| محمود الخفيف نشر فى : الثلاثاء 28 مايو 2019 - 9:10 م | آخر تحديث : الثلاثاء 28 مايو 2019 - 10:31 م ي elw3yalarabi.org |
والآن وبعد حوالى 20 سنة من تطبيق شروط الليبرالية الجديدة المتوحشة، ما زالت مالاوى من أفقر عشر دول فى العالم وما زال أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر وما زال ربع السكان يعيشون فى فقر مدقع. بالطبع مصر ليست مالاوى وأكيد أن اقتصاد مصر أكثر تنوعا وأكثر تعقيدا من اقتصاد مالاوى، ولكن المغزى هنا أن مالاوى حالة يسهل قراءتها ويظهر فيها تأثير برامج الصندوق بوضوح. والأكيد أيضا أن الغالبية العظمى من الدول التى لجأت للصندوق ورضخت لشروطه لم يتطور اقتصادها تطورا نوعيا بل قد زادت تبعيتها للدول الغنية الغربية وزادت سيطرة واستغلال الاستعمار فى ثوبه الجديد من خلال مجلس إدارة الصندوق وما شابه ومن خلال الدول المانحة ومؤسساتها التى يسمونها «مؤسسات تنموية». ولكن على الجهة الأخرى فالأكيد أن اقتصادات الدول التى لم ترضخ لتوصيات الصندوق، حتى فى ظل وجود أزمات حادة، قد تطورت وانتقلت نقلات نوعية للأمام، على سبيل المثال فى كوريا وماليزيا وإندونيسيا بعد أزمة جنوب شرق آسيا فى أواخر القرن الماضى، وبعد ذلك فى الأرجنتين ثم فى البرازيل.
No comments:
Post a Comment