهة العدو الصهيوني، ومستنداً في سياسته الى مقولة "قوة لبنان في ضعفه" حينما احتل العدو أجزاء من أرضنا في الجنوب ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وظلّت سياسة الخنوع هذه مستمرة الى أن أخذ الشعب زمام المبادرة بمقاومة المحتلين.
وأضاف: لقد تشكلت نواة تنظيمنا من حركة المثقفين الثوريين، وامتدت بسرعة الى معظم الجامعات والمعاهد والمدارس، حتى أصبحت حركتنا التيار الأساس في الحركة الطالبية، ثم تحوّلت بعد عام 1967 الى اتحاد قوى الشعب العامل الذي نهض على الايمان بدون عصبية، والتزم الوطنية اللبنانية المتكاملة مع القومية العربية، وحمل أهدافاً وطنية واجتماعية لأغلبية الشعب تحت عنوان حرية الوطن وحرية المواطن، ولم يكن امتداداً اقطاعياً وراثياً، أو فرعاً لحزب اقليمي أو دولي، بل خالف قانون الحياة السياسية اللبنانية وقتها، واقتحم الميدان بحركة شبابية مستقلة ناضلت من أجل الحرية والعدالة والمساواة، وكان ولا يزال هدفنا بناء مؤسسات نافعة للناس تؤطر الطاقات للنهوض بمجتمع يحتاج الى كل عوامل التنمية، فكان المؤتمر الشعبي اللبناني هو التطور الطبيعي لولادة مؤسسات أهلية متحررة من التزمت الحزبي والفئوي، ومنفتحة على كل جهد معطاء في كل الميادين، ثم كان التعاون مع قوى التيار الوطني العروبي المستقل ومع كل الاحرار الذين تجمعنا معهم أهداف وطنية متحررة، فتجسّد مؤتمر بيروت والساحل بنهج الوطنيين العروبيين.
وشدد شاتيلا على أن الحصار والمنافي والضغوط والاضطهاد المتواصل الذي تعرضنا له، لم تنجح في فرض الاعدام السياسي الاقليمي – الدولي ضدنا، ولا استطاعت أن تؤثر سلباً في البيئة الشعبية الحاضنة لنا، بل كانت هذه البيئة العامل الأول في محاصرة الحصار، والحافظ لوحدة الاتحاد مع التيار الوطني العروبي، والسلاح الأول لقوتنا في وجه خصوم عروبة لبنان ووحدته واستقلاله، مشيراً الى أن العروبيين الأحرار كانوا في مقدمة المناضلين ضد كل مؤامرات تدويل الازمة اللبنانية، ومقاومة العدو الصهيوني من العرقوب الى بيروت، والدفاع عن وحدة لبنان وعروبته، ومواجهة التطرف الطائفي بكل أنواعه، حتى أصبحنا القوة الاساس الممانعة لأي بيئة حاضنة للتطرف في أماكن تواجدنا في المحافظات، متسائلاً: أي مبرر عند الوطنيين في السلطة لتجاهل هذه الحقائق؟ وأي مبرر للوطنيين في السلطة، شركاء 14 آذار و17 أيار اليوم والأمس، هذا التجاوز الخطير لدور العروبيين في المعادلة السياسية؟
وأوضح شاتيلا أنه لم يسع يوماً لأي منصب رسمي، لكن من حق الوطنيين العروبيين المشاركة في السلطة، في حين أن أكثر من ثلث الحكومة هم من مدرسة 17 أيار، ويقولون عنها حكومة الوفاق الوطني بين جميع التيارات، فيما هي في الواقع حكومة الطبقة السياسية التي تختلف وتتفق فيما بينها، وضحاياها هم الاغلبية الشعبية المنكوبة والمحرومة من حقوقها المشروعة، وفي المقدمة الوطنيون العروبيون، لافتاً إلى أن لبنان لا زال تحت احتلال الصهاينة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، ولا زال العدو الصهيوني يعمل لتقسيم لبنان، ولا زال التطرف المسلّح يتمتع بدعم أصحاب مشروع الاوسط الكبير الاميركي، فالمرحلة لا تتحمل هذا الاحتكار السياسي للطبقة الحاكمة التي هي أعجز من أن تكون صانعة للوحدة الوطنية أو من أن تكون قادرة على التغيير والاصلاح.
وتمنى أن يشق العهد الجديد طريق التغيير، وقال: في الحكومة وزراء إصلاحيون، لكن المرحلة تتطلب اتحاداً شعبياً وطنياً يتجاوز العصبيات المذهبية والطائفية والاقطاعية، والإصلاح يحتاج لكل الاصلاحيين، والوحدة الوطنية تحتاج لكل الوطنيين التوحيديين، وعروبة لبنان تحتاج الى الدور الفاعل للعروبيين اللبنانيين.
ولفت رئيس المؤتمر الشعبي الى أن جزءاً غالياً من أرضنا لا زال محتلاً، وحكومات 8 و14 آذار لم تتحرك لاستعادته، وأن نظام الطبقة الحاكمة منذ العام 1992 المتجاوز لدستور الطائف سبّب كل الكوارث التي يعيشها لبنان، ولا حل لهذه الكوارث إلا بالإصلاح ومدخله يكون بوضع الحكومة والمجلس النيابي خطة تطبيقية شاملة لدستور الطائف، بما فيها قانون انتخابات على اساس النسبية، وإنشاء مجلس الشيوخ والغاء الطائفية، واصفاً أي إجراء رسمي ايجابي بأنه يبقى بدون فعالية اذا لم توضع خطة شاملة لتطبيق الدستور.
وأكد أن إلهاء الناس بطروحات طائفية وتفاهمات عبثية وتكرار تجربة سلطة الحزب الواحد المتعدد الرؤوس، لا تؤدي الى أي تقدم أو إصلاح أو معالجة للأزمات، مشدداً على أن عهد الانفراد بالسلطة انتهى، وعهد الثنائيات المذهبية انتهى، ولم تعد العصبيات تنفع أهل الحكم، بدليل الحراك الشعبي ونتائج انتخابات البلديات والغضب العارم من كل المناطق على آداء السلطات، لافتاً إلى أن تطبيق الدستور هو الحل للعودة الى الاصول الديمقراطية وحق الشعب في اختيار ممثليه بحرية وتحقيق المواطنة المتساوية، ومناشداً الرئيس الصديق نبيه بري صاحب المبادرات الاصلاحية والوفاقية، إطلاق مؤتمر وطني توحيدي لا يقتصر على النواب، وانما يشمل التيارات السياسية الممثلة للتعددية السياسية داخل كل مذهب، والمؤسسات الاهلية الفاعلة، لوضع خطة متكاملة لتطبيق الدستور.
ودعا شاتيلا الى التمييز بين الانتماء للعروبة وبين الانتساب للانظمة، معلناً تمسكه بالوحدة التكاملية العربية، وتطلعه الى قيام تضامن عربي كحد أدنى لهزيمة الأوسط الكبير والصهاينة وحماية الوحدات الوطنية من العصبيات المذهبية والتطرف الذي أساء للاسلام أكثر من إساءات العنصريين في حلف الاطلسي، موضحاً أن التضامن العربي الذي حطم الأحلاف في الخمسينيات، وصنع انتصار تشرين في السبعينيات، وساهم بانقاذ لبنان من حرب التقسيم الصهيونية، يستطيع أن يهزم أعداءنا ويدعم قضية فلسطين، ومتسائلاً كيف يوقّع القادة العرب في قمتهم بشرم الشيخ عام 2015 على احياء معاهدة الدفاع المشترك وانشاء قوة عربية مشتركة والتكامل الاقتصادي، ولا يطبقون هذه المقررات، ومطالباً الجامعة العربية بتسمية القادة الذين عطلوا التطبيق.
ووصف شاتيلا المتغيرات في الولايات المتحدة او اوروبا بأنها لا تفيد قضايانا، فالحلول للمشاكل العربية يجب أن تكون عربية، داعياً إلى أخذ الدروس من إزالة الاستعمار عن بلادنا بعد معركة السويس عام 56 بقيادة القائد الفذ جمال عبد الناصر، ومن مصر وسوريا في حرب تشرين، ومن مقاومات أبطال فلسطين ولبنان ومقاومي الاحتلال بالعراق.
وختم موجهاً التحية للجيش اللبناني ومؤكداً الوقوف معه في مواجهة التطرف والعدو الصهيوني، وقال للمراهنين على إضعاف إضعاف العروبة والعروبيين اللبنانيين في المعادلة: راجعوا مسيرة الحركة الشعبية، راجعوا تاريخ نضالنا والمواجهات، تخرجون بنتيجة أن اتحاد قوى الشعب العامل بما يمتلك من مبادىء ومخزون نضالي لا ينضب، وبما له من رصيد متراكم في الاوساط الشعبية، غير قابل للاضعاف. تستطيعون بقرار اقليمي دولي منع دوره في المعادلة السياسية الرسمية، لكنكم لن تستطيعون مصادرة دوره في المعادلة الوطنية.
أبرز الحضور
تقدم الحضور في الاحتفال: المحامي علي عبد الله ممثلاً رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري وقيادة حركة أمل، رفعت بدوي ممثلاً الرئيس سليم الحص، عبد الفتاح خطاب ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، الشيخ بلال الملا ممثلاً مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، الأب شربل بحري ممثلاً مطران بيروت للسريان الارثوذكس المتروبوليت دانيال كوريه، الشيخ محمد نمر زغموط مفتي فلسطين في الشتات، قاضي بيروت الشرعي الدكتور احمد درويش الكردي ، ممثلو سفراء الجمهورية العربية السورية، الجزائر، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، روسيا الإتحادية، منسق عام تجمع اللجان والروابط معن بشور على رأس وفد، أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان على رأس وفد، الوزير السابق الياس حنا، الدكتور ابراهيم محسن ممثلا الوزير فيصل كرامي، الشيخ عماد العماد ممثلا رئيس الحزب الديمقراطي الامير طلال ارسلان، منسق تجمع اللجان والروابط الاستاذ معن بشور على راس وفد من التجمع، المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج، عضو قيادة حزب الله الدكتور علي ضاهر، ممثل عن الوزير السابق وئام وهاب، نائب الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري خليل الخليل وعضو قيادة التنظيم ابراهيم ياسين، نائب رئيس حزب الاتحاد المحامي أحمد مرعي، العميد رسلان الحلوة ممثلاً رئيس حزب الحوار المهندس فؤاد مخزومي، المحامي رمزي دسوم ممثلاً قيادة التيار الوطني الحر، امين سر منبر الوحدة الوطنية وليد حموية على راس وفد من المنبر، النائب السابق الدكتور عدنان طرابلسي والدكتور بدر الطبش ممثلين عن جميعة المشاريع الخيرية الاسلامية، رئيس رابطة التعليم الثانوي نزيه الجباوي، رئيس رابطة التعليم الاساسي الاستاذ محمود ايوب، النقابي محمد قاسم، مسؤول بيروت في حركة فتح سمير أبو عفش، مسؤول الجبهة الديمقراطية القيادة العامة في لبنان رامز مصطفى على رأس وفد، أمين عام اتحاد المحامين العرب السابق المحامي عمر زين، نقيب المحامين السابق عصام كرم، رئيسة المجلس النسائي اللبناني المحامية اقبال دوغان والرئيسة السابقة للمجلس السيدة جمال غبريل، السيدة نجوى جمال رئيسة اتحاد الجمعيات اللبنانيات، الحاج زكريا الغالي امين سر الجبهة الموحدة لراس بيروت، السيدة سعاد سلوم رئيس جمعية بيت المرأة الجنوب، الى حشد من ممثلي مؤسسسات المجتمع المدني والروابط العائلية ووفود شعبية من بيروت وطرابلس وعكار والجنوب والعرقوب وجبل لبنان واقليم الخروب.
-------------------------- بيروت في 29/1/2017
No comments:
Post a Comment