Saturday 9 June 2018

{الفكر القومي العربي} يحيى حسين: حروب الجيل الواطى

 

حروب الجيل الواطى

                                  بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
كنًّا لم نزل فى ذهولٍ عقب انتهاء غزوة (تحيا مصر) بالنادي السويسري بالكيت كات أو (الاطباق الطائرة) كما أسماها سليمان الحكيم .. نُطبب إصابات فريد زهران ومعصوم مرزوق وباقى المصابين .. ونطمئن على جميل مطر وحلمى شعراوى والأديب إبراهيم عبد المجيد وَعَبَد العظيم حمّاد والسناوى والشاعر زين العابدين فؤاد وغيرهم .. ونبحث عن حقائب د.عواطف عبد الرحمن وسوزان حرفى ومنى عامر وغيرهن من الفضليات .. ونتصل بالشوبكى ومصطفى كامل السيد وأنور السادات وغيرهم ممن تأخروا بسبب المرور لنطلب منهم العودة (بعضهم أصّر على الدخول) .. احتضنتُ البطل اللواء دكتور مهندس وجيه مكى الذى تملكته روح أكتوبر وهجم بمفرده وهو أعزل على المعتدين ..فتكاثر عليه عشرةٌ من ميليشيات زمن المسخ والتفريط .. وطرحوه أرضاً .. لم يستطعها الإسرائيليون معه قبل خمسةٍ وأربعين عاماً .. طفرت من عينى دمعةٌ .. شعرتُ وكأن حقبةً كاملةً من مصر المقاتلة الفتيّة العزيزة المعتزة كانت تقع معه فى نفس اللحظة.
لم أكن من المتحمسين لعمل محضر .. فالذى سيذهب لعمل محضر سيجد محضراً مضاداً فى انتظاره مثلما حدث مع المستشار هشام جنينة .. ثم بلاغٌ لِمَن؟ وضد مَن؟ .. فِيمَ الخِصامُ وأنت الخصمُ والحَكَمُ؟. وهل يحتاج النائب العام إلى بلاغٍ ليأمر بالتحقيق فى هذا الاعتداء الذى صار حديث الدنيا؟ وهل يحتاج رئيس الدولة إلى مٓحضرٍ ليأمر بالتحقيق فى هذا العار الذى ينسف مصداقية ما كان يردده فى نفس اللحظة فيما يُسَمّى إفطار الأسرة المصرية؟.
ومع هذا فقد اتصل عبد الخالق فاروق بشرطة النجدة أكثر من مرة وجاء ضابطٌ بعد أكثر من ساعتين .. وعندما سَخَرَ أحد الموجودين من إجراء المعاينة فى الظلام الدامس، نادى بتلقائية شديدة (عمليات .. النور) فعادت فوراً الكهرباء التى انقطعت مع بدء الاعتداء!!
الأمر لا يحتاج إلى كثير ذكاءٍ للتعرف على الفاعل .. فكما يقول المثلُ العربى (إن البَعر يدل على البعير) .. وقد كان البعير من الغباء بحيث خَلّفَ وراءه اطناناً من البعر الدالّ عليه .. يكفى تطابق هتافات المعتدين (يا جواسيس يا خَوَنَة) مع هتافات مذيعى أشرف بيه .. وتكفى الرواية الهزلية التى صيغت باستعجالٍ وتم تعميمها على إعلامهم وصحافتهم منسوبةً إلى مصدرٍ أمنى.
إنه الجيل الواطى من الحروب .. وهو يختلف عن أسطوانة حروب الجيل الرابع والخامس إلى آخر الأرقام التى استرزق منها بعض الخبراء الاستراتيجيين طوال السنوات الماضية .. على خلفية أوركسترا التشهير والتشويه المتواصل بواسطة الجيل الواطى من المذيعين على شاشات الجيل الواطى من الفضائيات تحت رعايةٍ وحمايةٍ كاملةٍ من النظام المهذب .. كانت غزوة السويسري أحدث الحلقات فى هذه الحروب وأوضحها .. ولكنها كانت أكثرها نعومة رغم ضخامة الأسماء المعتدَى عليها .. فعلى الأقل لم تُزهق فيها أرواح .. لكن هناك من الغزوات ما خَلّف دماءً غزيرةً عزيزةً لم يُسفَك مثلها فى تاريخنا إلا فى الحروب .. بدأت بغزوة يناير وتوابعها فى محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو .. ثم بورسعيد .. ورابعة والنهضة .. مروراً بعشراتٍ من الغزوات الصغيرة كمجزرة ميكروباص ريجينى وغيرها .. تبدو الآن كحلقاتٍ فى سلسلةٍ وَاحِدَةٍ .. معظمها لم يخضع للتحقيق .. أو قُيّدت ضد مجهول .. متى يصير معلوماً؟.
(المشهد- 9 يونيو 2018).

No comments:

Post a Comment